أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - مشكلة الارامل والايتام الى متى يااذار الخير ؟















المزيد.....


مشكلة الارامل والايتام الى متى يااذار الخير ؟


كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 2574 - 2009 / 3 / 3 - 09:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تضاعف عدد الارامل في العراق بعد 2003 أصبح ظهورهن في شوارع المدينة من اجل التسول لسد الافواه الجائعة يعد رمزا مثيرا للغضب بسبب فشل الحكومة العراقية وعلى رأسها البرلمان العراقي ومنظمات المجتمع المدني تقديم اية معونة لتسد حاجاتهن المعيشية ،مما يؤلم ويقلق عليهن قسم منهن يتحولن الى مجندات للارهابيين. هذه الارملة تمر بظروف نفسية واجتماعية واقتصادية صعبة . الارهاب يستغل الفرصة لتسويقها الى اهدافه المنشودة . الكثيرات منهن ضاق بهن الزمن وقبلن العرض او تعرضن الى عملية غسل الدماغ .
بتصريح من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية: "لانستطيع مساعدة الجميع لان العدد كبير جدا . ومن النساء العراقيات بين عمر 15 – 80 سنة، هناك واحدة من كل 11 امرأة هي من الارامل، بالرغم من ان المسؤولين يعترفون بان هذا الرقم يصعب تخمينه بدقة، وقدر تقرير للامم المتحدة بانه خلال ذروة العنف الطائفي في العراق فان 90 – 100 امرأة كانت تترمل كل يوم." تصريح وزارة العمل غير مقنع . كم برنامج فتحت وزارة العمل لتشغيل هذه الفئة من النساء المنكوبات ؟ لماذا لاتستطيع احتوائهن ؟ هل ليس لها ميزانية ؟ ام ان الفساد المالي والاداري قد نخر هذه الوزارة الكسولة .
في وزارة المراة درست مشكلة الارامل العراقيات وتم تشكيل دائرة خاصة بهن في وزارة ، لكن الوزيرة نوال السامرائي اكدت ان هذا المشروع حبر على ورق وقدمت استقالتها من الوزارة، لاسباب تتعلق بالية التعاطي مع هذه المعلة الضخمةللارامل . كما لم تنجح البرلمانيات في مجلس النواب العراقي بجمع اصوات اعضاء البرلمان على سن قانون يساعد الارامل ويوفر لهن سبل العيش الكريم، لاينكرهناك محاولات تبذل من قبل لجنة المرأة والطفل في البرلمان العراقي ، فان وجود ارامل الحرب يصعب تجاهله مما يشاهد يتجمعن حول نقاط التفتيش ويتسولن بين السيارات والمارة ،كما ينتظرن في طوابير خارج الجوامع من اجل الحصول على فراش نوم او لقمة عيش ، ويعيش البعض منهن مع اطفالهن في الساحات العامة او في العراء . الحكومة العراقية اقامت لجنة لدراسة المشكلة ، وبدأت بحملة لالقاء القبض على المتسولات اللواتي لايملكن مكانا للعيش فيه ومنهن ارامل الحرب. الارملة تحتاج الى رعاية واهتمام من الدولة وليس عقاب . والنساء اللواتي فقدن ازواجهن يحصلن على المساعدة والرعاية من المساعدات المقدمة من الجيران والجوامع والكنائس . فهي الضحية والحكومة تعاقبها بدلا ان تساعدها معادلة خاطئة على وزن الديمقراطية الطائفية الموجودة الان . المشكلة كبيرة تحتاج الى حل دائمي .
في احدى دراسات التي أجرتها مؤخرا وزارة التخطيط أن أكثر من نصف الأرامل في العراق فقدن أزواجهن بعد ابريل 2003 وغالبيتهن مسؤولات عن إعالة طفل واحد إلى ثلاثة أطفال. وذكرت الدراسة أن المستوى التعليمي للنساء الأرامل يتباين بين الابتدائي والمتوسط والجامعي وان عدد الأرامل اللواتي يحملن الشهادات العليا ضئيل جداً. ولدينا الآن مليون أرملة في العراق بحسب إحصاءات وزارة التخطيط والتعاون الانمائي(83) الفا فقط منهن يتسلمن راتب الحماية الاجتماعية والبالغ(65) الف دينار فقط اي مايقارب 50 دولارا 12 دولارا لكل طفل شهريا والذي لا يسد احتياجاتهن الغذائية فقط .
لكي يحصلن على معونة ، فانهن يجب ان يكون لديهن ارتباط سياسي مع الجهات المتنفذة او يوافقن على الزواج المؤقت مع رجال متنفذين من الذين يسيطرون على توزيع الاموال الحكومية . هذه عقوبة ثانية لهن . الا يكفي انها عوقبت بفقدان زوجها والان تأتي تتلقى عقوبة اخرى انها تبيع جسدها رغما عنها فقط للحصول على قوت لها ولاطفالها الايتام .
في العراق لا يوجد أية قوانين دستورية ولا اسرية ولا حتى الية سياسية لحماية المرأة الارملة وتأمين حقوقها او تمويلها بخدمات اجتماعية لها ولايتامها . فالارملة تتلقى رعاية معنوية من قبل اهلها او من اهلها او اهل زوجها , في حين يجب ان تتلقى من الدولة ومن المراكز الاجتماعية.
في الريف العراقي تختلف الحالة عن المدينة . فغالبا ما تأخذ الارملة ايتامها معها الى الحقل منذ نعومة اظفارهم . فيخرج هؤلاء الاطفال الى العمل وهم بعد في السابعة من اعمارهم وكثيرا ما يحرمون من الدراسة لانهم يصبحون احد مصادر التمويل المالي للعائلة . لذا تكون نسبة الامية عالية بين اوساط الارامل والايتام, وتكثر هذه الحالة في الريف الجنوبي لكثرة الفقر الموجود في هذه المنطقة . كان المراة الريفية في زمن الحصار وزمن صدام المقبور يعاني من الفقر المدقع ولازالت الارملة في الريف تحتاج الى المزيد من الدعم المادي والمعنوي في هذه المنطقة قبل غيرها .
كيف ننهض بهذه الشريحة الكبيرة من المجتمع ؟
1- بالضرورة ان يكون في الدستور العراقي فقرة خاصة تضمن حقوق الارامل والايتام . لانها اكثر شريحة مغلوبة على امرها . وهذه الشريحة موجودة في كل الطوائف والاديان والقوميات , ويجمعهن قاسم مشترك هو فقدان ازواجهن وتحملهن مسئولية الايتام.
2-من الضروري دعم هذه الشريحة من الميزانية العامة للعراق . واقصد بذلك يجب ان يكون لهذه الشريحة نصيب خاص من نفط العراق توزع على الايتام والارامل لاشعارهم بانهم فقدوا الزوج او الوالد ، إلا أن الشعب العراقي والحكومة العراقية تشعر بمعاناتهم, ويجب صرف رواتب للايتام حتى يبلغوا سن الرشد . ولكي يشعر هؤلاء الاطفال والامهات ان دماء الناس الذين فقدوهم لم تذهب هدرا. او من الممكن ان يدخل ذلك ضمن قانون الضمان الاجتماعي.
4- وزارة المراة يجب ان تكون وزارة مستقلة ولها ميزانيتها مخصصة من قبل وزارة التخطيط وفي الوزارة كادر نسوي كفوء يفضل ان يكون من الارامل, يكون البرنامج الرئيسي للوزارة هو دراسة ووضع مشاريع اقتصادية لتشغيل الارامل والايتام , فتح دورات تدريبية لهن . وضع برامج توعية صحية لهن , وضع برامج للنساء الارامل في الريف والقصبات , تقديم معونات اقتصادية للعاجزات عن العمل .
3- على الدولة ان تفكر بمشاريع خاصة بالارامل والايتام ممولة من الحكومة . ومن الضروري ان توفر الحكومة بعض الامتيازات لهم مثلا القيام ببعض السفرات والنشاطات الاجتماعية المشتركة بين الشمال والجنوب والوسط لتقوية اواصر الصداقة بين القوميات المختلفة في العراق . . ومن الممكن تهيئة برامج خاصة بهم" الارملة والايتام " وجعلهم الوسيلة التي من خلالها تبنى جسور الصداقة والاخوة الوطنية بين مختلف اطياف المجتمع العراقي .
4- عند التقديم على فرص العمل من الضروري ان يكون للارملة والايتام حق الافضلية.
5-يجب ان يكون في كل مدينة او قصبة مركز لحماية شؤون الارملة والايتام .واول مهمة لهذا المركز هو القيام بتسجيل اسماء الارامل مع عدد اطفالهم واعمارهم وجنسهم . الى جانب مركز حماية الارملة يجب ان تتخذ المنظمات النسوية برامج لها خاصة بالارامل لمساعدتهن لملآ الاستمارات وتقديم طلباتهن خصوصا في الارياف والقصبات .
6-على الجامعات والمعاهد العراقية فتح فروع ودورات من الارامل انفسهن لتدريسهن وتأهيلهن كباحثات اجتماعيات واعني هنا بأن نسبة عالية منهن يحملن شهادة الثانوية . ليشرفن على برامج خاصة للارامل والايتام وابعادهن عن روح الانتقام غير المجدي .هذا يجري ضمن التنسيق مع مراكز الارامل في المحافظات.
7-من الضروري اخراج هذه الشريحة الكبيرة من البيت واسنادها ماديا بتزويدها بقروض او منح صغيرة لتتوجه الى الاعمال الحرة الصغيرة لها وللاولادها .
8-توظيف الاعلام ببرامج غنية موجهة بشكل مباشر لهذه الشريحة . وبنفس الوقت تعزيز الثقة بالنفس لارجاع الروح الطموحة لديهن واشعارهن بأن المستقبل الزاهرلازال امامهن وامام ايتامهن بعكس ما يشعرن به الان بان الابواب مسدودة امامهن.
9- الأمم المتحدة لها برامج خاصة بالارامل يجب تنشيط هذه البرامج في العراق من خلال دورات تدريبية لمنظمات المجتمع المدني.في المستوصفات ممكن فتح دورات لاعادة تأهيلهن ونزع الاحباط الذي يراودهن وفتح افاق المستقبل امامهن .
اذار 2009 ِِِِ





#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الناخب العراقي وقضية الدايني
- العنف ضد المراة العراقية ال متى يا اذار الخير ؟
- الديمقراطية في الشرق الاوسط تشق طريقها الى السعودية
- خبر عاجل
- استقالة الوزير السامرائي ( وزارة شؤون المراة في بغداد )
- ماذا علمتني الانتخابات ؟؟؟
- ماذا عن الانتخابات يوم امس ؟؟؟
- اوبريت لاشيعي ولاسني
- العنف ضد المراة العراقية مرض مزمن
- هل للناخب العراقي حقوق حتى بعدالانتخابات ؟
- وفد المثقفين العرقيين من الخارج يدعم مكونات الشعب العراقي ال ...
- ردا على مقالة د. عدنان الظاهر بتاريخ 11-11-2008
- قرار رئاسة الجمهورية العراقية مخجل بخصوص المكونات الاصيلة
- لماذا الاتفاقية الاميركية ؟
- المراة العراقية بعد سقوط النظام الديكتاتوري 2003
- تعدد الزوجات في برلمان اقليم كردستان -القانون ينهض ويموت -
- ماذا يطالب مسيحي الموصل من الحكومة العراقية ؟؟؟
- ماهو المطلوب من الحكومة العرقية لحماية المسيحيين في الموصل ؟
- هجرة ابناء نينوى الاصيلين يتحمله البرلمان العراقي
- معالجة الامية بين اوساط النساء العراقيات مهمة ملحة


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - مشكلة الارامل والايتام الى متى يااذار الخير ؟