أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد الحسون - السندباد الحلي














المزيد.....

السندباد الحلي


جواد الحسون

الحوار المتمدن-العدد: 2580 - 2009 / 3 / 9 - 03:32
المحور: الادب والفن
    



بعد ان دارت الخمرة داخل رأسه المشحون باليأس.. قالها كمن اكتشف لغزا .. لقد اتخذت قراري الذي لا رجعة لي عنه ابدا .. سأرحل .
لم يكن قرارك هذا اطلالة على حياة افضل بل هو دعوة للموت قبل كل شيء ، انها الغربة واقسم لك انها عقار ينعش اهواء النفس … ويضفي على العقل غشاوة تجعله يتعامل مع اوهام وآمال كالتي احدثتها الخمرة داخل رأسك
ليس هنالك حياة افضل … انها عاهرة ومخادعة وقد تمنحك في تعاملها السريري شيئا من فائض القيمة لديها لكنها ستسلبك انت وراس المال برمته .

اعتقدته حوارا مسرحيا يتمرن على ادائه .. اوانه كعادته قد فطر بما تبقى علىالطاولة من خمرة الليلة الماضية .. لم اعر حضوره الاهتمام الذي كان يتوقعه … كنت اتعمد التجاوز على (اتكيت) الضيافة الذي كثيرا ما كنت اتجاوزه لعمق العلاقة التي تجمعنا … وبالمقابل راح صديقي وبشيء من الخفة وعدم التكلف يضرب على سطح المنضدة بشدة ليجعلني ابدو اكثر اهتماما بما جاء من اجله .
- سارحل … نعم سارحل الى حيث تكمن الحياة .
- انها دعوة للموت .. للذل .. الغربة دعوة للضياع .
- ليس لدي ما اخسره بعد .
- بل ستخسر .. وتخسر .. وتخسر.. انك لم تعد ترى الاشياء بوضوح .. غشيت على بصيرتك الحضارة الموعودة . وحرية الابتذال والضياع .. لقد قيدك الشيطان بحباله فلم تعد ترى حقائق الامور والأهم من ذلك فقد ختمت على سمعك وبصرك قرقعة الاوراق الخضر …
- لقد اتخذت قراري .
- بل ركبت غبائك .. وتمكن منك شيطانك ..
- لاشيء عندي لأخسره .
بل ستخسر . فهناك في غربتك المشؤومة قطعاً لاتجد من( يحسن) اليك حين تعاني حافظة نقودك انخفاضاً في ضغط الدولار.
اعدك سوف لم تجد من يحصد شعر راسك الاجعد مجانا كما هو الحال في صالون (محمد مني) ليودعك بعبارة ( اذهب في سبيل الله) .
ستخسر ولن يكون باستطاعتك ان تقتحم بيوت المعارف والجيران وتاسر (مطابخها ) بما احتوته من (قدور الطبخ الكبيرة) او كالتي اعتدت اسرها في بيت (الحجية هيبت) دون زاجر اوناهر ..
ستخسر وليس بامكانك امتطاء حذاء (فؤاد) الذي اشتراه بالاقساط اللاربوية من صديقنا (صلاح اللطش)
ستخسر ولم يعد بمقدورك ان تجمع ابناء الحي لحملات العمل الشعبي .. العمل الاخوي .. العمل الروحي .. هذا كل مايمكن ان اساعدك به .
انصرف مبتعدا بعد ان امتلأ غيضا .. رحل السندباد محملا باحلام الف ليلة وليلة وفي جيوبه احلام وامال العائلة التي باعت كل مالديها وافترشت الارض أملاً بعودة ( السندباد الحلي ) من منفاه محملا بغنائم النصر التي رسمتها له احلام اليقضة .. احلام الخمرة .. احلام (النكبة).. رحل السندباد الحلي وقرقعة الاوراق الخضر تدغدغ سمعة.. ونظرية النساء الغربيات اللاتي يمتن شغفا بالسمرة الشرقية تداعب احلامه !! يالها من احلام اغرقت بين خضم امواجها سندبادنا الحلي الذي طالما اشتاق لان يستحم عاريا على شواطئ حضارات الغرب .. عاريا من اخلاقه ومثله وقيّه.. عاريا من تاريخه وعاداته ومبادئ دينه وتقاليد امته ….. لقد تعرّى السندباد وخلع اول ما خلع عن جسده الأصالة وصار يلبس اقراط واساور زادت في ضياعه وتوحشه وجنونه .. كم تمنيت لو انه ظل سابحا في بركة (فقره الوراثي) لكنه اختار ان يغوص في بحار(الافيون والترياك) الاكثر حضارة والاكبر ضياع .
لم تعد اخبار صديقي السندباد تردنا .. فقد ضاع وضاعت معه جميع احلامه وامال اهله واختار ان يدفن في ارض الغربة عريانا حتى من رحمة ربّه .



#جواد_الحسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الصمت
- الفقر الابداعي والسقوط من الهاوية
- المدينة المحرمة
- ذكريات الزمن الغابر
- لقاء احادي
- السلام عليكم ايها الفقراء -4 (الانحدار)
- رواية الفصول الاربعة
- السلام عليكم ايها الفقراء_3_
- في مهرجان بابل الثقافي ..شح علينا العذر وضاقت بنا الحيّل!!
- في مهرجان بابل الثقافي شح علينا العذر وضاقت بنا الحيل
- رفعة الرأس بابل
- السلام عليكم ايها الفقراء _2_ سمكة في محيط الحلف الاطلسي
- نهايات مغلقة
- السلام عليكم ايها الفقراء ( 1)
- آمال جمهورية الأطفال
- تربية الطفل
- نصل الشيطان
- الريل وحمد
- العصا والحمار / قصة قصيره
- مسمار حذوة الفرس


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد الحسون - السندباد الحلي