|
النساء والمليشيا والتقاليد العشائرية
امنة محمد باقر
الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 10:48
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
اي مشكلة تلك التي لا تستطيع امامها سوى لعن الظالمين !! ضاعت في يوم وليلة القيم ، والتقاليد ، والاعراف ، بين رحى المليشيا التي طحنت العراق من اقصاه الى اقصاه بلا هوادة ، ولم يكونوا عربا كما يزعمون ، ولم يكونوا احرارا كما يزعمون ولا عادوا لقيم العرب ، ولا حتى لقيم الصحراء ! جاءوا وياليتهم ماجاءوا ، والفوا من كل حدب وصوب جماعات مسلحة لم ينزل الله بها من سلطان ، ولا انزلت الصحارى ولا البربر ، ولا همج الدنيا منذ قامت ، هؤلاء هم الجيل الاول من يأجوج ومأجوج ، العالم صنع الجيل الاول من الحاسبات قبل عقود ، ونحن للتو هاقد بدأنا الجيل الاول من المليشيات ! ، ما قدر احد ان يأتي بما جاءوا به الا اللهم ما شهد به التاريخ من حوادث كان يقف لها العقل عن التفكير ، كتعذيب عيسى المسيح ، وقتل ذراري الرسول الامين ! هنالك قصص لصعوبتها وصعوبة وجودها على ارض الواقع ، لاتستطيع ان تصدقها ! لاتستطيع ان تحكم بوجودها وانها حدثت او لم تحدث ، ولكن الناس الذين لم يحدث لهم شئ ابدا لايستطيعون فهم عدم اهمية الحوادث !! تقول التقاليد والاعراف العشائرية بأن المرأة لايعتدي عليها الا لئيم ، وقالها الرسول الامين صلى الله عليه وآله وسلم : المرأة ما اكرمها الا كريم ، وما اهانها الا لئيم ! وقال تعالى في محكم كتابه الكريم ، واوفوا بالعرف ، وقالها الحسين ع لاعدائه : ان لم يكن لكم دين وكنتم عربا كما تزعمون فكونوا احرارا في دنياكم !! وهذا ماحدث على ارض الواقع ، لو تقف على باب المنطقة الخضراء ، تحكي لك الشرطيات ماحدث للنساء اللواتي عملن مع الحكومة الجديدة وكيف تم تعذيبهن وتهويلهن ، هذا بالنسبة لحقل السياسة ، ولو تسأل الجامعيات والاكاديميات ، ولو تتساءل عن مهن اخرى ، حتى النساء اللواتي يمتهن المهن الشعبية ، وابوابهن مغلقة على النساء لم يسلمن ! وكفى بقصة الصحفية اطوار بهجت شاهدا ! في مجال الاعلام ، وكم من اكاديميات قد ذهبت ارواحهن هباءا منثورا ، نساء حصلن على تعليمهن العالي وشهادات الدكتوراه بعد كدح وتعب طويل في تربية الابناء وتنشئة الاجيال ، وبين مقاعد الدراسة والتدريس ومسؤولية الزوج والاسرة والاطفال ، حتى اذا وصلن الى محطة الحصاد ، حصدت رؤوسهن منون المليشيا ، وحاشا لله ان تكون منونه هكذا ! تخرج المرأة من بيتها واذا بها امام سيطرات من كل حدب وصوب ، ومن كل الاشكال والاطياف والالوان ، واذا بابن الجيران الذي كان سابقا لا يقرأ ويكتب ويطأطأ رأسه خجلا حين يرى الجارة المتعلمة اذا به اليوم ينظرها شزرا ، لماذا لان كونترول المليشيا او سيطرتها لاتتقبل ان تعمل هذه المرأة في الحقل الفلاني ، او ان تكون في مواقع صنع القرار ، او ان تكون لها قيمة ، القيمة اليوم قيمته هو غير المتعلم وقيمة سلاحه الاهوج الاعمى !! وباع هؤلاء قيم العشائر ، لان العشيرة ذاتها لديها قيم ، ومن لا يلتزم بالقيمة التي تحملها العشيرة وتنطبق احكامها على منطقة معينة ، فأنه مطرود ، وهذه سنن العشائر جميعا في العراق من اقصاه الى اقصاه ، الحرامي مطرود ، المقامر مطرود ، الذي لايكدح ويتعب ويساهم في رفع رأس العشيرة مذموم ! وذهبت احلام الشاعر العربي ادراج الرياح ، شاعر الجاهلية وليس شاعر الحضارة ، ذلك الشاعر كان لديه مستوى من القيم والتعليم الطبقي او الاجتماعي او مايسمى بمدرسة الحياة ، كان يقول : اعمى اذا ما جارتي برزت ، حتى يواري جارتي الخدر !! الجارة – تتفحصها المليشيا ومخابراتها – اين تعمل ، كما يتفحصون كل من في المنطقة ، باعتبارهم امتداد لمخابرات هدام وبعثه وقد دخلوا في كل ركن وخلية وفي كل حزب وعشيرة ! ومن لايقدرون عليه ، يقدرون على اخته او امه او زوجته ، وبهذه الطريقة قتلوا من قتلوا من البريئات والمظلومات وشردوا من شردوا ، وهجروا من هجروا ، وعادت علينا ايام هدام ، تسفير وتهجير ، وقتل وظلم اعمى لكن الان علني وسابقا في غياهب الظلمات والسجون! في اي تاريخ وفي اي ساعة لاتستطيع المرأة ان تخرج الى عملها الا بمئة كذبة كي تؤمن لنفسها عملا ترضاه المليشيا ، وان رضي به الله ، لان الشجعان الذين يحاربون الله اقوى من كل شئ هذه الايام ، وان لم يكونوا اقوى من كيد الله ! في اي تأريخ تقف العشائر ساكتة لا تستطيع حماية نساءها !! ان هنالك مسؤوليات في المؤسسات الاجتماعية ، وحين نشخص العشيرة كوحدة اجتماعية مسؤولة عن حماية المرأة فإن ذلك من باب الاستنجاد بآخر ركن تلجأ اليه في مجتمع غابة غابت عنه سلطة القانون ! وقد يعترض البعض على هذا الشرف العشائري وتلك الحماية العشائرية ، ان حقوق المرأة في عالم الغرب يكفلها قانون ومع ذلك يتم الاعتداء عليهن ، لكن في عالمنا ، رغم الظلم والتعسف لبعض قوانين العشائر الا ان المرأة مصانة بحكم بعض الاعراف والتقاليد ، بحيث انها في موقع العمل لا يستطيع احد ان ينبس لها ببنت شفة ، او بنكتة او بكلمة الا وهو يحسب الف حساب لما سيقوله اهلها وعشيرتها ومجتمعها ، لا يستطيع احد ان يتعدى تلكم الخطوط الحمراء لكن ما قامت به المليشيات من قتل وخطف وتهجير وتقتيل ، يذكرني بعمليات السبي التي كان يقوم بها الهمج الرعاع في التاريخ حتى اذا حانت لهم الفرصة ، سبوا حتى آل الرسول الكرام ( ص ) ! تأريخنا قبيح ، وحاضرنا اقبح ، يحمل هذه الممارسات ويسكت عليها ، وعرفنا ان الامم التي تعاني تغييرا ما ، يحكمها في اول الامر العشيرة والدين ، لكن تمرد ودناءة المليشيا لم تلجمها عشيرة ولم يلجمها دين ! واما الحكومة الخرساء فساكتة والعياذ بالله ، ساكتة كشيطان اخرس ، والفترة العصيبة التي مرت بها نساء وارامل وعوائل ولم ينجيهن ولي ، ولم يكن لهن من حماهن حمي ! هي عار في جبين من انتظرناهم ليخلصونا ، فكان ردهم السكوت الطويل ، كسكتة حمار ( حرن ) ووقف عن الحراك والنهيق !!! جاءت : بثوب ضم سبعين رقعة ، مشكلة الالوان مختلفات ! ولم تجئ بشئ اخر ! سوى نظريات واراء طاشت لها احلام العاقلين ، وضاع في طحن رحاها المظلومين ، والمستضعفين من الولدان والنساء ! والله المعين , والشكوى الى الله علام الغيوب ، انه يعلم ما لاتعلمون ، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، وان ربك لبالمرصاد ، وان غدا لناظره قريب ، يوم ينادون من مكان بعيد ! الا لعنة الله على الظالمين !!!!!!!!!!!!! ابني ان من الرجال بهيمة ! في صورة الرجل السميع المبصر هذا هو حالنا اليوم مع الفتوات الحاكمة للشوارع العراقية ، وحين ترى بعض العراقيات البسيطات يتحدثن عن عدم الخروج من المنزل ، وانهن في اخر الزمان ، فصدق او لاتصدق ، هذه حقيقة ، تتمنى بعضهن انها ماخرجت ولا تعلمت ولا درست ولاقالت ولاقلتم ولاقلنا ، يذكرها قول مريم العذراء : ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ! كأنها ارتكبت جرما ، هي لم ترتكب ، بل امتحنها الرب ! وامتحن الرب العراقيات هذه الايام بمحنة كل العراقيين ، محنتنا مع همج رعاع ينعقون مع كل ناعق ، عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين من الان الى قيام يوم الدين ! اللهم ربي اجعلهم طرائق قددا ، ولاترضي الولاة عنهم ابدا ! ولاتنلهم ما رجوا ومانالوا لا انالهم الله دنيا ولا اخرة ، وجعلهم مثل السامري : ان لامساس !!!!!!! ولتعلمن نبأه بعد حين !!!!!!!!!!!!!
#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدين والسلطة
-
ايها الاخوة العرب : لاتعبدوا الصنم !!
-
انني احب الحسين !!
-
علمتني اللطم يابلد المقابر !!!!!
-
عتاب على الاخوّة التي ذهبت : غزة ام بغداد !!!!!!
-
خواطر على رمال كربلا
-
سيارة البطة
-
المكتب اللعين
-
الحكومات المحلية تشجع العنف ضد النساء
-
حرام علينا
-
والي مدينتنا
-
لايوجد تفسير لما حدث ويحدث في العراق
-
من هو العراق ؟؟ وماهي حقيقة العراقيين !!!!!!!!!!!!!
-
حق الحياة ، والعاملين في حقوق الانسان
-
عراقية تخاطب مقبرة
-
قتل النساء في العمارة مع سكوت مطبق ، لا احد يحتج ، والاعلام
...
-
بين اسلامين
-
الاقليات في محافظة ميسان
المزيد.....
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|