أغلق المحضر ... ضد مجهول

كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 02:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ربما كان المجهول في الحقب الغابرة قوة خفية وغير مرئية، لا تستطيع العين المجردة رصدها، ولهذا السبب كانت بعض القبائل في افريقيا عندما تحل بهم مصيبة أو يصاب شخص ما بمرض غامض يعتقلون أو يحتجزون (ساحر القبيلة) ظنا منهم انه الفاعل.

وعندما حاول بعض الباحثين الاجتماعيين رفع الظلم عن الساحر المسكين، كان جواب القبائل المفحم ان لم يكن الساحر هو الجاني فمن يكون يا ترى؟!.

ولا اعلم ان كان غاندي هو القائل أو غيره (اذا حدثت معركة بين سمكتين في البحر فان بريطانيا وراءها) ان ذلك دليل على رغبة الانسان في معرفة الاحداث التي تجري امامه وفك طلاسمها وقد تكون (نظرية المؤامرة) اكبر نظرية لتفسير الكون .

وربما يكون قول الفقيه الحسن البصري عن آثار احدى الكوارث التي اصابت العراق، خير ما يجيب عن الحال الذي نحن فيه: ليس العجب في هلاك من هلك ولكن العجب في نجاة من نجا!
أما الباحث الاجتماعي فالح عبد الجبار فيقول: الموت في العالم هو المصادفة والحياة في العراق هي المصادفة.

وماذا بعد: جثث مجهولة جماعة مسلحة، مجهولة، سيارة مجهولة، مقابر مجهولة، هل نحن في مدينة اشباح!

حافلات تقل عددا كبيرا من المواطنين تختفي، وموظفون وعددهم لحد هذه اللحظة مجهول يختفون في وضح النهار، اموال تقدر بالمليارات تختفي ودائما الفاعل مجهول، وعليه يجب تسمية وزارة حقوق الانسان، بوزارة حقوق المجهول.

ومن الامور الطريفة في زمن النظام المباد، ان حافلة لنقل الركاب توقفت امام مفرزة تفتيش، وعندما صعد احد رجال الامن واخذ يفتش امتعة الركاب ويدقق في المستمسكات الثبوتية لهم، نهض رجل مسن وقال له: (استحلفك بالله الا تقولون لي عن ماذا تبحثون؟ فأنتم منذ عام 1958 ولحد هذه اللحظة تبحثون عن شخص مجهول ألا تخبرونني عنه واساعدكم في العثور عليه وترتاحون ونرتاح.

اريد القول من وراء كل ذلك، ان ما يحدث في العراق من جرائم مريعة ترتكب يوميا بحق الناس الابرياء، وباعداد متزايدة وتسجل ضد مجهول هل تصلح لها نظرية (ساحر افريقيا) ام عراك السمكتين ام نظرية المؤامرة؟
انظروا العراق فهو منكوب من كل زوايا النظر، فما ان تضع يدك على جسده حتى يطلق آهات غير منقطعة وكأن النصال تكسرت على النصال،

#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات