|
نِعَم وبركات الشيخ رفسنجاني !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2576 - 2009 / 3 / 5 - 07:48
المحور:
كتابات ساخرة
وجود هاشمي رفسنجاني في العراق [ نعمة وبركة من الله ] ، هذا ماقالهُ فخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني ، في معرض ترحيبهِ بالضيف الايراني ! - قال احد الصحفيين ، ان الرئيس الطالباني كان يقصد من عبارتهِ ، ان العراق كان يُعاني خلال الموسم الحالي ، من الجفاف وشحة الامطار . وما ان وصل حجة الاسلام هاشمي رفسنجاني ، حتى بدأت الامطار تهطل مدراراً ، من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب . والدليل على ذلك ، ان الامطار الغزيرة ، أدت الى إنهيار (27) منزلاً طينياً في الموصل يوم امس ! .. علماً ان هنالك دعاية تقول ، ان اصحاب هذه الدور المنهارة ، قد تركوا دورهم تنهار عمداً ، نكايةً برفسنجاني ولإثبات ان زيارته ليست " نعمة " للجميع ، بل انها " نقمة " للبعض ! - مُراقبٌ قال : ليس من الشائع في العلاقات الدولية ، هذا النوع من الزيارات المتشابكة والمتقاربة . فرئيس الجمهورية جلال الطالباني ، كان في زيارة رسمية الى ايران ومعه وفد كبير . ولقد اجرى مباحثات مع كافة القادة الايرانيين . واثناء رجوعهِ الى بغداد ، دعا هاشمي رفسنجاني الى زيارة العراق في اليوم الثاني . وبعدها مباشرةً ، غادر نائب رئيس الجمهورية " عادل عبد المهدي " الى طهران ! ما الذي يجري حقاً ؟ - رفسنجاني يشغل منصباً غريباً عجيباً ، ليس له مثيل لا في العراق ولا في اي مكان آخر ، هو " رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام " . أتحدى اي ضليع بالشؤون السياسية ، ان يستطيع تعريف هذا المنصب ! ولكن ما دام الرئيس جلال الطالباني إستقبل ، رفسنجاني ، إستقبال رؤساء الدول ، فتلك علامة على ان ذلك المنصب مهمٌ جداً ! والله أعلم . - يُقال والعهدة على الراوي ، ان الرئيس طالباني قد إجتمع فعلاً مع رفسنجاني في طهران ، وخلال لقاءهما ، قال الطالباني مُجاملاً : متى ستُشرفنا بزيارة العراق حضرة حجة الاسلام ؟ أجابه رفسنجاني ممازحاً : بودي ان ازوركم غداً ، ولكنكم بدل ان تُكرموا الضيف ، ترمونهُ بالأحذية مثلما فعلتم مع بوش ! رد عليه الرئيس ضاحكاً : الشعب العراقي يحبكم ، وسوف يستقبلكم بالورود . وها انا ادعوكم رسمياً . فقَبَل رفسنجاني على الفور ! - رفسنجاني قال في بغداد : " ان معظم المسؤولين العراقيين ، من الصف الاول والصف الثاني ، هم من اصدقاء ايران ، حتى قبل 2003 " . يبدو ان السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، ليس من ضمن جماعة الصف الاول والثاني . حيث انه الوحيد الذي لم يحضر مأدبة العشاء التي اُقيمت على شرف رئيس مجمع تشخيص النظام ! ( علما ان مصدراً مقرباً من الهاشمي صرح بان سيادته إعتذر عن حضور العشاء لأنه اُصيبَ بنزلة برد وانفلونزا نتيجة الامطار التي تساقطت ! ) ، ولكن المساعي جارية للقاء رفسنجاني مع الهاشمي ولو كان لقاءاً بروتوكولياً . - قام اليوم السيد رفسنجاني ، بزيارةٍ سريعة الى مرقدي الامامين العسكريين في سامراء . وإطلع على سَير العمل الجاري في الموقع ، وحّث العمال على الإسراع في الإنجاز ووعدهم بإكرامية مُجزية ، ولكن بالعملة الايرانية ! - في المطار ، كان من ضمن مُستَقْبلي رفسنجاني ، السيد نصير العاني الناطق باسم رئاسة الجمهورية ، والسيد برهم صالح نائب رئيس الوزراء . وكلاهما ( سني ) بفرعيهِ العربي والكردي . ولقد عانق العاني ، رفسنجاني وقّبله بحرارة ملحوظة . حتى لا يُقال ان ( الشيعة ) فقط هم مَنْ إستقبلوا الضيف الايراني ! - يبدو ان عيون الكرد لن تتكحل ، برؤية هاشمي رفسنجاني ، في الاقليم . حيث تردد انه ليس في برنامجه زيارة المنطقة حالياً ، وسوف يترك ذلك للزيارات القادمة إن شاء الله ، إذا مّدَ الله في عُمرهِ ! - تعددت التأويلات ، عن الاسباب الحقيقية للزيارة الإشكالية . فهنالك مَنْ يقول ، بأنها رسالة للولايات المتحدة ، بأن ايران موجودة بقوة ولا تزال لاعباً اساسياً في الشرق الاوسط . وقائل بانها مجرد زيارة مُجاملة ومحاولة لنسيان الماضي الدموي الناتج عن الحرب العراقية الايرانية . او هي زيارة للعتبات المقدسة والمرجعيات الشيعية ، او حتى تندرج ضمن الوساطة العراقية بين ايران والولايات المتحدة . وقال احد المحللين : ان احمدي نجاد رئيس الجمهورية الايرانية ، الذي سبق له ان زار العراق ، تّحدى رفسنجاني في احد الاجتماعات ، إن كان ( يجرؤ ) على زيارة العراق ! فكانت زيارة الاخير رداً على ذلك !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برلمانيون ارهابيون !
-
إنتخابات مجلس محافظة نينوى ..أرقام ذات مغزى !
-
الشعائر إقتصادياً
-
حلٌ سحري لمشكلة رئاسة مجلس النواب !
-
الخارطة السياسية الجديدة في محافظة نينوى
-
لجنة - العد والفرز - أم - لجنة العدو - ؟ !
-
لكي لا يتكرر - 8 - شباط اسود آخر
-
على هامش إنتخابات مجالس المحافظات
-
شعارات المالكي .. بين النظرية والتطبيق
-
مليون صوت مُجّيَر مُسبقاً لأحزاب الاسلام السياسي
-
حرب المُلصقات : - مَديونون - و - شنو الداعي ؟ - !
-
- مبايعة - أوباما والدروس المستخلصة
-
القائمة الوطنية العراقية ..تدمير من الداخل
-
دعايات نصف مُغرضة !
-
أهالي ضحايا حلبجة ينتظرون الجواب
-
الإصلاح السياسي في اقليم كردستان .. ضرورة مُلّحة
-
إستثمار نَزْعة العمل الطوعي الجماعي
-
ميزانية 2009 ، تحتَ رحمة سعر برميل النفط
-
شعب غزة .. بين همجية إسرائيل والسلطات المغامرة والفاسدة
-
لِيِكُنْ عيد رأس السنة الإيزيدية ، عطلة رسمية في الاقليم
المزيد.....
-
عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل
...
-
بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
-
افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|