محمد مسلم الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 06:20
المحور:
الادب والفن
كرهتني... كرهتني منذ النظرة الأولى ! كرهتني قبل أن تعرفني ! كرهت طيبة قلبي ودماثة أخلاقي ونعتتهما سذاجة! كرهت إبتسامتي وابتهاجي ووصفتهما بلاهة! كرهت تواضعي وحيائي واعتبرتهما ضعف! كرهت صراحتي وانفتاحي وفهمتهما تسيّب! كرهت حرصي واحترازي وأسمتهما بخل!
بعثت لها رسالة حب كتبتها على ورق من إحساس ومداد من دموع ، فكان الجفاء جوابي! أرسلت لها باقة من مشاعري وشموعا مشتعلة بحسرات أشواقي، فكان الصدود خطابي!
أدخلتها الى أعماق نفسي باشارة رضا خضراء ...فأوقفتني عند باب جبروتها بإشارة رفض حمراء! رفعت شعار السلام في مملكة طغيانها ...فأعلنت هي الحرب على مواقع ضعفي وحيرتي !
كتبت لها انشودة.... كلماتها همومي والحانها حسراتي....فلم تتأثر بالكلمات ولم تطرب للألحان! كشفت لها عيوبي واعترفت لها بذنوبي....فعيرتني بالعيوب وعاقبتني على الذنوب!
زيّنت لها الطريق بأنوار أحلامي... وباركت خطاها بإيماني واحساني.... فإدعت بأن أنواري لا تضيىء في عالم الظلام.....ومباركاتي لا تنفع في محن الأيام......
بنيت لها صرح الحب بأسس من إخلاص .....فهدمته بمعول الشك ودمرته بفأس الريبة.... برأتها من جريمة قتل الحب .... فجرمتني بإغتصاب مشاعر !
وهبت لها السكينة فقايضتني العذاب... شاركتني الخير وتخلت عنّي عند الأسى!
صيحاتي لا توقظها وآهاتي لا تؤثر فيها....فكاهاتي لا تضحكها وقصصي لا تسليها ....
فأفكاري جلّها مارقة... ومشاعري كلّها كاذبة... نواياي مشاريع خائبة.... وأحاسيسي خيالات غائبة....
وفي يوم حائر من بين أيّامي الضائعة....دعتني لرحلة في سفر طويل.... فبدون تحفظ وبدون وجل ، تبعتها... سرت وراءها....الى حيث تريد ....الى طريق مجهول... طريق مريب لم أسلك مثله من قبل !!
أبعدتني عن كل المثابات.....ثم قطعت عني أواصر معرفتي ودلالات إشاراتي...... وفي منتصف الطريق ضيّعتني....تركتني.... هربت منّي !
بحثت عنها في كلّ مكان....فتشت عنها في اللانهاية بعدما وجدتني في رأس البداية ! سألت الناس عنها......أيها الناس....أيها العالم....هل رأى أحد منكم إمرأة ؟
إمرأة عجيبة....إمرأة غريبة..... ممشوقة الأوصال....واسعة الخيال.....متقلبة الأحوال.....
لم يجبني أحد ولم يأبه لكلامي أحد !
انتصر الليل.... وانتحر النهار....ورغم هول الليل، قررت أن أبحث وأن أفتش !
عسى ما لا نراه في وهج النور ، نعثر عليه في عتمة الظلام ......
#محمد_مسلم_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟