أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - حقيقة ميل القوى التصوتية العراقية واختلاف التفسيرات














المزيد.....

حقيقة ميل القوى التصوتية العراقية واختلاف التفسيرات


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 08:22
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


غالباً ما تعرضت نتائج الانتخابات الى الانتقادات والاعتراضات والتفسيرات ، ولم يحصل ان سمع لها اي صدى يذكر ، وحتى الشكوى الرسمية واللجؤ الى القانون لم تجد نفعاً ، وفي خضم هذه التجاذبات تنسى المحركات الحقيقية التي تدفع ميل اغلبية الناخبين الى الادلاء غير الواعي باصواتهم وفي ذات الوقت عدم الاكتراث بالتجاوزات وخرق القوانين او اصدار قوانين تعسفية ، ان ما يستحوذ على ارادة هذه القوى التصوتية الجانحة هو البحث عن ملاذ معاشي وليس عن ملاذ سياسي ، بمعنى ان الناس لا يهمها البرنامج السياسي لهذه الكتلة او تلك ، انما غايتها وجود من بيده القوة التي توفر لهم سبل المعيشة اليومية دون غيرها ، وعليه تصوت لمن بيده السلطة او من يبدو قادراً على تحقيق هذه الغاية .
يفسر البعض خطاً الكثرة التصوتية التي تميل الى احزاب الاسلام السياسي بانها تنطلق من دوافع ايمانية دينية ، غير ان هذا التفسير بعيد عن الحقيقة ويتجاهل كون ان الاغلب الاعم من هؤلاء هم من الفقراء وهم ذاتهم الذين يذهبون في المسيرات المليونية في المناسبات الدينية بحثاً عن من يشفع لهم في دنياهم بسبب معاناتهم المعيشية اليومية ، ولا يبحثون عن شيء اخر ، وما يدل على ذلك هو عدم وجود الاثرياء بينهم حتى من اؤلئك الذين يتبرعون بالمال والطعام عن بعد الى تلك المسيرات ، ولنزيد الامر توضيحاً وذلك بالاشارة الى ان هذه الجموع لا تتعامل مع البرامج السياسية بقدر ما تبحث عن ملاذ قادرعلى حمايتهم من الفاقة والعوز ، ففي كل الانتخابات الماضية كانت اكثر الاصوات تذهب الى من هو في مواقع قوة السلطة او قوة المال على امل تلقي العون ، الا ان هذه القاعدة قد تغيرت عندما شعر هؤلاء بان الاحزاب التي تمتلك السلطة لم تحقق لهم اي شيء دون ان يعطوا اي اهتمام لانتساب هذه الاحزاب الى التيار الديني .
واختلفت وتعددت التفسيرات لنجاح احزاب الاسلام السياسي وخسارة الاحزاب العلمانية ، غير انها قد ذهبت الى غير مكانها ، فلم تنجح احزاب معينة لكونها دينية ولم تخسر احزاب لكونها علمانية ، انما جاءت النتائج تبعاً لشعور الناخبين بان هذه الاحزاب ستحقق لها بعض ما تطمح اليه في حياتها اليومية ، ان هذا ما ينبه الى ضرورة العمل بين الجماهير من قبل القوى غير الفائزة لجعلها تشعر بان القوى الديمقراطية العلمانية قادرة على تحقيق ما تريده هذه الجماهير الغفيرة ، ولكن ليس باستخدام المواعظ والدعوات كما ينبغي على هذه القوى لملمت اطرافها المبعثرة بغية الظهور على الساحة بحالة تخلق القناعة وتطمئن الناخب الباحث عن من يشكل له ملاذاً من معاناته ، لان تغيير معادلة حالة القوى التصويتية المختلة تقع على عاتق الاحزاب والاوساط الديمقراطية العلمانية تحديداً .
ويتصور البعض الاخر من المهتمين بتحليل نتائج الانتخابات بان الدعاية الانتخابية كفيلة بالتاثير على ميل الناخب في ما يتعلق بمنح صوته ، ان هذا الفهم لايعدو عن كونه تصوراً نمطياً لايقترب من طبيعة الاحداثيات التي وضعها كل ناخب لوجهته سلفاً ، بدافع القناعة بالجهة او الكتلة او الحزب الذي يلامس همومه الملحة ، وذلك ما يخلق امامه حاجزاً مانعاً لاي تاثيرات جانبية ، الا اذا كانت هنالك ثمة مؤثرات مادية تتمتع بملموسية عالية ، وليس بالاعلانات واليافطات غير المميزة والضائعة وسط الاف مشابهة لها ، وهنا لابد من الاشارة الى ان الدعاية الانتخابية لا تؤثر الا في ما يتعلق بالجانب السياسي ، علماً ان هذا الامر لايحظى بالاولوية لدى اصحاب البطون الخاوية من سكان التجمعات السكنية العشوائية والذين تسحقهم البطالة والامراض ، علماً انهم الذين يشكلون الاكثرية التصويتية في اوضاعنا العراقية الحالية .
ان ما وضع من الآليات والقوانين التي سخرت لتنظيم العملية الانتخابية جاءت هي الاخرى على هوى النخبة المتحكمة بالقرار، مما غدا فعلها بامكانه تبديد كافة الجهود والدعايات والشعارات ، والادهى من كل ذلك انها شرّعة لسرقة اصوات القوائم الصغيرة ، وبذلك قد وضعت المعالم غير الديمقراطية التي يريدها اصحاب القرار لمستقبل العراق الجديد ، وهنا قد تشابكت الميول غير الواعية لجموع فقيرة ومسحوقة تبحث عن شفيع وملاذ وبين ارادات متحكمة تحاول البقاء الابدي في السلطة ، مما يعني ان الدكتاتورية بدأت تتنفس من جديد ولكن بطراز جديد ايضاً ، واذا ما اردنا البحث عن مصادر الخطر على الديمقراطية ومستقبل العراق الناهض فلا غير الخلاص من الفقر المتقع للجماهير الغفيرة لكونه هو الذي يقيد ارادة الناخب ويجعله طيعاً اما بيد صاحب السلطة اوتحت تاثير الاثرياء الذين يحولونه الى سلعة وبخاصة صوته الانتخابي ، وهنا تكاد تتضح الرؤيا عندما لايكترث اصحاب القرار ببقاء الفقر والعوز والبطالة وانعدام الخدمات التي تضع المواطن الفقير في دوامة قاتلة تجعله يتعلق بقشة .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناخب العراقي ينتظر سماع صدى صوته
- استعصاء في مجلس النواب
- رهانات لاتتمتع بنصيب وافر
- حصاد الانتخابات .. بحسابات الحقل ام بحسابات البيدر ؟
- فساد انتخابي بامتياز
- قضية الشعب العراقي .. لماذا صارت استثناءً ؟!!
- الحزب الشيوعي العراقي .. قوس قزح عراقي فانتخبوا قائمته
- مستقبل العراق بين وعي الناخب وكفاءة النائب
- المحكمة الجنائية العراقية .. اولوية ملفات ام محاصصات ؟!!
- العراق .. انتصار في مجلس النواب وانتصار في مجلس الامن
- ثغرة { الدفرسوار } في دفة الحكم !!
- المدنيون ... من ابناء محلتنا
- اوباما .. وجه جديد ام مجرد واجهة ؟
- الاتفاقية الامنية ... اختبار نهاية المطاف
- منطلقات مواقف الرفض والقبول للاتفاقية الامنية
- التعامل مع اغتيال الشخصيات.. جريمة لاتغتفر وجريمة مشابهة فيه ...
- تمخض الاحتلال فولد اتفاقية امنية
- الاتفاقية الامنية يستلزمها جواز مرور ام سلامة ظهور ؟
- وحدة الصف الوطني تحت رحمة المحاصصة
- سلامات ياخدمات !!!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - حقيقة ميل القوى التصوتية العراقية واختلاف التفسيرات