أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمار ديوب - لماذا العودة إلى لينين..؟*














المزيد.....


لماذا العودة إلى لينين..؟*


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2579 - 2009 / 3 / 8 - 11:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قد يكون مثيراً للاستغراب أن نقول أنّه لا بد من العودة إلى لينين رداً على الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية، حيث أنّ لينين وُصمَ في العقدين السابقين بأنّه أبو الاستبداد العالمي. وقد انهالت بعض تيارات الفكر الليبرالي عليه بتأكيدها أن استبداد الأحزاب الإسلامية وقبلها القومية هو استنساخ من الاستبداد الشيوعي؛ الذي يعود بدوره إلى لينين. والبعض استرسل في الخيال دون خجلٍ فأعاد الاستبداد إلى ماركس ولا سيما عبر مقولته: ديكتاتورية البروليتارية، التي لم يشر إليها الرجل سوى بضع مرات في سياق الوصول إلى إنسانية الإنسان لا تبريراً للاستبداد.
قد تكون الكراهية للينين نابعة أيضاً من كون الرجل تجرأ وأسقط النظام الرأسمالي في روسيا، وفتح التاريخ البشري كي يلفظ الرأسمالية والاستغلال والفقر والظلم والاستعمار. وهذا السبب ربما يكون هو الذي أنتج موقف الليبراليين الأقحاح، أي الممثلين الفعليين للرأسمالية. وإذا كان اليساريون المتلبرلون قد حملوا انحراف التجربة نحو الشمولية وتخليها عن مصالح البروليتاريا إلى لينين، فقد أصبحوا في وقت لاحق ضد أي ملمح اشتراكي في العالم؛ ليلتحقوا بالممثلين الفعليين للرأسمالية في معركة جهادية مقدسة ضد لينين وضد كل من يلهج باسمه.
على كل حال، العودة إلى لينين ضرورة من أجل أن ينهض اليسار من مستنقعه ويتحمل مسؤولياته التاريخية في التغيير الثوري لعالم الرأسمالية الذي عاش أكثر من اللازم! فالأزمة الاقتصادية العالمية لم تعد أزمة مالية، ولا أزمة في الرأسمالية، بل هي أزمة الرأسمالية، ويشكل لينين كطريقة تفكير وممارسة عملية بالإضافة لسيرورة الحزب البلشفي، ربما التحدي الأكبر لهذه الرأسمالية ولأحزاب اليسار، حيث بالإمكان معه تصوّر عالم إنساني وعولمة مختلفة، وتحقيق المساواة والعدالة الفعلية لكافة أفراد البشرية، لا كما تمّ في النظام الرأسمالي بشكل صوري على أهميته.
سيسأل البعض، ما كل هذا اليقين والثقة بالتجربة اللينينيّة، فالتجربة الاشتراكية لا تشكل استقطاباً فعلياً لأحد، ولا تقترب الأحزاب الاشتراكية ولا المعترضين المتأثرين بالأزمة الحالية من هذا الخيار!
أقول أن اليقين المشار إليه متأتٍٍٍٍِِ من كون التاريخ لا بد أن يُقرأ، لا أن يكفّر أو يتهم، وقراءتنا له تفيد أنّ كل الحركات الشيوعية آنذاك، أي مع تحوّل الرأسمالية إلى إمبريالية، لم تكن قادرة على مواجهة الامبريالية، بل تكيّفت معها، وداست على كل الظلم الذي أحاق بالبشرية، سوى تجربة هذا الرجل الأصلع لينين، والتيارات الشيوعية المتأثرة به. وبالتالي هناك ضرورة لاستعادة فكرته المركزية، أن عالم آخر ممكن هي الأساس، في كل ما أدعو إليه. ولكن هذه الفكرة غير ممكنة التحقق ما دامت الرأسمالية مستمرّة، وما دامت القوى اليساريّة لا تتجاوز في أطروحاتها كون الأزمة الحالية أزمة في الرأسمالية لا أزمة الرأسمالية. وباعتبارها أزمة في الرأسمالية كما يشيرون، فإن الممكن الوحيد هو النضال من أجل إعادة تدخّل الدولة في الاقتصاد، وتوزيع عادل للثروة. وهو نفس ما تفعله الامبريالية العالمية كي تنقذ نفسها، ولكن دون توزيع الثروة أو تحميل المسؤولين عن الأزمة أعبائها، بل عبر سرقة أموال الضرائب المدفوعة من الطبقات الفقيرة والمدخرات التي أودعوها في البنوك من أعمالهم المضنية.
العودة للينين لا تعني إعادة تكرار ذات الفعل، وتفترض بالضرورة تجاوز أزمة الاشتراكية المحققة والمخفقة، نحو اشتراكية ديموقراطية بالفعل، وهي ليست على منوال الاشتراكية الديموقراطية في أوربا؛ التي لم تطرح مطلقاً تغيير الأساس المادي للنظام الرأسمالي أي نظام الملكية، رغم دفاعها الأكيد عن حقوق الطبقة العاملة في النظام الرأسمالي(على كل المستويات). وبالتالي الاشتراكية الممكنة لا بد أن تتمثّل في ذاتها كلّ منجزات الديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة وما تمّ في أوربا باستثناء المتعلق بحق الملكة الخاصة، وكذلك عدم إيجاد تفاضل للثورة على حساب الأفراد، ولا للسلطة على حساب المعارضة، ولا للديكتاتوريّة على حساب الديموقراطية.
استعادة لينين كرجل ثورة وكمفكر نظري، أي دراسته وبحثه والتفكّر في تاريخ الثورة الروسية وكذلك في بقيّة الثورات الاشتراكيّة، هي ضرورة لأن الرأسمالية إن لم يتم التخلص منها ستُدخل البشرية في أتون أزمات أكثر مما يُرى الآن، وستفعّل كل إمكانيّة نحو حرف الصراع الطبقي نحو صراعات طائفية أو قبليّة أو مذهبية، وستديم معركتها ضد الإرهاب بدون نهاية محتملة(التي هي بديل عن معركتها السابقة ضد الشيوعية).
أخيراً، نقول: هل يستطيع اليسار أو الناقمين الآن، أن يتحملوا قراءة لينين للتاريخ، وهل يستطيعون الاستمرار دون هذه القراءة؟ هذا ما يجب التفكير فيه جديّاً، دون استغراب أو سخريّة أو استهجان، فربما عندها سنترك لأذهاننا تلمّس طريق مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية دون لينين أو ماركس -أو كل مفكري الماركسية الثوريين- ولكن بعد قراءتهما الضرورية مجدّداً، وبعد وضع بعض الورود الحمراء بهدوءٍِ شديد على قبريهما.



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار الشعب الفلسطيني خيار الدولة الواحدة
- اليسار الماركسي والمقاومة
- قمم بلا معنى
- الأمة العربية في مواجهة الموت
- الحكم على سعدات والدور المركزي لليسار
- من أجل قانون أحوال شخصية مدني
- الحذاء الذي ألهب حماسة الكتاب ... أم الاتفاقية؟
- الحوار المتمدن حوار المستقبل
- عن الخلافات وإفساد الودّ خلافاتنا صراعات مستعرة
- الحديث في الجنس خط أحمر.. والنتيجة مراهقون مشتتون جنسياً!
- زواج المختلفين مذهبياً.. مصائر مخيفة تصل حد القتل!
- الندب على الرأسمالية و اشتراكية الأمس لم يعد يكفي
- عرسٌ في غزّة!
- التحرش يلاحق النساء..هل تحول الرجل إلى كائن جنسي
- الازمة الأمريكية العالمية والازمة الاشتراكية
- الهيمنة الأمريكيّة والحرب على الإرهاب
- شوارعنا تعكس بدائية سلوكنا.. النظافة العامة ثقافة غائبة ولا ...
- أسعار باهظة وخدمة سيئة.. روضات الأطفال زرائب أم سجون؟
- جامعاتنا في قفص الاتهام.. لا تخرج مثقفين وليست أكثر من ممر ل ...
- ماذا يسأل السوريون بعضهم عن مدينتهم الأصلية!


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمار ديوب - لماذا العودة إلى لينين..؟*