أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - الجمهوريات الملكية.. او خاصيات السلطة القدرية















المزيد.....

الجمهوريات الملكية.. او خاصيات السلطة القدرية


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لأول مرة ربما تتكشف او تبلغ الاستعصاءات السياسية ذروة أو ذرى جديدة غير مسبوقة في بلادنا، وفي القلب منها مجتمعاتنا الوطنية، في إستعادة "لأمجاد" مكوناتها البدائية البدئية، إستظهاراً لحوافز الدفاع عن مصالح أطرافها المتصارعة او المتخاصمة مع ذاتها او مع "آخر" محلي او إقليمي او دولي، مقولبة غرائز "جمهورها" في الشارع تحشيداً وتجييشاً له في معركة او معارك تصوّر على أنها "مصيرية" في الدواخل الوطنية، فيما "الخوارج" الاقليمية والدولية أضحت الدافع الابرز المكون لإصطفافات التحشيد والتجييش إلى هذا الجانب او ذاك، في إستثارة "الغرائز الجديدة" الناشئة من غياب الهم الوطني والانتماءات الوطنية وهوياتها الجامعة.

وفي غيبة العقل السياسي والفكر السياسي الناجز، الممتلئ بحيوية وإحيائية الثقافة المؤسسة للسياسة بمعناها غير الاصطفائي، القائمة على إرتياد المداخل والمخارج الكفيلة بتوفير مقومات التسوية او التسويات المطلوبة إزاء الازمات والاشكالات المثارة، فإن أنصاف التسويات او التوافقات المصلحية والمنفعية الطابع، القائمة على توازنات هشة او حلول وأنصافها المجحفة، لن تفضي إلا إلى تعميق شروخ التوازنات، وقيام علاقات تكاذب فاضحة، سرعان ما تنهار او تتكشف عن بؤس وعي شقي، لا يرى في تعمياته السياسية سوى رؤاه ومصالحه الاحادية وأنانياتها، تلك التي تعيد إنتاج نرجسية السياسة، وقيامها على حوامل المصلحة السلطوية الناجزة في تأبيد عصبيتها وعصبويتها في آن، وإستسقائها من دم المخمورين بنشوة الاثارة الغرائزية وإستسهالها العقيدي الانقيادي، المترسم شكلاً قطيعياً لوعيه المتولد من تخارجات قوى الهيمنة بمرجعياتها الاستبدادية التسلطية، المعممة لخراب العمران وهلاك مجتمع الانسان.

وفي ظل المعطى العربي الراهن، يبدو أنه لن يكون من السهل الحديث عن مشروع سياسي لدى أنظمة حكم تغرق في تغييب، بل وإستبعاد كل فعل سياسي جاد وحقيقي، في أروقتها العاملة على "تأبيد" شكل من أشكال سلطة تتناسل من طبائع إستبداد متغيرة، تنهل على الدوام من معين واحد: معين الواحدية السلطوية رغم تعددية مرجعياتها البطركية المنبثة في كامل البنى القائمة التي عززت وتعزز دوماً كاريزما السلطة وابويتها، مجسدة في زعامات فردية/نخبوية/طغموية، إستندت وأسندت في كل الاحوال ببنى بيروقراطية مدنية/إجتماعية/عسكرية/مخابراتية، شكلت للزعيم الفرد او للزعامات الفردانية الاحادية بمجموعها، شبكة أمان إستمرارية التشبث بسلطة "قدرية"، مارست فعلها ومؤثراتها التبادلية في تكوين شبكة أمان لكل أولئك الذين تحلّقوا ويتحلقون حولها، كونها "ضمانة الاستمرار" للزعيم الفرد او للزعماء الافراد، وبيروقراطيات السلطة العاملة على تكريس الهيمنة، وعصبية القوة وعنجهية السطوة والنفوذ وإفسادات السلطة والثروة.

هنا لا سياسة في أروقة سلطة كهذه، رغم تشدّقات "الضرورات" المفتعلة، هنا لا تتأسس الدولة إلا في غياب السلطة. هنا لا تنتج المواطنة دولتها، بل ان السلطة هي التي تسعى إلى "تصنيع مواطنة" تتلاءم ورؤيتها لذاتها. هنا لا تحمل السلطة اي مشروع سياسي، بل هي لا تمارس مطلقاً اي سياسة، إلا إذا كان المشروع السلطوي كماهية تسلطية، هو جوهر المشروع السياسي للسلطة في غياب الدولة. هنا تؤكد الزعامات الكاريزمية للسلطة ان "إنجازاتها" ليست أكثر من إشتغال على تنمية روح الخوف والشقاق والنفاق في المجتمع، وتغييب فرص التنمية الحقيقية المشغولة بهموم تطوير القدرات البشرية، وحجب رؤية الافق الحداثي التقدمي الديمقراطي أمام الدواخل الوطنية.

إن الفراغ او الافراغ التام للفضاء العام من السياسة، والعمل على تصحير المجتمعات, هو ما أغرى ويغري "بالتأبيد لسلطة الابد"، وهو ذاته الحيز الذي يدفع بإتجاه التوريث في أكثر من بلد عربي، في ظل إنسداد كامل للإفق الديمقراطي الذي لا يؤشر في كل حال إلى طريق واحد مغلق، بل إلى إنغلاق في العديد من المسارات التي يمكن أن تؤدي إلى خلق واقع ديمقراطي، ليس أولها طبيعة السلطة او النظام السلطوي الحاكم، بل بنية المجتمعات البطركية ذاتها في إمتناعها وتمنعها لأسباب كثيرة عن عدم إقحام قواها ونخبها المتنورة لممارسة السياسة، وخضوعها للبنى الامنية البيروقراطية للسلطات الحاكمة وأجهزتها، او إندماجها في بنى النظام و"مجتمعه" وأحزابه ونقاباته.

إن الوضع الذي أدى ويؤدي إلى تأبيد السلطة هو ذاته الوضع الذي يؤدي، بل ويشجع على التوريث. وهذا ما يكشف زيف مقولات ومفاهيم الاستقرار، تلك التي لا تتخارج عن كونها نمطاً من القبول والاستمرار تحت مسميات الاستقرار الزائف.

اي إستقرار هو ذاك الذي ينزع "الدولة" من سياقها الوظيفي المحدد، ليثبت بديلاً لها سلطة هجينة، إبتاعت وتبتاع هيمنتها، إنطلاقاً مما إمتلكت وتملك، وحازت وتحوز من تسلط القوة والعصبية، وهيمنة المال السياسي وإفشائه وتغوّله، وصولاً إلى هز وإضطراب عرش "الاستقرار الدستوري" بعد أن شهدت عروش السياسة والاقتصاد إهتزازات وإضطرابات مماثلة؟

وطالما إتجهت "الجمهوريات الملكية" إلى "تحصين" ذاتها بالقانون الاساس وتوفير غطاء "دستوري" لازم لتحولاتها "التوارثية" او "التوريثية"، عبر التلاعب بالدستور وببعض مواده، او المضي في لعبة "التعديلات الدستورية" الكفيلة بإدامة نظام السلطة وأدواتها، فإن هذا لن يغير من "قدرية" سلطة النظام في نظر أتباعه وأشياعه الذين يعتقدون ان "الاستقرار" الذي يمّنه النظام عليهم وعلى الوطن، يجب أن يكافأ بإعادة تكرار وإجترار سيرة ومسيرة الزعيم الفرد والاحتكام إليه، وإلى سلطة نظامه في إستمرار الحكم، والتمسك به زعيماً للأمة وقائداً للشعب، حتى ولو إقتضى الامر تغيير الدستور لا تعديله فحسب، قلب السياسة او تعديلها وتعديل مساراتها، وقلب الاقتصاد وتحويل مساراته، كل هذا من أجل ان يبقى الزعيم قائداً لمسيرة تفتقد المسير، ولدولة غابت او غيبت محدداتها، وإختزلت الامة في شخص زعيمها الفرد الواحد الملهم.

هكذا مع "جمهورياتنا الملكية" ما عادت السلطة وظيفة يؤديها موظفون ضمن واجباتهم تجاه العموم – عامة الناس -، للأسف هناك في أروقة بعض سلطاتنا يراد من الناس – عموم الناس – المواطنين ان يكونوا في خدمة موظفي السلطة او خصوصيي "السلطة القدرية" التي إستباحت وتستبيح كل الحقوق من أجل مصالحها الخاصة، فيما يراد للواجبات ان تبقى من "نصيب" العموم، عموم الرعايا الذين يستوون في نظر السلطة، كونهم خدامها وخدام سياساتها.

لقد ضاقت دساتير بعض البلدان بـ"طموحات" الزعيم الفرد وأفراد حاشية "دعاة الاستقرار"، إلى الحد الذي باتت "التعديلات الدستورية" لا تحمل سوى صكوك إشاعة تبريرات "الاستمرار"، من سوريا إلى روسيا إلى مصر إلى تونس واليمن وليبيا والجزائر.. والحبل على الجرار، وهي كلها بلدان لم تدع يوماً ان دساتيرها وأنظمتها الحاكمة إنما تريد ان تنحو نحو مزيد من الديمقراطية او الليبرالية المأخوذة من منابعها الصافية في سلوكها السياسي، حتى يمكن للتعديلات الدستورية التي سبق إقرارها او جرى الاستفتاء عليها او يفكر في إجرائها، ان تحقق او تقود إلى إنفتاح آفاق ديمقراطية واعدة، ذلك إن ما جرى ويجري على هذا الصعيد لا يختلف عن وراثة الاستبداد او إعادة تصنيعه دستورياً وإعادة صقل النظام وتصفيحه سلطوياً وتسلطياً، إنطلاقاً من الفرد إلى العائلة إلى الحاشية إلى هجائن الطبقات الاجتماعية المتفسخة وقياصرة المال والثروة المتحالفين مع قياصرة السلطة.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الرأسمالية المالية
- بوحداتها تنتصر الشعوب
- الشعب المزعوم والامة الموهومة
- في شرط بناء دولة الحداثة والمواطنة


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - الجمهوريات الملكية.. او خاصيات السلطة القدرية