أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - الثقافة والمثقفون والعالم















المزيد.....

الثقافة والمثقفون والعالم


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 10:37
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الثقافة والمثقفون والعالم
في العام الثاني لضفاف الدجلتين


(1)
غالبا ما يشعر المثقف العربي بالغبن، لكونه يعيش في مجتمع تقليدي متخلف، ووجه هذا التخلف أنه لا يضع المثقف في المكان المناسب (اللائق)، ويخلط بين عالي القوم وسافلهم. وتتم المقارنة بالمقابل مع واقع الغرب ومجتمعاته. دون تفكر كيف تهيأ للغرب ذلك، ولمَ بقيت مجتمعات الشرق الأوسط حيث هي فيه. ان الفرق بين الشرق والغرب هو الانسان، الانسان أولا وثانيا وثالثا.
الانسان الذي كان في البدء.. كان وراء كل شيء. وعند الالتفات إلى مسيرة التاريخ ومنجزاته وكوارثه فالعامل الفاعل في كل ذلك هو الانسان، الانسان الفرد الذي يجعل الجماعة تتبعه، وليس الجماعة التي تقود الفرد. لأن الجماعة لا تقود وانما تقاد. وعدم النظر إلى المحرك والداينمو الرئيس في ماكنة الجماعة لا يعني ان الجماعة هي صاحبة القرار والتأثير. لقد كان الفرد والنخبة دائما في كابينة القرار والابداع والقيادة، علماء أو مفكرين ، أدباء أو سياسيين. ولكن تراجع دور النخبة الثقافية والعسكرية في أعقاب نكسة 1967 ترك فراغا سياسيا في الوضع العربي وواقع السياسات الدولية. ومع ازدياد المطالبة بالتغيير وإعادة النظر في تركيبة الحركة الاجتماعية والنظام السياسي وجدت القوى التقليدية واليمين الديني الفرصة سانحة لملء الفراغ واستعادة أحلام امبراطورية الخلافة.
لقد استطاع التيار الديني واليمين المحافظ تهميش دور المثقف بشكل سافر، انعكس بالتالي على حركة المجتمع وآليات النظام بشكل لا سابق له. فبعد أن كان سيف السلطة هو البعبع الوحيد الذي يقض مضجع الفرد، صار الواعظ والامام والقس أكثر تدخلا في حياة الفرد الخاصة والعامة، وبعبعا يتصيد هفواته لتنفيذ آلية الحساب والعقاب الشرعي بحقه. ويمكن رصد ثلاثة مظاهر مترتبة على ذلك..
- تراجع دور المقف
- تراجع المستوى الثقافي العام
- تردي معدل الانتاج الفكري والأدبي
- تضاعف أعداد الكتاب والمؤلفين نتيجة ازدياد فرص التعليم وسهولة الطبع والنشر بما فيه انتشار الانترنت والحاسوب.

وإزاء هذا الوضع يجد المثقف الحقيقي والمفكر المبدع نفسه أمام مستويات متعددة من التحدي تزيد من حمأة الامتحان والمواجهة..
- الاهتمام بمنجزه الفكري والثقافي وتجويده في ظل الحاجات المرحلية وبعيدة المدى.
- فرز نفسه ومستواه النوعي والتميز عن النسيج العام السائد .
- القدرة على مواجهة التيارات الاجتماعية النافذة.
- الحصول على امكانيات النشر ومستلزمات تطوير مشروعه الفكري أو الأدبي.

ان للفرد هنا، انسانا عاديا أو كاتبا، خياره التام، في اختيار طريقه، السهل عبر الجماعة السائدة، أو الخاص والصعب والشائك والطويل. خيار البحث والحصول على المزايا الرخيصة والمكتسبات السريعة، أو النقش في الحجر.
والمعادلة بالتأكيد صعبة، لكن القرار يبقى، مهما كان فرديا، قرارا تاريخيا مسؤولا.
*
(2)
الثقافة مشروع.. والابداع عملية ذاتية خاصة..
س1- لماذا تكتب؟..
قليلون يسألون أنفسهم هذا السؤال، ولكن إذا سئلت ماذا ستقول؟.. هل أنت مقتنع بما تقوله، وهل أقنعت المستمع؟..
س2- هل الكتابة مسؤولية، ما هو وجه شعورك بالمسؤولية، تحمل التبعات أو الثبات على المبدأ ..
هل يحق للكاتب أن يتأرجح وفق نظرية العرض والطلب، وما هو مفهوم الدينامية..
ان الحياة اليوم صعبة جدا، أصعب من حياة الغابة.. والانسان مطالب بالانضباط أكثر مما قبل..
ثمة مثل انجليزي طريف مفاده.. قل ما تشاء وافعل ما تشاء.. ولكن لا تكتب كلمة على ورقة باسمك ولا تترك اثرا يعود عليك..
حكمة جيدة لو تعلمناها.. ولكن كيف نتخلص من تبعات الماضي.!
للأسف.. يستسهل كثيرون الكتابة.. ويجدون فيها تعويضا نفسيا عن أزمة ذاتية تدفع إلى تحدي الآخر بالنشر والشهرة أو ادعاء الثقافة.. ولكن ما يبقى في المجتمع هو ما ينفع الناس ويخدم حركة التاريخ نحو الامام..
ليست الثقافة شهادة أو حرفة أو مجال تبارز.. يكفي الكاتب ان يدرس أو يثير الانتباه بعد موته.. إذا كان يعني الاستفادة من أفكاره وتجاربه..
س3- هل تكتب ما تعيش أم تعيش ما تكتب؟؟
هل الصدق والموضوعية والعمق والشمولية لها اعتبار في تعاملك الأدبي مع تجربتك؟.
هل تعتقد أن ما تقدمه يضيف جديدا للموروث والفكر الاجتماعي..
هل تسير على خطى أحد أم تحفر خطاك بمفردك
هذه الاسئلة وغيرها جديرة بالاعتبار والدراسة ، لكي يمكن تحقيق نص يتكامل فيه الفكر مع الواقع والتجربة الخاصة مع حركة التاريخ الاجتماعي .
س4- كيف تعيش في الراهن ولا تخضع له وتكون في الواقع وتعمل على تجاوزه؟..
ان الكتابة لحظة باراسيكولوجية خاصة ولكنها لا تنفصل عن الابدية.. فالجزء هنا يؤثر على الكل لكي ينسجم معه ويتأثر ايجابيا بالخارج لكي يستقطبه في حركته الذاتية..
وبالتالي.. ماذا ينتظرنا..
انه دورنا لتقديم صورة جديرة للواقع، ليس على صفحات الورق أو الأثير، وانما على تربة الواقع وفي حياة الناس.. فالحرب الحقيقية والنص الحقيقي هو النابع من ، والمعجون بطين الواقع ولفحة الأحاسيس.
*
(3)
مزايا الانترنت وتخلف الصحافة
بالكاد يتحدث فرد من الأجيال السابقة دون أن يسجل امتنانه وتأثره بصحافة العشرينات أو الأربعينات حتى الستينات.. فهل لشبكة الانترنت ديون على أحد..
صحيح أنها أنتجت أجيالا من كتاب وغير كتاب في مختلف المجالات.. ولكن ما هي إضافتهم أو أثرهم في تردي الواقع..
ثمة نقاط عديدة في ثقافة الانترنت..
- أنها ثقافة مسايرة .. أتباع وليس ابداع..
- هيمنة مؤسسات عالمية ومحلية على مقدراتها أو حجبها..
- سهولة تسرب المعلومات لمن يبحث عنها وسهولة القرصنة والتزوير,,
- تبعية كثير من مواقع الشبكة العربية لأطراف محدودة تمتلك رأس المال ورأس الجهل..
- خضوع مواقع كثيرة لأسماء غير معروفة أو بعيدة عن المجال الثفافي أو الأدبي..
- انعدام الأرشفة الالكترونية في الجامعات والمؤسسات الثقافية المعنية لما ينشر في الشبكة وتعرضها للضياع بعد توقف الموقع أو الغائه..

لا يمكن اليوم الاستغناء عن الشبكة في الحياة أو العمل أو التأليف.. ولكن البديل الورقي في النشر لا يجوز أن يهمل.
ان عدد المواقع الالكترونية يعد بالالاف حتى الآن.. ولكن الوصول إليها أو الوثوق منها أقرب للمستحيل.. ويبدو الرقم (ثلاث سنوات) معدل عام لعمر موقع يبدأ بعدها بالتراجع أو الانسحاب والصمت..
وفي مجال الثقافة العراقية ، حيث توقفت الصحافة الورقية عقب الغزو، وزاد الاتجاه للشبكة.. تعيش المواقع العراقية حالة من التشتت وافتقاد المقومات المشتركة سواء في مفاهيم الثقافة أو مرجعية الوطن.. بل أن تشظيات الوضع السياسي والديني في الدلخل سرعان ما انعكس على كثير منها قبل أن تتحرر من خلافات المرحلة السالفة.. مما يلقي تبعات صارمة على موقع مسؤول يعول على التميز والجدارة والابداع..
*
(4)
ضفاف الدجلتين..
كل هذه الأمور وغيرها كانت على الطاولة في تمهيد انطلاق ضفاف الدجلتين.. وكانت السنة الأولى محك التحديات والأسئلة المختلفة.. ولعل مستوى ومعدل استقطابها الثقافي والأدبي ما يبين نجاحها وتجاوزها كثيرا من الصعوبات والهنات.. واليوم.. إذ تشعل شمعتها الأولى تتجه بثبات وثقة نحو القارئ ونحو المستقبل.. متأملة ترسيخ خطواتها والمساهمة الفاعلة في تقديم ثقافة جادة تستجيب لأسئلة الراهن ولا تنكص عن المستقبل..
ضفاف الدجلتين تغيرت كثيرا على أعتاب عامها الثاني.. وقد ارتدت لذلك حلة بهية تليق باستقبال احبتها وأهلها..
ضفاف الدجلتين هي مجلة القارئ أولا ومجلة يحررها كتابها .. وليست أسرة تحريرها غير قناة توصيل بين المبدع والمتلقي.. وبين المبدع والمبدع.. ويكفيها من ذلك مسؤولية وفخرا..
ومن دواعي مسرتي وأنا أعود من لندن إذ وجدت الصديق الدكتور نجم السراجي، مؤسس المجلة والمسؤول عنها بجهد شخصي صرف، متوزعا بين عدة تصاميم جديدة للمجلة وهي في طور التجديد والتقدم، فأسعدني أن أشدّ على يده وأقدم ما يتاح لي من معونة وخبرتي السابقة في هذا المجال.
وتعود علاقتي بالصديق الدكتور السراجي إلى سنوات طويلة وكان لي نعم الصديق والمؤازر أيام كنت أصدر مجلة (ضفاف) الثقافية العامة ، ولا بدّ أن أشيد بهذه المناسبة بوفائه النادر عندما اتصل بي قبل أكثر من عام وهو يفكر في اصدار مجلة الكترونية مستأذنا أن يعتمد اسم (ضفاف) المجلة الورقية المتوقفة منذ (بداية 2006) في ديباجة مجلته الجديدة.. وهكذا انتقل الاسم من (ضفاف) المطلة على دانوب النمسا إلى (ضفاف الدجلتين). لقد حقتت (ضفاف الدجلتين) نجاحا مشهودا على الصعيدين العراقي ، كما نجحت مجلة (ضفاف) من قبل وحظت باهتمام وأقلام كثير من أدبائنا وكتابنا وأصدقائنا.
مرحى للصديق الدكتور نجم بمساعيه وجهوده الخيرة..
مرحى لنا ولكم جميعا ونحن نشهد هذا الكرنفال الحميم والحافل بكل الألوان..
تهنئة من القلب لمجلة (ضفاف الدجلتين) ولكل جهد ابداعي صادق وجدير من أجل رفعة الانسان والتقدم والانسانية..
...
لهذا كله.. ومن واقع هذا الفرح.. والحبّ..
تأمل المجلة من كتابها ومراسليها الاهتمام بتقديم الجديد والجدير واحترام عقل القارئ وذائقته .. بعيدا عن التكرار.. والاستسهال.. والمجاملات على حساب الابداع..
انها منكم واليكم.. بكم تحتفي وتفتخر بوجودها بينكم..
الى مزيد من الابداع والجرأة والحرية..
إلى مزيد من المحبة..
..
لنز الدانوب
التاسع من مارس 2009






#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (شيء..)
- نهايات
- (غياب)
- (أصدقاء)
- ساعةٌ أخرى مَعَ ئيلين - (1)
- ساعةٌ أخرى مَعَ ئيلين
- أين شارع الوطني؟..
- بي هابي.. بي هابي
- ليزنغ مان
- فرحة غادرة
- عن التجديد والتجريب والحداثة - مدخل الى دراسة لطفية الدليمي)
- التجسس الإلكتروني على الأفراد ذرائع غير مقنعة وغايات غير مكش ...
- الأمركة والأسلمة.. وما بينهما (2)
- الاسلمة.. والأمركة (1)
- روبنسن كرويز في تل حرمز
- نظرة نحو الخلف...
- من داود بن يسي
- المريض العراقي
- أنا الخطاب.. أنا الآخر - في آلية الحوار-
- مات إله الشياطين


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - الثقافة والمثقفون والعالم