فتحي البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 2564 - 2009 / 2 / 21 - 03:24
المحور:
الادب والفن
هذا القرميدُ المتآكلُ
فوقَ سَقائفَ بدّدها ثقلُ الهجرانْ
يوخزُ في روحي بُقيا طيفْ
أرصدُهُ ، أمنحُهُ أحداقيَ
أتمعَّنُ فيهِ شكـّي بعدَ يقينْ
ألبدُ في ركنِ الدّكةِ خلفَ رُكام الآجرِ
مُتهرّئهٌ كالقرميدِ شراييني
أتراها ستغالبُ سكرتَها وتقاومْ؟
مكتوفاً تأخذُني الوقفةُ
متفرّجاً كالأبلهِ دونَ حراكْ
أنسابُ الى عينيكِ كما الرملِ الى أحضانِ الموجةِ
أتذكـّركِ ، أتذكـّرُ جَدّيْ
يا جَدّي..لماذا هناكَ تسمّرتَ
وألقيتَ عصا التـّرحالْ؟
في أكنافِ نبيّ أهالوا على عينيكَ ترابْ
لا أجرؤُ أن ألمسَ ثرى جدّي
فهناكَ هناكَ تضيعُ قبورْ
أتذكـّرُ عينيكِ..أتذكـّرُ عينيهِ
وكيفَ تحدّرَ دمعُهُ
إذْ يحتضنُ المذياعَ ويبكيْ
أتذكـّرُ انّي لا أجرؤُ أن ألمسَ دمعَهْ
لكنّي كنتُ حزينْ
يقتلني حزنٌ ويطوفُ بشراييني جمرُ حَنينْ
لا تبكِ ياجَدّي مُلكاً ضيَّعتَهُ..أو ضيَّعناهْ
لا تبكِ فقدْ ضيَّعناهْ
2009-02-18
#فتحي_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟