أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - الحزن الوسيم(رواية)7















المزيد.....



الحزن الوسيم(رواية)7


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2574 - 2009 / 3 / 3 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


(لقاء كان لابد منه)
ساءت أحوال(نوزاد)ولم تعد تنفعه مهاتفات(شيرزاد)ولا كلام أمّه،ظلّ في الليل يتوحد مع الصمت،مع الظلام،وفي النهار لا يبارح سريره،جاءه(شيرزاد)ذات ليلة ترافقه(كلبهار)تلك الممرضة التي كانت تسهر على علاجه أيّام غيبوبته،لم يشعر بمفاجأة أو يتحرك ذاته لسؤاله،باغته حين دخلا البيت:
ـ لا تقل كيف استعجلنا القضية وعقدنا القران بلا دوخات الرأس.
باركت أم(نوزاد)لهما مع عتاب خفيف:
ـ مبروك عليكما،كان يجب أن تعلمانا كي نشارككما الفرح.
قالت(كلبهار):
ـ بعد شهر ستكونين في فرحنا.
قال (شيرزاد):
ـ أرجو أن يخرج الباش مهندس من قمقمه لنعمل فرحنا معاً.
أجابه(نوزاد):
ـ سأترك الفرح كله لك.
تدخلت الأم:
ـ فقط لو يسمح لي أن أفاتح الفنّانة.
أجابها(شيرزاد):
ـ وما هو دوره لتطلبين السماح،أنا سأآخذك إليها.
ـ سأذهب إلى هناك،أنت تعرف أين لو قمت بهذا العمل..(أجاب ـ نوزاد ـ بلهجة حاسمة).
قضوا ثلاث ساعات من الكلام،قبل أن يغادر الخطيبان،عاد(نوزاد)لصمته،وظلّت أمّه تحاول أن تقنعه بضرورة كسر هذا الحاجز فيه،واتخاذ قراره النهائي حول بيان رغبته من التقدم لطلب يد(الفنّانة).
***
في الصباح اصطدمت الأم بفراغ سرير أبنها،وقفت تناقش ذهنها،لم يفعلها من قبل،وجدت مفتاح الباب الداخلي مفتوحاً،خرجت إلى صمت الزقاق،وجدت سيّارات تمرق وناس تخرج طلباً لأرزاقها،عادت وجلست على السرير،نهضت وداعبت قرص الهاتف..سمعت صوت(شيرزاد)..قالت:
ـ أرجو أن تأتي بسرعة.
بعد نصف ساعة وصل(شيرزاد)..قالت له:
ـ نهضت ولم أجده في السرير.
ـ إلى أين يذهب يا ترى.
ـ أرجو أن لم يكن هناك.
خرج(شيرزاد)مسرعاً ودوّر محرّك مركبته بطريقة جنونية،ظلّت الأم واقفة بحيرة تراقب من وراء النافذة حركة الأشياء داخل الزقاق..!!
***
وصل(شيرزاد)قمة(أزمر)،متناقشاً القضية في أمره،من الممكن أن يفعلها هذه المرة،كانت عيناه قلقتين تبحث عن إنسان يمشي أو يطير في الفضاء،لم يكن هناك،لم يرغب أن يعود،ظلّ يصعد ويهبط،ربما هو في الطريق،وجد شخصاً يتوقف منتصف الشارع،أنتبه إليه،تقدم منه وألصق وجهه بزجاج النافذة،أنزل الزجاجة..قال الرجل بسخرية:
ـ يبدو أنك نسيتني..
ـ ماذا..
ضرب بكفه جبينه..أكمل كلامه:
ـ من..ها..ها..لا أعرفك..
ـ آه..قلت(بله مشروب)وانهزمت.
ـ لا..لا..لم أكن أنا..ربما أنك توهمت..
ـ ها..ها..توهمت،حسناً لنرى.
مد يده المرتعشة إلى جيبه وأخرج صورة،دقق في الصورة قبل أن يقدمها من عينيه..قال:
ـ حسناً هذه صورتك.
نحت(شيرزاد)عينيه في الصورة الماثلة أمامه..قال:
ـ ومن أين لك هذه الصورة.
ـ اشتريتها بثمن غالٍ من المصور الذي كان يصور كل شيء،أعطيته زجاجة(بيرة)مقابلها.
ـ حسناً كنّا في يوم فرح.
ـ قل هكذا..لا تنكر،أنت أطلقت علي كلمة ثقيلة.
ـ وما قيمة كلام مضى.
ـ لا..لا..لن يذهب كلامك سدى.
ـ ماذا بوسعي أن أفعل،أقدم اعتذاري لك..!!
ـ اعتذار..ها..ها..لا..لا..لا أريد اعتذار،أنت ستدفع الثمن غالياً.
ـ أي ثمن.
ـ ثمن تهجمك علي.
ـ حسناً..أنا الآن في عمل مهم،سأآتيك فيما بعد ونسوي القضية.
ـ ليس من الحكمة أن يحرر الصيّاد الطريدة كي يرتاح.
ـ ماذا تريد..
ـ يجب تغريمك.
ـ تغريمي.
ـ نعم..هذه فرصتك الوحيدة لتسدد لي دينك.
ـ أيها العم،أتركني لدي شغل مهم.
ـ عليك أن ترضى بما أطلبه منك.
ـ وماذا تطلب.
ـ أن تشاركني المشروب.
ـ أنا..لا أشرب هذه السخافات.
ـ سخافات،أنت تشتم العالم،أنت تشتم(الحرية)،سأصرخ وأنادي العالم عليك.
ـ هي..يا عم..قلت لك لدي عمل مهم،سوف أعطيك ما تريد.
ـ لا أطلب منك سوى طلب بسيط جداً،أن تجلس معي ساعة واحدة فقط،لتشاركني المشروب الصباحي، ستشرب على حسابي الخاص طبعاً..!!
فكر(شيرزاد)بحثاً عن وسيلة ليتملص منه،وجده يحتضن الباب،ربما سيقع له مكروه لو تحرك بسرعة قصوى،فكّر أن يهبط ويستغل فرصة مناسبة ويهرب منه،وجد الفكرة ممكنة طالما هو لم يتمالك نفسه، يتأرجح في وقفته..قال:
ـ حسناً سأجلس معك ولكن ليس أكثر من ربع ساعة.
فرح(بله مشروب)وفرك يديه وأطلق صداح فرحه،نزل(شيرزاد)من المركبة وتقدم من الكشك،دخل(بله مشروب)الكشك وهو يغني،فتح علبتي(بيرة)،قدّم عبوة ارتفعت الرغوة من فمها ما أن فتح سدادتها، ارتجفت أوصال(شيرزاد)وهو يمسك العبوة المثلجة،ولحظة استدار(بله مشروب)ليهيأ بعض(المزّة)سكب (شيرزاد)نصف العبوة على الأرض وتظاهر بأنه احتسى من(البيرة)،نهض(بله مشروب)ووضع حبات الفستق وحبات الزيتون على الطاولة،كان(شيرزاد)يتلمظ بصوت مفتعل..قال(بله):
ـ ألهذه الدرجة أنت مستعجل..!!
ـ كي أتخلص من شرّك..!!
ـ ومن قال أنك ستتخلص منّي بسهولة.
ـ أنا في ورطة،لم لا تدعني أنهي مهمتي..
ـ ماذا وراءك..؟؟
ـ صديقي صعد إلى القمّة لينتحر..!!
ـ ها..ها..يبدو أنه سئم الحياة.
ـ حسناً..أنا سأأتي حال الوصول إليه والعودة به،سنكمل جلسة تاريخية على مزاجك..
ـ حسناً..عليك أن لا تكذب على مدمن خمر،إيّاك أن تكذب،حسابك سيتضاعف..
ـ هذا عهد بيننا،السكارى وحدهم أصحاب الوعود الصادقة في يومنا هذا،تذكر كلامي جيداً..!!
وضع(شيرزاد)العبوة بشكل مستعجل،مما انقلبت وسمع صوت(بله مشروب)وهو يشتمه ويلعنه،كان قد صعد إلى المركبة وأنطلق بسرعة،وصل النقاط التي هي مساحات لجلوس الناس،وجد القمّة خاشعة لكسل كبير،وقف في المكان الذي أصطاده في لحظة سمو أو في محاولة طيران كما يرغب التعبير عن تلك اللحظة، ترجل وراح يرسل نظره إلى المهاوي الرمادية،كل شيء داخن،البيوتات مثل أشباح خرافية تتموج وتتفاعل كأنها أمواج مائية محتدمة تحت عاصفة مدارية لا ترحم،نقاط سود تتحرك متقاطعة،تلك النقاط عرفها،كانت المركبات تلهث متموجة،كان فكره مشغولاً مزدحماً،لم يمتلك فرصة صحو كي يضع الحلول السريعة لكل سؤال يطرحه ذهنه،ما أنفك القلق يساوره،كان عليه أن يتحرك بسرعة ممكنة وإيجاد صديقه الذي تبخر فجأة من غير بوادر أوليّة،بعدما قضيا معاً في الليل ساعات،توزعت بين الجد والهزل،تمنى لو لم يفعلها،وأن يجده في ركن ما،يجلس أو هو نائم من هول الحزن الذي يستوطنه..تمتم:
ـ أين يروح يا ترى..؟؟
استدار وعاد لمركبته وأنطلق عائداً،أتجه بحكم الغريزة صوب زقاق(هه ولير)كل شيء يخلد للصمت،أماكن لناس أكابر،أنهم يسهرون كثيراً ولا ينهضون مبكرين،لم يرضخ لفكرة باغتته أن صاحبه الحزين ربما توجه إلى منزل(الفنّانة)،رغم أن الفكرة بدت معقولة لديه..تمتم:
ـ ولم لا ربما صحا من حزنه،ووجد عقله التائه،ربما فقد صوابه وركبه موج العشق الجارف وراح إليها يتوسل..!!
هز رأسه وراح يجوب الشوارع التي بدأت تصطخب بالمارة،والمركبات التي راحت تمرق بجنون،فكر أن يعود إلى أمه،وداعبه هاجس ملح،ماذا سيقول لها،ربما هي أيضاً خرجت تبحث عن حزينها،توقف أمام بائع شاي،شرب قدحاً وعاد لمركبته،سمع صوتاً وراءه،لم يعد يمتلك وعيه،كان داخل سيارته،باغته صاحب الصوت:
ـ لم تدفع حساب الشاي يا أفندي..!!
ضرب جبهته بباطن كفه متأسفاً،أعطاه حسابه،انسحب بائع الشاي وهو يهذر:
ـ عالم يعيش بالحرام،أولاد الكلاب..!!
لم يعد لديه رغبة لمعرفة ما يدور من حوله،أو يبصر الأشياء ويصغي للأصوات،حرّك مركبته وقرر أن يذهب إلى بيت(الفنّانة)،سيطرق الباب(هكذا فكّر وهو يهز رأسه)ليعلمها بالخبر غير السار،هذا إن كانت تهتم بشاب حزين التقت به في مصادفات متواصلة،تراجع فجأة عن قراره،لحظة تذكر أنه يجهل بيتها، وندم لأنه لم يسألها عن منطقة سكناها في المرات التي وقف أمامها،خفف من سياقته،حائراً،واهناً،لا يجد سبيلاً للخروج من محنة صاحبه،رفع هاتفه الجوّال،حاول الحصول عليه،وجد الصوت النسائي يتكرر:
[عذراً..لا يمكن الاتصال بهذا الرقم..الرقم الذي طلبته،قد يكون مقفولاً أو خارج نطاق الخدمة]..
أخيراً قرر أن يعود إلى أمّه،ربما سيجده في البيت،تمنى ذلك قبل أن يصطدم ببكائها،لحظة أصبحت المركبة في الزقاق رأى أم(نوزاد)واقفة في الباب،هرعت صوبه،أوقف المركبة ودون أن يترجل..قال:
ـ قلبت أحشاء(السليمانية)وغربلت القمّة ولم أجده.
أجابت الأم بهلع:
ـ أرجو أنه لم يفعلها هذه المرة..!!
ـ لا..لا تخافي يا عمّة،أصبح يمتلك زمام وعيه،لا أعتقد أنه قادر على مفارقتك.
ـ ليت ما تقول صحيحاً.
ـ أدخلي البيت،سأواصل بحثي عنه،هي المدينة قبضة يد،أين يروح.
ـ سأنتظرك،لا تتركه،أنت أخيه الوحيد في هذه الدنيا.
تراجعت الأم،حرّك(شيرزاد)المركبة من غير أن يفكر بالخطوة اللاحقة،سار في الشوارع،شعر بجوع مباغت،تذكر أنه لم يتناول فطور الصباح،لحظة اتصلت به أم(نوزاد)،ترك الفطور وهرع لنجدتها،وجد أمامه(مطعم شعبي)يديره شاب متورد الخدين،مربوع الجسم،سريع الحركة،بشوش لا تفارق شفتيه الابتسامة،أوقف المركبة وتقدم نحو المطعم،جلس بين جموع العمّال والكسبة وهم يلتهمون شوربة العدس وسط ضجيج ودخان سجائر،جلس إلى طاولة على الرصيف،تناول ماعون شوربة دون رغبة في تناول الرغيف الحار رغم رائحته الزكية والبخار الصاعد منه،دفع حسابه وعاد إلى مركبته وأتجه من غير إرادة صوب القمّة ثانية،وجد بعض المركبات متواجدة،كانت الشمس مرتفعة وأوضحت الكثير من تفاصيل المدينة،وصل إلى نهاية القمّة،استدار وعاد وهو يغسل الجهتين بعين غير مرتاحة،فجأة أوقف المركبة ما أن ارتسم في المرآة العاكسة مشهداً لم يصدقه في البدء،ظلّ ناحتاً عينيه في المرآة يريد أن يصدق ما يرى،حرّك المركبة إلى الخلف،أوقفها وترجل،ببطء سار..وقف وصاح:
ـ كان يجب أن أجلب معي كامرتي كي أصوركما..
التفتا معاً..امتقع وجه(نوزاد)وبقت(الفنّانة)مستقرة على ابتسامتها..صاح(نوزاد):
ـ من أتى بك أيها الشقي.
ـ أمّك كادت أن تحقق يمينها لولا توسلاتي.
ـ رأيناك تمر من هنا،ووقفت أمامنا وتركناك تغرق في حيرتك.
ـ أكاد أن لا أصدق،هل أنا في حلم.
أجابت(الفنّانة):
ـ نعم أنت في حلمنا،عليك أن تغادر قبل أن نقذفك إلى هذه الهاوية.
كانا يجلسان لصقاً على مدرج التزحلق للأطفال،يتحاوران في صباح هادئ،ظهر(نوزاد)بشكل مغاير عمّا كان ،تساءل(شيرزاد)مع نفسه،ما الذي حصل وكيف حصل الذي حصل:
ـ (أنا في حلم..أنا في حلم..)..!!
باغته (نوزاد)صائحاً:
ـ لم تصرخ يا صاح..!!
تفاجأ ـ شيرزاد ـ بما يسمع من صاحبه،وقف مستغرباً قبل أن يتمتم:
ـ أصرخ..ولم أصرخ،هل أنت متأكد أنا صرخت.
ـ صراخك ربما حرّك رجال الأمن إلينا.
ترجلت(الفنّانة)وهبط(نوزاد)وراءها،وقفا أمامه..قال(شيرزاد) مستفهماً
ـ ما الذي يجري أمامي
أجابه(نوزاد):
ـ ألم تقل أنك في حلم.
ـ حلم..أليس أحلام النهار حقيقة..(قال شيرزاد).
ـ هيّا..أعطينا ظهرك،ولا تفضحنا..(صاح نوزاد):
ـ تعالا معي..(قال شيرزاد).
ـ كلا..أتينا على أقدامنا وسنعود كما أتينا..(تمتم نوزاد).
تخلت(الفنّانة)قائلة:
ـ المشي الصباحي يفتق الذاكرة ويوسع الخيال.
ـ حسناً عليك أن تريح أمّك،قل لها أنا بخير..(قال شيرزاد).
ـ خذ راحتك سنلتقي لا حقاً..(قال نوزاد).
صعد(شيرزاد)إلى مركبته وأنطلق بجنون..!!
***
(غداً..أنا فوق القمّة)
ما أن قفز من نومه،وسحب هاتفه،وجد رسالة قصيرة،أربع كلمات أدخلته في متاهة وحيرة،لم يكن هناك أسم في ذيل الرسالة،قبل أن يقر دون أن يفكّر طويلاً،أن الموضوع لا يعدو مجرد مزحة أو رسالة خاطئة،أرسلتها بنت لولد،حاول أن يتلافى الأمر،وجد نفسه مستغرقاً في شروده المعتاد،بارحه النعاس، ولم يعر الموضوع أهمية جديّة،ظلّ ناحتاً عينيه في السقف،فهو لم ينم طويلاً،رغم رغبته للنوم،باغتته النغمات وفتح الرسالة الآتية في وقت متأخر من الليل،مد كفيه وفتح الرسالة ثانية،وجد الجملة القصيرة ما تزال تطوي غموضاً تعذر عليه فك مغاليقه،داعبته فكرة،كاد أن يركن لها،ورغب أن يرد على صاحب الرسالة الآتية منتصف الليل،كانت الفكرة أن صاحبه(شيرو)ربما يريد مماحكته بعدما بدّل(السيم كارت) لجهازه،لم ترق له الفكرة،أخيراً قرر أن يرد بلطف،كتب:
..[من أنت]..
وضغط زر الإرسال،رددت الغرفة نغمات تالية،كانت أمّه غارقة في نومها،في غرفتها،وجد رسالة صريحة تقصده..
ـ [أيها الحزين الوسيم،عليك أن تكن هناك،على القمّة،في المكان الذي عطشت فيه..]
ارتجفت أوصاله،ما أن عرف صاحبة الرسالة القصيرة،لم ينم طوال الليل،كان متردداً،خائفاً من مجهول قادم لابتلاعه،كيف تبدلت أحواله،فشل أن يصل إلى شاطئ مريح،أو فكرة مقنعة،كي يعيد النظر في نفسه،كي يراقب جسده،كي يرصد التبدلات الجارية في كيانه،في ليل لم يزره الأرق،قام وألقى نظرة خجولة إلى الزقاق،كل شيء يتلفع بسربال الصمت،عاود الكرة مرات،كلّما يستلقي على سريره يجد دفق نداءات تواصل تحريره من ذاته،تريده ضحية ليلية لاحتفال كوني يتواصل،من يحرره من هذا العذاب الدائم،من يعيد له تلك الشجاعة التي تبخرت في لحظة واحدة،لحظة توكل وطار،برق ومض وألقاه صريعاً لأحزان تتهاطل عليه،لم يعد بإمكانه تفكيك أوراق الليل،مثلما كان يفعل كل ليلة قبل أن تطرحه الهموم بصفعات النوم،ولا المثول بين يدي الكوابيس،كي ينهض ويستنجد،ودائماً كانت الأم من تسعفه وترويه الماء قبل أن تعيده لنومه،مات الليل،ماتت الساعات الطويلة،كان يسكنه هاجس بدا فقيراً،هاجس جاء في وقت كان يحاول الهروب من الحياة،تناول الفكرة بشيء من التردد والخوف،أراد أن يهاتف(شيرزاد) ويستعين برأيه،أو ربما يرافقه إلى رحلة مباغتة،وجد الفكرة مجنونة،ربما لن ترضى(البنت)بقراره،في خضم التناقش الذاتي صدمه الفجر برشقة صياحات لديّكة،تنمل الدم في جسده،رغب أن ينهض أمّه ويعلمها بالخبر،تقدم من غرفتها،كانت مائعة من كثرة السهر عليه،أشفق لحالها،سحب شهيقاً عميقاً، كظم زفيره،عاد وحرر رئتيه من البالون الحارق عبر نافذة غرفته،وجد نفسه أمام امتحان يشبه امتحان الحصول على إجازة سوق المركبات،شيء يحيط به،يلجمه بخيوط عناكب شرسة،ومجسات لاسعة تبنج إرادته،لم يعد ملك نفسه،وجد نفسه يستبدل ثياب النوم بأحسن ما كان يملك من هندام،كان الصباح مستيقظاً بالكامل،والشمس كنست مخلفات الليل،خرج إلى الزقاق،خرج إلى الشوارع التي استردت عافيتها بعد ليل ممل،راح يمشي وهو يحاول أن يلملم موضوعاً يجابه به سؤال الحياة،عيناه لا تريان،وشاح الخوف،وشاح المصير،شيء من هذا القبيل مر به،لكم ود أن يتمكن من تمزيق الأوشحة التي حجبته عن رغبات كانت تمطره بسعادات موعودة،بيد أنه فشل في كل مجابهاته،وضاعت منه فرص ذهبية،أمام(هه ولير)كان الوشاح رمادياً،كان يسدل ستارة الرغبة أوان الحوار معها،لكن هذا الوشاح الصباحي لونه أبيض،يبدو مثل حليب معقم أو مطهّر من الزبدة،حليب واقعي يمنعه من التدقيق بالأشياء من حوله،سار عبر الشوارع،فتى مهندم،لا يعرف أحد أنه يمشي من أجل شيء هو محور الحياة،شيء لولاه لظلّ الأب(آدم)نائماً في الفردوس إلى أبد الآبدين،وصل بداية الشارع الأفعواني،الشارع الضاج عصراً بشباب آخر العمر،أرهط بشر لا ينتمون للواقع بصلة رحم أو إحساس،غارقون في السكر والعربدة،ومع كل خطوة كان قلبه ينخلع،عصف يتواصل،شهيق يتعسر،لسانه يجف،كاد أن يرتد،لحظة توقف،وسمح لمركبة تمرق،لكن خيوط العناكب الشرسة ظلّت تسحله،سار ببطء،وصل إلى المكان الذي طار منه،وقف ولام نفسه،أراد أن يلقي نظرة إلى الهاوية،وجد الرماد سيد اللوحة،قشعريرة باغتته،تراجع إلى الخلف لعدة أمتار،خوف مباغت سكنه،كانت الشمس حوّلت الدنيا إلى شعلة ضوء،لم يدم وقفته كثيراً،كانت المركبة قد توقفت،ورآها تهبط وتحط أقدامها الناعمة على بساط روحه،وقف مشلولاً،ماذا تريد منه هذه الحمامة الآتية في صباح متوهج،تقدمت منه،فتاة لم تذق طعم الخجل،بل الخجل البشري المفزع غير متواجد في قاموس أنوثتها،ربما هي شجاعة الموهبة أو التحرر الكامل من جلد الروتين الأزلي للفقراء والمحرومين في البلدان المنكوبة بالكوارث البشرية المصطنعة..وقفت أمامه،ببنطلون صحراوي وبلوزة رمادي اللون غامق:
ـ نهارك سعيد..!!
ترنيمة مموسقة حررتها شفّتان ملائكية..
ـ ونهارك أسعد..!!
وجد نفسه شجاعاً هذه المرة،وقف بتحدي من جاء ليحارب..
ـ هل يجب أن نقف هكذا..
عاد من شروده،لم يعد يعرف ماذا قالت في جملتها الأخيرة..أردفت:
ـ لنمشِ قليلاً..
سار معها،كانت روحه غير متواجدة،عيناه مكسوتان بالوشاح الحليبي،الدائم التواجد ولسانه فقد مهنته،كائنان يمشيان في صباح يضج بعالم يلهث من أجل البحث عن لقمة طعام وحفنة أمان،لم يعد يمتلك شجاعته،كانت هي متحررة كاملة السعادة،ببنطلون آخر ما وصل إلى أسواق المدينة،تضع نظارتها على شعرها،تتنكب حقيبة نسيجية،وألواح خشبية مرزومة،تمشي برغبة متفتحة،وكان هو يتضاءل ويضمحل ويذوي رويداً رويدا،مع كل خطوة يخطوها،وصلا إلى مجمع ألعاب الأطفال..قالت:
ـ أحب أن أتسلق ذلك الدرج وأنظر إلى مدينتنا..
سار وراءها،صعدت أمامه ووجد خيوط عناكب شرسة تسحبه..
قالت:
ـ حزنك جميل..
نظر إليها،كانت كما كانت يوم زيارة معرضها الفني،نفس الألق وذات السعادة يغرقان عينيها..
قالت:
ـ انتهى كلامي.

عرف ما كانت تقصد،أراد أن يجد كلمة..أراد حرفاً يحرر به لسانه..اكتفى ببسمة شجعتها أن تعيد النظر بما قالت..أردفت:
ـ ليتني أرسم حزنك الناطق،حزنك لا يطاق،حزنك وسيم..!!
وجد طراوة في لسانه،ووجد نبعاً بدأ ينبجس واستحال إلى جدول ونهر وبحر ومحيط..
قال:
ـ أحاول أن أقهره،لكنه عنيد.
ـ للحزن وظائف فسيولوجية في الأجساد البشرية،لولا الحزن لما صدّت أجسادنا أمراض الواقع.
ـ أنت فيلسوفة..!!
ـ مجرد تعبير مباغت.
ـ تعبير ليس بوسع الفلاسفة الإتيان به.
ـ كل صاحب محنة فيلسوف في محنته.
ـ وهذا تعبير أكثر بلاغة.
ـ سيأخذنا الحديث خارج(نطاق الخدمة).
تشجع أن يضحك،وضحكت معه..قال:
ـ يبدو أن رصيدك مفتوح..
ـ رصيدي هو حب الناس لي.
توقف عن الكلام،أو تعثر لسانه،وراح يتأمل الفضاء المفتوح تارة،ومرة يلتقي عينيها،كل شيء فيها فرح، وكل شيء يسكنه رماد،كفتان متوازنتان،متعادلتان،هي في النور الدنيوي المنتشر،وهو في رماد خانق،أو غبار يتواصل،كان الوقت يمضي سريعاً،شيء مختلف عمّا كان يعاني منه،كل أوقاته السابقة،عصيبة كانت،كل شيء راكد،تنام أميال الساعة متكاسلة تزحف لنهش عمر الحياة،لكنها الآن هي نشطة تواصل تمزيق الحياة،أربع ساعات مضت،كيف مضت،ظلّ يشغل نفسه بأشياء عابثة تباغته،وكانت هي ما تزال تحوك حوله رغباتها الفنيّة..باغتته:
ـ هل تتكرم أن تغدو موديلاً..!!
لم يفهم ما أرادت،ظلّ مبحلقاً فيها،وكانت تتوقع ردّة فعل غير محمود،توقعت أن(يزعل)أو يهاجم بلسان يخرج من فلكه،بيد أنه كان يريد توضيحاً عمّا بدرت منها،كانت الدقائق حرجة وعصيبة بين الكائنين،يجمعهما مقعد أو مدرج لدرج التزحلق،وجهاهما نحو المدينة المتناهضة،قلباهما ينبضان في عالمين مختلفين،أشاحت بوجهها عنه،كانت تبحث عن مبادرة منه،أو عن منفذٍ يعيد لها الصلة به..أستجمع ما وجد من مفردات كانت كافية لتشكيل جملة يواصل بها ترميم الفجوة التي شرخت المسافة بينهما:
ـ أنا..موديييييييييييييييييييييل.
عادت من تجوالاتها البصرية،بعدما فشلت من إيجاد منفذ للوصول إلى ما ألقت من جملة متسارعة،أو جاءت من غير مدارسة،أرادت تشكيله من جديد،جملة تليق به،وتحقق لها رغبتها،وجدته غارقاً، متأملاً،في أعماق عينيه هواجس طاحنة،وجدت أشياء كبيرة تتموج بفصاحة ووضوح،كانت قد تشكلت على مهل مذ التقيا هنا ذات عطش،تريد أن تستجمع كل طاقتها كي تستقبل زحف السيول المندلقة من أعماق فتى حزين،حزنه لافت للنظر،ليس كل نظر طبعاً،نظرها فقط،مذ رأته تحركت عربة موهبتها ووجدت نفسها أسيرة لتلك النداءات الأزلية والتي تسكنها لكنها لم تهتد إلى منافذها،قبل أن تصطدم به،في ذلك الأصيل الذي كانت ترسم،ليس أي حزن فحسب،بل الحزن الفطري،الحزن الذي وقوده الفن بكل تجلياته،بكل عناوينه،بكل ألوانه،بكل مدارسه..تشجعت أن تعيد رغبتها..قالت بهمس ذبيح:
ـ أن تقف أمامي و..أرسمك..!!
خرج من زنزانته،راح يصفق،راح يطير..صاح:
ـ سأقف ما تشائين من الوقت.
ـ ربما أحتاج إلى ساعات لأستوعبك.
ـ سأقف دهراً لو طلبت ذلك.
لم يعد هناك وقت تهدره،بدأت بإخراج فرش الرسم وهبطت من السلّم وصارت أسفل المدرج،فتحت ألواح المرسم،كان يراقبها وهي مرتجفة تشكل الألواح التي غدت بعد إعادات متكررة مرسمها المتنقل،ينظر مأخوذاً يكاد لا يصدق نفسه،يخالجه اليقين أنّه في حلم من الأحلام القليلة العابرة،فهو كثير الهذيان،قليل النوم،دائم الاستيقاظ،أعدّت مستلزمات الرسم وراحت تستدرج ملامحه وتركز على عينيه،كونهما منجمان غير مكتشفان،لم يمل من جلوسه،لم يرغب محاورتها،كان طائراً مثل صقر يترصد طريدته،ساعة ونصف الساعة،كانت كافية لاستخراج بعض الجواهر الدفينة فيه..باغتته:
ـ هل بوسعك أن تنزل.
قفز وصار يقف لصقها،لم يصدق ما يرى،هو بنفسه،كيف نحتته كما هو،صاحت أغواره(يا لها من عبقرية)،ظلّ صامتاً يتأمل نفسه،وكانت غاطسة في فرح مباغت،فرح أكبر من الرغبة التي سهرت الليل كله من أجله،فرح يساوي هذا العالم المنشغل بالشكليّات والروتينيّات التي تنهش في براءة الوجود،تراجعت إلى الوراء خطوات،لم يشعر بما فعلت،كان يندمج في حوار صامت مع هذا الذي يشبهه،استدارت وراحت تنثر استفزازات الفرح الذي أنتشر كضياء الشمس فيها،استردت توازنها وعادت إليه:
ـ ما هو رأيك..(همست).
ـ أنت فنّانة كبيرة.
ـ أريد رأيك الصريح.
ـ ليس بوسعي التعبير،لقد شللتي لساني.
ـ أنت تجامل.
ـ أشعر أنك تفهمينني.
ـ هذا ما أردت.
ساد الصمت للحظات،تصاعدت نغمات من(موبايل)الفنّانة،سحبته من جرابه وراحت ترد:
ـ ليس قبل أن أنهي لوحتي.
ـ ...................!!
ـ عصراً سنلتقي.
ـ ...................!!
ـ حسناً..كما تشائين.
أعادت الهاتف إلى حزامها،ودون أن يلقي سؤالاً..قالت:
ـ صحافيّة تريد لقاءً معي.
لم يفه بشيء،كان يتأمل نفسه،يقرأ تاريخه الناطق عبر عينيه في اللوحة،تفاجأ بشيء أثير(هل حقاً أحمل كل هذا الهم..كل هذه المكابدات..؟؟)،حرّك رأسه وصارت عيناه في عينيها،وجدها تبتسم،وكان غرقاً في وجه لا يشبه الوجوه التي مرت به،وجه واسع فيه حقول وبراري وجبال ووديان وغابات وجداول وأنهر وطيور وناس،أعاد بصره ليتأكد من هطول الآلام من عينيه في اللوحة،في تلك اللحظة كانت(الفنّانة)تطالع ساعتها..تمتمت:
ـ ليس بوسعي أن أبقى أكثر من وقتي هذا.
ماذا قالت(غمغم)،هي قالت شيئاً،شعر بوخز الندم لأنه لم يصغ لها،اكتفى بالتفاتة ونظرة،كانت تغطس في شيء مألوف،الآن هو مجهول،ربما لأنه لم يعد يفهم نفسه،مثلما كان دائماً لا يريد أن يفهم نفسه،كانت الحياة أقوى منه،رغم توفر مقومات الإنسان الناجح فيه،وتواجد زملاء لا يملون حزنه..وجدته يصارع نفسه، ـ ربما(غمغمت أغوارها)خجل اللقاء،وربما طبيعة فطرية فيه ـ فتى لا يبذر الكلمات..لم تجد بد،أرادت أن تحسم الموقف..كررت كلامها:
ـ ليس بوسعي أن أبقى أكثر من وقتي هذا.
عرف ما قالت،نفس الكلام..تشجع أن يتكلم:
ـ أشكرك.
ـ على ماذا.
ـ سحبت مزابل جسدي.
ـ لا أفهم كلامك.
ـ كل هذا الطوفان الذي أخرجتيه من عيني،تستحقين عليه الثناء.
ـ آه..أرجو أن لا تقول أنا طبيبة نفسانية.
ـ الآن أشعر أن هناك من وجّهك لتخرجينني من كوابيسي.
ـ أيّة كوابيس.
ـ تأتي دائماً وتأخذني عن العالم الذي أتواجد فيه.
ـ أنت مسكون ببذور الشعر.
ـ آلامي شعر دائم النزف.
ـ لهذا السبب طلبتك.
ـ سبب.
ـ ذلك هو سر نجاحي الدائم.
توقف عن الكلام،وجدته يطلب إسعافاً،فهو نادر الكلام،دقيق فيما يقول..أكملت كلامها:
ـ كل صباح،أو بالأحرى،كلما أشعر بضغط الرغبة وتوفر مقومات الموهبة،أأتي إلى هنا،حتى لو كانت الثلوج تهطل،فأنا لا أرسم داخل المشغل،الرسم في الهواء الطلق يمنح الرسّام فرص أكثر للتفاعل مع العالم،مع المستقبل.
ـ ليتني كنت أعرف ذلك لأتيت كل صباح وأتفرج على إبداعاتك.
ـ أحياناً لا رغبة أمتلك في الرسم،أأتي وأتصفح وجه(سليمانيتنا)،أتأمل الجبال الشاهقة،أمنح روحي رغبات التحدي،أحاول أن ألملم كل قطرة دم سالت هناك..هناك..هناااااااااااااااااااااااااااااااااا..!!
توقف لسانها وأجهشت في بكاء هادئ،وجد نفسه مستفزاً،ووجد وشاحاً أبيضاً مثل الحليب يملئ عينيه،وراح يشاركها البكاء،لم يعرفا كم بكيا،وجدا نفسيهما وجهاً لوجه،عيون دامعة،وأشياء غامضة تتكلم،ليس بوسعهما تفسيرها أو قراءتها..قال:
ـ أرجو أن تعذريني.
تلمظت وأعادت التوازن للسانها..فاهت:
ـ كنت بحاجة إلى هذا البكاء.
ـ أليست الحياة كلها بكاءات متواصلة.
ـ ليس كل بكاء دواء.
ـ أرجو أن لا أكون السبب في خسارتك لبعض ماء عينيك.
ـ أنا من يطلب الشكر،هذا البكاء قديم ظلّ محتبساً،كنت أجهل الوصول إليه،ها أنت تطل من عالم الحظ وتهديني إلى بوابته،أنا التي تشكرك.
صار أكثر توازناً،أكثر قرباً منها،داهمه إحساس التوحد معها،صار جزءاً قديماً منها،جزءاً ليس بوسعه المضي قدماً بدونها،تذكر قول صاحبه،(كل فتيات السليمانية هه وليرات)،وتلاعبت نفسه وهو يستذكر(هه ولير)، شعر بخوف مباغت،وتساءل:(ماذا لو عرفت حكايته..؟؟)حتماً ستتركه يواجه من جديد تلك اللحظة،يوم التخرج،يوم وجد نفسه في تحليق أبدي لولا صاحبه(شيرزاد)،ربما جاءت لحظة نهايته في يوم مفرح هذه المرة،خاف وارتعدت فرائصه،رغم يقينه أن صاحبه(شيرزاد)مازال متربصاً في زاوية ما،ينتظر نهاية هذا اللقاء الساخن،بعدما فاجأهما وأخذ وقتاً منهما،كي يهيأ نفسه لإيصال الكائنين إلى منزليهما،في تلك اللحظة كانت(الفنّانة)تلملم أشياءها وتعيدها إلى حقيبتها،عاد من شروده،وجدها تنحت عينيها فيه،وكانت بقايا الدمع مزججاً يتوهج بقوس قزح لم يفهمه،سحبت شهيقاً،كأن الهواء كله سار دفعة واحدة،مرقت من حوله واتجهت إلى أغوارها الظامئة،وكاد أن يرتفع مع ضجيج الهواء المتسارع،هكذا شعر،إلى جوفها،لكن برق أبرق ورعد أرعد:
ـ حان وقت العودة.
لم يعد ملك نفسه،كان يجب أن يتبعها،مشت على الشارع الملتوي،وظلّ يركض وراءها،مشت من غير توقف ولا رغبة في الحوار،وكان يسير وراء حلمٍ تفاعل معه،سكنه بحنو وتناغم معه برفق،حلم لا يشبه مطلقاً أحلام الفقراء..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزن الوسيم(رواية)6
- الحزن الوسيم(رواية)5
- الحزن الوسيم(رواية)4
- الحزن الوسيم..(رواية)3
- الحزن الوسيم..(رواية)2
- الحزن الوسيم..(رواية)1
- مزرعة الرؤوس(قصة قصيرة)
- خمس حكايات
- لعبة الموت..البرلماني الغيور(حكايتان)
- الشرفة الواشية..قبلة أزلية(حكايتان)
- لقاءان..الكرة الزجاجية رقم 301(حكايتان)
- معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)
- حجة الغائب..المهرج الأمبراطور)قصتان
- في بلاد الأمبراطور..الموسوعة الأمبراطورية(قصتان)
- خطبة حذاء..ية
- في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)
- الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)
- الحذاء المنتظر
- يقظة السيد علوان..(قصة)
- لم يحسن التصرف..مأدبة الليل..(قصتان)


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - الحزن الوسيم(رواية)7