أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الهلسه - القدس: حيِّز -الضمير- ..وحيِّز -الفعل-














المزيد.....

القدس: حيِّز -الضمير- ..وحيِّز -الفعل-


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 08:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


* ما كان لي إلا أن أرحب بالدعوة التي وجهها إليَّ مشكوراً الصديق الدكتور "حسن نافعة"، الأمين العام لـ"منتدى الفكر العربي"، باسم سمو الأمير "الحسن بن طلال" رئيس المنتدى وراعيه، لحضور الندوة الفكرية السنوية للمنتدى التي كرّست للقدس هذا العام بعنوان:
"القدس في الضمير"
التي عقدت خلال يومي( 3و4-آذار –مارس) في "عمّان"، أكثر العواصم العربية قرباً من القدس وتواصلاً حياً دؤوباً متعدد الأشكال معها.
وكان الصديق الأستاذ الدكتور "همام غصيب" مستشار الأمير الحسن ومدير التخطيط في المنتدى، قد تفضل مشكورا بتزويدي ببرنامج عمل الندوة وأسماء المشاركين فيها والمدعوين إليها ممن عُرف عنهم العمل في الميادين المختلفة لأجل القدس المحتلة وقضاياها: مدينة وشعباً وهوية وتاريخاً ومصيراً...
* * *
ورغم توافق عقد الندوة مع اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية هذا العام، إلا أن الاهتمام بها يتخطى المناسبات. وينبغي له أن يتحول إلى برنامج عمل يومي يشمل الأمة بأسرها: بمؤسساتها الحكومية وهيئاتها وجمعياتها الأهلية وأفرادها، لتتمكن من الارتقاء لمستوى التهديد الذي تتعرض له القدس، والذي بلغ درجة عالية من الخطورة تطال بالتصفية كل النواحي فيها: بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وسكانها العرب، وأحيائها وأبنيتها، وتواصلها الجغرافي بمحيطها الطبيعي الفلسطيني والعربي، وبمستويات التعليم والثقافة والمعيشة للعرب فيها، وتقويض ومحو هويتها العربية...
وهو ما يعني تهويد المدينة: سكاناً، وبناءً، وإدارة وتنظيماً، وهوية وسيادة.
* * *
هذا الخطر البالغ الذي تعبر عنه وتنفذه بدأب مثابر وزارات وأجهزة ومؤسسات الدولة "الإسرائيلية"، ومستوطنوها، والمنظمات الصهيونية الدولية المنشغلة بتهويد القدس كُلياً، وتغيير معالمها وسكانها العرب، لتكريسها كأمر واقع "عاصمة أبدية لإسرائيل"، يستدعي ويتطلب بإلحاح وسرعة إعادة النظر في الاستراتيجيات العربية السابقة إزاء التعامل مع القدس، والتي تكشفت: إما عن مردود ضئيل لا يتناسب مع ما هو مطلوب، أو عن عجز عن مجابهة الأخطار الماثلة الجارية أمام أنظارنا، وكذا التحديات القادمة التي تتبدى بوضوح لكل المعنيين.
ففي الوقت الذي وضع فيه العرب رهاناتهم –وآمالهم- باستعادة بلادهم وحقوقهم السليبة من طريق ما يسمى بـ"العملية السلمية" انهمكت "إسرائيل" وجَدَّت في العمل على ثلاثة مسارات:
• خلق وقائع جغرافية واقتصادية وديمغرافية وقانونية في الأراضي العربية –وخصوصاً في القدس-، تؤدي إلى تغيير بنيتها وطابعها وهويتها العربية، عبر مصادرة الأراضي، والاستيطان، والحفريات، وتفكيك الاقتصاد الفلسطيني وربطه بالاقتصاد الإسرائيلي، والتضييق بكل السبل على العرب وتمزيق وحدتهم الاجتماعية عبر بناء جدران الاعتقال والخنق، ونشر مئات الحواجز (المحاسيم)، وهدم البيوت، والضرائب الباهظة، والحصار، والملاحقات الأمنية والتصفية للنشطاء...
• الاستفراد بالجبهات والقوى العربية ومحاربتها كلاً على حدة. وهو ما باشرته بعد تحييد "مصر" أكبر قوة عربية منذ اتفاقات "كامب ديفيد" 1979. فقد استفردت بلبنان عام 1982م، ثم بمواجهة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى عام 1987م، والثانية –انتفاضة الأقصى-،ثم بلبنان في تموز 2006, وأخيراً استفردت بغزة في حربها العدوانية الأخيرة.
• وتمثل المسار الثالث في استمرارها في تعزيز وتجديد قدراتها وقواها بما يضمن تفوقها النوعي على العرب. فيما دخل العرب في حالة استرخاء لامبالية متكلين على إحياء العملية السلمية!
* * *
إعادة النظر –إذن- في الاستراتيجيات العربية، تمليها معاينة الوقائع الجارية على الأرض وليس اللقاءات والأحاديث الإعلامية عن السلام، ومجابهة الاستراتيجيات الإسرائيلية بسياسات ووسائل قادرة على الرد الفعال. وهذا يعني الكف عن التعلق بالوعود الأميركية، أو التعويل على مواقف بعض الحكومات الإسرائيلية، التي تبين لنا أقصى ما يمكن أن تقدمه في مباحثات "كامب ديفيد 2000".
ما يجب عمله لأجل القدس -ولفلسطين والأقطار العربية المحتلة –والمهددة- عموماً- هو تحريرها.. لا البكاء عليها واستدرار الشفقة والاستغاثة بمن لا يستغاث بهم.
وإلى أن ينجز هذا الهدف، وعلى الطريق إليه، يمكن عمل الكثير الكثير لتعزيز صمودها وبقائها عربية...
وهذا يتحقق عندما يلتفت العرب والمسلمون إلى أنفسهم.. وعندما ينقلون الاهتمام بالقدس وفلسطين وكل البلاد العربية المحتلة، من حيّز ومجال "الضمير" إلى حيز ومجال "الفعل" اليومي الشامل...
وهو ما تنتظره القدس منهم.



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب الانتظار ؟
- حشد الاحقاد
- . أو لا سلام يكُون !
- فنزويلا: ضمير ومبدأ وإيمان
- لفلسطين..ولأنفسنا
- الجيش والدولة والسلطة والسياسة في الوطن العربي :-مساهمة في ا ...
- لا عليك !
- طفل الطيران !
- تداعيات عربية...الازمة ..والفرصة؟
- الرحلة
- شدعي ع القطار !
- مضغُ الوقت !
- مضغ الوقت !!
- استعادة الذات...في-الامل- كما في -الالم-
- محمود درويش...الحضور..والغياب
- المثقف والسياسي...سؤال العلاقة ؟
- آب آب...عن السجون والعشاق الذين لا يؤوبون ؟؟
- منذ مئة عام...عسكر انقلاب !!
- ذكرى ميسلون : التحدي..والاستجابة
- عبد الوهاب المسيري...رحيل المتميز


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الهلسه - القدس: حيِّز -الضمير- ..وحيِّز -الفعل-