صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 09:05
المحور:
الادب والفن
6
..... .... .....
يا حديقةً مزدانةً
بأبهى الفراشاتِ
يا صديقةَ العوسجِ
خدودُكِ أنقى
من نضارةِ السَّوسنِ
أنقى من العنبِ
من أغاني الشَّجنِ!
كلّما أقبِّلُكِ
تتلألأُ في سماءِ ليلي
وردةُ الأملِ
تنقشعُ أحزاني
تنمو بينَ تلالِ العشقِ
بتلاتُ النَّفلِ!
تنسابين في معابرِ قصائدي
كأنَّكِ من فصيلةِ النَّسائمِ
أنتعشُ كلّما أصحو من سباتي
كلّما أهفو إليكِ
أراني مقمّطاً بهديلِ الحمائمِ
تنقشعُ
من فوق أجنحتي
كلّ الأحزانِ
كم من البهجاتِ
حتّى ترعرعَتْ فوقَ وجنتيكِ
نبتةً من لونِ الوئامِ!
تخلخلينَ بمهارةٍ رادعة
تجوُّفاتِ السِّنينِ
تندلعُ من قبّةِ الرُّوحِ شحنةُ عشقٍ
فتبلسمُ صحارى العمرِ
بأغصانِ الحنينِ!
رذاذاتُ الينابيعِ أنتِ
وردةٌ راعشة فوقَ زبدِ البحرِ
عاصفةٌ جامحة
نحو توهُّجاتِ البدرِ
يتدلّى حَبَقُكِ
فوقَ أغصانِ الدَّوالي
فوقَ ذاكرةٍ مخضّبةٍ بالاخضرارِ
واحةٌ عذبة
متلألئة بأغصانٍ عابقة
مثلَ أريجِ النَّارنجِ ..
قبلتان تائهتانِ أزرعُهما
فوقَ أوجاعِ الأنينِ
كي تخفِّفَ
من جراحِ السّنينِ!
عاشقٌ من لونِ النَّسيمِ
من لونِ الشَّفقِ
يعبرُ هدوءَ اللَّيلِ
يداعبُ خُصُلات عاشقة غافية
بين رعشةِ المسافاتِ
هطلَ الحبُّ في حيّنا
أنشودةً منبعثة
من زرقةِ البحرِ
كم من الحنينِ
حتّى رفرفَتِ الرُّوحُ
فوقَ أمواجِ اللَّيلِ
ترتيلةَ العشقِ الآتي!
..... .... ..... .....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟