أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد الحسيني العابد - برنامج الأسلحة النوويّة (الإسرائيلية)















المزيد.....

برنامج الأسلحة النوويّة (الإسرائيلية)


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 06:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



أكتب موضوعي هذا بمناسبة قراءتي لمقال للسّيد وفيق السامرائي((التهديد الرئيسي للعرب..إيران أم (إسرائيل)؟الوارد في صحيفة الشرق الأوسط، السعودية)) القائد العسكريّ العراقي السّابق ومسؤول الملف الإيرانيّ في الإستخبارات العسكريّة في زمن النظام السّابق(نظام صدام حسين) أرغب بتذكرته إلى خطورة ما طرحه حول كيان (إسرائيل) وأشاراته إلى أنّ هذا الكيان أصبح في وضع، أن لا رغبة له في التوسّع ورغبته في التخليّ عن برنامجه التوسعيّ على حساب العرب والمسلمين!! أرجو له التوفيق في التطرّق إلى مواضيع أخرى تخصّ تحليلاته العسكريّة حول عدوان هذا الكيان على غزة الجريحة والمقاومة وإستمرار تحرشاته بجنوب لبنان الصابر المجاهد، بالإضافة إلى وجود هذه الترسانة المريبة من الأسلحة النوويّة التي لا يجهلها الفريق السامرائي! حسب ما أعتقد. وأقول:
إنّ عمليّة إمتلاك السّلاح النوويّ أو كلّ تفاصيل الترسانة النوويّة أو جزء منها إنّما يعدّ أمراً يسيراً لمن يمتلك القدرة العلميّة والقرار السياسيّ. فقد بات التوجّه النوويّ(عموماً!) أمراً مهمّاً لإثبات الوجود السيادي والإقتصاديّ بل وحتى الأمنيّ. فعدد من دول صغيرة لا إمكانيّات عالية لها، تراها تتسابق لإمتلاك القدرة النوويّة بمعظم أشكالها. فهذه الدول التي تعدّ من الدول النامية والتي تمتلك إمكانيّات متوسّطة في جميع التفاصيل المذكورة، أصدرت قراراتها لإنتاج العديد من خطوط العمليّة النوويّة. ودليلنا على هذا تلك التسريبات التي تظهر كلّ حين وتشير إلى أنّ تلك الدول باتت تطمح وتعمل في هذا المجال، وتمكّنت بالفعل من الحصول على الوقود النوويّ وبعضها قامت بعمليّة تخصيبه إلى إعادة معالجته والإستفادة من الوقود المسترجع من جديد. لا بل حتى في طرق التّخصيب المتطورة التي كانت حكراً على دول معينة.
إنّ من الأمور المهم توضيحها هو أنّ النّظريّات والقوانين التي تستخدم في المفاعلات للغرض السلمي هي نفس القوانين والنّظريّات التي تستخدم للغرض العسكريّ. أي أنّ الإنشطار النوويّ الذي يحدث في المفاعل النوويّ هو نفس الإنشطار النوويّ الذي يحدث في التفجير النوويّ. فالدول التي تمتلك أيّ مفاعل من أيّ نوع أو من أيّ قدرة سيكون لديها قدر كاف من المعلومات والتطبيق على تفعيل برنامج نوويّ للأغراض العسكريّة.
تعدّ (إسرائيل) من الكيانات أو (الدول!) التي لها الإمكانيّة في الحصول على القدرة في هذا المجال في منطقتنا وبهذا القدر والكيف. وعندما نتكلّم عن موضوع الإمتلاك النوويّ فإنّ ذلك ليس بالضرورة دليل على إستخدام تلك الدولة الحتميّ لهذا السلاح أو تلك الترسانة لإعتبارات سنذكرها لاحقاً(أقصد بالسلاح حصراً القنابل والقذائف المنطلقة من الطائرات والمدافع لضرب الأهداف وتدميرها وليس المقصود النفايات النوويّة التي تستخدم بين الفينة والأخرى لنشر الإشعاعات النوويّة وتدمير الأجيال القادمة، كما قامت به فعليّاً دويلة (إسرائيل) في ضرب أهداف في حرب تشرين مع مصر وفي جنوب لبنان وفي ضرب المفاعل العراقي في بداية الثمانينيّات حيث إستخدمت في كلّ هذه العمليّات نفايات اليورانيوم المنضّب).
منذ تأسيس هذه (الدويلة) في عام 1948 والعقل الإسرائيلي يفكّر ويخطّط لإمتلاك التكنولوجيا النوويّة بل وكلّ تفاصيل هذا البرنامج لتحقيق الإكتفاء الذاتي قدر الإمكان. وسأحاول هنا تسليط الضوء على البرنامج النوويّ (الإسرائيليّ) (وقد قمت بعمل من هذا القبيل في مقالات سابقة وأرفد القرّاء الأكارم بمعلومات أخرى!) من خلال التحليلات العلميّة والتي باتت واضحة لم تعدّ سرّية كما كانت سابقاً وسأترك التحليلات السياسية في هذا المجال والتي أصبحت ممجوجة لضحالتها والتي لم تأت على الامّة إلاّ بالمشاكل والنكوص. وربّما هذا الذي أدّى بقائد عسكريّ له خبرته في المجال العسكريّ أن يحلّل بهذا الشكل!
إنّ لدى (إسرائيل) منشأة متخصّصة لفصل البلوتونيوم والذي تمتلكه لغرض الإستخدام العسكريّ وحصراً في صنع القنابل النوويّة التي تنطلق من الطائرات ومن المدفعية البعيدة المدى وغير ذلك سنأتي عليه لاحقاً. والدليل في هذا المجال هو الذي ذكرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية (نشرة الوكالة المجلد 19, رقم5: كما ذكره د.تيسير الناشف في كتابه الأسلحة النوويّة في (إسرائيل)) وهو خير دليل على ذلك ولو أنّ البرنامج (الإسرائيلي) بات لا يحتاج إلى جهد كبير لمعرفته.
لقد حصلت (إسرائيل) على المنشأة النوويّة الأولى من فرنسا التي ساعدت أيضاً على عمليّة إنشائها كذلك. إلاّ أنّ هذه المنشأة قد أخفيت من قبل السلطات (الإسرائيلية) (كما قال فعنونو نفسه في تسريباته التي نشرت في العديد من الصحف) خلال عقد الستينيات تحت مبنى عتيق صغير.
تصل كمية البلوتونيوم الذي ينتج في (إسرائيل) الى عشرة كيلوغرامات بنسبة إغناء 70%، والدراسات التي سرّبها فعنونو تشير الى أنّ (إسرائيل) مستمرّة في إنتاج البلوتونيوم، علماً أنها تمتلك إلى عام 1980 ما يصل إلى 100 كيلوغرام من هذا العنصر(البلوتونيوم).
إنّ ما قامت به (إسرائيل) من عمليّات مهمّة في إخفاء برنامجها النوويّ أدّى إلى إندفاعها أكثر وأكثر بعيداً عن الرقيب الدولي (وطبعاً بعيداً عن عيون العرب والمسلمين والذين إتّجهت عيونهم إلى أعداء وهميّين صنعوهم بأنفسهم بعيداً عن حالة الإستعداء لمن هو عدوّ بالتطبيق الفعلي والتنفيذ المستمرّ لمشاريعه بهذا الإتّجاه لا كما يتصوّر الفريق السامرائي!) فقامت بالإتّصال بعدّة دول وبالعديد من الشركات لتزويدها بما تحتاجه من تفاصيل لإتمام هذا البرنامج. فدول مثل الأرجنتين وجنوب أفريقيا( في فترة الحكم العنصري لها) وبلجيكا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
لقد عملت (إسرائيل) منذ آذار عام 1993 على تحويل 225 طناً مترياً من اليورانيوم من الأسلحة الى وقود لمحطات القدرة النوويّة. وهذا الرقم يكافيء 9000 من تجهيزات الأسلحة النوويّة أي أنّها حوّلت هذا الكمّ من قدرات الإنتاج الفعلية الى الإتّجاه المدني! هذا الكم فقط الذي تمّ تحويله فكمّ من القدرة التدميريّة لديها قيد الإستخدام الفعليّ والتي تتوفّر في مخازن الجيش الخاصّة؟! وأنّ هذه الكميّة هي ما يعادل ما ستطرحه الولايات المتحدة الأمريكية(بالإضافة إلى نفس الكمّ من قبل روسيا الإتحادية) وفق الإتفاقيّة التي وقّعت ما بين الدولتين المذكورتين على طرح 500 طن متري من اليورانيوم المخصّب .
إنّ (إسرائيل) لها الثقة المتناهية في أنّ لها الحق في حيازة السلاح النوويّ الأقوى والأكثر من جهة الكمّ والنّوع . إلاّ أنّها لم تصرّح منذ عملها وتصنيعها لكلّ فئات السلاح النوويّ عن أيّ قدرة أو أيّ شيء عن قدرتها النوويّة. بل تحاول جهد إمكانها أن تزيل الشّكوك في هذا المجال من قبل كلّ الدول التي توجّه لها أصابع الإتّهام!! في إمتلاكها للسلاح النوويّ.
رغم أنّ (إسرائيل) قامت وبشكل متفاوت بعدد من التجارب النوويّة عبر تاريخ يصل إلى أكثر من أربعين عاماً في هذا المجال فكان لها التعاون الوثيق مع جنوب أفريقيا العنصرية آنذاك وفق برنامج متكامل في هذا المجال. حتى في سنين التسعينيّات وبالضبط في نيسان عام 1997 كان ذلك التعاون مستمراً إلى درجة كبيرة.
تثير بعض الدول العربية أمر أسلحة الكيان الصهيوني أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا تلق آذاناً صاغية عن تهديدات الأسلحة (الإسرائيلية) للمنطقة عموماً وعدم توقيعها على معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النوويّة خاصة بما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط( لقد قدّم مندوب عُمان واحدة من هذه المذكّرات بإسم الدول العربية عن قابلية (إسرائيل) النوويّة والتهديدات النوويّة الإسرائيليّة علماً انّ هذه ليست المذكرة الأولى المقدمة وأقصى ما تقوم به الوكالة هو مطالبة (إسرائيل) بفتح منشآتها أمام الوكالة الدولية للإطلاع على نشاطها دون تقديم أيّ طلب إلى مجلس الأمن أو غيره حين الرفض المتكرر للطلب!! وربّما للوكالة مبرّرات كما هي مبرّرات الفريق السامرائي!!)).
تلعب السياسة (الإسرائيليّة) دوراً واضحاً في الإدّعاء إلى أنّ التّوجه النوويّ لها نابع من تعقيد ديموغرافية المنطقة والذي تكون فيه الغلبة لصالح العرب. والحقيقة غير ذلك! لأنّ الإتّفاقيات التي وقّعت مع بعض الأنظمة العربية كنظام مصر ونظام الأردن مع بعض المشاريع بهذا الإتّجاه جعلت من تلك الدّول أن تخرج من دائرة الصّراع مع الكيان الصهيونيّ نهائيّاً فلم تشارك بأيّ نشاط يعادي (إسرائيل) بل ولم يقف هذان النظامان بأيّ نشاط بسيط لنصرة الأمّة كما حصل في حرب الكيان الصهيونيّ على لبنان عام 2006 وحملة العدوان والتدمير عام 2008ـ2009 على غزّة!(من المشاريع التي يراد تطبيقها كالإتفاقيّتين المذكورتين مشروع ما يسمى بالمبادرة العربية التي كتبت بنودها في مكان معروف وسمّيت بإسم الملك عبد الله آل سعود!). علاوة على أنّ التوجّه (الإسرائيلي) إلى الإمتلاك النوويّ بحجّة الديموغرافيا العربيّة لهذا المستوى مبالغ فيه الى درجة كبيرة ونعتقد أنّ عمليّة التهديد بهذا الإتّجاه لم تكن ولن تكون ضد العرب لوحدهم إنّما ضدّ أغلب دول العالم الذي تعتقد (إسرائيل) أنّها مستهدفة من المدّ الإسلامي والمسيحي معاً(لم ننسَ بعد ما عمله هذا الكيان يوم قامت أول تجربة نوويّة باكستانيّة والضجيج الذي صاحبها بحجّة قرب إمتلاك باكستان للقنبلة الإسلاميّة!!) ومن يطّلع على كتابات وتوجّهات السّاسة المتشدّدين!! في هذا الكيان يجزم بصحّة ما نقول.
يضمّ مفاعل ديمونة عدداً من الأبنية المتعدّدة، كلّ بناء منها يطلق عليه إسم ميشون. حيث هناك تسعة ميشونات، أربعة منها تقوم بصنع الأسلحة النوويّة والنوويّة الحرارية، أمّا الأربعة الباقية فهي تعمل لأداء جميع الخدمات للأربعة الأولى وهي 1 ,2, 8 , و 9 .
يقع المفاعل في الميشون رقم 1 وهو الذي بناه الفرنسيون بحيث يكون قادراً على إنتاج البلوتونيوم وقادر على إنتاج طاقة حرارية مقدارها 26 ميغاواط. ويستخدم في تهدئة التفاعل فيه ( أو النيوترونات القاصفة) الماء الثقيل. وكذلك يستخدم الماء الثقيل في هذا المفاعل كمبرّد لخفض حرارة عناصر الوقود في قلب المفاعل.
ينتج مفاعل ديمونة لوحده ثمانية كيلوغرامات من البلوتونيوم سنوياً إذا شغّل بشكل متواصل( يقول فعنونو أرقاماً غير هذه حيث يؤكّد على أنّ المفاعل ينتج 5 كيلوغرامات من البلوتونيوم شهرياً ولمدة ثمانية أشهر سنوياً وهذا يعني أنّه أكبر بكثير ممّا صرّح به والحقيقة أنّ إنتاجه من الطاقة الحرارية يجب أن تكون في حدود 150 ميغاواط وليس 26 ميغاواط). إنّ المادة النوويّة الرئيسة لصنع الأسلحة النوويّة هي البلوتونيوم الذي ينتج في مفاعل ديمونة ويتم فصله عن عناصر الوقود المستهلك في ميشون 2 لذلك يعتبر هذا القسم الرئيس في ديمونة.
ومن أهداف هذا القسم بالإضافة إلى إنتاج البلوتونيوم ينتج كذلك التريتيوم وديوترايد الليثيوم كي يمكن إستخدامها في الأسلحة النوويّة والنوويّة الحرارية. ومن الأمور المهمّة التي يقوم القسم بعملها هي تنقية الماء الثقيل وتصنيع ما يحتاجه السلاح النوويّ. ويقع هذا القسم في منطقة تحت الأرض بعيداً عن الضربات الجويّة أو الضربات بالوسائل الأخرى المعروفة بالتقليديّة. علماً أنّ هذا القسم يعيد تصنيع 100 طن سنويّاً من النفايات التي إستخدمت وقوداً للمفاعل. علماً أنّ الإنحلالات النوويّة للكثير من نواتج إنحلال اليورانيوم 235 نفسه تتّسم بالسمّية وتنتج العديد من النّظائر التي تستمر فيها عمليّة الإنحلال الإشعاعيّ في أغلب الأحيان علماً أنّ غراماً واحداً من اليورانيوم المستخدم كوقود في المفاعل ينتج طاقة حرارية تصل الى 1 ميغاواط. وأنّ هذه الحرارة ترافق الوقود النوويّ الذي يعزل في أماكن خاصة لحين إنخفاض درجة حرارته لترسل إلى المعمل لإعادة تدويرها أو إعادة معالجتها. (تشير العديد من حالات الإصابة بالسرطان في جنوب لبنان وفي مناطق كانت تحت سيطرة الجيش (الإسرائيلي) أبان الإحتلال لتلك المناطق، إلى أنّ كميّات من النفايات من هذا النوع قد دفنت في مناطق الجنوب اللبناني !)
إنّ عمليّة اعادة التصنيع في الميشون 2 تتمّ بالعمليّات الكيميائيّة بعمل خبراء (إسرائيليين) بالكامل. وهنا يستخدم ثالث بوتيل الفوسفات المذاب في ذلك، من قبل الخبراء الأميركان حيث أنّهم يعتمدون طريقة هيدروكربون الكيروسين لفصل المواد، وفي هذه الطريقة يكون عنصرا اليورانيوم والبلوتونيوم عالييّ التأكسد ولهما القدرة على الذوبان بصورة كبيرة في المحلول المذكور .وتجرى عدة عمليّات كيميائيّة تنتهي بنزع اليورانيوم من محلول بوتيل الفوسفات بحامض النتريك المخفّف. وبالطريق المذكورة تزال أغلب منتجات الإنشطار النوويّ بكفاءة عالية.
إنّ البلوتونيوم الذي ينتج في الميشون 2 يحفظ على شكل كرات معزولة عن الهواء لأنّ البلوتونيوم يميل إلى الإشتعال في الهواء تلقائياً. وتغلّف كرات البلوتونيوم بأغلفة نصف كرويّة من النّحاس، مسدودة بشكل جيّد ومحكم وأنّ الأغلفة هذه مع حشوات نصف كرويّة مصنوعة من البيريليوم، تستخدم منها إثنتان كي يحيطا بكرة البلوتونيوم، تعكس النيوترونات إليها.
إنّ ديمونة مكان مركزيّ للعديد من العمليّات التي تهيأ فيها العديد من المكوّنات للسّلاح النوويّ إلّا أنّ هناك أمكنة أخرى تساهم في العديد من العمليّات، موجودة في أماكن أخرى. فمثلاً في مدينة حيفا هناك أماكن أخرى تنقل لها العديد من المكوّنات مثل المحاليل التي يستخلص منها اليورانيوم والبلوتونيوم وغير ذلك. وهناك أماكن أخرى للعديد من التفاصيل في أماكن أخرى.
إنّ العمليّات التي تحدث في ديمونة تساهم في نسب كثيرة من مستوى التلوث كتسرّب بعض الغازات والمواد الخطرة إلى المحيط العام . فقد حدث فعلاً عام 1969 حادث أدّى إلى قتل رجل في الوحدة 36 بفعل إستخدام الكحول في عمليّة التنظيف للأعمدة الزجاجيّة فأدّى إلى إنفجار الأبخرة المتصاعدة. والحدث الثاني عام 1982 بسبب تسرّب الهيدروجين من إحدى الخلايا الإلكتروليتية وإنفجاره. إلّا أنّ العديد من الأحداث قد حدثت بعيداً عن عيون العامّة من النّاس!!
يستطيع أيّ إنسان أن يخمّن ما هي المواد التي تستخدم في ديمونة إذا ما علمنا أنّ أكثر من تسرّب قد حدث في ديمونة أدّى إلى إنتشار الأشعّة الملوّثة إلى محيط كبير قد وصل إلى حدود بعض الدول المحيطة مما يدلّ على شدّة وكثافة التفاعلات التي تجرى في مفاعل ديمونة. علماً أنّ المنطقة المحيطة بمفاعل ديمونة على المحيط الخارجي من الدول الأخرى ذو كثافة سكّانية كبيرة تصل إلى ملايين البشر في عشرات بسيطة من الكيلومترات المربّعة. أيّ أنّ أيّ تسرّب من هذا المفاعل سيؤدي إلى كارثة كبيرة لا يعلمها إلاّ الله. إذ أنّ عمليّات الدفن التي تجرى في مدفن النفايات المؤقّت في ديمونة والذي لا يبعد كثيراً عن المفاعل (يبعد كيلو متر واحداً عن مكان المفاعل) سيؤدّي إلى تسرّب محتّم من الكميات الإشعاعيّة إلى المياه الجوفيّة في صحراء النقب. (يقول فعنونو أنّ (الإسرائيليين) قلقون جداً من هذه المخاطر ويجرون العديد من الفحوصات ولمسافات تصل إلى عدّة كيلومترات من مواقع النفايات). علماً أنّ عمليّة إنتشار الغازات السامّة من هذه الأماكن إلى المناطق العربيّة بات عادة (إسرائيلية) مستديمة، حيث تنتشر الرياح بفعل الإرتفاعات والمنخفضات في المنطقة وخاصّة مع الحدود الأردنيّة التي يؤدّي ذلك بدوره إلى نشر المواد السامّة إلى المحيط الخارجيّ بعد أن تكون الرياح بذلك الإتّجاه.
يتضمن كذلك ميشون 2 في ديمونة وحدة مهمّة من الوحدات التي تساهم في بناء العنصر العسكريّ في (إسرائيل)، حيث تتضمّن هذه الوحدة معملاً مخصّصاً لتخصيب الليثيوم-6، علماً أنّ الليثيوم المذكور ينتج التريتيوم بقصفه بالنيوترونات داخل المفاعل ويستخدم هذا الليثيوم في عمليّة الصّهر في السلاح النوويّ الحراري عند إتحّاده مع الديتيريوم (نظير الهيدروجين الذي يحتوي على بروتون ونيوترون فيكون هناك جسيمان في النواة ليطلق عليه الرقم ( دو) لذلك يسمى بهذا الإسم) لينتج ديوترايد الليثيوم-6. وفي عام 1987 قد أكمل (الإسرائيليون) الكميّة اللازمة والتي وصلت إلى حوالي 170 كيلوغراماً.
إنّ فرنسا لعبت الدور الأساس في مساعدة (إسرائيل) ببناء مفاعل نوويّ ومنشأة لإنتاج البلوتونيوم كما أشرنا وفق المواصفات الفرنسية التي كانت تتمتّع بها التكنولوجيا الفرنسية آنذاك .
إنّ الإنتاج وإعادة المعالجة للمواد النوويّة الخاصة (البلوتونيوم، سادس ديتيرايد الليثيوم واليورانيوم المخصّب وغير المخصّب) تتم في ديمونة، غير أنّ تصميم وجمع الأسلحة النوويّة يحدث في مكان آخر. وفي الإشارة إلى أحد الادلّة المهمّة على وجود هذه الأعمال المهمّة الخطيرة أنّه في عام 1997 وفي أكتوبر بالضبط ظهرت قصص جديدة حول صحة العاملين وأمانهم في ديمونة.

يتبع..



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا الحلقة الثالثة
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الصراعات السياسية والحقائق العل ...
- من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا! الحلقة الثانية
- هل نهاية الكون في معجّل الهادرونات الكبير؟!!
- من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا!
- مفاعلات كوريا الشمالية وتجاربها النووية
- بين العرفان والصوفية والسياسة!
- التلوث بالاشعة النووية في العراق
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد الحسيني العابد - برنامج الأسلحة النوويّة (الإسرائيلية)