|
على هامش اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات في العراق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:07
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
بعد ان فاز حزب السلطة التنفيذية بنسبة كبيرة في الانتخابات ، و باغلبية مطلقة في العاصمة بغداد و البصرة ، لابد ان نستشف من هذه النتائج العديد من التحاليل و ما تنطلق فيما بعد من التداعيات بعدما روجت العديد من اشعارات العاطفية و مدى التزام العقلية العراقية بالمركزية و سطوتها و جمع السلطات في موقع معين مهما كان على حساب اللامركزية التي يمكنها توزيع السلطات و الثروات و المناصب السياسية و الحكومية بين جميع ابناء الشعب دون تمييز ، و تبعد التهميش المطبق للمناطق التي تضررت كما لاحظنا طيل العهود الماضية و من خلال جميع الحكومات المتعاقبة ، و كيفما كان التركيز على المركز و الاستاثار بجميع مميزات السلطة من اجل المركزية و التسلط . من لم يذكر كيفية اختيار الوزراء و المناصب الحكومية الحساسة و غيرها حتى قبل عهد الدكتاتورية التي اعتمدت على الحزبية الضيقة و من ثم على الوجاهة و العشيرة و المنطقة و العائلة و اخيرا وصلت الحال الى الاعتماد علىالحلقات الاولى من العائلة الدكتاتورية ، و هل من احد لم يعلم ما هو مدينة السفراء و اخرى للمدراء العامين و اخرى للوزراء و وكلاء الوزراء ،و في ابسط المجالات ، من لم يتذكر لاعبي المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم و نسبة لاعبي المحافظات فيهم و الذي اكثريتهم المطلقة من بغداد العاصمة دون الاعتماد على الكفاءة و القدرة ، و من لا يعلم مدى تركيز السلطة على النوادي الرياضية البغدادية ، هذا بالاضافة الى المجالات الاخرى الفنية و الادبية و الثقافية و العلمية والتي دائما حصة الاسد فيها للاقربين ، و الفروقات الشاسعة بين المركز و المحافظات المهمشة ، ناهيك من المحافظات المغضوب عليهم ، افلم يعلم المواطنون مستوى الخدمات التي قدمت للمحافظات في الضفاف و مدى المساواة بينها و بين المركز . عندما يروج حزب السلطة للمركزية المطلقة و قوة المركز ، يعلم هو و من وراءه كيف يدغدغ احاسيس و شعور الناس مستغلا المترسبات الراسخةفي العقل الباطن للمواطن العراقي المتدرب على احترام القوة و التسلط المركزي و السطوة . و المدهش ان هذه الادعائات قد مررت على ابناء المحافظات ايضا و باسم محاربة التدخلات الخارجية ، و نجحت نتيجة عدم رضا الشعب من الحكومات المحلية في محافظاتهم و انتشار الفساد و استشرائه في مناطقهم على ايدي المتنفذين ، و عدم تفديم الخدمات من لدنهم طيل مدة حكمهم للظروف الذاتية و الموضوعية ، و رد فعلهم عن الافكار و التوجهات الدينية و المذهبية المتشددة ،و احترامهم للاعتدال . و السؤال الهام الذي يشغل بال الجميع ، هل ستكون نتائج انتخابات البرلمانية متشابهة لهذه الانتخابات التي لم تبق لاجرائها سوى اشهر معدودة ، و ستكون المرآة لتغيير الخارطة السياسية لعراق المرحلة الحساسة المتنقلة و الذي يحتاج الى العقول لترسيخ جوهر الديموقراطية الحقيقية واللامركزية ، و نشر الوعي والثقافة العامة و المحافظة على ركائز الحرية و ضمانها . و ربما لاستغلال امكانيات الدولة تاثير مباشر على الامور الا انها ليست بالعوامل الحاسمة للنجاح المطلق ان لم تكن الخطوات السياسية التي خطاها رئيس الوزراء العراقي موقع رضا المصوتين ، و تتشابه الحال بين المالكي و بوتين روسيا لحد كبير بعد فوضى مابعد يلتسن من حيث اعادة المركزية و الهيبة للدولة ، و الاهتمام بالمركز على حساب الاطراف المهمشة ، و ان ما استفاد منه المالكي بشكل ملحوظ هو اصراره على وعوده لمعاقبة من لعب بمصيرهم في السنوات السايقة ، و من اغتنى على حساب الفقراء المعدمين و من استغل السلطة و استاثر بما وقع بين ايديه و عمل لنفسه و كانه يعلم بما هو عليه من منصب مؤقت ، و سوف يطرده المواطن سلميا من خلال صناديق الاقتراع و كما فعل . ان من اهم دروس هذه الانتخابات ، هو معرفة الجميع ان الصوت هو العامل الحاسم في تحديد اي منصب و موقع ، و هو المحاسب المعاقب و هو المغيٌر و المصفي و هو المحدد للطريق العام امام المسؤولين . و هو حقا اول درس للديموقراطية ، و كلما ازدادت التجارب في تكريس الالية العصرية ، حوسب المسؤول على كل صغيرة و كبيرة ، و نسمع اليوم بعدما اختار المواطن ، فلم يكتفي بما عمل بل يريد القصاص للغشاشين و المزورين و المزيفين و الفاسدين ، و هذا يتطلب الاستناد على القوانين و الدلائل ، وفي المقابل يجب التفريق بين الصالح و الطالح ، والاعتماد على العدالة و الابتعاد عن الثار و الانتقام ، و كما نشاهد مطالبة الاعضاء السابقين للحماية و الحصانة من العقوبة ، و يجب ان يقول القانون و العدالة كلمتهما لوضع اللبنة الصحيحة الاولى في مكانها الملائم من ترسيخ بنيان الديموقراطية و حكم القانون و المحاسبة و الثواب و العقاب . و سيكون العمل و الاصرار على تقديم الخدمات للمواطنين هو العامل الحاسم لتقييم المسؤول مهما كان موقعه ، و هو المقياس لانتخابه او ابعاده بشكل سلمي و ديموقراطي ،و هو الدرس الاول المهم ليس للعراق وحده فقط و انما للمنطقة باجمعها من اجل انهاء حكم الدكتاتوريات و الجاثمين على صدور المواطنين . و الاهم هو التوازن و التساوي في تقديم الخدمات و الحكم ، و عدم فرض المركزية و الاراء من جاني واحد و على حساب المحافظات المهمشة ،و عنده يمكن ان يكون الحكم مقبولا باسترضاء الجميع ، و هذا ما تتطلبه المرحلة المقبلة ، سوى كانت توفير الخدمات للمركز ام للمحافظات و الاقضية والنواحي و القصبات المنتشرةفي كافة انحاء العراق على حد سواء .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عوامل اخفاق اليسار في انتخابات مجالس المحافظات
-
سيطرة اليمين في اسرائيل و تاثيراتها على علاقاتها في المنطقة
-
التراجع في تطبيق ديموقراطية اقليم كوردستان
-
ترسيخ الفلسفة و النهج التربوي التقدمي اولى مهامات الدولة الح
...
-
اهمية الاصلاح داخل الاحزاب و تاثيراته على الوضع العام في الع
...
-
هل سيشهد اقليم كوردستان فوضا خلاقة و تغييرا جذريا
-
النهضة بحاجة الى العقلية التقدمية المنفتحة
-
كيف نسد الطريق امام محاولات تفريغ الديموقراطية من مضمونها
-
بعد انتخابات مجالس المحافظات.. الوضع العراقي الى اين ؟
-
استمرارية الاصلاحات دليل تطور و تقدم اي بلد
-
اوجه التغييرات المحتملة بعد انتخابات برلمان كوردستان المرتقب
...
-
اوجه التغييرات المحتملة بعد انتخابات برلمان اقليم كوردستان ا
...
-
الدور التركي بعد حرب غزة و تلاسنات دافوس
-
دور النقد البناء في بناء الاحترام المتبادل بين السلطة و المو
...
-
مكامن عمليات اعداد القرارات السياسية و امرارها في العراق
-
تعتمد التحالفات السياسية على ظروف المرحلة و الوضع السياسي ال
...
-
من هم المعارضة و ما هي واجباتهم ؟
-
اوضاع العراق بعد تنفيذ اجندة الادارة الامريكية الجديدة
-
الاليات المناسبة لمشاركة الشباب في اداء الواجبات العامة
-
الفضائيات وسيلة عصرية لتمدن الشعوب
المزيد.....
-
بعد أن فرضتها أمريكا على الصين وكندا والمكسيك.. ما هي الرسوم
...
-
بسبب بطة.. رجل يتعرض لموقف مرعب بينما كان يحاول اللحاق بكلبه
...
-
ظهور الشرع في -سدايا- للاطلاع على أهم الجهود ضمن -رؤية السعو
...
-
الرئيس الألماني يزور الشرق الأوسط لبحث الوضع في سوريا
-
قائد عربي جديد ينضم إلى قائمة مهنئي الشرع بتنصيبه رئيسا لسور
...
-
ستارمر يضغط لإحلال السلام في فلسطين بصيغة السلام في إيرلندا
...
-
أمريكا.. مظاهرات ضد خطط الترحيل الجماعي (فيديو)
-
إصابة عشرات الأشخاص على الأرض في حادث طائرة فيلادلفيا
-
قمة للاتحاد الأوروبي والناتو وبريطانيا حول الإنفاق الدفاعي ي
...
-
قلق صالات الـ-جيم-.. لماذا يخشى البعض الذهاب إلى النادي الري
...
المزيد.....
|