أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن ميّ النوراني - حماس من الشيخ ياسين إلى الرنتيسي














المزيد.....

حماس من الشيخ ياسين إلى الرنتيسي


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 786 - 2004 / 3 / 27 - 10:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


يرى مراقبون أن تولي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي لقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خليفة للشهيد الشيخ أحمد ياسين يحمل دلالة واضحة على عزم الحركة على التمسك بتشددها إزاء قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فالرنتيسي يقف في مقدمة الجناح المتشدد في حركة حماس، وهو الأقرب من بين أعضاء القيادة السياسية للحركة إلى جناحها العسكري الذي يحمل اسم "كتائب عز الدين القسام" والذي يمثل الذراع المنفذة لسياسة تشدد حماس ضد إسرائيل.

وقطاع غزة الذي تولى الرنتيسي قيادته هو الساحة الأهم من بين ساحات عمل حماس، ذلك بحكم أن الحركة نشأـ فيه وأن زعيمها الروحي ومؤسسها الشهيد الشيخ أحمد ياسين كان يتخد منه مقرا لقيادة الحركة قيادة ميدانية وروحية.

وأذكر انني خلال أحد لقاءاتي مع الشيخ الشهيد في مقر إقامته في غزة، عندما لويت الحديث نحو مسألة اتخاذ القرارات في حركة حماس، أنه رد بحدة قلما تظهر منه أن "القرار نتخذه هنا" وكان معنا مدير مكتبه الشيخ اسماعيل هنية الذي أكد على ما قاله الشيخ.

معنى ذلك أن القرارات الحاسمة لحركة حماس في المرحلة التي ابتدأ بتقلد الرنتيسي لخلافة الشيخ الشهيد في غزة ستكون منوطة بالقيادة الجديدة لقطاع غزة وعلى عكس ما حاول الرنتيسي أن يؤكد عليه من انه لا يمثل هرم قيادة حماس و"لكن قائد حماس كلها هو الأستاذ خالد مشعل وليس هو" بقول الرنتيسي.

إسماعيل هنية الذي كان يرى أن الشيخ الشهيد كان مركز ثقل حماس، أعلن أن "الرنتيسي هو أميننا وقائدنا وشيخنا" وقال أن الرنتيسي يحل مكان الشيخ أحمد ياسين.

وكان الشيخ الشهيد أقوى ميلا للمواقف الدبلوماسية التي تتسم بالهدوء، دون أن يتخلى عن مواقفه المبدأية التي تتحدد برؤية حماس الاستراتيجية.

أستطيع أن أقول أنه كان "مرنا وليس صداميا" وكان يتحلى بعقل يملك ملكة الانفتاح على ما هو مغاير لمعتقداته الأساسية. قبل سنوات دعوته للانضمام إلى "جماعة حق البهجة – حب"؛ ورد مبتسما أنه لا يمانع من الانخراط في هذه الجماعة "إذا كان في ذلك مصلحة لشعبي". ولـ "جماعة حق البهجة" منهج مختلف بشدة عن منهج حماس التي أسسها الشيخ الشهيد.

كان الشيخ الشهيد يحرص على أن يحافظ على وحدة الصف الوطني الفلسطيني ولو على حساب أبناء حركته وكان يتحلى بصبر قوي على ما يلحق بحركته من أذى من جهة السلطة الفلسطينية.

وفي موقفه السياسي من القضية الفلسطينية كان يعتقد أ، الجيل الحاضر لن يتمكن من تحرير كامل التراب الفلسطيني، وكان يقول: "هذه مسألة متروكة للأجيال القادمة" ولم يمانع في إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية. قال لي ذلك من عدة سنوات. وقال لي أيضا أنه لن يمانع في استمرار وجود الإسرائيليين في فلسطين في حالة تحريرها تحريرا كاملا من هيمنة الكيان الصهيوني.

كان رحمة الله عليه ودودا وعلى خلق كريم.. تأخر ذات مرت عن موعد لقاء بيني وبينه.. اعتذر بقوة لي.. وكنت أذهب إليه بصحبة فتاة كانت تعمل معي.. واعتادت أن تناديني بـ "يا بابا" وظنّ الشيخ الشهيد أنها ابنتي فعلا خاصة وأنها كانت تقدم نفسها باسم "نورا النوراني".. وذات مرة ذهبت نورا للقائه في منزله وحدها، فبادرها بالسؤال: "أين والدك؟"! واتضح بعدها أن الشيخ رحمة الله عليه كان يفكر في خطبتها لأحد أبنائه...

الرنتيسي لا يصنف على أنه من خارج مدرسة الشيخ ياسين.. ولكنه يحمل وجهات نظر تكسوها جرأة دفعت به إلى أن يكون هدفا للاعتقال من جانب السلطة الفلسطينية..

الساحة الفلسطينية مقبلة على تطورات يخشى البعض من أن تؤدي إلى صدامات بين القوى السياسية الفلسطينية خاصة بعد الانسحاب من قطاع غزة الذي يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية إريل شارون تنفيذه. واغتيال الشيخ ياسين في هذا الوقت قد يهدف إلى تمهيد أرضية صراع دموي بين السلطة الفلسطينية وحماس في ظل قيادة جديدة معروف عنها التشدد.

في اعتقادي أن الرنتيسي يملك الوعي الكافي للخطر الذي يريد الإسرائيليون للفلسطينيين أن يبلغوه.

وقال الرنتيسي في لقاء بيننا أن حركته إذا تعرضت لضغوط من السلطة الفلسطينية فسترد على هذه الضغوط بمزيد من العمليات ضد إسرائيل. هذا يطمئن إلى أن حماس في ظل قيادة الرنتيسي لن تحول عنفها نحو الأشقاء في السلطة الفلسطينية مهما كانت إجراءات الأخيرة ضدها.. تظل حماس منظمة تعمل وفقا لرؤية متفق عليها بين جميع قواها. وإذا كان الشيخ ياسين رمزا نجح في توحيد ساحات حماس في الداخل والخارج، فإن وحدة حماس ستستمر إذا التزمت بقانون "الشورى الديمقراطي" والذي لن يخرج بالحركة عن ثوابتها التي منها أن الـ"الدم الفلسطيني خط أحمر" وهو مبدأ أعلن الرنتيسي مرات عديدة أنه يتمسك به.

ستشهد المرحلة القادمة تصعيدا بين حماس وإسرائيل. وسيظل هدف الأخيرة هو القضاء على حماس وإثارة نار الفتنة الفلسطينية – الفلسطينية. والمواجهة الواعية لهذه المخطط الإسرائيلي لن تكون إلى في وحدة الصف الوطني الفلسطيني ووحدة حركة حماس.



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مرأة.. حشرت في أنفي.... قيحا
- فليقف الدمار في العراق!!
- نبيٌّ في العشقِ وفسقُنْ
- مواويل جمرِنْ
- اعتذري يا حماس للطفولة واذهب إلى الجحيم أيها الاحتلال البغيض ...
- أجدد الدعوة لوطن مفتوح في فلسطين وأدعو مثقفي العالم لتبني ال ...
- النبوة المحمدية - رؤية نقدية
- لماذا تـُمنح الكرامة لشهيد ويتعفن شهيد؟!
- الحوار المتمدن بعد عامين
- رئيس مجلس السلطة الفلسطينية التشريعي رفيق النتشة قضية متناقض ...
- فـُل إيل – وطن للإنسان
- المواطنون يشتكون من تكاسل السلطة لإنقاذ منكوبي رفح والاحتلال ...
- لن أتنازل عن حقي في العودة إلى يافا
- إسرائيل جماع الفساد الإنساني – مقال مجدد
- إسرائيل جماع الفساد الإنساني
- فلسطين وطن واحد مفتوح
- حوار العقل المحب
- إدوارد سعيد: موقف ثقافي أصيل
- الصاعقة الرابعة من سلسلة الصواعق في الرد على الكلب الناعق
- الله = بهجة الحب


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن ميّ النوراني - حماس من الشيخ ياسين إلى الرنتيسي