أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم سوزه - ثقافة الاستقالة ودورها في تأصيل المجتمعات المسؤولة














المزيد.....

ثقافة الاستقالة ودورها في تأصيل المجتمعات المسؤولة


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2561 - 2009 / 2 / 18 - 09:38
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكن لهذا المقال اي مبرّر ان يُكتب، سوى ما شهدنا في الايام القليلة الماضية من استقالات لمسؤولين عراقيين (فايف ستار) كوزيرة الدولة العراقية لشؤون المرأة السيدة نوال السامرائي والتي اثبتت بحق بان العراق مازال يحتضن اناس اكبر من المناصب والكراسي، رغم ان الجميع بدأ يشك بوجود مثل هؤلاء.

بعد استقالة الوزيرة، استقالتان جديدتان ايضاً شهدها المعسكر الرياضي العراقي مؤخراً، الاولى من السيد احمد عباس الامين العام لاتحاد كرة القدم العراقي، والثانية كانت من السيد باسم الربيعي النائب الثاني لرئيس الاتحاد، وكانتا ربما الاجرأ، لانهما جاءتا في ظل واقع رياضي مربك ومشوش الى حد صعوبة اتخاذ اي قرار صائب، خصوصاً في ظل امتيازات ومغريات كبيرة توفرها مؤسسة مهمة كاتحاد كرة القدم العراقي مثلما هو معروف للجميع.

استقالة المسؤول من منصبه هي اسمى شعور بالمسؤولية تجاه نفسه ومواطنيه، وان كان ثمّة مَن يعتبرها انهزاماً او تنصلاّ من تلك المسؤولية، فذلك يعني انها احترام للذات ايضاً واعتراف بمحدودية القدرات وعدم المواصلة لتكملة المشوار .. وهي لعمري موضع تقدير عند كل منصف اعياه الدهر من شدة التصاق اصحاب القرار بكراسي الزوال.

لم اسمع في حياتي كلها مسؤولاً عراقياً كان قد استقال من منصبه، ولا حتى مدير مدرسة ابتدائية، سواء في مرحلة ما قبل البعث او بعدها .. اللهم الاّ اذا كان ذلك المسؤول يعاني مرضاً مزمناً تستحيل معه الادارة. بل حتى مع هكذا امر، كان بعضهم في الغالب يعتمد على نائبه في تمشية امور مؤسسته الى ان تتوفاه المنية، او يقعد دون ذلك على كرسي الامل المتحرك، علّه يرى معجزة ً تعيده الى ما كان عليه معززاً مكرّماً ....
آه كم اخاف ان يعش مسؤول عمر جدتي التي ناطحت المئة وعشرين عاماً حتى غلبها الموت في الواحد والعشرين بعد تلك المئة العصيبة، حينها سوف لن نرى مسؤولين ينتمون الى جيلاً واحداً ابداً، وسوف لن ننتظر سوى عزرائيل ليوقع على استقالاتهم .. ويالها من استقالات.

بقدر ما افرحتني تلك الاستقالات كونها نابعة من صميم مسؤولين محترمين وحريصين على سمعتهم وسمعة مؤسساتهم وكونها ايضاً تبشر بحقبة جديدة في فهم المسؤول لطبيعة مسؤوليته ومنصبه، الاّ انها مازالت تحزنني لانها لم تتحول بعد الى ثقافة عامة وفكر متأصل يعتنقه المسؤول كعقيدة من عقائد المجتمع الديمقراطي الحر ومفردة من مفردات نجاحه.

حيث مازال الكثير من وزرائنا ومدرائنا ومسؤولينا لا يطيقون مجرّد سماع كلمة "استقالة" حتى لو غطاهم الفشل من اعلى هاماتهم نزولاً الى اخماص اقدامهم .. فهم لن ولن يستقيلوا ما دام في الجسد روحاً.

وبغض النظر عن الاسباب والمسبّبات التي دعت الوزيرة السامرائي والسيد احمد عباس والاستاذ باسم الربيعي وآخرين لما يلحقوا بهم، الى تقديم استقالتهم من مناصبهم على ما فيها من سلطة وجاه وامتيازات ... فالامر يستحق ان يكون نبراساً لكل المسؤولين الآخرين الذين فشلت مؤسساتهم في اداء ما عليها من مسؤوليات .. ولا يفوتني ان اذكّر باحدى اهم تلك المؤسسات التي ما انفك الفشل يحاصرها من كل جانب، ومازالت الاصوات الخيّرة تدعو لاصلاحها، اَلاَ وهي الاتحاد العراقي لكرة القدم، الذي يديره من عمان ايميلياً السيد حسين سعيد رئيس الاتحاد مدى الحياة.

فشتان ما بين عباس والربيعي من جهة، وحسين سعيد من جهة اخرى.

رحم الله جدتي ... كانت دائماً تقول بلهجتها العربية (المكسّرة) غير آبهة بتجاعيد وجهها، مازلت شابة صغيرة، واظن ان سعيد يقلدها في ذات التصوّر، ربما لانه مازال يرى بان في العمر بقية لان يقود الاتحاد مؤبداً لحين قيام الساعة او يهلك دونه.





#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الدعوة يُشهر كارته الاصفر بوجه المجلس الاعلى
- وجهة نظر في المُعترك الانتخابي القائم
- -مدنيون- في مدينة الصدر
- انبثاق الاتحاد العراقي لاساتذة الجامعات والكفاءات المستقل
- (قندرة) تصنع بطلاً قومياً جديداً
- هل هي مرحلة الشيوعيين الآن؟
- الحوار المتمدّن، اَلَق مستمر وروح متجدّدة
- قريب جداً من سيد القمني
- مَن هم الرافضون للاتفاقية الامنية
- الاتفاقية الامنية وتردّد الكتل السياسية
- لماذا يخالف السيستاني الاجماع في مسألة العيد
- يالها من طامّة، الفيليّون محجوزون سياسيون وليسوا سجناء سياسي ...
- ايّهما انتصر، اسلاميو 11 سبتمبر ام الامريكيون
- هل تخلّى المجلس الاعلى عن فيدرالية الوسط والجنوب
- رجال الثقافة، موهيكانز مهدّدون بالانقراض
- نقطة نظام
- منظمات المجتمع المدني في العراق
- خطوة جيدة
- الجمهورية الموريتانية الانقلابية
- الخيار الجديد لجيش المهدي، خطوة متأخرة جداً


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم سوزه - ثقافة الاستقالة ودورها في تأصيل المجتمعات المسؤولة