أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - وإن سرق وإن زنى...!؟














المزيد.....

وإن سرق وإن زنى...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


روى البخاري والترمذي عن أبي ذر عن الرسول قال: ( قال لي جبريل: بشِّر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت يا جبريل: وإن سرق وإن زنى..؟ قال: نعم وإن سرق وإن زنى ).*
لقد أدرك ـ محمد ـ بنباهته سوء الحال الذي سيصير عليه مشروعه الكبير الذي وضع لبنات قاعدته بروية وتؤدة.! وتوقع بذكاء فذ أن أولي الأمر من بعده ومعظمهم سيكونون من صحابته، وعشيرته، سيعمدون على الدوام إلى تحميله وزر ما سيرتكبونه من أفعال، وشرور، وفساد، بإحالتها إليه عن طريق تسنينها..! أي أن تسندها أقوال وأحاديث ينسبونها إليه كما ينسبون كل قولٍ يحتاجونه وتستوجبه مصالحهم، وأحوالهم، ومتغيرات ما حولهم، فيكفيهم لبيان الحجة وإسناد ثقافة الفساد إشاعة حديث السرقة والزنا السابق ذكره..! كما كل حديث على شاكلة الحديث الذي سيخترعه حريز عن زرار أنه سأل الرسول عن الحلال فقال: ( حلال محمد حلال إلى يوم القيامة )..! وكان أن عمد ـ محمد ـ مبكراً إلى تحريم كتابة أي شيء يقوله أو يصرَّح به من خارج النصوص الربانية التي يحملها إليه جبريل بلا كلل هذا من جهة أن لا يبرر الوارثون ارتكاباتهم بأحاديث وتصريحات جاءت في سياق الدعوة والحاجة.. ومن جهة أخرى كي لا يتم توثيق ما يقوم به ويبيحه لنفسه متسلحاً بالنص الإلهي فيستثمرون ذلك بعد موته على أنه سنة نبوية.!؟
لقد نجح ـ محمد ـ في ذلك أيما نجاح حيث لم يتم تدوين أقواله، وأحاديثه، ومروياته المختلفة، بشكلٍ منظّم إبان حياته..! وعاقب بلا هوادة كل الذين خالفوا أوامره الصارمة ودونوا في الخفاء ما كانوا قد سمعوه منه ولم يستثن من ذلك أحداً وهذا ما لم يفعله الرؤساء ( المؤمنون ) في العصر الراهن من حيث أن صحف أنظمتهم اليومية كانت تزِّين صفحاتها الأولى بأقوالهم خلال حياتهم.! وظلّت تفعل ذلك بعد موتهم.! وستظل تتزين على هذا النحو إلى أن يجيء يومٌ يكون مشهودا...!؟
غير أن الحال صار كما كان في البال فقد أباح الخليفة ـ عمر بن عبد العزيز ـ ما حرَّمه ـ محمد ـ وأمر وزراء إعلامه الفقهاء وربعهم بجمع وتدوين أحاديث وأقوال ـ محمد ـ ولأن رزقهم يتأتي من بيت مال الخليفة، فإن أحداً منهم لم يجد غضاضة في تحليل ما حرّمه رسولهم..! وقد انضمَّ إليهم في هذا الميدان الكثيرون فانتشر التلفيق والكذب وظهرت آلاف الأحاديث حتى اضطر بعض الفقهاء إلى تصنيفها إلى نوعين صحيحة وضعيفة..! ولكون الأحاديث المختلقة هي الغالبة قام ( الشهروزري ) المشهور بابن الصلاح / 577 ـ 643 / برصد وتصنيف خمسة وستين نوعاً من الأحاديث الضعيفة يقول الإمام محمد عبده: إن عموم البلوى بالأحاديث الكاذبة كان في دولة الأمويين.!؟
يعترف معظم المفكرين الإسلاميين المجددين بوجود تلك الفصيلة من الكذابين المأجورين الذين تباروا في فبركة الأحاديث واختلاقها ويضعون على رأسها الأفندي أبو هريرة.! وقد سبقهم إلى ذلك الإمام المعتزلي أبو جعفر الإسكافي حين قال: إن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة عن علي بن أبي طالب وجعل لهم جعلاً فاختلقوا له الأحاديث التي ترضيه وكان من بين الأفندية أبو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة.. ومن التابعين عروة بن الزبير.
روى البخاري عن أنس بن مالك قال: صعد النبي إلى جبل أحد ومعه أبوبكر وعمر وعثمان فرجف الجبل بهم فقال النبي: أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان..! ثم لم يلبث أن كذَّب نفسه حين روى عن عائشة أنها قالت: كل من يقول إن محمداً يعلم الغيب فهو كاذب.!؟
وقد روى جابر بن عبد الله أن الرسول نهى أن يرفع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو مستلقٍ على ظهره.! و في صحيح مسلم عن عبادة بن تميم عن أبيه قال: لقد رأيت الرسول مستلقياً في المسجد واضعاً إحدى رجليه على الأخرى...!؟
ثم إن قوم اجتمعوا حول ـ علي بن أبي طالب ـ في الكوفة يسألونه: قد أعطاك الله هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض الناس إلى قتال ـ معاوية ـ ..؟ فقال علي: والله لو شئت لمددت يدي إلى الشام ونتفت لحيته ولما وجد القوم غير مصدقين مدَّ يده وردّها وإذا فيها خصلة شعر من لحية معاوية وشاربه.
أما الأكثر طرافة في متاهة الأحاديث هذه فكان يوم اعتمد أحد المشايخ المعارضين لانعقاد مؤتمر حوار الأديان الأخير حديث ورد في الصحيحين رواه مسلم عن بردة عن أبيه عن رسول الله قال: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى..!؟ ناسفاً الآية / 199 / من سورة آل عمران (( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله )). وبعد كل ما جرى في هذا السياق يحضر السؤال بداهةً: كيف.. ولماذا.. وإلى متى، سيظل المسلمون كل المسلمين، يغبطون رسولهم ـ محمد ـ على ورثته الخلفاء مع أعوانهم الدجالين، والمنافقين، والكذابين، والمشعوذين...!؟

* وزارة الشؤون الإسلامية السعودية تضع هذا الحديث في موقعها على الشبكة





#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعماء ومزعومون وزعامات...!؟
- فقهاء الاستنجاء والاستجمار...!؟
- الخريع والكبكابة والدياصة..!؟
- خذوا العلم ولو من الممالك...!؟
- أحلام وكوابيس إسلامية...!؟
- العلمانية الناقصة...!؟
- خرافات دائرة النفوس الإسلامية...!؟
- العقلنة المتبادلة...!؟
- الروافع المقصِّية...!؟
- مساجد.. وسجون...!؟
- فيما خص السماحة الإسلامية...!؟
- هذيان وعواطف وشعارات...!؟
- من حصار الخارج إلى حصار الداخل...!؟
- الحق في البهجة...!؟
- الحلال والحرام في مسألة التعدد...!؟
- في أن الحوار المتمدن ( مسبَّع الكارات )...!؟
- إبليس والعبيد...!؟
- المضطهد مرة والمضطهدة ثلاث مرات...!؟
- معضلة التقدم في المجتمعات العربية...!؟
- تهافت التهافت


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - وإن سرق وإن زنى...!؟