أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق الحاج - أيها البغيض..شكرا..!!














المزيد.....

أيها البغيض..شكرا..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 09:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء أربعين عاما وأقارن أفكاري القليلة الغضة الساذجة في حينه بأفكاري الآنية الشقية المزدحمة التي لا تفتأ عن الانقسام كالخلايا وتواكب العالم المتغير أجد من واجبي وبأمانة علمية محضة تقديم وافر الشكر لاعتبار بغيض خنق احلام صباي وحرمني من طفولة استحقها ..!!
فلولا ه.. ذلك المعلم القبيح الوحشي السافل الذي تعرفت عليه شخصيا عام 67 بعد أن كنت سمعت الكثير عن دمويته في صغري من والدي ومعلمي مما جعلني ارسم له في مخيلتي وكراسات الرسم صورة مسخ بأنف معقوف وذيل قرد..!!
ولولا ه.... ذلك الجندي الحاقد الشرس بطاقية حمراء والذي فرض منع التجول على مخيمنا اسبوعا من أجل كلب..!!
ثم مزقنا بالجرافات ليضمن شوارع واسعة تتنزه فيها الدبابات..!!
ولولا ه ..ذلك الكيبوتس العنصري الذي يؤمن بالديمقراطية لنفسه فقط دون العبيد والذي تفضل علينا لسنوات بالفتات من الشيمينت والليخم والمتناه وبيرة مكابي ، وسمح لنا بالتحرش بفتياته الفينو..!!

ولولا ه .. ذلك القائد جوليات الذي سخر في البداية من انتفاضة الحجارة فاصابته بمقلاع داوود في عين الاسطورة الزائفة..!!

ولولا ه.. ذلك السياسي الثعلب الذي قدم لنا لعنة أوسلو مغلفة بشيكولاتا السلطة فالتهمناها بنهم لنكتشف فيما بعد أنها مسمومة..!!

ولو لاه ..ذلك الشارون الذي داهمنا بسيفه و شدد علينا قبضته وذبح غلماننا في سهل جنين بعد أن رفض " الختيار " المحاصر أن يغمض عينه عن القدس لحظة..!!

ولولا ها ..تلك الترسانة الشائكة المتجهمة من الميركفاه بحجم منزل من طابقين وال والاباتشي التي تصطاد بفخر أصغر شامة لأصغر طفل فلسطيني والاف 16 التي تستطيع في لحظة الاجهاز على برج يسكنه الف مواطن بعد أن تدغدغه الزنانة اللعوب.. وقنابل الدايم المنضبة والمفسفرة التي قدمت لغزة كهدايا بابا نويل في عيد الميلاد..!!
لولا هذه السنوات الاربعين ال قضيتها بين مخالبه لما استطعت التمييز بين الصادق والمنافق والفاجر والتاجر ..!!
ولبقيت على عبلي كفلاح نوبي بسيط حكمت عليه الظروف أن يحد العالم بحدود الافق في قريته..!! وتحصر أقصى أمانيه في بطن وفرج ودابة مع خراريف المساء المخدرة عن أبي زيد الهلالي والزير سالم وصور كاذبة لملك أو زعيم يصفق لها ما شاء له المختار أن يصفق ..

نعم..

لولا الاحتلال.. لما عرفت التمييز بين الخيانات والمراهنات والفصائل والانشقاقات والانقلابات و الانقسامات والمهاترات و..و..

لولا الاحتلال .. لما تعلمت الشك في كل ما يدور حولي ولا نطلت علي كل السياسات الكاذبة والخبيثة التي تتوشح بكل ماهو عظيم ومقدس..!!

صحيح أن الاحتلال البغيض..سرق منى أجمل لحظات عمري وبدلها بدم تلاميذي وأصدقائي وبدموع معاناتي خوفا وألما وبضياع احلامي الخاصة في بناء كوخ صغير على تلة منسية في قرية الأجداد..!!
وصحيح أني تعرضت لاهانات كثيرة تحت رعايته واقتربت من الموت جدا في لياليه الموحشة وافتقدت حرية وهبها الله لي ولشعبي كسائر البشر .
وصحيح انه عرفني على احتلالات أخرى لا تقل عنه بغضا..!!
الا أني لا أنكر أن له الفضل الأول في تخرجي من جامعة الوعي ولو بدرجة مقبول..!!
لذا أقول له بكل البغض ...شكرا



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يميننا.. ويمينهم..!!
- اللهم فاشهد..!!
- منتصرون كثيرون و خسارة واحدة..!!
- يافرحتي..بدل القمة..قمتين..!!
- ياكلنا.. ياوحدنا..!!
- هنا غزة..!!
- الحامي ..من ضرب الصرامي..!!
- دغام بابور كاز..!!
- حج..ياحج..!!
- حوار أم ردح..!!
- فتافيت من نوفمبر..!!
- مظاهرة في القاهرة..!!
- ياااا..عشوائي..!!
- ليلة الغدر..!!
- صبر..صبرا..صبرة..!!
- كعب داير..!!
- عار...خمس نجوم..!!
- بين ناكر ونكير..!!
- آخر قباحة..!!
- أنت الان ..نحن..!!


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق الحاج - أيها البغيض..شكرا..!!