|
ماذا سيفعل اوباما مع KBR
فضيلة يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2574 - 2009 / 3 / 3 - 09:24
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من شبه المؤكد ان تهبط في بغداد وكابول في وقت ما من العام القادم طائرة سلاح الجو رقم (ا) يستقلها الرئيس أوباما للقاء نظرائه في العراق وافغانستان ، ومن المؤكد تماماً ان يقوم بزيارة لقاعدة عسكرية أمريكية أو اثنتين. وينبغي عليه الانتظار لتناول وجبة الافطار أوالغداء أوالعشاء ، أو وجبة منتصف الليل مع القوات الأمريكية ، وسيقوم بالاختيار من قائمة الطعام التي أعدها العمال المهذبون الآسيويون الذين يعملون بموجب عقد مع شركة KBR ومقرها هيوستن ، والتابعة لشركة هاليبرتون. واذا أخذ باراك أوباما حافلة Rhino Runnerالعسكرية من مطار بغداد إلى المنطقة الخضراء ، أو طائرة هليكوبتر من طراز بلاك هوك (مثلما يفعل الدبلوماسيون والصحفيون) ، بدلاً من المروحية الرئاسية ، فسيتم تعيين مقعد له من عامل مدني يمكن تحديد انتمائه من ربطة العنق الحمراء انه من عمال KBR . حتى لو كان أوباما سيدوس على السجادة الحمراء ، فإن الممرات والمباني التي تم إنشاؤها خلال السنوات الست الماضية من قبل جيش من 50000 من العاملين في شركة KBRللتوظيف.واذا اختار أوباما أن يأمر قواته في العراق ان تعود إلى بلاده غداً ، فعليه توقيع شيك على بياض بمليارات الدولارات لتقديم الخدمات اللوجستية للانسحاب الى شركة يشرف عليها ديك تشيني. أسئلة موجهة لوزارة الدفاع الامريكية إذا اراد أوباما معرفة سبب وجود العمال المدنيين في كل زاوية وركن من القواعد الامريكية في العراق وافغانستان ، فعليه زيارة مستودعات الأسلحة"الصخرة" في غرب ايلينوي. التي تقع على اكبر جزيرة في نهر المسيسبي ، والمكان الذي ولد فيه مدير بلاك هوك. المباني الحجرية الحديثة التي تضم مكاتب قيادة العتاد في الجيش الامريكي حيث تم ادارة عقد بمليارات الدولارات لشركة KBR لتقديم الخدمات اللوجستية المدنية ((LOGCAP)طيلة السنوات السبع الماضية. هذا العقد الذي قدّم أكثر من 25 مليار دولار منذ 11 سبتمبر 2001 لشركة KBR لإنشاء وإدارة قواعد عسكرية في الخارج (وأدى ، بطبيعة الحال الى كتابة آلاف الصفحات من التقارير الإخبارية المثيرة للجدل حول ارباح الشركة من الحرب ). ولتسهيل الأمر على أوباما يمكن له ان يذهب إلى مقر العمليات الحكومية لشركة KBR في أرلنغتون ، فيرجينيا ، مجرد ميل إلى الجنوب من وزارة الدفاع وعلى بعد خمسة أميال من البيت الأبيض.في ضاحية كريستال سيتي قبل مطار رونالد ريغان تماماً،ومن الصعب الّا ترى شعاراً للشركة ، تلك الشعارات العملاقة الحمراء على مبنى من 11 طابق في الزاوية البعيدة للكريستال بارك. كثير من الناس الذين يعرفون شيئا عن دور الشركة في العراق وأفغانستان قد ترغب من اوباما ان يسائل القادة العسكريين في جزيرة الصخرة ومديري الشركات في أرلنغتون عن الأعمال الكهربائية الرديئة ، ومياه الاستحمام غير المكلورة ، والإفراط في ملازمة الشاحنات غير المفعلّة في الصحراء ، ووفاة الموظفين والجنود التابعين لها في العراق ، ورشوة المليون دولار المزعومة التي قبلها مديرو الشركة ، وبلايين الدولارات في الإيصالات المفقودة، وبين عدد كبير من الشكاوى الأخرى التي تحظى بشعبية كبيرة على مدى السنوات الخمس الماضية. ولكن هذه ستكون الأسئلة الخاطئة. يحتاج أوباماان يسأل قادة البنتاغون : هل يستطيع الجيش الاميركي الذي ورثه الان القيام بأي شيء دون KBR ؟ والإجابة بالتأكيد ستكون مدوية لا. تطوع في الجيش السعيد Tim Horton هو رئيس شعبة العلاقات العامة في مجال الإمداد اللوجستي في بلد في قاعدة اناكوندا في العراق ، وهي اكبر قاعدة اميركية في العراق. وكان ضابط في النقل لمدة 20 عاما وعنده تفسير بسيط لاعتماد الجيش الأمريكي بشكل كبير على المقاولين لتشغيل المرافق اليوم. قال "ما لدينا اليوم جيش من المتطوعين ، خلافا للتجنيد الإلزامي في الجيش القديم وفي ذلك الجيش كان مستوى المعيشة منخفضاً ، وجدول الأجور مخيباً للآمال ؛ لا يوجد متعة ، لم يكن القصد منها أن تكون ممتعة ، لكن اليوم علينا ان نقدم مغريات ، وأن نوظف تماماً مثل أي شركة ، نجندهم من الشارع ، وبعد ان يصلوا عندنا، يتعين علينا أن نعطيهم ما يدعوهم إلى البقاء". حتى في عام 2003 ، كان الجيش الامريكي يعمل فوق طاقته بشكل لا يصدق. وعندما ارادت ادارة بوش خوض الحرب ، احتاجت جيشاً من العمالة الرخيصة للتغذية والتنظيف وبعد ذلك أرسلت قوات قتالية الى المعركة. هذه القوات ، بطبيعة الحال ، من الشباب المواطنين الاميركيين الذين تربوا في مجتمع يوفر وسائل الراحة. على عكس الجنود الأمريكيين من آبائهم أو أجدادهم "الأجيال التي انضمت الى الجيش في كوريا أو فيتنام وأمروا بتقشير البطاطا أو تنظيف المراحيض "، والمراهق العصري لا يمكن أن يختار ذلك على الإطلاق. وكما اشار Horton ، فإن متوسط تكلفة التدريب العسكري للجندي الواحد قيمتها 100000 دولار في أربع سنوات ،واذا لم يستمر مع الجيش فعلى الجيش ان يدفع 100000 دولار اخرى لتدريب بديل. وقال "ماذا اذا انفقنا مبلغ اضافي قدره 6000 دولار من أجل أن يبقوا وإنقاذ فقدان المواهب والخبرات؟" يسأل Horton . "ما الذي يتطلبه الأمر لإبقاء الناس؟ هناك بعض وسائل الراحة في المجتمع الذي نعيش فيه ويأتي منه الجنود وول مارت وماكدونالدز ويتوقع الجنود اللعب في أجهزة إكس بوكس ، والبقاء على اتصال عن طريق البريد الالكتروني وأكل مجموعة متنوعة من المواد الغذائية ". ربع قرن مضى ، عندما انضم Horton الى الجيش ، كل ما كنا نحصل قائمة لمدة أربعة عشر يوما بالتناوب. "لدينا وجبة كل أسبوعين ، بصوت عال ، ما هي؟ ، هامبرغر مختلطة مع المعكرونة. الكثير من السعرات الحرارية ، وكميات كبيرة من الدهون ، وكميات كبيرة من النشاء ، وهذا ما يحتاج اليه الجندي للقيام بعمله وعندما فعلت ، تعرضت لازمة قلبية ". اليوم ، يقول Horton ، التوقعات مختلفة. وأضاف "ان جنودنا بحاجة للشعور والايمان أننا نهتم بهم ، أو أنهم سوف يغادرون. إن الجيش لا يمكنه أن يفقد جنوده". عندما زرت مع Horton في نيسان 2008 ، أخذني عند Michael St. John من الحرس الوطني في ولاية بنسلفانيا ، ورئيس الضباط في احدى قاعات الطعام في اناكوندا. قادني St. John في جولة في المنشأة ، لافتاً الى الكثير من التفاصيل التي يفخر بها . الخس الطازج القادم من الكويت من قبل سائقي شاحنات شركة المخازن العمومية في رحلة خطيرة تستغرق 12 ساعة عبر الصحراء ، وبالتالي يكون عند طهاة KBR مواد غذائية طازجة للجنود. وتوقف St. John عند البار واوضح "اننا نستخدم الخلاطات لصنع مشروب من الحليب، والميكروويف لتسخين فطيرة التفاح ، وبسكويت الوفل مع الآيس كريم." وكانت المحطة التالية صحية. "هنا" "نقدم السمك المشوي أو صدور الدجاج وسرطان البحر ". " يقوم المتعاقدون هنا بجميع الأعمال ،". واوضح St. John ان لديه نحو 25 جندياً وستة الى ثمانية من المشرفين من شركة KBR للإشراف على 175 عاملاً من شركة سعودية اسمها التميمي ، تقدم الطعام ل 10000 شخص يوميا ،والف وجبة سريعة اخرى. واضاف "انهم يقومون بكل شيء من تفريغ شحنات الأغذية لإخراج القمامة. مسؤوليتنا هي الرقابة العسكرية والتأكد من أن المتعاقدين يوفرون الوجبات الغذائية والتأكد من سلامة الأغذية. انه السبيل الوحيد المستدام لإنجاز الأمور ، نظراً لعدد الجنود الذين لدينا لإطعامهم ". وبانسجام يضيف Horton: " انا اتناول مخروطاً من الايس كريم مرة واحدة في الأسبوع. اتعرف ما هو؟ انه لمسة من المنزل ، لمسة من العقل ، لمسة من الحضارة. لا يوجد حانات للجنود هنا ؛ كل ذلك رحل. لقد اخذت الحلوى بعيدا عن الطفل. ماذا لديك لمنحه؟ ما هو الخطأ في إعطائه قليلا من البيتزا أو الآيس كريم "؟ بين جيش الهمبرجر بالمعكرونة وجيش البيتزا والايس كريم ،هناك فرق تجده حول الخصر. Sarah Stillman ، وهي صحفية مستقلة مع موقع TruthDig ، تحكي قصة سمعتها عن عرض Power Point اصبح معروفاً في الجيش ويقدمه الجيش للجنود: " في عام 2003 ، كان الجندي يخسر 15 باوند من وزنه بالمتوسط اما الان بإنه يكسب 10 باوند". وتقول Stillman ان أول تحذير يتلقاه العديد من الجنود الامريكيين في بغداد ليس عن(المتفجرات البدائية) ،ولا عن( القذائف الصاروخية) ، أو حتى (المتفجرات الخارقة للدروع). انه عن PCPs : "مكافحة تفشي الكروش". خصخصة الجيش الاميركي ربحت KBR أكثر من 25 مليار دولار بعد أن فازت في أواخر عام 2001 بعقد لتزويد القوات الاميركية "في اماكن الحروب" في جميع أنحاء العالم لمدة 10 سنوات.وفي نيسان 2008 ، تشير التقديرات إلى أن الشركة قدمت وجبات الطعام بأكثر من 720 مليون دولار ،وقدمت خدمات للقوافل باكثر من 400 مليون ميل ، وعالجت 12 مليار غالون من المياه الصالحة للشرب ، وأنتجت أكثر من 267 مليون طن من الجليد لتلك القوات. هذه الأرقام المذهلة شهادة على الدور الذي قامت به الشركة في دعم الجيش الامريكي في العراق ، وأفغانستان ، وغيرها من البلدان المستهدفة في حرب الرئيس بوش العالمية على الإرهاب. وفي الأيام الأولى من إدارة أوباما الجديدة ، فازت الشركة بعقد يوم 28 يناير 2009 ب 35.4 مليون دولار من جانب سلاح المهندسين بالجيش الامريكي لتصميم وبناء مركز دعم في معسكر ادار في العراق. وسوف يشمل المركز محطة لتوليد الطاقة الكهربائية ، ومركزاً لتوزيع الكهرباء ، ومحطة لتنقية المياه وتوزيعها ، ونظاماً لتصريف المياه المستعملة ، وما يرتبط بها من نظم المعلومات ، بالإضافة إلى الطرق المعبدة ، وقبل كل شيء أن تقيمها KBR. كيف أصبح هذا الجيش الامريكي يعتمد على هذه الشركة العملاقة؟ ،بدأ هذا التغيير منذ فترة طويلة، خلال حرب فيتنام في الستينيات ، بنت أربع شركات بقيادة شركة بناء من تكساس Brown & Root تقريباً كل قاعدة عسكرية في جنوب فيتنام. وذلك بالطبع عندما كان ليندون جونسون رئيساً ، وهو من تكساس وله علاقات وثيقة مع الاشقاء براون . في عام 1982 و بعد مرور عامين من رئاسة رونالد ريغان ، ضربت Brown & Root الذهب من جديد. فازت في عقود مربحة لبناء قاعدة أمريكية عملاقة في المحيط الهندي على جزيرة دييغو غارسيا ، وهي المستعمرة البريطانية السابقة. في عام 1985 ، وضع الجنرال John A. Wickham الخطط اللوجستية لتبسيط العمل في القواعد العسكرية في إطار برنامج تعزيز اللوجستيات المدنية (LOGCAP) ، ولكن أفكاره بقيت في الدرج لعدة سنوات. وفي غضون ذلك ، أطلق ديك تشيني ، وزير الدفاع في ادارة جورج بوش الاب ، الحملةالعسكرية الأمريكية على العراق في حرب الخليج الأولى في عام 1991 ، وعيّن المئات من المتعاقدين بشكل انفرادي لتقديم الدعم اللوجستي. تفاوتت نتائج هذا الجهد في وقت مبكر مما اصاب المخططين العسكريين بالاحباط.وفي الوقت الذي غادر تشيني مكتبه في وزارة الدفاع ، طلب من Brown & Root ازالة الغبار عن خطة LOGCAP وتحديد كيفية تعزيز وتوسيع نظام التعاقد. فحص قادة الرئيس بيل كلينتون الخطة الجديدة وأعجبوا بها . في عام 1994 ، تم التعاقد مع شركة Brown & Root لبناء قواعد عسكرية في البوسنة ثم في كوسوفو ، وكذلك لتولي التشغيل اليومي لهذه القواعد في منطقة الحرب. وعندما تولى دونالد رامسفيلد وزارة الدفاع في ظل جورج بوش الابن ، فقد تبنى الثورة التي بدأها Wickham ، ونفذها كلينتون وتشيني. وفي صباح يوم 10 سبتمبر 2001 ، قبل يوم واحد من ضرب ثلاث طائرات للبنتاغون ومركز التجارة العالمي ، حدد رامسفيلد العدو الذي يجب على موظفيه الاهتمام به في السنوات المقبلة : وقال " موضوع اليوم هو عدو يشكل خطراً وتهديداً خطيراً لأمن الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا العدو هو اخر معاقل التخطيط المركزي. ومن عاصمة واحدة تملى الخطط الخمسية. ، و تحاول فرض مطالبها عبر المناطق الزمنية ، والقارات ، والمحيطات ، وما وراءها. وبوحشية يكتم الفكر الحر وتسحق الأفكار الجديدة. ويعطل الدفاع من الولايات المتحدة ويعرض حياة العسكريين للخطر. ربما تفكرون انني اصف احد آخر الطغاة في العالم. الخصم أقرب إلى الوطن، انه بيروقراطية البنتاجون. "علينا أن نسأل أنفسنا أسئلة صعبة. لماذا ما زالت وزارة الدفاع من اخر المنظمات التي تقطع الشيكات الخاصة بها؟عند وجود صناعة كاملة لادارة المخازن بكفاءة ، لماذانشغل هذا العدد الكبير من عندنا؟ وبما ان عندنا قواعد في مختلف أنحاء العالم ، لماذا نتخلص من القمامة وننظف الأرضيات الخاصة بنا ، بدلاً من التعاقد على الخدمات ، كما تفعل الكثير من المنشآت التجارية ؟ " وحدد سلسلة من الخطوات لخفض عدد موظفي المقر بنسبة 15 ٪ في العامين المقبلين ، ووعد بمزيد من متابعة التغيرات الهائلة. وفي حين أن غزو أفغانستان في الشهر التالي قام به العسكريون ، بدأ رامسفيلد بتنفيذالأفكار التي يتعين تنفيذها في ربيع عام 2002. وتم بناء قواعد في الكويت في خريف عام 2002 استعداداً لغزو العراق وتم التعامل معها بالكامل تقريباً من قبل KBR . واليوم ، هناك عامل KBR واحد لكل ثلاثة جنود امريكيين فى العراق والمهمة الرئيسة لهؤلاء العمال ، في إطار LOGCAP ، هي بناء البنية التحتية والمحافظة عليها من خلال العمل على جميع تلك الواجبات التي كانت تعتبر جزءاً من الحياة العسكرية.توفير الغذاء للجنود ، وغسل ملابسهم ، وتنظيف المراحيض. وفي حين كتبت العديد من القصص عن 80000 دولار المرتبات السنوية التي يحصل عليها سائقي الشاحنات ، فإن معظم العاملين في الشركة رواتبهم أقل بكثير ، وذلك أساساً لأنهم استأجروا من دول مثل الهند والفلبين حيث ان الرواتب تبدأ من 300 دولار شهرياً وتعتبر ثروة. الاستعانة بمصادر خارجية لدوريات المطابخ غالبية القوة العاملة مع KBR ،حوالي 40000 عامل (أي ما يعادل نحو 80 كتيبة عسكرية) ، هم "رعايا دول العالم الثالث" ومعظمهم من المناطق الفقيرة في آسيا.وصلت في نيسان 2008 ، إلى مدينة الكويت حيث قضيت الوقت مع مجموعة من سائقي الشاحنات من فيجي الذين يعملون لحساب شركة محلية ،تعمل بعقد من الباطن لشركة KBR . كان مضيفي Titoko Savuwati من احدى الجزر في فيجي. وقد نقلني بسيارة مستأجرة صغيرة بيضاء من طراز تويوتا كورولا. وكان يسمع موسيقى امريكية. طوله ستة أقدام ، رشيق السيقان ، كان Savuwati ضابط في الشرطة في فيجي. وكان يبلغ من العمر 50 عاما ، ترك في المنزل ستة أطفال لم يرهم من أربع سنوات. عندما خرج من سيارته ، لاحظت أنه يعرج. انضممنا إلى أصدقائه في شقته البسيطة. أصوات الترانيم الفيجية تملأ الغرفة الصغيرة .جلسنا على وجبة من أجزاء الدجاج وبدأت اسمع قصصهم. شارك كل منهم فيما لا يقل عن 100 رحلة خطرة ، في شاحنات كبيرة تحمل كل أنواع الأشياء الجيدة الموجهة للجنود الامريكيين من الموانئ الكويتية للقواعد مثل اناكوندا. انهم ينامون في الشاحنات ، ولا يسمح لهم بالنوم في خيام أو في المقطورات العسكرية على طول الطريق. وصل Savuwati الى الكويت يوم 14 يناير 2005 ، بوصفه واحداً من 400 من السائقين ، على أمل الحصول على 3000 دولار شهرياً. وبدلاً من ذلك ، دفع حقيقة له ، 175 دينار كويتي في الشهر (640 دولارا) ، كان عليه أن يدفع منها لجميع المواد الغذائية وأشيائه الاخرى ، وحتى على الطريق ، وكذلك الإيجار. ومنح السائقون 50 دينار (183 دولارا) اضافي عن كل رحلة الى العراق. واضاف "لقد جئت الى العراق بسبب الكم الكبير من الاموال التي وعدت بها " ، تنهد. "لكنهالم تقدم لنا سوى القليل جداً من المال. لقد كنا نبكي لمزيد من المال لعدة شهور. هل تعتقد أن عائلتي يمكنها البقاء على قيد الحياة بخمسين ديناراً كويتياً؟" انه يرسل ما لا يقل عن 100 دينار (365 دولار) في الشهر الى الوطن وليس لديه وفورات من شأنها دفع ثمن تذكرة سفر الى المنزل ذهاباً وإياباً بسعر 2500 دولار تقريباً. قمت بحسابات سريعة. ،إذاعملوا في نوبات مدتها 12 ساعة من المتوقع ان يحصل الفيجيون على 30 دولار في اليوم ، أو 2.50 دولار للساعة. سألت Savuwati عن العرج في رجله.قال في رحلة إلى الناصرية عام 2005 ، انقلبت الشاحنة مما اسفر عن اصابة في ساقي. هل حصلت على اجازة مرضية مدفوعة الأجر؟ سالته؟. قال"إن الشركة لم تقدم لي أية أموال. عندما نصاب بجروح ، لا تقدم لنا الشركة شيئا". ولكن ، ولكنه أكد لي ، انه كان محظوظاً لقي عدد من زملائه السائقين مصرعهم على هذا الطريق. في اليوم التالي ، ذهبت لرؤية الفيجيين من جديد ، وأوصلني Savuwati بسيارته. عرضت دفع ثمن البنزين ، وبعد رفض اولي ، فإنه سرعان ما قبل. ونظر لي بشكل خجول ، وقال "لقد نفد المال. هل تعتقد أنك يمكن أن تقدم لي دينار كويتي واحد (3.65 دولار) لتناول طعام الغداء؟"أعطيته بعض المال وانسحبت ، كنت أفكر في المفارقات أن الرجل الذي قاد الشاحنات في منطقة حرب ، وتهرب من الحجارة والرصاص ، والعبوات الناسفة لتقديم الآيس كريم ، شريحة لحم ، وسرطان البحر وذيولها ، والذخيرة للجنود الاميركيين ، كان عليه التسول للحصول على الغذاء لنفسه. هذا ، بالطبع ، هو الوجه الحقيقي للعمليات العسكرية الاميركية اليوم ، والذي لا يراه الامريكيون. جيش اوباما غالبا ما يتحدث قادة البنتاغون عن "الثورة في الشؤون العسكرية" عند تلخيصهم التطورات التكنولوجية التي تسمح لهم بمطاردة أعدائهم عن طريق الاقمار الصناعية ، وعن اطلاق الصواريخ من الطائرات غير المأهولة ، وحماية الجنود الامريكيين بنظارات الرؤية الليلية ، ولكنهم نادراً ما يفسرون التغيرات الاجتماعية واللوجستية التي رافقت هذه الثورة. يستخدم الجنود الامريكيون اليوم أجهزة الكمبيوتر على أرض المعركة ، ويتحملون أقل من أي وقت مضى من التنقل بين الجزر في المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية أو في ادغال فيتنام. وفي الواقع ، فإن العسكريين الذين سيزورهم أوباما قريبا في العراق وأفغانستان يتم تزويدهم بالطعام ويتمتعون بالاستحمام بالماءالساخن على مدار الساعة في مناطق القتال بنفس الطريقة التي قد تكون في قاعدة في الولايات المتحدة – بواسطة العمال مثل Savuwati. ومما لا شك فيه أن إدارة أوباما يمكن ان تبدأ بخفض بعض من الدهون السيئة السمعة من العقود التي تجعل ذلك ممكناً ، بما فيها عدة ملايين من الدولارات الزائدة المدفوعة للشركة عند عرض تقارير المخالفات والفساد. ولكن هل يمكن لاوباما ان يرفض جيش KBR ، وحتى لو أراد ذلك؟ هل سيكون اوباما على استعداد ان يسأل الجنود المتطوعين الاميركيين التخلي عن لحم الخنزير المقدد ، والخس ، والديك الرومي المشوي الذي وجدوه في منطقة حرب؟ وحتى لو فعل ذلك ، فإن هذه ليست سوى الكماليات. ضع في الاعتبار أنه ، في القواعد الامريكية في العراق وأفغانستان ، فإن كل بند بدءاً من الفاصوليا الى الرصاص ، يتم شحنه باستخدام المتعاقدين مثل الشركة الكويتية وشركة ميرسك في الدانمرك. في العقدين الأخيرين ، فإن الجيش الامريكي قد تخلص من المعدات والافراد التي تتيح تحريك الدبابات في العالم ، واعتمد على المتعاقدين للقيام بمثل هذا العمل. نشر موقع البيت الابيض على الانترنت أن "أوباما وبايدن يدعمان خططاً لزيادة حجم الجيش ب 65000 من الجنود ومشاة البحرية المارينز ب 27000. غايتنا زيادة قوة الوحدات التي ستساعد في إعادة تدريب وتجهيز سليم والحد من الضغط على عائلات العسكريين ". وكجزء من السياسة نفسها ، وفي الموقع نفسه مطالبة الادارة بإصلاح نظام التعاقد عن طريق خلق "الشفافية العسكرية للمتعاقدين" ، فضلا عن استعادة "الصدق ، والصراحة ، الى نظام التعاقد " ب "اعادة بناء مكاتب التعاقد " لم تتم الاشارة في أي مكان في هذا الموقع إلى أن الإدارة الجديدة ستعمل من اجل انهاء ، أو حتى تقليص جذري لاستخدام المتعاقدين على أرض المعركة ، أو أن 92000 جندي جديد من مشاة البحرية والجيش ستملأ كتائب اللوجستية التي دمرت خلال العقدين الماضيين. ما نعرفه عن السياسات العسكرية للإدارة الجديدة انها تقترح بدلاً من ذلك أن الرئيس اوباما يريد توسيع القوة العسكرية الامريكية. لذلك لا أستغرب أن يكون العقد الجديد LOGCAP ، بقيمة 150 مليار دولار في 10 اعوام الذي بدأ في 20 سبتمبر 2008 ، لا يزال في مكانه ، مع ادخال تعديلات طفيفة لتوفير قيمة أموال دافعي الضرائب. جيش KBR ، على ما يبدو ، سيبقى على المسيرة. مقالة خاصة : ماذا يأكل الجندي الامريكي مرحبا بكم في McArmy! زرت في العام الماضي ، قاعدة خدمة اللوجيستيات اناكوندا ، اكبر قاعدة اميركية في العراق ، وذهبت الى احد المطاعم والمرافق التي تخدم ما يصل الى 1000 شخص في الجلوس. كانت تديره KBR ومقرها هيوستن ، التابعة لشركة هاليبرتون. هنا في KBR ما أتيح للافطار عادي : لحم الخنزير المقدد ، مدهون لحم البقر و نقانق الخنزير والفطائر ، نقانق تركية ، الاومليت البيض المخفوق المقلي ، لحم مفروم ، فريك / دقيق الشوفان واللبن والبسكويت ، وخبز فرنسي ، بسكويتات الوفل ، الزبادي المتنوعة ، الكعك ،والدوناتس و كعك القهوة. ولتناول طعام الغداء ، كان هناك من حساء الفطر بالكريم ، والكريكرس ، وديك رومي مشوي ، الأضلاع ، مقبلات ، بطاطس مهروسة ، البروكلي على البخار ، خضروات مختلطة ، متبلات، والبطاطاالحلوة ، صلصة اللحم التركية ، صلصة اللحم البنية ، وقطع الخبز ، صلصة التوت البري ، الجرجير وخبز الذرة . وشملت قائمة العشاء حساء الفطر بالكريم ، والكريكرس ، ولحم خنزير مشوي ، لازانيا بجبن البارميزان الإيطالي والبيض والثوم. والبطاطا المشوية ، الارز البخارى ، الذرة مع الفول بالزبدة ، بنجر هارفارد ، صلصة اللحم والبصل ، والجبن وجبن البارميزان الإيطالي ، صلصة التفاح ، قطع الخبز ، و لفائف حارة. وفي كل من الغداء والعشاء ، كان هناك طاه يقدم طلبات خاصة همبرغر ، برجر الجبن ، سجق فرانكفورتير ، شطائر لحم البقر المشوي ، الجبنة المشوية ، البطاطس المقلية والبصل حلقات ، المخبوزات والفول والتوابل والرقائق ، قطع الشطائر الباردة ، السندويشات سلطة التونة ولفائف البيض وأجنحة البافالو، والسندويشات الساخنة. وعندما تتجول في " بار الحلوى " في أي يوم ، فسوف تجد فطيرة التفاح ، فطيرة اليقطين ، فطيرة الجوز ، كعكة الشوكولاتة ، والعديد من ألانواع المختلفة من البسكويت. وقائمة الفصح مثل الدجاجةالكورنية ، السلمون المشوية ، الارنب المغطاة بالشوكولاتة ، وبيض عيد الفصح. كل هذا كان مصحوباً بالمشروبات الغازية التي تقدمها محطة Rastelli العالمية ، والمواد الغذائية الساخنة والباردة ، ومركز للحساء والشراب. ثلاجات للشرب برعاية Sprite ومكدسة بالعصائر والألبان من كارغيل ومجمدات فيها الآيس كريم مع شعار Baskin Robbins (على الرغم ان الآيس كريم كويتي). على كل طاولة تجد الصلصات التي تجدها في المحطات على الطرق في الولايات المتحدة : صلصة تكساس الساخنة ، A1 ستيك وصلصة تاباسكو. المرملاد البرتقالي ومربى الافطار من Heinz ، وقليل من العسل من Mason بولاية أوهايو.وتطل خارج مرافق الطعام فترى شاحنات مرسيدس بنز العملاقة وحاويات التبريد Thermo King يقودها عمال من بلدان مختلفة مثل مصر ، فيجي ، وسري لانكا. واستخدام مرافق الطعام مجاني للجنود. و في معظم القواعد الامريكية الكبرى "ميني مول" ، حيث يمكنك العثور على مطاعم الوجبات السريعة التي تخدم في الفترات الفاصلة بين الوجبات الغذائية التي تقدم أو لكسر روتين وجبات الغذاءاليومية من KBR. حتى Burger Kings ، KFCs ، McDonald s ، Pizza Huts ، و Subway sandwich shops ، وكذلك محلات Green Beans Coffee ، التي تدار بكفاءة من قبل العمال الهنود والعمال الفلبينيين المهذبين. في سوبرماركت قاعدة اناكوندا العسكرية ، التي يشغلها الجيش والقوات الجوية ، يجد الجنود أي شيء من Bitburger والبيرة الخالية من الكحول الى PlayStations Sony و صدق أو لا تصدق : الدراجات الجبلية. وقائمة قاعدة اناكوندا ستثير دهشة جنود الحرب العالمية الثانية الذين تناولوا الحليب المجفف والقهوة المجففة وحتى الجنود في حرب الخليج الاولى عام 1991 تناولوا وجبات ساخنة من الدجاج والارز وزجاجة ماء او الوجبات ا وب وج من المعلبات التي يطهوها الجيش. مترجم -http://www.corpwatch.org/article.php?id=15299
#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدفاع الليبرالي عن القتل
-
الولايات المتحدة والمأساة الأفغانية
-
أمير الظلام ينفي وجوده
-
متى وكيف اخترع الشعب اليهودي؟
-
تعليم العلوم والرياضيات من وجهة نظر النظرية البنائية
-
تضمين القضايا الاجتماعية في تعليم العلوم
-
تعليم العلوم بالاستقصاء العلمي
-
تأثير الاختبارات على المناهج
-
من يأخذ كمبيوتر فريدمان قبل ان يكتب جملة اخرى
-
انت تقرر: مقاتلو الحرية إرهابيون أم ابطال
-
حماس (حقيقة في الشرق الاوسط )
-
إحباط فرص السلام (ما وراء حمام الدم في غزة )2
-
إحباط فرص السلام (ما وراء حمام الدم في غزة)
-
إذكاء جذوة الكراهية
-
حماس بعد الحرب
-
إبادة المتوحشين 3
-
إبادة المتوحشين 2غزة 2009
-
إبادة المتوحشين 1
-
جنون العظمة (ابتسامة ليفني)
-
عملية (رصاص لا يُعاقَب)
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|