طارق حجي
(Tarek Heggy)
الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 10:07
المحور:
كتابات ساخرة
منذُ أسابيع وبينما كنت أجلس على يساره في مدينة إربيل (عاصمة كردستان) وبعدما سمع عن إهتمامي وشغفي بمناهج ونظريات فلسفة التعليم قال لي رئيس حكومة إقليم كردستان (السيد نيشيرفان برازاني ) أن أول قرارٍ إتخذه يوم أصبح رئيساً لحكومة كردستان (سنة 1991) هو إغلاق السواد الأعظم من المدارس الدينية في الإقليم . فقد كان ولا يزال يرى أن المجتمعات الحديثة تحتاج لعددٍ قليل جداً من رجال الدين من أصحاب المستويات الرفيعة (معرفة وتفكيرا ورؤية) ولا تحتاج إلى تلك المفارخ لذهنية التعصب والتزمت والرجعية . ثم أردف قائلا أنه فى نفس يوم إصداره لقرار إلغاء المدارس الدينية في إقليم كردستان العراق إتصل به الرجل الثاني في دولةٍ عربية تُنفق على المدارس الدينية من أقصى مشارق الأرض لأقصي مغاربها عشرات المليارات وتقف وراء المد الأصولي الإسلامي الذى يشغل البشرية اليوم كأكبر أعداء مسيرتها المتمدنة ... وفى هذا الإتصال عرضَ عليه (سموه ! ) إغراءات مالية (بمليارات الدولارات) إن قامَ بإلغاء قرار إغلاق المدارس الدينية . إلا أن السيد نيشيرفان برازاني أصر على التمسك بقرارهِ . وهاهي كردستان اليوم منطقة هادئة مسالمة تنعم (بإستثناء مدينة كركوك التى حشر صدام فيها عشرات الآلاف من غير الأكراد فى محاولة إجرامية لتغيير كينونتها الديموغرافية) بسلامٍ نادرٍ وسط أتون عدم الإستقرار وبذور الغليان العراقي ؛ بل أَنها الجهة الوحيدة في العراق التي لم يحارب بعضُها بعضَها . توقعاتي لإقليم كوردستان أن يكرر النهضة العظمى لمكانٍ مثل دولة الإمارات كما أتوقع له أن ينسلخ عن أتون الغليان والدم القريب منه .
#طارق_حجي (هاشتاغ)
Tarek_Heggy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟