أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير الخويلدي - أسباب الصدام بين الثقافات حسب صموئيل هنتغنتون














المزيد.....

أسباب الصدام بين الثقافات حسب صموئيل هنتغنتون


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 2561 - 2009 / 2 / 18 - 09:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




"حروب خط الصدع تدخل عمليات التوسع والحدة والاحتواء والانقطاع ونادرا ما تدخل عملية الحل"
يلاحظ هنتغنتون في كتابه المثير للجدل "صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العلمي الجديد" والذي غادر العالم منذ مدة بعد إن ملأ والدنيا وأقعدها بفكرته عن واقعية النزاع بين الشرق والغرب بأن تشكل حضارة كونية واحدة على الرغم من استمرار وجود ثقافات متنوعة وخصوصيات متباينة ويبرهن على ذلك بأن انبثاق حضارة عالمية يعني الالتقاء الثقافي للبشرية والقبول المتزايد للقيم والاتجاهات والممارسات والمؤسسات المشتركة للشعوب في جميع العالم.
يقدم هنتغنتون مجموعة من الحجج على وجود حضارة كونية مشتركة وهي:
- تقاسم البشر لحس أخلاقي متشابه
- اشتراك المجتمعات المتحضرة في قيم ومؤسسات التمدن والتعليم والعناية الصحية وحالة الرفاه والازدهار المادي والتوسع الهائل في المعرفة العلمية والهندسية.
- تمسك العديد من الشعوب بثقافة معينة تتكون من مجموعة من الافتراضات والقيم والمذاهب.
- انتشار نماذج الاستهلاك والبدع والاختراع هي التي تؤدي الى خلق حضارة عالمية.
- ظهور وسائل الاتصال العالمية يولد التقاء هاما في الاتجاهات والمعتقدات المختلفة.
- وجود اتجاهات نحو انبثاق لغة عالمية وديانة عالمية اذا كانت هناك حضارة آخذة في الانبثاق لأن العناصر الرئيسية لأي حضارة هي اللغة والدين.
- انبثاق حضارة عالمية هو نتيجة العمليات الواسعة للتحديث والتصنيع والمدنية وتزايد معدلات القراءة والكتابة والتعليم والثروة والتعبئة الاجتماعية وبنيات وظيفية معقدة ومتنوعة.
- ايجاد حل للتعددية الاجتماعية عبر الالتزام بفكرة سيادة القانون والكيانات التمثيلية واحترام الحقوق الفردية والخصوصيات.
- استجابة الشعوب والمجتمعات غير الغربية الى التحديث وميلها نحو الغرب على مستوى نمط
- الحياة ونموذج التطوير.
لكن يطرح هنتغنتون إشكالا يدور حول الأسباب التي أدت هيمنة الثقافة الغربية وبداية بروز لأعراض انحطاط وأفول ويستنتج أن توزيع الثقافات في العالم يعكس توزيع القوة ويرفض أن تتوافق الانحيازات السياسية مع الانحيازات الثقافية والحضارية ويقر أن سياسة الهوية مغايرة لسياسة المصلحة ونراه يطرح السؤال التالي: لماذا يؤدي التجانس الثقافي إلى تسهيل التعاون والترابط فيما بين الشعوب بينما الخلافات الثقافية تعزز الانقسامات والصراع؟
جواب هنتغنتون هو كما يلي:
- كل واحد لديه هويات متعددة.
- التحديث يخلق الانفصال والاغتراب فيعاد إحياء الهوية الثقافية عند البعض ويوجد عند النخب الحاجة إلى هويات ذات مغزى اكبر.
- تحدد الهوية بعلاقتها بالآخر.
ان الاختلافات في الرؤى ونشوب النزاعات بين الثقافات ناتجة عن الأسباب التالية:
- الوعي العميق بالاختلاف وحاجة النحن إلى الحماية من الهم.
- الإحساس بالتفوق أو الدونية من هوية ثقافية تجاه أخرى تنظر إليها على أنها مباينة لها.
- فقدان الهوية الثقافية للثقة في ذاتها والخوف من الهويات المباينة.
- تحول الاختلافات في التحديدات (لغة ودين وعرق وثقافة) إلى صعوبة في التفاهم بين الهويات.
- فقدان التجانس في المعتقدات والدوافع والعلاقات الاجتماعية بين الشعوب.
- الصراع بين الدول والجماعات على المصلحة الاقتصادية والتحكم في الثروة والقدرة على فرض قيم وثقافة ومؤسسات معينة على الآخرين.
- الانتشار الدائم للصراع بين الثقافات لأن" البشر جبلوا على أن يكرهوا من أجل التحديد بالهوية والحافز فان البشر في حاجة إلى أعداء: المنافسون في العمل والمنافسون في الانجاز المعارضون في السياسة".
ينتهي هنتغنتون إلى حتمية صدام الثقافات ويرى أن:" الدول تميل إلى إتباع الدول ذات نفس الثقافة وتتوازن ضد الدول التي تفتقر معها إلى التجانس الثقافي" ويؤكد أنه " عندما تفتقر الحضارات إلى وجود دول أساسية تصبح مشاكل وضع نظام داخل الحضارة أو المفاوضة من أجل النظام بين الحضارات أكثر صعوبة."
لكن لماذا لم يميز هذا المنظر الأمريكي بين الثقافة والحضارة؟ وأليس من المفارقة أن يتحدث في الوقت نفسه عن هيمنة الثقافة الغربية وعن قرب أفولها؟ كيف نفسر اندلاع نزاعات وتصادم بين هويات وجماعات لها خصائص ثقافية مشتركة؟ ألا يمكن أن تحلم الإنسانية بالسلم والتصالح والتفاهم حتى على مستوى الفكر والهوية السردية ؟ ألا يمكن إرساء قيم سياسية عادلة ونفعل حوار الثقافات بالتواضع والرأفة بالآخر والصداقة والحب والاحتكام إلى اتيقا كونية وسلام عالمي بين الأديان؟
إلى أي مدى يصح حكمه على الإسلام على أن افتقاره لدولة أساسية معترف بها يزيد من حدة وعيه العام ولكن إلى الآن فلم ينم سوى بنية سياسية عامة بدائية؟ وهل من المشروع أن يقر بأن التقسيم بين الشرق والغرب علي المستوى الكلي يكون مرتبطا بصراعات شرعية بين المجتمعات المسلمة والآسيوية من جهة والمجتمعات الغربية من جهة أخرى وهي الصدامات الأخطر في المستقبل لأنها من ربما تكون نابعة من التسامح الغربي والتعجرف الإسلامي والإصرار الصيني؟ لكن هل بالفعل الغرب غير متغطرس والإسلام غير متسامح ؟ أليس القول النقيض ربما يكون هو الصحيح؟ وأليس من مصلحة الغرب أن ينتج الشرق هويته بتفتح وابداع عوض تغذية نزعة الانتقام وردود الأفعال؟
ربما تكون دعوة رجوي غارودي شعوب العالم الى حوار الثقافات نداء إلى الأحياء وحرص صموئيل هنتغنتون على التنظير للصدام بين الثقافات والتحارب بين الدول هو قبولا بمصير الأموات.
المرجع:
صموئيل هنتغنتون، صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العلمي الجديد،ترجمة مالك عبيد أبو شهيوة و محمود محمد خلف، الطبعة الأولى طرابلس،1999
كاتب فلسفي
















#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير في الإسلام من زاوية العلمنة
- هل من ضرورة للتواصل اليوم؟
- القلعة الغزاوية في مواجهة آلة الحرب الهمجية
- الانتفاضة الثالثة قد تبدأ من غزة
- ما معنى أن تكون كاتبا فلسفيا؟
- هل أحيلت منظومة حقوق الإنسان التقاعد في عيد ميلادها الستين؟
- أية علاقة بين الاسلام والأفكار التقدمية؟
- متى تخرج غزة من الكماشة؟
- في اليوم العالمي للفلسفة يظل العرب زاهدين عن التفلسف
- اتيقا الاحساس بالغير
- حال فلسطين بعد أربعة سنوات من رحيل عرفات
- جدوى التسامح في وضع غير متسامح
- الزمن ضد الحقيقة
- ملف ماركس ومبررات اعادة الاحياء
- صورة الفيلسوف
- هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل؟
- وول ستريت الثانية نهاية ايديولوجيا العولمة
- المسألة الوطنية: طريق جورج عدة من اليهودية إلى الإنسانية الت ...
- ترشيد ثقافة الافتاء
- منطق الاختراع العلمي عند العرب


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير الخويلدي - أسباب الصدام بين الثقافات حسب صموئيل هنتغنتون