|
جامعة الدول العربية تلملم موضوع البشير !!!
بشار السبيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 07:32
المحور:
كتابات ساخرة
صرح رئيس جامعة الدول العربية عمرو موسى أن الأجتماع الطارئ التي أقامته الجامعة بعد صدور مذكرة بتوقيف وأعتقال الرئيس السوداني عمر البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية قد عبر عن "الأنزعاج البالغ " للدول العربية بشأن تلك القرار وذلك "لخطورة الموقف ولأثاره على أستقرار السودان"! وتابع أن الجامعة ستعمل جاهداً على "تأجيل القرار طبقاً للمادة 16 من قانون المحكمة الجنائية الدولية لمدة عام واحد" وستحاول مابوسعها على " لَمّْ الموضوع ومعالجة هذا التطور الخطير"!!!! المعذرة ياسيادة الرئيس، ولكن هل لك أن تفسر لنا مالذي تعنيه ب "لَمّْ الموضوع" ؟؟؟ هل نفهم من كلامك أن النادي السلطوي المتثمل في أعضاء الجامعة العربية قد أوكلك بلملمة الموضوع والسفر ألى السودان للتفاوض مع عائلة المافيا البشيرية لتسليم رأسها وعرابها للمحكمة الجنائية بدون بلبلة وفضائح حرصاً على ضمان بقايا أعضاء العائلات المافياوية في النادي السلطوي؟ جامعة الدول العربية اليوم يجب أن تسمى جامعة الدول المافياوية، فقد أصبح رئيسها عمرو موسى النائب العام للدفاع عن رئيس دولة عضو في الجامعة متهم من قبل المجتمع الدولي بإرتكاب أكبر وأبشع جرائم حرب عرفها القرن الحادي والعشرون في أقليم دارفور وبقية الأراضي السودانية. أكثر من 35,000 ضحية مباشرة لجلادين السفاح عمر البشير مليشيا الجنجويد، و أكثر من 300,000 أخرين لاقوا حتفهم نتيجة التشرد والجوع والإغتصاب المنظم والمبرمج، و مليونين لاجئ يعيشون في صحراء دول الجوار في العراء يتعرضون للبرد والعطش والمرض والموت ليلاً نهاراً، ورئيس جامعة الدول العربية يريد أن "يلملم" الموضوع!!!
لم يعد هناك ذرة من الحياء وأحترام الروح البشرية عند الجامعة العربية ولو أستحت لكانت قد أسكتت رئيسها حرصاً من أن يجلب لها مزيداً من العار والخذلان والتواطؤ والتدني في أخلاقها ووجدانها. أخجل أن أنتمي لأمة فقدت أدنى أحاسيس الإنسانية. عندما نفضل الأستقرار والسلام على العدل والإنصاف ومحاسبة المجرمين والقتلة فهذا يعني أننا فقدنا جوهر الفضيلة والأخلاق العربية. لقد أصبحت جامعة الدول العربية مهزلة عند المواطن العربي والإسلامي، فهي اليوم المصدر المفضل لكتاب الكوميديا العربية والمسرح المضحك المبكي في مأساة الوطن العربي.
صدق أحد رئيس وزراء أسرائيل عندما قال يوماً قبل أن يشن حرباً أخرى على بلدان المواجهة "نحن نسجل أنتصاراً بعد أخر على العرب، وهم يدعون لإجتماع قممهم العربية الطارئة عبر الجامعة العربية". أورد الكاتب الأمريكي-الإسرائيلي مايكل أورن في كتابه "ستة أيام حرب 1967" أن الحقيقة المقصودة من إنشاء جامعة الدول العربية في عام 1944 كان لها بعدين، أولهما تنفيس إحتقان الشارع العربي ضد رؤساء وملوك وسلاطنة العرب أنذاك بسبب غضب الشارع العربي ضد الهجرة اليهودية لفلسطين وعدم أستطاعتهم على فعل شئ بصدد ذلك، وثانيهما تفريغ الفكر القومي العربي الجديد الذي كان يجتاح الشرق الأوسط قبل وبعد الحرب العالمية الثانية والذي وصل أوجه مع وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ألى السلطة بعد ثورة عام 1952. لهذا شجعت بريطانيا مصر أنذاك لإنشاء الجامعة العربية وحضرت وفود حكومات الإنتداب المحلية أول أجتماع لها في 25 سبتمبر عام 1944 الذي أصدر وثيقة بروتوكول الأسكندرية التي شكلت الحجر الأساسي للجامعة العربية. جامعة المهزلة العربية اليوم أصبحت محامي الدفاع عن مجرمي الحرب والديكتاتورية في المنطقة. فبدل أن تقف الجامعة العربية مساندة لقرار المحكمة الجنائية الدولية وتحترم نفسها كبقية المنظمات العالمية التي أشادت بمذكرة التوقيف، تذهب في وقاحتها ألى أبعد الحدود لإتخاذ قرار بمسائلة المحكمة الجنائية لتأجيل العدالة الدولية لملاحقة الجزار والسفاح السوداني عمر البشير حرصاً على أمن وأستقرار السودان. وبالطبع قبل أن ينشف حبر أقلام قضاة المحكمة الجنائية الدولية على أوراق مذكرة التوقيف بحق مجرم الحرب السوداني، تعالت أصوات بعض الدول العربية التي ترى بأن يومها آت لاشك فيه، لتندد بقرار المحكمة الجنائية الدولية. فقد صرحت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر بوزارة الخارجية السورية : " أن سورية تلقت بقلق بالغ وانزعاج شديد اصدار الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال الرئيس عمر حسن البشير في تطور خطير يخالف منظومة العلاقات الدولية".
وبالطبع نحن نعرف أن منظومة العلاقات الدولية في قاموس القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سوريا تُفسر قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنه ينال من رئيس دولة مستقلة وأنه يعتبر تدخل سافر في سيادة الدول الأعضاء في تلك المنظومة الدولية، مع أن المحقق أوكامبو صرح سابقاً أن "لاحصانة" لأحد من القانون الدولي.
سمعنا الكثير من القيادة السورية بأنه لايهمها مسألة المحكمة الدولية الخاصة في قضية أغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري لأن القيادة واثقة أن سوريا لاعلاقة لها من القريب أو البعيد في تلك القضية. إذا لماذا نسمع اليوم من الوكالة الرسمية للصحافة السورية ماجاء عن نفس المصدر في وزارة الخارجية السورية حينما قال متابعاً أن " إن صدور هذا القرار يشكل سابقة خطيرة تتجاهل حصانة رؤساء الدول التي ضمنتها اتفاقية فيينا لعام 1961"!!
لعل رئيس جامعة الدولة العربية عمرو موسى يفاجئنا قريباً بإتخاذ قرار عربي موحد ضد تلك المحكمة أيضاً لحماية الشقيقة سوريا من "خطورة الموقف و أثاره على أستقرار سوريا"، ولعله يقوم بدعوة بقية أعضاء الجامعة لقمة عربية جديدة للملمة الموضوع!!
#بشار_السبيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعارضة السورية...بين المطرقة الإسلامية والخشب القومي
-
نحن وجبهة الخلاص والإخوان المسلمين
-
ستسمع أجيالنا صراخ تلك الإمرأة الغزاوية
-
في يوم قسيس السلام والمساواة مارتين لوثر كينغ
-
غزة... والعدوان... وآلام العرب والمسلمين
-
أمريكا تجدد ثورة الأمل والفكر والحرية
-
تمهلوا بالحكم على الديمقراطية في الشرق الأوسط
-
قراءة موضوعية في عواطف المعارضة السورية
-
من أجل حفنة من اليوروهات الأوروبية..
-
الغزل الفرنسي السوري والمعارضة السورية
-
هل ستطل شمس الوطنية على ساسة لبنان؟
-
سوريا الأسد... ممانعة أم مصافحة!!! (2)
-
سوريا الأسد... ممانعة أم مصافحة!!!
-
زيارة كارتر لسوريا تحرق الأحرار والديمقراطية
-
فتنة مابعدها فتنة..
-
الحديث الجائرعن منظمات حقوق الإنسان الدولية في سوريا
-
من الرماد تأتي الحياة...عبرة لمن إعتبر
-
المعارضة السورية والأقلام المأجورة...
-
خطوة إيجابية في مستقبل المعارضة السورية...
-
هذه الأوقات التي تمتحن قلوب الرجال
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|