أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمزه الجناحي - النخلة العراقية...بين إعدامات الأمس ومشنقة اليوم















المزيد.....

النخلة العراقية...بين إعدامات الأمس ومشنقة اليوم


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 09:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


النخلة العراقية...بين إعدامات الأمس ومشنقة اليوم
خلاص طال انتظاره

قبل دخول العراق الى ثمانينات القرن الماضي كان يحتل المرتبة الاولى بين الدول في العالم لعدد النخيل على ارضه كانت هناك اكثر من 33 مليون نخلة واصناف ونواع ليس لها مثيل كانت في مدينة البصرة وحدها اكثر من 15مليون نخلة موزعة بين مدن وقصبات تلك المدينة توزيعا رائعا وفي محافظة بابل وكربلاء كانت توجد اكثر من 10ملايين نخلة والباقي من ذالك الرقم موزع على اغلب محافظات العراق في ديالى وواسط والانبار والديوانية والسماوة ومعامل كبس وتنظيف التمور وتعليبها منتشرة في تلك المحافظات يوم كان العراق واهل العراق يحبون تلك الشجرة المباركة ويقدسوها لأنها هي ذاتها التي وقفت بجانب ذالك الشعب في محنه الكثيرة فعملت حارسا للعراقيين ووقفت حائلا بينهم وبين العواصف الترابية والرملية التي كانت كل دول العرب تعيش تحت وحشية ووطأة هذه العواصف ماعدا البيئة العراقية النظيفة والمنعشة بسبب تلك الشجرة المباركة المعطاء التي وصل الحال بالعراقيين ان تقف معهم وتنقذهم من غضب دجلة والفرات وتضحي بنفسها سدودا لمنع غرق الناس ...
اما ماتقدمه تلك النخلة من عطايا للعراقيين وغذاء يكفينا الاشارة الى انها ذكرت بالقران الكريم في اكثر من مناسبة “ وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا”
وجاء ايضا في محكم كتابه“
فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون “
.وذكرها الرسول الكريم مرات متعددة لاهميتها فهي تعطي من جذرها الى قلبها وتغنى بها الشعراء وكتب عنها الادباء واصبحت رمزا من رموز العراق واباء شعبه وعظمته وجبروته ...بلد النخيل ارض السواد واسماء سمي العراق بفضل تلك الشجرة المباركة واصبحت ارضه سوداء من كثرة جذور النخيل وتشابكه وحفاظه على تماسك حبيبات التربه ومنعها من التطاير وعدم ذرها يوم ترتفع وتمر العواصف الترابية على ارض العراق..لم يقدر العراقيون يوما تلك الشجرة ويعطوها اهميتها الحقيقية بسبب قلة ثقافة المواطن وخاصة ثقافته الوطنية لا بل حتى الحكومات المتعاقبة لم تهتم بتلك الشجرة ولو كان ذالك حاصلا لسنت لها القوانين للحفاظ عليها وتطويرها والاهتمام بها ولجعلتها رمز العراق الاول مثل بعض الدول التي اعطت للاشجار التي تعيش على ارضها رموزا مثل شجرة الارز او ورقة العنب او شجرة الصنوبر او لوضعت الحكومات تلك اشجرة شعارا على علمها المتغير دائما كرمز لوحدة العراق وشموخه ...
واليوم وبهذه المناسبة ندعو مجلس النواب الذي ينوي اصدار شكل للعلم العراقي ندعوه بعدم اغفال هذه الشجرة وجعلها شعار على علم العراق ولا من معترض او ممانع كون التاريخ العراقي ذكر تلك الشجرة في لقاه ومسلاته وشعاراته...
اليوم العراق يحتل المرتبة الثانية عشر في تسلسل الدول الزارعة والمنتجة للتمور في العالم فبعد ان كان الرقم 33مليون شجرة اضحى اليوم لايتجاوز 12 مليون نخلة هزيلة ضعيفة الانتاج ليست كامها في عطايها وكرمها بل تعيش وكأنها امرأة خجولة تبكي على ماضي امهاتها بعد ان عبثت الايدي التترية بتلك الشجرة واعدمت الملايين منها في ثمانينات القرن الماضي خاصة في مدينة البصرة بعد ان عاشت تلك الشجرة مع الجندي العراقي وطالها القصف والحرق وقتلها النظام ليشق الشوارع العسكرية ويجعلها سواتر تحمي جيوشه وتبع ذالك العمل الاجرامي بأعدام الملايين من تلك الشجرة في وسط وجنوب العراق بالجرافات بحجة استخدام ابطال الانتفاضة الشعبانية عام 91 لها كملاذ وهكذا بدا العد التنازلي والتسلسلي لتلك الشجرة لتصل الى ماوصلت اليه وقتل اهم ثروة وطنية عراقية لاتقل شأنا عن النفط والسياحة والزراعة والصناعة بل تتفوق على تلك العناصر كونها لاتحتاج الى عناية كبيرة وتعب مركز بل ترضى بالقليل من يد الفلاح لتعطيه الكثير ...
في البصرة اليوم لايتجاوز عدد النخيل فيه اكثر 4 ملايين نخلة ذوات اصناف رديئة وهي ضعيفة بسبب فقر البيئة التي تعيش فيها للعناصر الغذائية وارتفاع مناسيب الملوحة وعدم العناية بها واستفحال الامراض مثل الدوباس والحميرة وعدم توجه الحكومة ايضا للعناية بتلك النخلة الرمز عدم الدعم المادي والاحباط والفشل المتكرر لأنجاح واعادة احياء تلك الشجرة بسبب ملوحة الماء والتربة جعل الفلاح يعطي ظهره لعمته النخلة ...
فيهذه الفترة اللذي كان العراقيون ينصبون المشانق ويطلقون حملات الاعدام لتلك الشجرة كانت هناك دول عربية مجاورة لاتصلح بيئتها لأستمرار بقاء النخيل تبذل قصارى جهدها لجعل ارضها تنتصب فيها تلك الشجرة وقدمت الدعم الكبير للفلاح والدوائر الزراعية واستخدمت الطرق التكاثرية الحديثة خاصة النسيجية لتصبح محتله للتسلسل الهرمي وتكون على قمته ومنها الامارات التي هي في منتصف التسعينات تستورد من العراق الفسائل حتى تلك الرديئة وكذالك السعودية ذات الاجواء الجافة والحارة والتي تفتقر تربتها للمياه وكذالك ايران ومصر وتونس والجزائر وعند الاستمرار بذكر الدول النخيلية اليوم لايذكر العراق واذا ذكر يذكر وكأنه دولة حديثة في زراعة النخيل ويحتل مراتب متأخرة وللاسف الشديد ...
بالامس وان اقرا في احدى الصحف المحلية راعني ماقرات فلقد قرات في تلك الصحيفة ان العراق يستورد من دولة الامارات العربية المتحدة الالاف من الفسائل النسيجية ويذكر في الخبر نفسه ان هذه الفسائل النسيجية تتميز باعطاء وفرة في نمو فسائل جديدة فلقد استورد العراق عشرة الاف وتعطي هذه الفسائل ذات عمر السنتين والنصف اكثر من مليون شجرة ,,,وارجو ان لاينسى المسؤولين على هذا المشروع ان الاجواء الاماراتية تختلف كليا عن اجواء العراق ويجب ابقاء تلك الفسائل النسيجية وحبسها في بيوت متخصصة لجعلها تتلائم مع الاجواء العراقية مع العلم ان ذالك المصدر او النوع لتلك الفسائل هي من النوع البرحي ولعلي لا اتمالك نفسي من الضحك وبصوت عال عندما اشعر ايضا بالاسى ونحن نصل الى تلك الحالة المزرية ونحن نستورد فسائل البرحي من الامارات او ايران او السعودية وبفسائل تنتج على الطريقة النسيجية واللذي يعتبر العراق والكاتب درس تلك الطريقة في كلية الزراعة جامعة بغداد (ابو غريب) وفي ثمانينات القرن الماضي كان العراق اول من عمل على هذا المشروع اللذي يستخدم قلب الشجرة وتأخذ منه مسحات بسيطة وقطع من قلب الشجرة الام وتحتضن في اجواء واجهزة وبيوت خاصة لتعطي بعد مضي فترة زمنية نفس مواصفات الام ...
كثيرة هي التبريرات للمسئولين العراقيين وخاصة اليوم حول تراجع زراعة النخيل وتطويرة ودائما ترمى الاسباب وتعلق على شماعة المياه والاجواء الحارة والتربة المالحة ناسين ان الحكومة العراقية لاتدعم الفلاح اولا وناسين ان الامارات اليوم والسعودية توجد فيهما اكثر من 70 مليون نخلة وهاتيين الدولتين ذكرتهما لأحتلالهما المراتب الاولى في الانتاج للتمور وتميزهما بتربة لايمكن مقارنتها ولا اجواء بتربة واجواء العراق لكنهما تراهما من الدول المتميزة وهذه الكويت وايران ايضا وخاصة في المناطق المحاذية للحدود الجنوبية العراقية فترى عبر الضفة الاخرى من الشط غابات النخيل العامرة لماذا العراق اذن تتردى فيه وتسوء حالة النخلة التي ارضه هي الارض الاولى المربية...
ان البرامج التطويرية للدول تلك هي توزيع الفسائل على المزارعين بالمجان مع المستلزمات التي تنجح تلك الشجرة لا بل حتى ان في الامارات وصل الامر ان الدولة تعطي اموال مع الشجرة ووصل عدد النخيل في احدى المدن الاماراتية الى اكثر من 11 مليون نخلة الا وهي مدينة العين الاماراتية ..
اليوم وفي ضل الكساد الاقتصادي والتدهور المالي وتهالك البنى الاقتصادية العراقية من معامل ومصانع النفط لابد للحكومة التوجه الى الزراعة واعتبار البحث عن البدائل للنفط افضل الحلول للعيش ورفاهية المواطن العراقي وهنك الكثير من الدول النفطية لكنها في الوقت نفسه دول زراعية بحتة ومصدرة ونعتقد ان اسرع حل لتلك البدائل لجاهزيتها وقلة تكلفتها هي اعادة النظر بدعم الفلاح لحثه بزراعة النخيل ولابأس بنقل التجارب للدول المجاورة للخروج مما نحن فيه واستقدام العلماء العراقيين اللذين هم من طور النخيل في تلك الدول العربية وجعل النخلة ثانية الرمز الاول للوحدة العراقية ...
وبرنامج مثل هذا وبتوفر الرغبة للفلاح والظروف البيئية لايتعدى انجاحه السنوات القليلة لما له من مردودات اقتصادية وبيئية ورفاهية وانعاش الحالة المعاشية للفلاح وجعل التمور العراقية لها قيمة اقتصادية تضاهي القيمة الغذائية التي تحمله كنخلة ولابد من الاهتمام بالانواع الراقية من التمور وكذالك ذات المردودات الصناعية والتجارية المطلوبة .



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا تستحق المرأة العراقية وزارة بحقيبة
- البيئة العراقية : تلوث مع سبق الإصرار
- أزمة برلمان أم أزمة مصالح
- ب(65) صوت فقط يصبح ممثل للشعب
- الواصل (370) مليار دينار والطلب (489)مليار دينار
- نسب من وحي المفوضية
- في محافظة بابل ...باكوا الخيط وذبحوا العصفور
- by..by محمد ألعوضي
- نساء الطابوق ليست المهنة الأصعب التي مارستها المرأة العراقية
- أمنياتنا بطول العمر والله وفيتوا وكفيتوا
- العراق ليس ملك لحكومة او مكون بعينه
- أي امرأة في العالم مرت بمثل ما مرت به المرأة العراقية ؟؟
- فؤاد سالم وكريم منصور ...
- ثاري ألحجي خيطي ..بيطي
- التضمين هو التطمين
- الكوليرا تطيح بالعراقيين وكتابنا يتباكون على الالوسي
- تعتيم مع سبق الإصرار والترصد غزو الكوليرا لمدينة بابل مسالة ...
- لماذا اختار الموت اهل بابل
- في رمضان كيلو العدس ب(65)مليار دولار أمريكي
- الحق يقال ...الكهرباء الوطنية توفر فرص عمل للعاطلين وللشركات ...


المزيد.....




- قفزة مفاجئة في سعر الذهب الان.. تحديث غير متوقع
- أزمة قطاع العقارات في إسرائيل تنعكس على القطاع المصرفي
- دوام عمل كامل من 32 ساعة أسبوعيًا.. إنتاجية وحياة شخصية واجت ...
- أوروبا والصين تقتربان من اتفاق بشأن رسوم واردات السيارات الك ...
- موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتص ...
- ماسك: الولايات المتحدة تتحرك بسرعة نحو الإفلاس
- دروس من نساء رائدات في قطاع البنوك والخدمات المالية
- ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
- الركود يهدد القطاع الخاص البريطاني بسبب زيادة الضرائب
- المغرب والصين يسعيان لعلاقات اقتصادية وتجارية متطورة


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمزه الجناحي - النخلة العراقية...بين إعدامات الأمس ومشنقة اليوم