مؤتمر دولي بالمغرب لتقديم قادة إسرائيل لحبل للمشنقة.

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2564 - 2009 / 2 / 21 - 09:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام

انعقد منذ أيام بالعاصمة المغربية الرباط مؤتمر دولي لتجريم إسرائيل، المؤتمر نظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" وحضره فاعلون حقوقيون وخبراء من مختلف الجنسيات ودعا المؤتمرون إلى توثيق الأدلة التي تثبت تورط قادة الجيش الإسرائيلي في جرائم حرب ضد الإنسانية طالت فلسطيني غزة، كما دعا المؤتمرون البلدان الإسلامية إلى وقف كل أشكال التطبيع مع تل أبيب وناقشوا السبل والإجراءات القانونية لتقديم القادة الإسرائيليين و على رأسهم أولمرت و ليفني وباراك للعدالة الدولية استنادا للقوانين المعمول بها كونيا!!! ..

لماذا لا تعقد مؤتمرات من هذا القبيل لتجريم القادة العرب عما ارتكبوه من جرائم تفوق حد الوصف في حق شعوبهم ؟؟ أليس ما ارتكبه بعث الأسد في حق معارضيه والمستضعفين من أبناء سوريا ولبنان بالشيء الهين ؟؟ أليس من المضحك بل من باب الحماقة أن يعتقل شخص من حجم "أنور البني" و إلصاق له تهمة إضعاف الشعور القومي ؟ وماذا عن جرائم آل سعود؟؟ منذ خروجهم الميمون من كهوفهم وشعابهم بنجد إلى يومنا هذا وما اقترفوه من تقتيل وتجهيل واستبداد وترويع وسرقة و حجر على الفكر الإنساني في حق مواطنيهم ومواطني الجوار تحت بيرق الوهابية الملعون وسيف عكرمة المدهون ؟؟ ألا يستحق كل هذا لجان ومؤتمرات وبيانات واستصدار مذكرات من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للقبض على هؤلاء المجرمين وتقديمهم للعدالة ؟؟ وماذا عن الفكر الوهابي الذي تخصص له السعودية ميزانية ضخمة تفوق ميزانية الصومال و جيبوتي و اريتريا مجتمعة لنشره بمصر وبلدان الجوار و بين الجاليات المسلمة المقيمة بأوروبا و أمريكا وسائر بلاد الكفر، ألا يستحق هو الآخر استنفار المجتمع الدولي برمته و تحسيس مجتمعاتنا بمدى خطورة هذه الآفة ؟؟
أليس حريا بتوجيه الاتهام لجنرالات الجزائر المتورطين في المذابح وسرقة المال العام وقمع أمازيغ "تيزي وزو" و"بجاية" وطرد 40 ألف مواطن من أصول مغربية جزائرية ورميهم على الحدود المغربية سنة 1975، يومها لم تترك الفرصة حتى للأطفال الصغار العائدين من مدارسهم فتم شحنهم كالخراف في الحافلات وحقائبهم المدرسية على ظهورهم ولم يقدر لهم العودة لمنازلهم التي ولدوا وتربوا بين جدرانها وتم تشريد أسر وعوائل بكاملها من طرف من يتبجح الأحمق عبدالعزيز بوتفليقة بنزاهتهم ووطنيتهم.
وما حدث بدارفور من جرائم و بقر البطون وتكسير العظام و تجويع الشيوخ والصغار بمباركة الوحش البشير وزبانيته الجنجويد المجرمين، وما حدث في جنوب السودان في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي من حرق مزارع و تسميم مواشي و قتل وترويع طال المدنيين العزل ، وما حدث بليبيا المـــرهــــونة التي حفظها قذاذفة الدم والقحاحصة و جعلوها ملكا خاصا لهم، ألا يستحق كل هذا وقفات و تنديدات واستصدار مذكرات للقبض عما آذى الناس في عرضهم و أملاكهم ..؟؟

لماذا لا يقدم بوتفليقة والقذافي والبشير السوداني والقادة العرب للمحاكمة بدل توجيه أصابع الاتهام لإسرائيل التي دافعت عن نفسها بتأديب عصابة حماس التي اختفى مقاتلوها بين المدنيين العزل و جعلوا من المدارس و المساجد والمستشفيات والمقابر أماكن للمبيت والاختفاء ومستودعات للأسلحة والدخيرة؟؟

إسرائيل دولة ديمقراطية تمنح لعربها حق التصويت و حق الترشيح، وعرب إسرائيل بدروزهم وسنتهم ومسيحييهم ممثلين في الكنيست و باقي مؤسسات الدولة و يحصلون على مناصب سيادية داخل أجهزة الدولة، فهل يمنح آل سعود الحقوق المشروعة للشيعة بالذمام وباقي المناطق الشرقية التي تزخر بالثروة التي تذهب لجيوب أفراد الأسرة المالكة الذين لا يفرقون بين ممتلكاتهم الخاصة والملك العام ؟؟ هل يعامل أقباط مصر من منطلق الوطنية والكفاءة والمردودية؟؟ ومعهم وزنوج موريطانيا و أمازيغ المغرب وليبيا والجزائر وكرد سوريا و..و.. ؟؟ لماذا يعاملون هؤلاء كمواطنين من الدرجة الخامسة ؟؟ ويتحدثون عن مؤتمر لتجريم دولة اسرائيل، و قاموا بالهتاف لتشافيز و أردوغان التركي ، شافيز يا قوم يقوم في الآونة الأخير باستغلال إمكانيات الدولة لتلميع صورته وتكريس نفسه كقائد مدى الحياة وقد وجد بين العربان سوقا لتسويق نفسه كبطل، ورجب أردوغان هو الآخر يبحث لنفسه عن دور إقليمي يناسب حجم تركيا التاريخي حسب ظنه، وكلنا نعلم هذا الحجم التاريخي لسليل سلاطين آل عثمان المتلطخة أياديهم بدماء الأرمن وما ارتكبوه في حق الصرب والكروات و اليونانيين والبلغار من جرائم تفوق حد الوصف والتقدير من قطع الأعناق و سبي النساء وخصي الغلمان لتربيتهم في قصور و ضيعات السلاطين والوزراء والباشاوات ....

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات

رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -

تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

التسلسل: 1 العدد: 11249 - كالسم في الدسم

2009 / 2 / 20 - 22:48
التحكم: الحوار المتمدن مختار

مقالك كالسم في الدسم لأنه احتوى كثيرا من الأفكار الصحيحة لكنه انتقائي ويفوح برائحة مغربية شوفينية ليست بريئة إطلاقا. قد أوافقك على محاكمة الجميع بشرط إدراج الجريمة التي ارتكبها المغرب في حق الصحراويين.
أليست قضية الصحراء الغربية قضية عادلة؟ فكل المواثيق الدولية تقر بحق كل الشعوب التي كانت مستعمرة في تقرير مصيرها بحرية، فلماذا يصر المغرب على مغربية الصحراء وهو لم يحارب الأسبان من أجل استردادها كما لم يدخل الحرب إلى جانب الجزائريين حسب اتفاق الحركات الوطنية المغربية قبل 1954، وتركوه فرنسا تستفرد بهم، ومع ذلك سعى المغرب إلى الاستيلاء على أراض جزائرية بعد تحريرها.
ولو كانت الصحراء مغربية فلماذا قبل في البداية بتقاسمها مع موريتانية مناصفة إلى أن خرجت منها تحت ضغط المحاربين الصحراويين.
أما الواقع المزري الذي يعيشه المغاربة تحت وطأة ملكية عتيقة تستغل طبقة سياسية انتهازية كمجرد واجهة، فقد تغافلت عنه، ولا تعتبر المعاناة اليومية للناس جريمة.
هل هذا تقية أم لحاجة في نفس يعقوب
       46 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 2 العدد: 11280 - رد لمختار

2009 / 2 / 21 - 05:29
التحكم: الحوار المتمدن سوري

بعد إذن الكاتب، لا يبدو أنه تناسى القضية التي طرحتها، ولكنه بهذه العجالة ذكر غيض من فيض، حتى أنه لم يذكر القائد الضرورة صدام. لو أراد أن يذكر جرائم كل القوادين العرب، لكان بحاجة لمجلدات، وليس مقال أقل من ألف كلمة
       80 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 3 العدد: 11317 - الكيل بمكيالين

2009 / 2 / 21 - 11:12
التحكم: الحوار المتمدن مختار

الأخ سوري، أنا لست من أنصار بوتفليقة، وأعتبره مستبدا شأنه شأن غيره من الحكام العرب، لكن
المطالبة بمحاكمته لماذا؟
إذا كان الأمر يتعلق بالإرهاب والمسؤولية عن المأساة التي حلت بالجزائر فبوتفليقة لا علاقة له بها، لأنه لم يكن في السلطة عند نشوبها، بل قام بمصالحة وطنية وأصدر عفوا عاما استفاد منه الكثير من الإرهابيين ثم عاد بعضهم لممارسة الإرهاب. وتمادى البعض الآخر في مواصلة الإرهاب.
أما محاكمته عن مسؤوليته عن ترحيل المغاربة سنة 1975 من الجزائر عندما كان وزيرا للخارجية الجزائرية، فلا أعتقد أن هذا مطلبا جديا، والجزائر عبرت دائما عن استعدادها لتصحيح الأخطاء بشرط حل متزامن مع كل القضايا المطروحة بما فيها قضية الصحراء المحتلة من طرف المغرب. والكاتب لا يقدم لنا هنا إلا نصف الحقيقة. صحيح كان تهجير المغاربة من الجزائر ظلما لأنهم غير مسؤولين عن الأزمة التي نشبت بين الجزائر والمغرب بسبب قضية الصحراء الغربية والتي تعمد الكاتب تغييبها رغم المسؤولية المغربية الجسيمة فيها. نعم الملك الحسن الثاني كان مجرما لأنه سير آلافا من العامة عنوة في مسيرته الخضراء واحتل الصحراء الغربية بعد انسحاب الأسبان في عهد فرانكو مما اضطر أهلها إلى الرحيل عنها واللجوء إلى الحدود الجزائرية ولا زالوا في الخيام منذ 197
       41 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 4 العدد: 11375 - انصحك بالقراءة و القراءة قبل ان تنوي الكتابة

2009 / 2 / 21 - 19:22
التحكم: الحوار المتمدن tasano

ان تدعوا الى محاكمة ملوك و رؤساء الدول العر., ... حقيقة صحيحة و لا جدال فيها .لكن المرافعة التي تقدمت بها على هدا الموقع و الحجج التي تقدمت بها من اجل تقديم مجرمي حرب الدول العر..... من قبيل قولك ان الكيان الصهيوني دولة ديمقراطية يفيد ان تحرق جميع الكتب التي ساهممت في تكوين افكارك و ان يكون مكان نومك هم معتقل تزممارت دون ان تمثل امام القضاء.
       47 أعجبنى           المزيد-الاشراك

| نسخة قابلة للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295