خالد الفيشاوي
الحوار المتمدن-العدد: 787 - 2004 / 3 / 28 - 10:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
نحن في مارس 2004. مضت خمسون عاما على هزيمة القوى الديمقراطية المصرية، وحسم الصراع على السلطة لصالح الزمرة العسكرية التى قادت انقلاب 1952. خمسون عاما من الديماجوجيا القومية، والاستبداد، والهزائم المتلاحقة، والإخفاق والعجز عن تحقيق أدنى قدر من الوعود التى روجوها.. "بناء حياة ديموقراطية سليمة" و"اقتصاد وطني".. وغيرها من الأكاذيب...
جاءت الذكرى، ولم يذكرها أحد.. فهناك انشغالات كبرى. . مظاهرات في الجامعة ضد فرنسا دفاعا عن الحجاب، وأخرى في التحرير ضد إسرائيل وجدارها العازل...
لاشك أن التضامن مع الشعب الفلسطيني والشعب العراقي وكل شعوب الأرض ، ضرورة، لكنها ضرورة لا يستطيعها إلا شعب قادر على الدفاع عن حريته ومصالحه، وإلا كانت نوعا من الإلهاء والضجيج الأجوف، على نحو ما نشهد..
نلهو بمعارضة "شرق أوسط طويل"، لندعم نظاما سلم وسيسلم بكل المخططات الإمبريالية، ويوظف معارضتنا، التي قد يزكيها أحيانا، للحصول على قدر من الغنائم، إذا كانت هناك مغانم، أو إقناع أمريكا بأنه وحده القادر على لجم الشعوب وإخضاعها للمخطط الإمبريالي...
تدعونا وسائل إعلامهم للتظاهر ضد الجدار مرة، وضد احتلال العراق مرة أخرى.. لكن غير مسموح بأية معارضة للنظام الاستبدادي الذى امتد به العمر أكثر من خمسين عاما. .بينما تواصل القوى السياسية، المفترض فيها المعارضة، تواصل الالتزام بهذا العقد الاجتماعي السقيم...
على الجانب الآخر، دفعت الهزائم والعجز واليأس، دفعت البعض للحديث عن أن مجتمعاتنا لم تعرف التقدم والديموقراطية إلا علي يد المستعمر، ولولا الغزو الفرنسى لمصر لما دخلنا العصر الحديث، ولولا الغزو الأمريكى للعراق، لما تمكن العراقيون من زحزحة "صدام"..مغالطات وأنصاف حقائق، يلوكها مثقفونا بعد خمسين عاما من الهزائم.... هل آن أوان الخروج من هذا النظام الاستبدادي ؟ أم سنواصل الصمت على النظام العسكري الذى أقامه انقلاب يوليو؟
#خالد_الفيشاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟