أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجدى خليل - نساء مناضلات خلف رجالهن















المزيد.....

نساء مناضلات خلف رجالهن


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2574 - 2009 / 3 / 3 - 09:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يقولون المحن تختبر معادن الرجال، واضيف والنساء أيضا، وخاصة إذا اصابت هذه المحنة رجلها أو اقرب الرجال اليها. هناك من النساء من تنهارأو تنطوى على احزانها أوتحتضن اطفالها بعيدا عن مصدر الخطر، وهذا هو النوع السائد فى الشرق. وهناك من النساء من يسيئ إلى الرجل ولا تكن على مستوى المسئولية كما فعلت وينى مانديلا، وهناك من ييأسن من تحقيق العدالة كما حدث مع زوجة رئيس وزراء ليبيا الاسبق منصور الكخيا ،الذى اغتاله نظام القذافى،فقد حاولت زوجته وفعلت الكثير من آجل العدالة لزوجها، ولكن الأمريكيين لم يساندوها رغم إنها تحمل الجنسية الامريكية... وفى النهاية اضطرت ان تصمت مقابل مبلغ من المال اعطاها اياه القذافى لرعاية ابناءها.
ولكن هناك نماذج مشرفة من النساء المناضلات حتى النهاية خلف رجالهن حتى تتحقق العدالة أو تمر المحنة بسلام.
كل من تابع قضية ايمن نور يدرك مدى الجهد والصلابة والتحدى التى ابدته زوجته جميلة اسماعيل، فحملت قضية زوجها بشجاعة إلى المنظمات الحقوقية والبرلمانات الدولية وإلى الرأى العام العالمى، وتحملت سخافات وتحرشات السلطة بها والتى وصلت إلى إتهامات بذيئة مختلقة من بعض كتاب السلطة، وصمدت ببطولة أمام محاولات النظام وعملاءه تخريب حزب الغد. ورغم انقسام الحزب بواسطة مجموعة تعمل بتشجيع وحماية الاجهزة إلا أن الشرعية الشعبية والقانونية ظلت بيد حزب الغد الأساسى، وذلك بفضل جهود بعض المخلصين من ابناء هذا الحزب وبفضل جميلة أسماعيل اولا.لقد برزت جميلة اسماعيل خلال هذه المحنة كمناضلة صلبة خلف زوجها رغم صغر سنها وقلة خبرتها السياسية ورغم صغر سن اطفالها أيضا ،إلا إنها استعادت روح المرأة الفرعونية الصلبة الصامدة المخلصة.... وخرجت جميلة اسماعيل منتصرة من هذه المحنة، بل وحفرت لنفسها مكانا كشخصية قيادية فى الحزب فى المستقبل.
ولا يمكن أن ننهى الحديث عن قضية ايمن نور بدون الإشادة بالدور المحورى الذى قام به الدكتور سعد الدين ابراهيم فى هذه القضية، فمن متابعتى الدقيقة لقضية ايمن نور استطيع القول بصدق أن سعد الدين ابراهيم هو الذى حول هذه القضية من قضية محلية إلى قضية امريكية ودولية، والحماس الكبير للبيت الابيض والخارجية الامريكية لقضية ايمن نور وراءه سعد الدين ابراهيم واصدقاءه فى صحيفة الواشنطن بوست. لقد حولت صحيفة الواشنطن بوست قضية ايمن نور وكانها قضية أحد محرريها المقبوض عليه، وكان حماس جاكسون ديل، الكاتب الشهير بالصحيفة والمسئول عن كتابة الافتتاحيات، لقضية ايمن نور لا يقل عن حماس جميلة اسماعيل ذاته وذلك بفعل تأثير صديقه سعد الدين ابراهيم.

وإذا كنا نتحدث عن سعد الدين ابراهيم فلا يفوتنا الحديث عن محنته ووقوف سيدتين بصلابة خلفه، وهما زوجته باربارا وابنته راندا. لقد طافت باربارا ابراهيم بكل مراكز الضغط وصنع القرار فى امريكا واوروبا خلال ازمة زوجها، ولا استطيع حصر حجم اللقاءات التى عقدتها باربارا خلال هذه الفترة، بل أن معرفة سعد الدين ابراهيم واقترابه من مجلس تحرير الواشنطن بوست يعود الى باربارا التى التقتهم مرارا خلال هذه الازمة وبالمثل مجلس تحرير النيويورك تايمز والعديد من وسائل الاعلام الدولية.
رغم ذكاء سعد الدين ابراهيم وكفاءته كعالم اجتماع سياسى بارز إلا أن باربارا ساهمت بشكل رئيسى من أن تصنع منه شخصية دولية واسعة الانتشار. وبعد خروجه من السجن رتبت باربارا لسعد عشرات اللقاءات مع مختلف المسئولين فى الادارات الامريكية المتعاقبة ومراكز الابحاث ووسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية المعروفة والعديد من الجامعات الامريكية الكبرى، وقد حصل سعد على العديد من الجوائز الدولية والدكتوراهات الفخرية بفضل نشاط ودأب ومعاونة باربار، ولا عجب أن يقول سعد فى العديد من احتفاليات تكريمه ان باربار هى البطل الحقيقى، وهى نفس الكلمة التى قالها ايمن نور فور خروجه من السجن. اما راندا ابراهيم فكانت ظهر سعد الدين ابراهيم فى الداخل ومساعدة نشطة لوالدتها فى الجهد الدولى،ولكونها محامية كانت المايسترو لفريق المحامين المدافعين عن والدها. وبحكم صداقتى لسعد الدين ابراهيم فكم كنت معجبا وممتنا للجهد الجبارالذى بذلته السيدة باربارا ابراهيم وأيضا راندا سعد الدين ابراهيم.

لا يمكن أحد ان ينسى الدور البطولى الذى قامت به السيدة ستريدا جعجع لمساندة زوجها الدكتور سمير جعجع فى مواجهة نظام بوليسى شرس هو النظام السورى، فالمدة تزيد عن عشر سنوات حافظت ستريدا بشموخ على تماسك القوات اللبنانية، وربما كانت اكثر سيدة زارت زوجها فى السجون فى تاريخ المسجونيين السياسيين.
ولم يكن احد يتخيل أن هذه السيدة الجميلة دقيقة الملامح أن تبدى هذا القدر من الصلابة الماسية ، ولم تنهار ولم تهتز وزوجها محكوم عليه بالسجن المؤبد ومحبوس انفراديا ومعرض للقتل، والقوات اللبنانية معرضة للمطاردة من مخابرات سوريا وعملاءها فى لبنان، ورغم كل هذا حملت آلامها بداخلها ووقفت كالطود الشامخ خلف زوجها حتى خرج سالما من معتقله وتوجت هى كفاحها ونضالها بعضوية البرلمان اللبنانى وينتظرها مستقبل سياسى مرموق.

ومن لبنان أيضا لا يمكن أن ننسى الدور الذى لعبته السيدة الجميلة والإعلامية اللامعة جيزيل خورى بعد استشهاد صديقنا العزيز الغالى سمير قصير.لقد تصدرت صورة كبيرة لسمير قصير الصفحة الاولى لصحيفة الواشنطن بوست بعد خروج القوات السورية من لبنان كأحد ابطال الاستقلال الثانى للبنان، ولكن كارهى لبنان واستقلاله لم يمهلوه الوقت لكى يفرح بثمرة نضاله البطولى فأغتالته يد الاثم كما اغتالت جورج حاوى وجبران توينى وبيير الجميل.اننى احتفظ على شاشة الكميوتر الخاص بى بصور سمير وجبران وبيير وجورج، وكم بكيت مع دموع غسان توينى وتسامحه الشامخ ومع دموع الصغيرة نائلة توينى ودموع امين الجميل وزوجته وحزنهما النبيل ودموع جزيل واسرة سمير واسرة جورج حاوى، ابطال التحرير والوطنية الشرفاء.
صورة سمير التى تصدرت الواشنطن بوست حملتها جيزيل على صدرها إلى ملايين المشاهدين كقيمة للوطنية والنضال الوطنى الشريف، وطافت بقضية زوجها من باريس إلى الأمم المتحدة حتى استطاعت ان تضم قضيته إلى المحكمة الدولية لإغتيال الحريرى والتى تنطلق مع توقيت نشر هذا المقال، ونأمل أن تريح العدالة آلام أسر الضحايا. استطاعت جيزيل أيضا ان تخلد ذكرى سمير بانشاء جائزة صحفية سنوية باسمه، وبوضع تمثال له فى العاصمة بيروت التى طالما ناضل من آجل استقلالها ودفع دماءه الذكية الطاهرة ثمنا لهذا الاستقلال.

ولا يمكن أن نترك بيروت دون الاشادة أيضا بالسيدة نائلة معوض زوجة الرئيس الشهيد المغدور به رينيه معوض الذى اغتيل بعد 17 يوما من إنتخابه عقب اتفاق الطائف قبل أن يصل إلى قصر الرئاسة الذى كان محتلا من قبل الجنرال ميشيل عون.
حملت السيدة نائلة معوض قضية زوجها وناضلت وانضمت إلى المجموعات المناضلة من آجل إخراج القوات السورية من لبنان، المتهمة من جهات عدة باغتيال رينيه معوض .
بعد خروج القوات السورية من لبنان نجحت نائلة معوض كعضو فى مجلس النواب واختيرت كوزيرة فى حكومة فؤاد السنيورة... ومازالت تناضل مع فريق 14 آذار من آجل الحفاظ على الاستقلال الثانى للبنان ودعم سيادته على أرضه وقراراته.

لا يمكن ان ننسى دور السيدة جيهان السادات فى حياة زوجها، وعملها الدؤوب كسفيرة لذكرى السادات فى مختلف دول العالم بعد اغتياله.لقد القت السيدة جيهان عشرات المحاضرات والتقت بالعديد من وسائل الإعلام الدولية من آجل الحفاظ على صورة زوجها كبطل للحرب والسلام،وحتى كتابة هذه السطور تعد جيهان السادات المحامى الابرز لزوجها فى كافة المحافل المحلية والدولية.

هناك كلمة سحرية وراء كل قصص وفاء المرأة واخلاصها وصمودها وبطولتها، هى الحب.
نعم الحب يصنع المعجزات، وحقا كما قال اوسكار ويلد: كيف يكون الإنسان فقيرا وهناك من يحبه؟.
[email protected]





#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة ميتشل المستحيلة
- رؤية مصرية واضحة... ولكن
- هل تتحقق نبوءات صامويل هنتنجتون بعد رحيله؟
- خريطة طريق للنضال القبطى
- ورقة عمل حول خطوات بناء الثقة مع الأقباط
- لماذا المسيحيين فى العراق؟
- فصل جديد من التناحر العربى
- الحملة الدولية لإنقاذ المسيحيين فى العراق
- الحملة الدولية من آجل المسيحيين فى العراق
- هل الكنيسة القبطية تحتاج إلى إصلاح؟
- شروخ فى الجسد المصرى
- هل يمارس رجال الدين الأقباط السياسة؟
- الاتجاهات الثلاثة للإسلامية الدولية
- معضلة التعامل مع التراث الإسلامى
- وهم الديموقراطية الإسلامية؟
- الدم الفلسطينى خط أخضر
- مواطنون وليسوا جالية
- مستقبل النظام السياسى بعد مبارك
- طارق البشرى: من مفكر وطنى إلى مفكر إسلاموى
- جمعة حزينة أخرى على أقباط مصر


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجدى خليل - نساء مناضلات خلف رجالهن