طارق قديس
الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 08:12
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إني لست هنا بصدد الحديث عن مشروع روائي مبدع قد هبط حديثاً إلى سوق الكتب العربي، أو التعليق على رواية الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ (خان الخليلي)، وذلك بحسب ما يمكن أن يتنامى إلى ذهن القارئ، كما أني لست بصدد التمهيد لمشروع قصصي يحاكي قصة (موت فوق النيل) للكاتبة أجاثا كريستي، ولكن الغاية كل الغاية التي جعلتني أخط هذا المقال هي الحادث الأخير في جمهورية مصر العربية، والذي كان مسرحه حي شعبي في القاهرة بالقرب من خان الخليلي بتاريخ 22/02/2009، وقد راحت ضحيته سائحة فرنسية، وأربعة وعشرون جريحاً. ذلك الحادث الذي أتى بعد فترة ركود في سوق العمليات الإرهابية في الأراضي المصرية، كما هو الحال في الاقتصاد العالمي، مما جعل العالم يظن أن زمن الإرهاب قد ولى عن مصر إلى غير رجعة.
الإنفجار وقع في منطقة تعتبر من حيث الكثافة السياحية هدفاً دسماً لأية جماعة تهدف إلى زعزعة الأمن في البلاد، إلا أنه قد تم بطريقة غير محكمة، بواسطة تفجير قنبلة بدائية الصنع، وهو ما دفع الحكومة المصرية فوراً للتأكيد على أن قوى الإرهاب التي لطالما ضربت الأراضي المصرية عبر قائمة طويلة من الهجمات منذ أواسط التسعينيات الماضية لم تعد مثلما كانت، حيث أن الإجراءات الصارمة للحكومة في مواجهة الجماعات المسلحة إلى نتيجتين هامتين وهما:
أولاً : تجفيف منابع التمويل تلك الجماعات.
ثانياً : الحد من تأييد الجماهير للتيارات الدينية المتطرفة من خلال تسليط الضوء عليها كفرق ضالة خارجة على الدين.
والإنفجار بالمجمل، رغم أنه لا يمكن أن يقارن بأي من التفجيرات السابقة كتفجير الأقصر في عام 1997، له دلالة مهمة وهي أن الجماعات المسلحة لا تزال حية ترزق، تسري في طول البلاد وعرضها في خلايا نائمة ويقظة على حدٍّ سواء، فهي لم تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد، ولم تضمحل، وإن انكمشت بعض الشيء، وهو ما يعني أن طريق مكافحة تلك الجماعات لا يزال طويلاً ، وأن على الحكومة المصرية أن تكثف جهودها للحفاظ على الأمن في الداخل المصري لتضييق الخناق على المناوئين لها من تلك الفرق، وأن عليها أن تضع نصب عينيها على الدوام أنها لن تكون في حرب سهلة مع تلك الجماعات على الإطلاق.
#طارق_قديس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟