أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعدون محسن ضمد - الخائفون، ممن؟














المزيد.....

الخائفون، ممن؟


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 08:49
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت، وما أزال، أرفض أن يكون لمجتمع ما، أو دولة أو أي كيان آخر القدرة، منفرداً، على التأثير بالواقع والتاريخ، تأثيراً جوهرياً أو كبيراً. لأن التاريخ البشري تصنعه مجموعة مؤثرات ومتحكمات لا يمكن حصرها أو التنبؤ بنتائجها. وهذا ما يتفق عليه جل باحثي العلوم الإنسانية. على هذا الأساس لم أكن أفهم إيمان الكثير من المثقفين والساسة بقدرة أمريكا المطلقة على التأثير بالمجتمع الإنساني، خاصَّة بعد أن تحوّل هذا الإيمان إلى رهاب، فما أن يجري انقلاب أو تمرد أو اغتيال في مكان ما حتى تشير الأصابع إلى (الشبح) الأمريكي. نعم يمكن لدولة قوية أن تستخدم جواسيسها لقتل عدو، أو تحرك جيوشها لتغيير نظام حاكم، لكنها لا تستطيع أبداً أن تتحكم بنتائج هذه التحركات، فضلاً عن جعلها تصب بصالحها بشكل تام، أحداث العام 2003 كشفت هذه الحقيقة بشكل جلي.. وأمريكا التي تحركت لتغيير أنظمة الإقليم، تحاول الآن الخروج بأقل خسائر تنتج عن التصالح مع هذه الأنظمة.
أتذكَّر هذه المفردات وأكتب عنها لأنني أراقب بدهشة طبيعة التعامل العربي والعراقي بشكل خاص، مع (الظاهرة) الإيرانية، التي تحولت إلى (بعبع) لدى بعض الساسة العرب والعراقيين، فلم يعد ممكناً لهؤلاء أن يتصوروا حدوث أي شيء بعيداً عن تدخلات إيران، وهذا لا يعني نفي التدخل الإيراني، ولا المطالبة بالسكوت عنه، بل يعني وضعه بحجمه الطبيعي، من أجل أن لا نخلق، ومن دون أن نشعر، عفريتاً شرق أوسطي يبسط هيمنته على المنطقة، وهو لا يستطيع بسط هيمنته على أرضه هو، وهنا ومن هذا المنطلق أريد أن أسأل:
ما الذي تمتلكه إيران ولا يمتلكه مجموعة الخائفين منها؟ وهل تمتلك إيران في العراق ما يبرر كل هذا التهويل من شأن قدرتها على التأثير فيه؟ من وجهة نظري كان لدى إيران في العراق ورقتان، الأولى أحرقتها بين المفخخات والعبوات وصواريخ الكاتيوشا، والثانية أحرقتها بالاستخدام السيئ للخطاب الديني في الانتخابات الأخيرة، وبالنتيجة هاهو رفسنجاني يتجوّل بين أروقة النجف والمنطقة الخضراء باحثاً عن أوراق جديدة.
لكن، ومن جهة أخرى، ربما تمتلك إيران ما لا نستطيع مواجهته، فلدى إيران رئيسها الواثق بنفسه وشعبه والذي استطاع أن يخرج بدولته من زاوية الدفاع عن النفس إزاء هجوم الجميع، أيام خاتمي، إلى فضاء الهجوم على هؤلاء الجميع. ولم يكن لهذا الخروج أن يكون حقيقياً لولاً أنه حظي بالظروف المناسبة، وأهمها أنه أحيط بمجموعة من الحكومات التي لا تمتلك الحد الأدنى من الثقة بنفسها وبشعوبها. وانعدام الثقة أو الخوف ظروف تؤدي لخلق طبقة العبيد مقابل طبقة السادة. لأنك تجد دائماً أن السيد واحد، لكنه يستغل جمعا غفيرا من العبيد، الذين يستطيعون، لو امتلكوا الشجاعة، أن يقتلوه بزعيقهم عليه أو بصاقهم فوق رأسه، لكن أنى لهم ذلك وحناجرهم مخنوقة وأفواههم جافة من الخوف؟
تستطيع أن تتحقق من صدق ما أقول عندما تراقب مقدار الثقة بالنفس التي تميزت بها جولة رفسنجاني في العراق. فقد تجول ـ وهو يعلم بأنه غير مرحّب به لدى ربع الشعب العراقي في الأقل ـ بين القصور والمزارات والحوزات، ولم يبق أمامه إلا الفضائيات والجامعات والصحف، وكان المفروض أن يرتبك هو بوصفه ضيفاً غير مرحب به، لكن الذي حصل أن ارتبك صاحب الدار، والذي يمتلك ثلث القرار السياسي في البلد. وهذا تكرار لما حصل عند اشتراك نجاد بالقمة العربية في قطر، فقد حضر وسط خوف وارتباك الجميع إلا هو، مع أن اشتراكه بهذه القمة كان غريباً وغير مرحب به.
إذن، السلاح الإيراني الخطير الذي تهدد به سلامنا الداخلي (عرباً وعراقيين)، ليس ثقتها الزائدة بنفسها بل خوفنا المبالغ به، من هذه الثقة، الأمر الذي ينعكس سلباً على أدائنا السياسي والإعلامي والأمني.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لي برأس هذا الفتى الصخّاب*؟
- كذبة الحرية
- خطاب الصناديق السياسي
- وداعا للخراتيت
- اعتدالنا
- حدُّ الأطفال
- ثالث الثلاثة
- عصابات المسؤولين
- قف للمعلم
- أنت الخصم
- رسالة إلى هتلر
- ريثما يموت الببَّغاء
- الإنسان الناقص
- نبوئة لن تتحقق
- اغتيال مدينة
- كنت ثوريا
- التثوير الديني
- يقين الأحمق
- كلام المفجوع لا يعول عليه يا صائب
- البقاء للأقوى يا كامل


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعدون محسن ضمد - الخائفون، ممن؟