أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال المظفر - لسنا مضحكة يااصحاب المعالي














المزيد.....

لسنا مضحكة يااصحاب المعالي


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 04:37
المحور: كتابات ساخرة
    


اتخم المثقفون العراقيون بعد التغيير السياسي من النظام الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي بالكثير من الوعود الحكومية ، رواتب وقطع اراضي سكنية وتحسين الحالة المعيشية والكثير من المنح والهبات والمكارم ، الا ان كل ماينقل على السنة المسؤولين هي وعود ليس الا ، تطلق مع كل حملة انتخابية او دعائية يرافقها هلاهل ومدائح من بعض المحسوبين على الوسطين الثقافي والاعلامي وقرقعة ايدي لـ ( اصحاب المعالي ) الذين يوعدون ولايوفون وكأن المثقف العراقي اضحوكة ، يمكن ان تنطلي عليه هذه النكات !!
ومع كل وعد يباشر المثقفون بملء استمارات التكريم وتستنسخ المقدسات الاسطورية ( هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن ) وكتاب من مختار المنطقة يؤيد بأن المثقف المعني عفيف النفس وانه من الضعفاء ماديا لا ( جنسيا ) ويحتاج الى مكرمة اوفياغرا سياسية وان نظامه المناعي يعمل بدقة متناهية خوفا من تسلل فايروس يعبث بتكوينه الثقافي وانه حسن السيرة والسلوك ويجيد القراءة والكتابة ويسكت على الـ .....!! ولم يمد يديه لاحد الا لله تضرعا ولم يشحذ من المارة في ساحة الطيران او اية ساحة اخرى تهرب منها الملائكة عندما تسمع بان بلدا نفطيا يعد الثاني في احتياطيه النفطي ومثقفوه يعانون من البطالة المقنعة وينتظرون صدقة جارية من هذا الوالي او ذاك ...!!
صحيح ان اعدادا كبيرة من المثقفين العراقيين يتسيدون دكات المقاهي ويعدون الساعات ليوم اخر من التشرد والضياع ، ولكن ليس معنى ذلك ان تستغل ظروفهم من قبل ولاة الامر وتطلق التصريحات غير المسؤولة من اجل جذب انظار الرأي العام او لدواعي انتخابية ، فمن المعيب على اية حكومة تدعي الاهتمام بالثقافة ومثقفوها يعانون البطالة او يموتون على الارصفة او لايقدرون على شراء قرص اسبرين اوحتى معالجة انفسهم في المستشفيات الحكومية او يعملون بصفة ( حارس ) في دوائرهم من اجل المبيت وايواء عوائلهم او يبيتون في فنادق ، وقد يتصورها البعض انها فنادق من ذوات الخمس نجوم ، ولانقصد هنا النجوم التي تزين اكتاف بعض الضباط الذين لاشأن لهم بالامور العسكرية سوى انهم من هذا الحزب او ذاك او انهم من اقارب السيد المسؤول أو زوروا شهادة دراسيه ابتدائية على انها شهادة بكالوريوس عال با لكذب والتضليل والنفاق السياسي ...!! الفنادق التي يرتادها المثقفون شعبية ومن الدرجة العاشرة ..!!
وكم كنا نتمنى ان يواجه رؤوساء الاتحادات والمؤسسات الثقافية والاعلامية اصحاب المعالي الذين اغدقوا لغويا بتلك المكارم في لقاءاتهم الرسمية معهم والتي تبثها وسائل الاعلام الفضائية ويحرجوهم امام العالم ويقولوا لهم لقد وعدتم المثقفين ولاكثر من مرة بمكارمكم السخية والتي لم تكن الا ( ابواقا ) دعائية تثقب الاذان ويافطات مبهرجة ، بحيث اصبحنا ( ملـ .....) امام زملائنا وبتنا نمارس دور مديرية التسجيل العقاري لكثرة مانطلب منهم ملء الاستمارات واستنساخ مقدساتهم الاسطورية وربما بعض المبالغ التي تستحصل مع تلك الاضابير ...
من المعيب على الحكومة ان يكون حال المثقفين يرثى لها ، لايملكون سكنا في بلد يطفو على بحر من ( الغضب الاسود ) ، الا ماندرمنهم ، من كانوا مداحين وطبالين ومهلهلين للساسة ومن يركضون وراء المآدب الدسمة ، اما الشرفاء منهم فيعيشون في بيوت آيلة للسقوط اسوة بحالة السقوط التي يصل اليها السياسي عندما يصبح كذابا ومرائيا وبهلوانيا ...
فكم من حكومة ولت وكم من دكتاتور وطاغية ودجال وزمار وطبال ومنافق وافاق ومرائي ذهبوا باقدامهم الى مزابل التاريخ ، يذكرهم العالم دائما بسوء افعالهم لابمزاياهم الحسنة ، بانتهاكاتهم لحقوق الانسان وبناء امجادهم على جماجم شعوبهم ، بينما يذكر المثقفون بابداعهم ونتاجهم الذي تتوارثه الاجيال ..
المثقفون العراقيون ابناء المحنة والمآسي والنكبات ، واول ضحايا الانظمة والحكومات وسياساتها الاستعلائية لانها ترى ان المثقف صوت عال فاضح لكل ماهو سلبي ومنحرف ، وياما حكومات سقطت ، ليس سياسيا فقط وانما اخلاقيا بقلم رشيق لايتجاوز سعره الملاليم !!



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ( كيس من الفوضى في زريبة )
- حرامية بثياب السلطة
- الفتاوى تطال ميكي ماوس
- قراءة في سيرة النهد الامازيغي / مليكة مزان انموذجا
- صناعة الفتوى ... صناعة الموت
- شوربة الوزير
- الهلاك الذاتي
- دولة رئيس الوزراء اوقف ارهاب المسؤولين
- البناء العمودي والفقر الافقي
- الشرقيون والحرمان العاطفي
- ملف الكهرباء .. الى اين
- قصائد آيلة للسقوط
- التكنوقراط وثقافة الميكاواط
- راوندوزي وكروكر وحزورة المالكي
- عندما تكتب الانثى بلغة الجسد/ فاطمة محسن، مثلا
- سينوغرافيا الحقائب
- أحلام الشعب الصابر
- عبوسي يحلم بالكونغرس
- السرد الشعري والتوظيف الاسطوري في قصائد برهان شاوي
- خمسمئة تكفي للطفرة السياسية


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال المظفر - لسنا مضحكة يااصحاب المعالي