إنشاء الله والحمد لله

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 09:01
المحور: كتابات ساخرة
    

أنا ما بحكي عن المسلم بس لا غير, ولكني أيضاً بحكي عن الجميع , في كثير من الناس بحمّلوا ربهم وإلههم ومعبودهم أخطاأهم , يعني أنا شخصياً صرت أعرف الناس إنها بتكذب من خلال كلمة (إنشاء الله)و(الحمد لله) يعني إلبده يخدعك بحكيلك إذا طلبت منه شيء بحكيلك (إنشاء الله ) والبده يضطهدك بحكيلك قول : الحمد لله .

واللي بده يسرقك بحكيلك قول الحمد لله , واللي بده يوكل تعبك بحكيلك قول الحمد ُ لله , والي بده يغتصب إمرأه أيضاً بحكيلها قولي الحمد لله , واللي بده يغتصب حقوقنا بحكيلنا قولوا الحمد لله , واللي بده يوخذ أعمارنا مثل عزراييل بحكيلنا قولوا الحمد لله , شو هاي الحياه ؟



واللي بده يكذب علينا اليوم في مواعيده بحكيلنا قولوا :إنشاء ألله , على شانه عارف حاله مش رايح يجي , عشان هيك بحكيلنا إحكوا إنشا ألله , يعني هو هيك الدين ؟




وبسمع الناس في الشوارع بتحدثوا مع بعضهم كثير من الأحاديث وفي المجالس أيضاً مثل تلك الأحاديث ويظهر كذبهم على أنفسهم وعلى الله من خلال إستعمالهم لكلمة (إنشاء الله ) يعني إلبده يكذب على شخص؟ بحكيله إنشاء الله , والبده يحاول إرضاخ حدى برضه بحكيله :الحمدُ لله .
تعبيراً عن الإنصياع بدون تفكير .
يعني شو هذا ؟

أما المواطن إذا بده ينفذ شيء وبكون جاد فيه 100% ما بحكي إنشا ألله , بحكي مثلاً: بكره ..أو بعد بكره ..أو إلآن بحكي معك بس أروح ..وهنا نلاحظ إنه ما بستخدم كلمة إنشاألله إلا إذا أراد الكذب .
والإنسان إللي حالته مبسوطه و100% وعال العال : ما بحكي : الحمد لله إذا سألته عن حاله , بحكي , أنا كويس وبشتغل وراتبي ..ودخلي ..وعندي أولاد كذا ..وعمرت بيت ..أو إشتريت شقه .
أما إذا كانت أحواله غير جيده , فوراً بحكيلك إذا سألته عن حالته : كيف الصحة ؟ فوراً بحكيلك كلمة الحمد لله .
وبما أن حال الأمة كلها ليست كما يجب , لذلك 90 من الشعب العربي المسلم والمسيحي بحكي عن حالته إنها كويسه والحمد ُ لله , وكل إنسان بحكي هذه الكلمة أنا فوراً بستنتج إنها حالته مزرية وليست عال العال .
طبعاً أنا بختلف عن الناس كلهم : أنا بحياتي ما حكيت كلمة الحمد لله , مُش على شان حالتي جيده , ألأنا على شان ما بآمن بهيك كلام , يراد منه خداع الضمير والنفس والإنسانية جمعاء .

وصديقي لهذا اليوم سيكون موضوع السهرة وصديقي هذا لم أره منذ 11 أحدى عشر عاما , أو لم أرى مثله منذ 11عشر عاماً , لأن الأصدقاء الذين يأتون على هذه الشاكلة قد تركتُ رفقتهم لذلك منذ 11عاما ليس لي صديق واحد في الأردن كله أزوره ويزورني , غير أنني أسلم عليهم في الطرقات تجنباً للعتب , وهم يسلمون على شخصي لأن السلام طبعاً ليس لي بل لله.
-السلام عليكم .
-وعليكم السلام .
-عارفني ؟
-طبعاً عارفك إنت جهاد العلاونه .
-طيب كيف عرفتني , أنا وزني زائد جداً , قبل عشر سنوات كان وزني 60 كيلو وأنا اليوم وزني 86 كيلو .!؟
-أولاً يا زلمه إل مثل جهاد ما بتغير , إنسى النصاح والكلام الفارغ , إنت كيف حالك ؟
-أنا ؟
-آه يا زلمه ,إنت .
-أنا مش مليح .
-ليش يا زلمه ؟ مش مليح؟ ما هيك كنت تحكي إنه زمان كان وزنك 60 كيلو والآن بعد 10 عشر سنوات صار وزنك 86كيلو, مليح يا زلمه قول الحمدُ لله .
-أقلك ؟ ما بدي أقول الحمدُ لله , على إيش أحمد الله , ما في إشي بستاهل .
- كيف يا زلمه صحتك ...بتستاهل.
-أيوه أحسن شيء ..هاي كمان هتوا فيها علينا ..نقوا علينا ..أي لو إنها من عند الدوله قطعتوها عني زي ما بتقطعوا الكهربه أو الميه(الماء) , هتّوا فيها علينا ..حملونا جميله..أي هي باقيه الصحه من عند أبوكو..يا زلمه إمقرفينا عيشتنا وبدكوا نحمد الله , على إيش نحمد الله ..على المنتزهات إللي بالبلد؟؟...إمبارح أخذت أولادي على دوار سال الكبير في إربد ..مساحته 3دونمات والزجاج المتكسر فيه بيجي 100كيلو منعوثات على كل أطرافه روحنا منه وولادي أصابعهم بتشر دم من الزجاج الذي إخترق حتى أحذيتهم ودخل لأرجلهم , على إيش نحمد الله ..على الترفيه : ما في رفاهية بس إتصير الدنيا عتمه وتغيب الشمس بتطلع الجراذين والزعران إللي مش ملاقيين شغل بنتشروا بالشوارع بعرفش الواحد يمشي ساعة من الزمن مع نفسه .
-يا زلمه قول الحمد ُ لله : طل إنت أحسن من الناس .

-يا أخي إنتوا ليش مصرين إنكوا إتحملوا الله أخطاأكم وخطاياكم, يعني إذا في طبيب بخطأ طبياً وبموت المريض بصير يحكي هذي إرادة الله , وإذا في واحد مثلي بِنكَحِشْ من شغله وبتشرد بشوارع الأردن بتصيروا تحكوا هاي حكمة الله على شانه علماني , حتى يا ريت بتحكوا علماني بتحكوا عني : كافر وملحد وووووو..إلخ .
- إنت والله يا جهاد إنك زلمه طيب وبشهد الله ومؤدب بس إلصار نصيبك , والله هذاك اليوم كنا في سيرتك بالجامعه ...إلخ.

طبعاً صديقي هذا ما حكاش أثناء الحديث معاه عن حالته كلمة : الحمد لله , قال أنا كذا ....إلخ , وبتعرفوا بقيت بدي أقله قول : الحمد لله .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات