أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال محمد تقي - يا عمال العراق صلوا على النبي وال بيته !














المزيد.....


يا عمال العراق صلوا على النبي وال بيته !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 04:35
المحور: كتابات ساخرة
    


الشاعر والمناضل احمد فؤاد نجم فكك الشعار الماركسي المعروف ياعمال العالم اتحدوا والذي مازال تاجا يزهو على راس اول بيان برنامجي تثويري علمي وعملي للطبقة العاملة في العالم " البيان الشيوعي " ثم دمج صدره بعجز مستعار من ديباجة الدعوة الاسلامية المشهورة للصلاة على النبي ، فكانت النتيجة مضحكة ومدهشة " يا عمال العالم صلوا على النبي " ربما اراد نجم بذلك ان يرمي حجرا كاريكتيريا لا يؤذي احدا من الطرفين باتجاهات مختلفة ، منها ان الاسلاميين والشيوعيين لا يلتقون ايديولوجيا مهما امتدت خطوطهما الى جانب بعضها لانها خطوط متوازية ، وان التقت فمعنى ذلك ان هناك شيئا ما قد حصل في استقامة خط احديهما نحو الاخر ، وواضح من معنى التوليفة ـ النكتة ـ التي صاغها نجم ، ان النداء مازال ينادي بذات المنادى عليه الماركسي يا عمال العالم ، ولكن منطوق النداء ، العجز يفضح الانحراف ، صلوا على النبي ، هناك من يؤول المعطى فيقول : ان الاتحاد هو صنو الصلاة على النبي ، فانك تقول دائما للذي لا يصغي او لا يعي الموقف صلي على النبي ، اي تعال الى كلمة سواء ، والسؤال هنا نصلي على النبي من اجل ماذا ؟ اذا كنا نريد ثوابا في الاخرة فالامر لا يتطلب الوحدة من اجل الحصول عليه ، ولكن ان نصلي عليه بمعنى ان نترك نضالنا اليومي لانتزاع حقوقنا ونتبع طريق الاخوان في الدعوة فهذا عين الانحراف ، الا اذا كان المعنى يقصد ياعمال العالم صلوا على النبي وتعالوا نتوحد على طريقة ماركس . . . !
ربما يقول قائل ان نكتة نجم ابسط من ذلك بكثير لانه رواها بطريقة بريئة : اراد بعض الشيوعيين والاسلاميين ان يخرجوا بمظاهرة واحدة وبشعارات واحدة وبحسن نية توصلوا الى هذا الدمج الشعاري الذي لا يرمي الى حرف مسار احدهما باتجاه الاخر وانما مد لجسور الرفقة الممكنة دون اجتثاث ، والشعار متجانس من حيث منطقه البسيط ، نعم ربما هذا استنتاج صحيح ايضا ، ما يهمني هنا ليست توليفة نكتة احمد فؤاد نجم وانما حالة التردي التي يعيشها اليسار العربي عموما ومنه العراقي طبعا بحيث غابت ريادته وقيادته للجماهير وانزوى في الزوايا وكانه خردة لماكنة كانت يوما ما عملاقة ، وصار مجرد ذكريات او شيء يشغل حيزا من الفراغ لكنه لا يتفاعل معه جدليا ، حتى باتت نخبه الرسمية اما تحت اجنحة الانظمة الامنية والبوليسية ، او سجينة ادمنت الدوران حول نفسها ، او ارتضت لنفسها دورا يحدده لها الاخرون حتى ولو كانوا من الاسلاميين الطائفيين !

تطبيقات عراقية :
اولا ـ مشاركة حزب " الطبقة العاملة العراقية " وبحماسة في مجلس للحكم بصيغة تحاصصية بين الطوائف والاثنيات العراقية ، وكان حساب الحزب ضمن النسبة الشيعية ، والعملية كلها تحت رعاية ووصاية مندوب الامبراطور الامبريالي العالمي الامريكي المحتل للعراق بول بريمر !
ثانيا ـ تملق حزب " الطبقة العاملة العراقية " وذيليته للاحزاب الطائفية في الجنوب ، حتى انه تغاضى وتوارى وما زال عن انتقاد ممارساتها المشينة ، ثم يبتعد عن الانظار كي لا يحرجه احد بخزرة تهيض مضاجعه ، ويصمت حتى على تجاوزاتها ضد منتسبيه واغتيالهم او حرق مقراتهم !
ثالثا ـ وضع الحزب ومنظماته في شمال العراق تحت تصرف قيادات الاحزاب العنصرية هناك ـ اوك وحدك ـ والتماهي مع سياساتها وتحالفاتها وتطلعاتها المشروعة وغير المشروعة ، وكان لتقسيم الحزب بين عراقي واخر كردستاني ومنذ عام 1993 ، اثره البالغ في تعميق سياسته الذيلية للاحزاب القومية العشائرية الكردية ، وكان هذا التقسيم اسفين تحريفي لا يمت للشيوعية بصلة وهو مستوحى من مناخات ياعمال كردستان انفصلوا ، انه طعنة نجلاء في صميم وحدة الطبقة العاملة العراقية ومصائرها !
رابعا ـ انغماس قيادة الحزب حتى اذنيها في الفساد والافساد الجاري من خلال مسؤليتها المباشرة وغير المباشرة في البرلمان والحكومة والوظائف العامة وعلى ذات القواعد التحاصصية !
خامسا ـ الانعزال عن العمل النقابي وعن متطلبات النضال المهني والمطلبي ، وتجاهل النضالات العمالية والاضرابات والاعتصامات التي حدثت في السليمانية والبصرة وغيرها ، اضافة الى اتباع سياسة الا موقف ـ او مانريد انزعل احد ـ اي انهم يريدون مراضاة الحكومة واحزابها المتنفذة حفاظا على مكاسب الصفوة القيادية !
سابعا ـ نزعة التعالي والترفع عن معايشة هموم الفئات المسحوقة والمطحونة في العراق ، ويبدو ان قيادة الحزب راضية عن نفسها وما حققته لها وبالتالي فهي ليست بحاجة لمعمعة التغلغل الجماهيري وتقديم التضحيات الميدانية بالتنافس مع الاخرين ، او بنصرة المظلومين على الظالمين ، بل ان اغلبها يقيم موسميا في العراق لان معظم عائلاتهم ما زالت تعيش في بلدان اللجوء الاوروبية ، اي ان هناك متغيرات نوعية في ماهيات الكادر القيادي ، منها ضعف روابط الانتماء والمعايشة واعتبار فترة التواجد داخل العراق نوع من انواع لاستثمار المربح وخاصة في شمال العراق حيث الامتيازات والرواتب الاضافية !
ثامنا ـ مجاراة المد الديني والطائفي المتخلف ، من خلال التشجيع على المداومة في التردد على الجوامع والحسينيات والمواكب والزيارات ، والانقطاع عن التثقيف بالفكر الشيوعي والاشتراكي ، ووسائل اعلام الحزب خير شاهد على ذلك ، الحرص على مجاملة قادة الاحزاب الدينية ، والظهور في وسائل اعلامها بدون ملامح سياسية متميزة تذكر ، مما يساعد على طغيان فورة تلك الاحزاب ، واستخدام نفس مصطلحات وتقييمات وتشبيهات الاحزاب الدينية ، حتى ان الكثير منهم اخذ يقلدهم بالاكسسوارات وذلك بوضع محابس الفضة باصابع يديه وبحمل السبح الى غير ذلك ، وبعضهم يفعل ذلك نهارا ويسكر ليلا ، كواحدة من مظاهر النفاق والزيف !

وختاما ليس بالغريب لو جرى تداول شعار ياعمال العراق صالوا على النبي وال بيته كبديل فعلي عن شعار حزب الطبقة العاملة العراقية والعالمية الخالد ، ياعمال العالم اتحدوا !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمان العراق لا يسير نفسه بنفسه !
- بودلير زجج ازهار الشر داخله وغادرها !
- تعزية ليس لها عنوان !
- لاتدخل حزبا الا والعصمة لك ان الاحزاب مقالب قد تخذلك !
- الحزب عندنا فاقد لحياء الحاء !
- معبر رفح ثغر غزة العابس !
- أعداء الشيوعية في العراق يحكمون اليوم !
- يسار الجامع ويمينه !
- رأي في التصميم الاخير لموقع الحوار!
- الاناء ينضح بما فيه واواني اوباما مستطرقة !
- البرزاني تهديد دائم وخوف دائم !
- ثلاثية جية !
- استمرار حصار غزة جريمة اخرى ضد الانسانية !
- انما للصبر حدود !
- تياسر كاريكتيري !
- انتخابات المجالس المحلية هم عراقي جديد !
- البديل الديمقراطي الوطني عن المشروع الامريكي في العراق !
- عالم لا يخجل من عاره !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند النازيين الجدد !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند المحتلين واتباعهم !


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال محمد تقي - يا عمال العراق صلوا على النبي وال بيته !