من سفر الذكريات... صور عن الرياضة والرياضيين في مدينة النجف الاشرف 6

فلاح صبار

الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 08:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تتراكض عربة الذكريات... وهي محملة بكثير من التفاصيل عن حركة الرياضة في مدينة النجف الاشرف . كان لابد من الاشارة الى ان ما سرد عن الاسفارالسابقة ‘ تعلق بقسمه الاكبر في لعبة كرة القدم... وقد تاتي اشارات لاحقة عن بعض انواع الرياضات الاخرى.
في اواخر عام 1967 بدأت مجموعتنا والتي اطلق عليها فريق اتحاد الفتيا ن تمارس تمارينها على ملعب الادارة المحلية في النجف ‘ حيث كان للاسف شبه مهجور في تلك الحقبة الزمنية الا من بعض الرياضيين الذين يمارسون هواياتهم في لعب الكرة...ومنهم كان فريق الجمهور الرياضي الذي يحتل غرفة تحت المقصورة بالتحديد كمنزع له . وقد استلم فريقنا غرفة تقع على الجانب الايسر وانت تدخل الى الملعب من بابه الرئيسي ...كمنزع لنا ولحفظ بعض الاشياء الرياضية (الاكسسوارات)العائدة للفريق . وكانت تقع في اقصى يمين الملعب حنفية ماء ارتفاعها لا يتجاوزالمسطرتين -06 سم – وهي للشرب ‘ولكم ان تتخيلوا كم يكون ساخنا ذلك الماء في شهور الصيف! وهو للاغتسال ايضا والحمدلله كان الماء – ماء بلدية - يعني كان نقيا.
كنا نذهب الى الملعب تقريبا كل يوم‘ ونشكل قافلة من الدراجات كوننا جميعا من منطقة واحدة وهي طرف العمارة ‘ او الركوب في باصات كربلاء-المصلحة- والنزول امام الملعب و هوما يسمى حينذاك ...موقف اختياري . كانت لدينا متعة واندفاع كبير لمواصلة التمرين...
في تلك الفترة كان غالبيتنا من فريقي الجمهور واتحاد الفتيان في مرحلة الدراسة المتوسطة والاعدادية‘ وقد طلبنا من مدرس الرياضة ...وهو استاذ من مدينة بغداد طويل القامة ‘مليح الوجه‘ واظنه من المغضوب عليهم سياسيا من الحكومة في تلك المرحلة ‘ حيث جاءنا منقولا!! لا اتذكر اسمه بالضبط الان ‘ اقول طلبنا منه تنظيم سباق رياضي في كرة القدم بين الصفوف العلمية والادبية... وكما اسلفت كان اغلبيتنا ايضا في الصفوف الادبية!!! وقد ارتأت ادارة المدرسة تنفيذ هذه الفكرة.وبالفعل بدأت التمارين استعدادا لهذه البطولة المدرسية الداخلية بين الصفوف العلمية والادبية في اعدادية النجف.
كان اغلب الرياضيين في مدينة النجف الاشرف في اعوام68-69 من الشباب والفتيان حيث شكل منتخب اعدادية النجف ابرز اللاعبين من فريقي الجمهور الرياضي واتحاد الفتيان‘ وقد وصلنا فعلا الى المرحلة النهائية في بطولة التربية حيث لعبنا مع منتخب تربية كربلاء في ملعب الادارة المحلية.
جرت دورات متعددة في النجف في تلك الفترة الزمنية للفرق الشعبية وتحت مسمى بطولة الفرق الناشئة او دورات الصاعقة الكروية ‘ وقد حظيت باهتمام المسؤولين في المدينة ‘ومنهم الاستاذ عبد الرزاق الحبوبي قائم مقام النجف...وقد ساهم نادي الغري قبل تاسيس نادي النجف‘ باقامة مثل هذه الدورات‘ اضافة الى نشاطه في اقامة دورات مهمة على صعيد كرة السلة لعموم فرق العراق المتميزة.
كان مسؤول فريق اتحاد الفتيان – حجي شاكرحجيجو – وهو المدرب ايضا يتعبنا جدا‘ حيث كان يوم الثلاثاء من كل اسبوع يوما صعبا علينا حيث نركض الضاحية...ننطلق من ملعب الادارة المحلية الى مسجد السهلة في الكوفة ذهابا وايابا وهي مسافة تقدرب 12كم تقريبا....وهو برنامج اسبوعي لا يمكن لنا ان نحتج على هذا ‘لاننا نعتقد بفائدة ذلك‘ وعليه كانت لدينا لياقة بدنية عالية ‘وهذا اتاح لنا اغلب الاحيان الفوز في تلك الدورات ضمن كرة القدم النجفية حينها. ومن الطريف ان الكثير من اللاعبين الذين هم اكبر عمرا منا ينضمون الى بعض الفرق الشعبية الاخرى‘ للمساهمة في تلك البطولات‘ و كان هذا لايمانهم وحبهم لكرة القدم ‘حيث اصبح للمدينة حراك رياضي كروي بوجود الاجيال الشابة.
وكانت مقرات الفرق الشعبية في تلك الفترة هي المقاهي الشعبية‘ ومنها مقهى الانكراني في ساحة الميدان‘ وقهوة عبدان او- عيدان- في شارع زين العابدين بالقرب من مسجد السقا مقابل – كباب اموري الشهير اللذيذ- ومقهى جودي زاير دهام‘ وبعض المقاهي الواقعة في جدار الصحن الحيدري الشريف‘ ثم بعض المقاهي في شارع المدينة والهاتف وابو صخير.

كانت المنافسة قوية رياضيا‘ بين فريق الجمهورالرياضي الذي ضم الكثير من الشباب ومنهم قاسم الواعظ واسماعيل العبايجي وعادل محي الدين واحمد بديوي وعباس الحلو وعبد الحسين محبوبة وغيرهم الكثير ...و فريقنا اتحاد الفتيان ومنهم عبودي صادق ورشاد وقيس الخاقاني ونعمان البيبهاني وفلاح صبار واموري الشخص وهاتف شمران وسيد احمد وعيسى كيوان واخرون.
كان ملعب الادارة المحلية يعج بنا شبابا ومخضرمين‘ اضافة الى الاسماء المذكوره اعلاه كان هناك سعد بشبوش ومالك فلفل وهادي الجواهري والملا هنون وطالب المحتصر واخرون... كنا اغلب الاحيان نتمرن معا ‘بعد ان نشكل فريقين مختلطين حيث نبدأ اللعب بسعادة ومنافسة رياضية نبيلة.

لا ابالغ عندما اقول بان فريق اتحاد الفتيان ‘خلق مناخا رياضيا كرويا جميلا في المدينة حيث استقدمنا فرقا متعددة من بغداد وبقية المدن العراقية‘ وحيث نستقبلهم بحفاوة بالغة ونريهم سراديب النجف!!! ان كان الفصل صيفا ‘ونقدم لهم اشهى المأكولات النجفية وعلى رأسها الدهين النجفي الشهور!!! كما نقيم لهم امسية غنائية خفيفة تعتمد على – ربط الخشب ...الدنابك... والغناء العذب- حيث احيانا يشاركنا الاصدقاء ناصر ثنوان وامجد الصراف والكاتب وطالب المحتصر واحمد بديوي في هذه الفعالية الفنية الترويحية . وكنا نعلم الجماهير الرياضية بهذه الانشطة من خلال الاعلانات المكتوبة باليد‘ حيث اكلف بكتابتها ومن ثم تعليقها في الاسواق او المكتبات .
في تلك المرحلة لم يكن نادي النجف الرياضي قد اخذ دوره بشكل ملحوظ‘ الا ان هناك تحرك من بعض الاساتذة والرياضيين الذين تحمسوا الى تأسيسه اواخرعام1967 .كان من مؤسسي نادي النجف في تلك الحقبة الزمنيةالاساتذة عبد الرزاق الحبوبي ورؤوف كمونه ومحمد علي البلاغي وعبد الحسين النجم وحسين السيد سلمان.

وكان نادي الغري هو الوحيد الذي كان يزاول نشاطه بشكل معقول‘ وخاصة في كرات السلة والطائرة والمنضدة والعاب الحديد والكمال الجسماني.
وضمن هذه الحالة الرياضية بدأ تحرك الرياضيين المسؤولين عن هذه الاندية بالتحرك تجاه فرقنا الشعبية‘ ومنها فريقنا اتحاد الفتيان الرياضي وفريق الجمهور الرياضي ‘وفرق من شارعي المدينة والهاتف وغيرها. وبالفعل بدأ تجميع الجيلين القديم والحديث ‘وتوزعنا بين ناديي النجف والغري.. قبل ان تحسم الكثير من الامور بعد تأسيس فريق داينمو النجف ..ولهذه حكاية اخرى.

ملاحظات :
1- ذكريات قد تنفع المؤرخ الرياضي على وجه التحديد للحركة الرياضية في مدينة النجف الاشرف ‘ ان يأخذ ما يراه مناسبا منها.
2- اعتذر من السادة القراء والمهتمين بالامر ان اثقلت عليهم بسرد هذه الصور الخاصة من الذكريات الى حد ما...كما وارجو ان ينظر اليها كشريط يعرض بعض سمات اجتماعية وجغرافية لمدينة عراقية عريقة كما مدن العراق الحبيب.
3- كان بودي تعزيز هذه الذكريات بصور فوتوغرافية امتلكها وهي صور لفرق وشخصيات رياضية وردت في هذه السلسلة من الذكريات‘ الا ان الجانب التقني وقف حائلا.

#فلاح_صبار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات