أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض العصري - في تفسير التاريخ ( 1 )















المزيد.....

في تفسير التاريخ ( 1 )


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 04:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقدمة
ما هو التاريخ ؟ هل يستند التاريخ على حقائق ووقائع أم هو مجرد أساطير وروايات من نسج الخيال ؟ ما مدى مصداقية وموثوقية الوقائع التي وردت في كتب المؤرخين الذين أرخوا لأحداث عصرهم وما قبل عصرهم ؟ من هم صانعي أحداث التاريخ ؟ ما هي الوسيلة الاكثر استخداما في صنع التاريخ السيف أم المال أم القلم ؟ هل التاريخ علم قائم على أسس وقوانين ثابتة أم هو مجرد روايات وحكايات عن أحداث صنعتها الظروف بطريقة عشوائية فامتزجت فيها الحقائق بالخرافات والاوهام ؟ اذا كان التاريخ علم فما هي القوانين التي تحكمه ؟ ما هي العوامل المحركة لعجلة التاريخ ؟ وهل يمكن التنبوء بأحداث التاريخ المستقبلية ؟ لماذا تختلف الامم في طريقة تعاملها مع الاحداث والوقائع وفي اسلوب معالجتها للأزمات ؟ لماذا تختلف المنعطفات في حركة التاريخ كما ونوعا من أمة لاخرى ومن زمن لاخر ؟ بما ان الحضارة البشرية من صنع الانسان فلماذا اختلفت مساهمات الامم في صنع الانجازات الحضارية ؟ كيف يمكن التحكم بحركة التاريخ لتوجيهها وفقا لارادة الانسان بدلا من تركها لتحكمات الظروف ؟ هل يصلح الفكر الديني في عصرنا هذا لقيادة المجتمع وصنع التاريخ ؟
التاريخ من الناحية التجريدية يمكن تعريفه بانه سجل الاحداث والوقائع التي حدثت للمجتمعات البشرية في الماضي والتي تركت آثارها وبصماتها على معالم حياتهم اليومية , وبتعريف اكثر شمولية , التاريخ هو خزين ذاكرة المجتمعات البشرية من الاحداث والوقائع والتي جرت لها في الزمن الماضي على صورة افعال او اقوال فتناقلتها الاجيال اما تدوينا من خلال ما هو متاح من وسائل التدوين كالكتابة او الرسم او النحت , او تناقلتها شفاها على شكل حكايات او روايات او قصائد , وعادة ما تترك هذه الاحداث آثارا ايجابية او سلبية ظاهرة في سلوك افراد المجتمع وعاداتهم ومعتقداتهم , ويجدر بنا ان ننوه بأنه لا يمكن الوثوق بدرجة كبيرة في كل ما احتوته مؤلفات المؤرخين القدماء من أحداث وروايات وخاصة لدى الشعوب التي لم تمارس اسلوب التدوين لأحداثها , مما يجعلنا نقر بعدم دقة المعلومات ونسبية الاحكام التقييمية للوقائع وبالتالي ينبغي التعامل بحذر وشك تجاه المؤلفات التاريخية وخاصة القديمة , فالمدونات التاريخية القديمة يمكن تشبيهها بلوحات فنية رسم عليها مؤرخو تلك العصور وفقا لمعتقداتهم وميولهم ورؤاهم الاحداث والوقائع التي عاصروها بصفتهم شهود عيان لتلك الاحداث او بصفتهم سامعي اخبارمنقولة عن الاحداث التي لم يعاصروها , ومعلوم ان الشعوب القديمة كانت تؤمن بالاساطير والخرافات بشكل عام وان عملية نقل الخبر وتداوله لم تكن تخلو من المبالغة والتأويل المنحرف المشوه , وان الكثير من الوقائع التاريخية القديمة قد تعرضت لعمليات تضخيم او تقزيم من قبل المدونين او من قبل الناقلين للاخبار , حيث أقحموا في مدوناتهم الكثير من الاساطير والخرافات التي نسجتها أخيلتهم بما يتناسب مع معتقداتهم وميولهم ومستوى ادراكهم ومعرفتهم لطبيعة الاشياء , فابتعدت اخبارهم ورواياتهم عن الحقيقة ,. ونتذكر هنا البيت الشعري البليغ للشاعر الكبير المتنبي ( وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم )
نظرة تحليلية
ان دراسة التاريخ لغرض وضع رؤية علمية منطقية لتفسير حركة التاريخ تستلزم القاء نظرة تحليلية على عناصر ومكونات الحدث التاريخي ومن ثم البحث في العوامل اوالقوى المحركة للتاريخ , من الناحية التحليلية يتكون الحدث التاريخي من ثلاثة مكونات وهي : 1 ـ فعل الحدث 2 ـ الفاعل للحدث ( اي المسبب او الصانع الحدث ) 3 ـ المنفعل بالحدث ( أي المتأثر بنتائج الحدث ) , بالنسبة لفعل الحدث فهو يرتكز على ثلاثة ركائز وهي : ( طبيعة الحدث ـ مكان وقوع الحدث ـ زمان وقوع الحدث ) ان تحديد طبيعة الحدث ومكانه وزمانه انما هو بمثابة بطاقة تعريف لفعل الحدث ذاته , فاذا كانت نوع العلاقة بين الفاعل والمنفعل يتم تحديدها من خلال نوع الفعل الذي يربط بينهما , فان طبيعة الحدث التاريخي هي التي تحدد نوع العلاقة بين المسبب للحدث وبين المتأثر بنتائج الحدث , فعندما يكون الفعل مستجيبا لرغبات المنفعل تكون العلاقة بين الفاعل والمنفعل علاقة ترابط وتفاهم ينجم عنها حالة استقرار , اما اذا كان الفعل لا ينسجم مع رغبات المنفعل فان العلاقة بينهما ستكون علاقة تقاطع وتعارض تؤدي الى حالة عدم استقرار , الجهة المسببة للحدث ( اي الفاعل ) قد يكون مصدرها بشري او يكون غير بشري ( اي بفعل قوى الطبيعة ) , المصادر البشرية للفعل التاريخي اما ان تكون مرتبطة بشخص فرد او تكون مرتبطة بمجموعة أشخاص يجمعهم فكر او عقيدة ولهم تنظيم , قد يكون صانع الحدث اما انسان فرد يسمى زعيم او قائد يتمتع بشخصية ( charisma ) قوية ومؤثرة وله المقدرة على حشد الجهود والطاقات بالاقناع او بالاكراه ليوجهها في مسار واحد قد يكون مسارا ايجابيا او سلبيا حسب طبيعة معتقداته وتوجهاته , وتبقى جهوده مرتبطة بوجوده وتنحل بعد رحيله , ويتسم الحدث وفق هذا الاسلوب بسرعة صنعه وبسرعة انحلاله بعد رحيل القائد , او يكون صانع الحدث مجموعة بشرية يحملون فكر او عقيدة معينة ولهم قيادة تدير شؤونهم وتنظم نشاطاتهم , ويتسم الحدث وفق هذا الاسلوب ببطأ صنعه ولكنه اكثر ديمومة , واما ما يتعلق بالمصدر غير البشري للحدث فيقصد به الطبيعة حيث تكون هي صانعة الحدث ( مثل الزلازل , البراكين , الفيضانات , الجفاف, الحرارة , البرودة , الاوبئة .... الخ ) والطبيعة تصنع احداثها وفقا لقوانينها وليس بمشيئة كائن من كان في الارض او في السماء , عندما يكون لفعل الحدث مصدر بشري فان ذلك يعني وجود ارادة او مشيئة تقوم باصدار قرار الفعل وتكون لها دوافع ومبررات تعكس تطلعاتها ورغباتها الذاتية او معتقداتها وثقافتها , وعادة ما يكون قرار الفعل مصدره قوى داخلية محلية ذات نفوذ او سلطة لتحريك عجلة التاريخ المحلي , قرارات السلطة المحلية او الحكومة الوطنية تستمد قوتها من قوة ارتباطها بالشعب , فعندما تكون السلطة نابعة من ارادة الشعب فان السلطة تراعي مصالح الشعب في قراراتها باعتباره صاحب الشأن وهو مصدر سلطتها وبالتالي يكون التاريخ هنا من صنع الشعب , حيث مصير الشعب بيد الشعب ذاته وليس بيد حكامه , بينما الشعوب التي لا ارادة لها في اختيار حكامها يكون تاريخها ليس من صنعها وانما من صنع حكامها , اي ان فعل الحدث هنا سيكون في خدمة مصالح فاعل الحدث وليس المنفعل بالحدث والذي هو الجهة التي تتحمل مباشرة النتائج المترتبة عن الحدث , كما انه من الممكن ان يكون مصدر هذه الحركة قوى خارجية اجنبية اقوى من السلطة الداخلية وتتقاطع مع توجهاتها وبالتالي يحصل بينهما تصادم , وهنا تكون القوة المسلحة هي اداة الحسم في مثل هذه التصادمات , القوة المسلحة اداة من ادوات صنع التاريخ , الى جانب اداتين اخرتين هما المال والعلم , المال لتحريك طاقات البشر , والعلم لتسخير طاقات الطبيعة , وهذه كلها وسائل مادية يستخدمها صانعي التاريخ في تحريك عجلة التاريخ , وحتى الاديان كفكر ومعتقدات غيبية لجأت الى استخدام الوسائل المادية في وصف مغريات الجنة وعذابات جهنم في العالم الاخر لغرض توجيه اتباعها وتحريك طاقاتهم , ان الغزوات والحروب بين الشعوب تعبير عن حالة عدم استقرار ناجمة اما عن ضغوط داخلية او عن فراغ او ضعف خارجي , الضغوط الداخلية تدفع الى الصراع الداخلي او الى الاقتتال وقد تتحول هذه الضغوط الى قوة طاردة للبشر تدفع ابناء المجتمع الى الاتجاه خارجا بحثا عن حلول في بيئات أخرى للتخلص من هذه الضغوط عندما يتعذر الحل من الداخل , كما ان الفراغ او الضعف في اي بيئة حيوية يثير اطماع الغرباء وخاصة عندما تحتوي هذه البيئة على ما يشبع او يلبي حاجات الغرباء فيتحول هذا الفراغ الى قوة جاذبة للبشر , وهذه هي طباع البشر افرادا وشعوبا ينفرون او ينجذبون حسب القوى المؤثرة عليهم , كما هي قوانين الطبيعة حيث تتحرك الرياح من مناطق الضغط المرتفع الى مناطق الضغط المنخفض , وتتحرك المياه من المناطق المرتفعة الى المناطق المنخفضة حسب الجاذبية , هذا وان حالة الحركة والتغيير في أي مجتمع هي حالة طبيعية تنسجم مع قوانين الطبيعة اذ لا يمكن ايقاف حركة التفاعلات الداخلية او حجب التأثيرات الخارجية عندما تتوفر عواملها ومستلزماتها .
اذا كان التاريخ هو سجل للاحداث التي جرت في الماضي والمختزنة في ذاكرة الاجيال فالتاريخ اذن هو سجل حركة المجتمع لان كل حدث هو نتاج حركة , والترابط بينهما جدلي , فلا حدث من غير وجود حركة , وكل حدث يقود الى واقع جديد تنبثق منه بمرور الزمن حركة جديدة , عجلة التاريخ تتوقف عندما تتوقف حركة المجتمع باتجاه التجديد والتطوير, عجلة التاريخ لا تسير بخط مستقيم دائما وانما هناك منعطفات في تاريخ الشعوب تغير مسارات التاريخ , المنعطفات التاريخية تحتمها الاوضاع غير المستقرة والتي تتسبب في خلق حالة ضيق وضغوط واضطرابات اجتماعية , درجة الانعطاف تتناسب مع درجة حالة عدم الاستقرار او شدة الضغوط , أسباب الاوضاع غير المستقرة قد تكون ناجمة عن ضغوط اجتماعية او اقتصادية او سياسية , فالمظاهر الاجتماعية البائسة من ظلم او حرمان او انعدام العدالة الاجتماعية تقود الى حالة عدم الاستقرار , كما ان البطالة او غلاء المعيشة تؤدي الى العوز المادي الشديد والجوع والشعور بالاحباط والضياع فتسبب حالة اضطراب وعدم استقرار , وحتى الانظمة السياسية الفاسدة التي تفرض نفسها بالقوة على المجتمع تسبب الشعور بالقلق والضغط والتوتر لانها لا تمثل ارادة الشعب وليست مهتمة بمشاكل مواطنيها ومعاناتهم , هذه الاوضاع المضطربة تدفع بالناس الى التمرد والهيجان والثورة لاحداث تغيير , فتتحرك عجلة التاريخ في منعطف لغرض تصحيح مسار الحركة المضطربة للمجتمع , ولكن ينبغي الاخذ بالاعتبار ان ليس جميع المنعطفات التاريخية في حياة الشعوب تقود حتما الى اوضاع افضل واحوال احسن من السابق , فربما تزداد الاحوال سوءا , لان تحسن الاحوال بعد المنعطفات التاريخية مرهون بثلاث عوامل وهي : مدى صحة وصواب المسار الجديد الذي اختارته الجهة التي تقود حركة المجتمع , هذا المسار مستمد بالطبع من نظريتها او معتقداتها , وكذلك مدى توفر ارادة التنفيذ بصدق واخلاص لدى هذه القيادة , وأخيرا مدى توفر الاستجابة الواعية للتحول لدى افراد المجتمع والنابعة من قيمهم الاخلاقية وطباعهم المتوارثة .
بالرغم من ان التاريخ هو سجل حركة المجتمع البشرية وتحولاتها , الا ان حركات المجتمعات ليست متشابهة في الافعال وردود الافعال تجاه الاحداث المتشابهة بسبب اختلاف السلوك الاجتماعي والقيم والاعراف الاجتماعية من مجتمع لاخر وبما يتفق مع طبيعتها التكوينية وبيئتها وثقافتها ومعتقداتها , المجتمع هو مجموع افراده المنتمين اليه تاريخيا , سلوك المجتمع هو صورة لسلوك افراده , فسلوك الفرد يؤثر ويتأثر بسلوك المجموع في مجتمعه , ان طبيعة سلوك الفرد وتصرفاته تحددها العوامل الاتية 1 ـ عوامل ذاتية وهذه تتعلق بشخصية الانسان ذاته بشكل منفصل عن محيطه والتي تتعلق بطبيعة الجينات الوراثية او المورثات التي ورثها من والديه وفقا لقوانين الوراثة في الطبيعة , وكذلك الحوادث العنيفة التي تعرض لها الانسان والامراض التي أصيب بها خلال حياته والتي تركت آثارها على قدراته البدنية او العقلية أو النفسية , هذه جميعها تساهم في صنع شخصية الانسان ورسم معالم سلوكيته , ومن الطبيعي ان الزمن يلعب دورا في احداث تغيير في السلوك الشخصي للانسان بحكم كبر السن وتوسع الخبرة في الحياة 2 ـ عوامل البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد , أي ( الاسرة والمجتمع ) وتشمل هذه العوامل طبيعة القيم والاعراف والمفاهيم الاخلاقية التي اكتسبها الانسان من أسرته ومن مجتمعه , هذه القيم والمفاهيم هي انعكاس لطبيعة العقيدة او الثقافة السائدة في المجتمع ولطبيعة الظروف المعيشية والاقتصادية والاوضاع السياسية التي يمر بها المجتمع , وكذلك هي انعكاس للاحداث التاريخية الماضية التي مر بها المجتمع والتي تركت رواسبها في اعماق الوجدان الاجتماعي , هذه العوامل كلها تساهم في صنع وتشكيل النمط السلوكي العام لافراد المجتمع او ما يسمى بالسلوك الجمعي 3 ـ عوامل البيئة الطبيعية المحيطة بالانسان وتشمل المؤثرات الجغرافية كالمكونات المناخية ( الحرارة والرطوبة والرياح ) من حيث الكمية والنوعية وطبيعة التضاريس والغطاء النباتي للارض التي يحيا عليها الانسان والتي تؤثر جميعها تأثيرا مباشرا على الحالة النفسية او المزاج العام وبالتالي على نمط السلوك لافراد المجتمع , واستنادا الى هذه العوامل يمكن تفسير طبيعة السلوك الجمعي لافراد المجتمع واسلوب المجتمع في معالجة التحديات التي تواجهه , ومن الجدير بالذكر ان الكثير من الصفات الشخصية للانسان الايجابية اوالسلبية مثل الذكاء او الغباء , الشجاعة اوالجبن , الحرص او الاهمال , الشعور بالمسؤولية اواللامبالاة وغيرها من الصفات الشخصية انما تتكون بفعل تأثيرات الهرمونات التي هي تحت سيطرة وتحكم الجينات الوراثية للانسان , كما ان المواد الكيميائية الطبيعية او الصناعية التي يتناولها الانسان كغذاء او دواء لها تأثير مؤقت على سلوكه وتصرفاته ايجابا او سلبا لانها تؤثر على النظام الكيميائي لبدنه لفترة زمنية محددة الا اذا أدمن عليها حينئذ تسبب تغييرا في النظام الكيميائي لبدنه , والجينات الوراثية التي اكتسبها الانسان من والديه نقلا عن أجداده انما هي في جذورها البعيدة نتاج الطبيعة التي تمنحنا صفات وطباع بموجب قوانينها ونصبح ملزمين ومقيدين بها , وفي حالة حصول تعارض او تناقض بين الصفات المكتسبة وراثيا وبين الصفات المفروضة بيئيا او اجتماعيا فان الانسان سيواجه موقفا صعبا للتصرف قد يدفعه الى الازدواجية او النفاق لغرض الموازنة بين قوانين طبيعته وبين قوانين مجتمعه وظروف بيئته , وبالتأكيد تتأثر خيارات الانسان وقراراته بهذه العوامل مجتمعة , فالانسان يتمتع بحرية الاختيار ولكن حريته مقيدة بمؤثرات الطبيعة الحياتية ( حيث الجينات الوراثية ) ومؤثرات البيئة الاجتماعية ( حيث القيم والمعتقدات السائدة في المجتمع ) ومؤثرات البيئة الجغرافية ( حيث المناخ والتضاريس ) , اننا نعتقد ان مسؤولية الانسان عن تصرفاته ليست مطلقة لان الانسان يتحمل المسؤولية نسبة الى قدراته العقلية والنفسية التي أتاحتها له جيناته الوراثية وبيئته الاجتماعية والجغرافية , ان سلوك الانسان حتى وان كان نابعا من ارادته فان جيناته الوراثية تفعل فعلها في رسم معالم سلوكه الى جانب المؤثرات البيئية , فالجينات الوراثية يحملها الانسان في بدنه منذ ولادته وحتى مماته بكل عيوبها واشكالاتها كميراث له من أجداده ولا خيار له فيها وهي عامل مؤثر في توجيه سلوكه وتصرفاته , ومن هذا المنطلق فانه ليس من المنطق ولا من العدالة معاقبة الانسان المنحرف بالموت عن تصرفاته المنحرفة الناجمة عن جينات معيوبة , وبرأينا ان عقوبة الاعدام مهما كانت اسبابها ومبرراتها تعتبر عقوبة ظالمة ومجحفة بحقوق الانسان , ويمكن الاستعاضة عنها بوسائل عقاب او ردع مناسبة , واذا كان البعض يعتقد بان الغاء عقوبة الاعدام سيشجع على الاجرام فان جوابنا هو ان الانسان المجرم او المنحرف هو انسان مريض وليس بحالة طبيعية , وان العلاج خير من العقاب , فمعالجة الاسباب الحقيقية للانحراف من الناحية الاجتماعية او الطبية او النفسية هو الاسلوب الصحيح في معالجة مشكلة الانحراف والاجرام , ان التدخل الطبي جراحيا او كيميائيا لمعالجة عيوب او اشكالات الجينات الوراثية قد يسهم كثيرا في تصحيح هذ العيوب وازالة اشكالاتها وبالتالي تحسين سلوك الانسان المنحرف
الجزء الثاني من المقال سيكون حول ( العوامل المحركة للتاريخ )



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اشكالية الوجود والعدم
- في نقد المعتقدات الدينية المسيحية 2
- في نقد المعتقدات الدينية المسيحية 1
- في نقد الفكر الديني
- ما هي عقيدة العصر الجديد ؟
- أضواء حول مقال - نهاية العقيدة الدينية
- نهاية العقيدة الدينية
- المباديء الاخلاقية في عقيدة العصر الجديد 2
- المباديء الاخلاقية في عقيدة العصر الجديد 1
- المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 3
- المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 2
- المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 1
- المباديء السياسية في عقيدة - العصر الجديد
- العلمانية في عقيدة - العصر الجديد
- المباديء الاقتصادية في عقيدة العصر الجديد
- نقد المعتقدات الدينية
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 8
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 7
- مفاهيم ورؤى من (العصر الجديد ) 6
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 5


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض العصري - في تفسير التاريخ ( 1 )