أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - الفشل سيكولوجية الإخفاق و الهزيمة














المزيد.....


الفشل سيكولوجية الإخفاق و الهزيمة


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 08:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ينطلق عادة بنو الإنسان في حياتهم العامة من أهداف و قيم و معايير توجه سلوكهم ، و تتحكم بهم ، و قد تحقق في بعض الأحيان أغراضهم ، متأملين من هذه الأهداف أن تشبع احتياجاتهم و مطالبهم الخاصة . أذ يعد الإنسان كائن غرضي يقوم سلوكه على حاجات معينة نفسية كانت أم بيولوجية ، فطرية أو مكتسبة فالغرض منها هو الإشباع ، ليهدأ حاجات معينة و ينطلق من أخرى الى المزيد من الإشباع و النماء( كالحاجة الى المعرفة ) ، و لكن ليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه تأتي عاداتنا و قوانيننا و معاييرنا بما لا تشتهي الأنفس ، لأن حياتنا البشرية معقد اجتماعياً و ثقافيا ، لها من الواجبات و التقاليد ما يضبطها و يحكم سيرها في أنظمة اجتماعية عرفية متفق عليها ، و هي ما قد تواجهنا بالانتصار و الزهو و الراحة و اللذة ، أو ترمينا إلى مشاعر الانكسار و الهزيمة و الإحباط .

ما هو الفشل ؟
يعد الفشل حالة معرفية وجدانية تنتاب الفرد ، لأدراك عجزه في تحقيق و إشباع حاجة معينة ، نتيجة لوجود عائق أو صعوبة تمنعه من ذلك ، و هذا الشعور يختلف من فرد إلى فرد أخر ، و حسب اختلاف موقف الفشل الذي يمر به الفرد .
و المقصود بالفشل كحالة معرفية : أي ما ينتاب الفرد و ما يدركه من أفكار و معتقدات أحاطت موقف الفشل . أما الفشل من الناحية الوجدانية فيتمثل بما يشعر به الفرد من انفعالات حول موقف الفشل و إخفاقه في تحقيق هدفه ، و هذه الانفعالات كما يلي : المرارة ، و الضيق ، و الحزن ، و الغضب . و لكن لماذا يختلف هذا الشعور من فرد إلى فرد أخر ، أو من موقف الى أخر ؟؟ لأن الشعور بالفشل يتوقف على ما يعطيه الفرد إلى موقف الفشل من أهمية و قيمه ، و على ما يضع عليه من إشباع لاحتياج معين ، فالرغبة القوية في الحصول على درجة النجاح يختلف من فرد الى أخر ، فبعض التلاميذ لا يرغب سوى في الحصول على درجة النجاح ، و البعض الأخر يندفع من رغبة في التفوق على زملاءه و الحصول على حبهم و ثقتهم.



لماذا نفشل ؟!!
تتعدد مواقف الفشل التي يمر بها الفرد باختلاف الظروف التي تتيح له فرص النجاح ، و قد يرجع الفرد أسباب فشله أو تفسيره للفشل إلى عدة أسباب و هي :
1 . ( داخلية / خارجية ) : تتعدد الأسباب باختلاف مسبباتها فالبعض داخلي يتوقف على ما يمتلكه الفرد من صفات جسمانية و قدرات عقلية و مهارات اجتماعية ( الشخص طويل القامة مؤهل لأن يصبح لاعب كرة سلة مستقبلاً ) و البعض الأخر خارجي يتوقف على ما تتيحه الظروف للفرد من فرص تساعده على تجاوز العقبات مثل الحالة الاجتماعية و الاقتصادية .
2 . ( مؤقتة / دائمة ) : و تختلف هذه الأسباب باختلاف مدة بقائها و استمرارها ، فبعض الأسباب مؤقت مثل الصحة العامة للفرد ، و الأزمة المالية . و البعض الأخر دائمي مثل الإعاقة الجسدية ، و تدني مستوى ذكاء ، أو مرض مزمن .
3 . ( واقعي / متخيل ) : و تعود هذه الأسباب الى مدى أدراك الفرد لها و هي أما حقيقية تعيق الفرد و تمنعه من تحقيق أهدافه و هو يدرك ذلك ، أو متخيلة يسقطها الفرد على مواضيع لا تمتد أليها بصلة مثل الحظ أو الصدفة مثال : رسوب الطالب في الامتحان بسبب سوء حظه أو كره المدرس له ( متخيل ) ، أو السبب في رسوبه عدم بذل الجهد في المذاكرة ( واقعي ) .

الفشل دافع أم عائق لتحقيق الهدف ؟
رغم ما يعانيه الإفراد من مشاعر و خبرات مؤلمة نتيجة مواقف الفشل التي مروا بها ، ألا أن هذا الشعور يختلف باختلاف أرادتهم و عزيمتهم من الاستمرار على تحقيق ما أخفقوا في انجازه ، فنرى البعض يصر و يحاول الاستمرار في الوصول إلى ما فشل فيه ، و قد يشكل لديه دافع إلى المحاولة و الاستمرار و قوة الإصرار ، و البعض الأخر ينتكس و ينهزم في أول محاولة له ، و السبب قي ذلك يعود كما ذكرنا إلى ما يضعه الفرد من قيمة و أهمية على الهدف الذي يرغب في تحقيقه .
و لكن ما هو السلوك أو الطريقة الملائمة للإنجاز و النجاح ؟ يجب على الفرد قبل أن يقدم على أية محاولة لتحقيق هدف أو رغبة ما ، أن ينظر إلى إمكاناته و قدراته ، و إلى ما تتيحه الظروف له من فرص تساعده على اجتياز مواقف الهدف ، و أن يكون تحقيقه لذلك على شكل خطوات منظمة و مخططه لأن التشتت و التبعثر في الأفكار و التصرفات لا تقود إلى فهم و إدراك الموقف بالشكل الصحيح ، و بالتالي الإخفاق السريع ، كما يجب على الفرد أن يكون صبوراً قادراً على تحمل المشقة و التعب ، فبعض الأشياء لا تتحقق في ليلة وضحاها ، لذا لا بأس أن يؤجل الفرد احتياجه إلى وقت أخر أذا لم تكن الظروف مؤاتيه له ، لأن التسرع في تحقيق المرغوب في ظروف صعبة لا يزيد الفرد إلا ندماً و مرارة ، فخير الأمور تدبرها و إتقان أمرها.





#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة الى التنبيه الحسي سيكولوجية الإثارة الحسية
- الإدراك معنى الحياة
- أسباب التسرب الدراسي لدى طلبة الدراسة المتوسطة و الإعدادية
- مقومات التضحية سيكولوجية الشجاعة و الفداء
- سيكولوجية نشر الشائعات في المجتمع العراقي
- أحلام اليقظة وسيلة لإشباع الرغبات المكبوتة لدى الفرد العراقي
- التمركز حول الذات سيكولوجية تدهور الذات و العلاقات الانسانية ...
- رؤية تحليلية في سيكولوجية الشخصية المتعصبة
- لعب الأطفال بين براءة الأمس و عنف اليوم
- سيكولوجية اللغة بين أسرار النفوس وصدق الكلام
- الأنسان و الخرافة و الطب النفسي
- المستوى الإدراكي للطالب الجامعي اتجاه الوجود الأمريكي في الع ...
- العقاب المدرسي الطريق للهرب من المدرسة
- الاقتدار الاجتماعي سيكولوجية العيش و احترام الآخر
- قلق الموت هل أصبح هاجساً لدى الفرد العراقي ؟
- الذات الجسمانية سيكولوجية التوافق مع الجسد
- الرغبة في الزواج سيكولوجية الحاجة للجنس الآخر
- الاهتمام الاجتماعي سيكولوجية الصداقة و الحب
- الشعور بالوحدة سيكولوجية الانسحاب الاجتماعي
- لغة الأعراض سيكولوجية الشكوى الوجودية


المزيد.....




- بعضها على موسكو.. فيديو يظهر تعرض روسيا لهجوم ضخم ومدمر بطائ ...
- روبيو يسعى للحصول على تنازلات من أوكرانيا مع انطلاق محادثات ...
- فيديو.. نشطاء يرفعون العلم السوري على مبنى محافظة السويداء
- مراكز الاقتراع في غرينلاند تفتح أبوابها لبدء الانتخابات البر ...
- رندا مداح تستلهم الخيال لتتجاوز الحدود
- بدون تناول هذه الدهون ستعيش لفترة أطول!
- عشر مواد غذائية تحسن مستوى الكوليسترول في الدم!
- المفوضية الاوروبية تجدد دعوتها لضرورة إعادة تسليح أوروبا
- ارتفاع عدد ضحايا هجوم المسيرات الأوكرانية في مقاطعة موسكو إل ...
- محكمة دبي تصدر حكما بحبس الفاشينيستا الكويتية روان بن حسين


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - الفشل سيكولوجية الإخفاق و الهزيمة