أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - حول المنهج الديالكتيكي














المزيد.....

حول المنهج الديالكتيكي


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 10:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المنهج الديالكتيكي
معلوم أن المنهج الديالكتيكي ظهر الي جانب الفلسفة الغربية في القرن الثامن عشر والذي بلغ ذروته عند هيغل الذي عاد الي الديالكتيك كأعلي شكل من اشكال التفكير ، ومعلوم ايضا أن الفلاسفة اليونانيين القدماء (زينون الآيلي، هبراقليطس، ..الخ) كانوا ديالكتيكيين تلقائيا وبالفطرة، وكان ارسطو اكثر العقول بيينهم شمولا، وقد بحث هيغل بالفعل الاشكال الأكثر جوهرية للتفكير الديالكتيكي.
يقول انجلز( بالنسبة للديالكتيك الذي يتسم بكونه يتناول الأشياء وانعكاساتها الفكرية في علاقاتها المتبادلة وفي تشابكها وفي حركتها وفي نشؤها وزوالها، فأن مثل العمليات السابق ذكرها لاتفعل غير أن تؤكد طريقة في البحث)( انجلز: انتي دوهرينغ، دار التقدم موسكو 1984، ص 29).
ومعلوم ان الماركسية طورت المنهج الديالكتيكي عند هيغل الي المنهج المادي الديالكتيكي. ومعروف ايضا أن الماركسية لم تخترع منهجا جديدا خاصا بها نستخدمه، يختلف اختلافا تاما عن المنهج المستخدم والمتفق عليه والمألوف في العلوم، ولكن مافعلته الماركسية هو أنها طورت وطبقت المنهج العلمي بطريقة شاملة يتضمن استخلاص نتائج عن المجتمع والانسان.
لقد انتزعت الستالينية من تعاليم ماركس كل روح نقدي علمي، ومعلوم ان الماركسية منهج بحث وتحليل ، والديالكتيك الماركسي خلال فترة الجمود لم يبق اذن وسيلة لتحليل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية التي يعجز عن تفهمها المنطق الشكلي، بل اصبح مادة لدراسات تقليدية مدرسية تنقب عن اصوله وانواعه وميادين استعماله( انظر علي سبيل المثال الكتاب المدرسي السوفيتي لافانسيف: أسس الفلسفة الماركسية، دار الفارابي 1984م).
لقد ابتذلت الكتب المدرسية تقديم الديالكتيك أو المنهج المادي الديالكتيكي سواء اكان ذلك في الفهم المبسط للديالكتيك باعتباره المثلث الهيغلي : الموضوع- نقيض الموضوع- التركيب، أم في محاولة تقديمه بطريقة تتضمن عقائد(Dogmas ) قاطعة لاأساس لها.
ومعلوم ان ماركس وانجلز لم يقدما في اى مكان بيانا منهجيا كاملا عن الديالكتيك المادي، كل مافعلاه هو أن قدما وجهات نظر فلسفية اخري ووضعا المبادئ الموجهة لتطوير فلسفتيهما.
يقول لينين( ان كل من قرأ تعريف ووصف المنهج الديالكتيكي كما قدمه انجلز، سيري انه حتي المثلثات الهيغلية لم ترد عنها اشارة واحدة، وكل ما يبلغه هو أن التطور الاجتماعي، انما هو عملية تطور طبيعية- تاريخية، وما أسماه ماركس وانجلز بالمنهج الديالكتيكي، لاشئ اكثر أو أقل من المنهج العلمي في علم الاجتماع، والذي يتكون من النظر الي المجتمع باعتباره كائنا عضويا حيا، في حالة دائمة من التطور، تتطلب دراسته تحليلا موضوعيا لعلاقات الانتاج التي تؤلف التشكيلة الاجتماعية المعطاة وفحص قوانين ادائها لوظيفتها وتطورها)(لينين: من هم اصدقاء الشعب وكيف يحاربون الاشتراكيين الديمقراطيين).
وبعبارة اخري اورد لينين( اكثر ماهو اساسي في الماركسية هو التحليل الملموس للواقع الملموس) او بعبارة اخري ايضا(ان الديالكتيك الحق هو التحليل التفصيلي الدقيق لعملية ما).
المنطق الشكلي والمنطق الديالكتيكي:
المنطق الشكلي (الصوري) يشمل مبدأ الاتساق أو عدم التناقض، واذا اردنا تحديد العلاقة بين المنطق الشكلي والمنطق الديالكتيكي، فيمكن القول: ان المنطق الديالكتيكي يتضمن المنطق الشكلي ، فكلا المنطقين الشكلي والديالكتيكي يساهمان في تقرير واكتشاف الحقيقة، ويساعدان العلماء علي ذلك.
والمنطق الشكلي يستند ويتمشي مع مبدأ الاتساق وهو يتقبل أشد صور المنطق الشكلي صرامة في اتساق القضايا، فان نقول( ان الكائن العضوي هو نفسه وليس نفسه) فهذا تناقض منطقي ، أما أن تقول( أنه في كل لحظة يتمثل مادة جديدة ويخرج مادة قديمة)، فان هذا تفسير اكثر دقة، ولايحوي تناقضا منطقيا ايا كان. أى ان الديالكتيك لايسمح بالتناقض المنطقي، ولكنه يتخلص منه، ان الديالكتيك الماركسي لايسمح بالتناقض المنطقي ، ولاهو يقدم قضايا لايمكن اختبارها، لكنه علي العكس تماما وبدقة، فهو يقدم قضايا عملية يمكن اختبارها، كما يقول الفيلسوف الماركسي موريس كورنفورث في مؤلفه(دفاعا عن الماركسية).
المنهج وتطور العلوم:
المنهج الديالكتيكي يتعمق ويتطور بتقدم التحليل المنطقي والرياضي والاكتشافات العلمية والانجازات التقنية، فالمنهج الديالكتيكي يتطور ويتكامل مع تطور العلوم نفسها، وبالتالي، فانه يفقد جوانب قديمة ويكتسب اخري جديدة.
وقد يحدث أن الكثير من النتائج العلمية التي وصل اليها علماء يأخذون بالمنهج الديالكتيكي، ان تصبح غير دقيقة وتترك بالتالي المكان لغيرها من نتائج البحث.
اما المنهج العلمي نفسه، فلم يترك مكانه لمنهج آخر، وانما هو قائم ويتطور ويتعمق بتطور العلوم والمعرفة والممارسة التي تغني وتخصّب المنهج.






#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة النوبية في السودان المسيحي الوسيط(500م - 1500م)
- خصوصية التشكيلة الاجتماعية لفترة المهدية(1885- 1898م)
- اصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير
- أضواء علي المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني
- المفهوم الماركسي لتحرير المرأة
- قضايا الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني، الفترة: مايو ...
- موقف الحزب الشيوعي السوداني من محكمة الجنايات الدولية
- التركيب الطبقي والاجتماعي لفترة المهدية في السودان(1885- 189 ...
- المفهوم المادي للتاريخ ودراسة المجتمع السوداني
- تعقيب علي د. حيدر ابراهيم علي
- في الذكري الرابعة لتوقيع اتقافية نيفاشا
- التركيب الاجتماعي لفترة النوبة المسيحية في السودان(500م- 150 ...
- قضايا ومشاكل العمل القيادي في وثائق الحزب الشيوعي السوداني
- ضرورة تقويم تجربة مشاركة التجمع في السلطة التشريعية والتنفيذ ...
- تطور الحزب الشيوعي السوداني الفكري والسياسي بعد انقلاب 22/يو ...
- تعقيب علي د. مجدي الجزولي حول مقاله بعنوان:نحو مناقشة (شيوعي ...
- المنطلقات الفكرية والنظرية لاسم الحزب
- تطور أشكال التنظيم في السودان
- موقع الماركسية في خريطة الفكر السوداني
- تهنئة بالعيد السابع لانطلاق موقع الحوار المتمدن


المزيد.....




- تافسوت إيمازيغن/ الربيع الأمازيغي: دروس الماضي الكفاحي لمستق ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 21 أبريل 2025
- الكتابة الاقليمية لحزب التقدم والاشتراكية بالخميسات نتظم لقا ...
- “القصر العيني” توقف ثمانية أطباء عن العمل.. لاعتراضهم على “ط ...
- اعتقال نجل المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح
- المحامون يمتنعون عن توريد رسوم “الاستئناف” لليوم الثالث
- إيداع نجل المرشح الرئاسي السابق “أبو الفتوح” في سجن العاشر
- اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بصفقة تباد ...
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ...
- أميركا والبوليساريو.. تقرير يقدم -أدلة حاسمة- لتصنيف الإرهاب ...


المزيد.....

- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - حول المنهج الديالكتيكي