أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - لننفتح على العالم بإتقان العربية الفصحى و الإنجليزية ، و لا للعامية المصرية















المزيد.....

لننفتح على العالم بإتقان العربية الفصحى و الإنجليزية ، و لا للعامية المصرية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 08:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هل تتحمل حالتنا العلمية و الثقافية المصرية المتردية مزيد من العزلة عن العالم ؟

منذ فترة وصلتني رسالة من صديق عزيز أطلعني فيها على محاولة أخرى لبعض المصريين الترويج للهجة العامية المصرية ، هذه المرة بإستخدام موسوعة ويكيبيديا .

قبل أن أتطرق للموضوع لا مانع من بضعة أسطر إعتراضية ، للتعبير سريعاً عن وجهة نظري بخصوص ويكيبيديا .

ويكيبيديا من حيث الهدف هي من المشاريع الإنسانية الرائدة التي تستحق التقدير ، فمحاولة توفير المعلومات مجانا هدف سامي ، و لكن التقدير يجب أن يقف عند الهدف فقط ، لأن التطبيق سيء للغاية ، فالنسخة العربية وقعت في يد المتطرفين من كافة الأطراف و تحت رقابة شُرط الإنترنت في العالم الناطق بالعربية ، و النسخة الإنجليزية ، و التي هي أفضل النسخ ، مصداقيتها مشكوك فيها ، فلا دليل على أن المراجع المذكورة حقيقية ، و حتى لو كانت حقيقية فلا دليل أن الموضوع لم يكتب ليعبر عن وجهة نظر معينة بإستخدام مراجع تعبر عن تلك الوجهة فقط .

لو عدنا الأن لموضوع اللهجة المصرية العامية ، فأقول إنني بالفعل ذهبت إلى حيث أرشدني ذلك الصديق ، و قرأت عدة موضوعات بتلك اللهجة ، و قد أثارت المحاولة إبتسامتي و رفضي في نفس الوقت .

إبتسامتي لأن الكاتب أو الكاتبة أو الكتاب ، لم يستطيعوا أن يتخلصوا تماما من إستخدام العربية الفصيحة ، فالفصحى كانت أقوى من رغبتهم .

أما رفضي فللأسباب التالية :

أولاً : ما هي العامية المصرية أولاً ؟

و أي لهجة عامية يريد هؤلاء أن يتبنوها ؟

أي شخص يعلم أن هناك إختلاف في مستويات اللغة داخل نفس المجتمع بناء على الوضع التعليمي و الإجتماعي للفرد ، و إنه كلما زاد تعليم المرء و إتسعت ثقافته كانت لغته أقرب للشكل الرسمي ، فإلى أي مستوى يريد أصحاب الدعوة للعامية أن ننزل ؟؟؟

كما يعلم أي مصري أن هناك لهجات عامية متعددة رئيسية ، و هي بدورها أيضا تنقسم إلى لهجات أخرى فرعية ، بل و هناك إختلافات في نطق بعض الكلمات أو في مسميات بعض الأشياء بين قرى المسافة بينها لا تزيد عن خمسة كيلومترات ، فإذا كانت المحاولة - كما هو واضح - هي محاولة للكتابة بالعامية القاهرية ، فالسؤال الذي يثور : و لماذا فقط القاهرية ، لماذا لا تكون السكندرية أو العريشية أو الطنطاوية أو الأسيوطية أو الأسوانية أو المطروحية أو البدوية السيناوية .. ألخ ؟

أليس سيصبح من حق أبناء كل محافظة المطالبة بطباعة الكتب المدرسية الخاصة بهم بنفس لهجتهم ؟

ثانيا : بعض دوافع أصحاب فكرة تبني العامية المصرية ، نابعة من العداء للعربية ، و لكنهم يغفلون عن أن الكثير من أصول العاميات - و لا أقول العامية ، بصيغة المفرد - المصرية أصولها عربية ، و إن كانت عربية غير قرشية ، أي عربية سليمة و لكن ليست العربية الرسمية ، فمثلاً نطق القاف جيما غير معطشة هي لهجة عربية نجدية تميمية ، و مثل قلب اللام في أداة التعريف ميم كما في كلمة إمبارح هي لهجة عربية تهامية ، وحتى الجيم المصرية الشهيرة لها وجود في بعض مناطق جنوب اليمن ، بل و بعض الكلمات التي يظن البعض أن لها أصول فرعونية هناك أراء في أصولها العربية الفصيحة ، و لا يتسع المقام لإستعراض بعضها .

و هنا يطل سؤال : هل يزمع أصحاب دعوة العامية تأسيس مجمع للغة المصرية العامية لتنقية عاميتنا من المفردات العربية و السريانية و الفارسية و التركية و الإيطالية و الفرنسية و اليونانية و الإنجليزية و الأسبانية و هلم جر ، أم ستكون العامية فضفاضة تقبل كل شيء و بلا ضابط أو رابط ؟؟؟

ثالثا : و هذا هو الأهم ، من الناحية العملية ، أنا أفضل أن أتكلم و أقرأ و أكتب بلغة منتشرة ، فها أنا ذا أنشر مقالاتي في موقع الحوار المتمدن غير المصري ، و يقرأ لي ، و أقرأ لأخرين ، غير مصريين ، و أشارك في حوارات غير مباشرة عبر الكلمة المكتوبة مع مصريين و غير مصريين يتحدثون العربية ، و كل هذا يستحيل أن يكون باللهجة العامية المصرية .

كما أن اللغة المنتشرة - مثل العربية - تعطي ميزة لكل من لا يجيد الإنجليزية ، فلولا وجود عربية فصيحة يفهمها ، بدرجة أو أخرى ، مئتي مليون شخص ، لكان من الصعب وجود القسم العربي في البي بي سي ، و الذي كان لأجيال ، و منذ نهاية الثلاثينات من القرن الماضي و إلى بداية إنتشار الفضائيات و الإنترنت ، المصدر الوحيد للمعلومات الإخبارية الموثوق بها ، و يتذكر الناضجون الذين عاصروا حرب 1973 كيف إنهم لم يصدقوا الإذاعة و التلفزيون المصريين و أداروا مؤشراتهم لراديو البي بي سي ليتأكدوا من الحقيقة ، بعد خديعة إذاعة صوت العرب في الأيام الأولى للنكسة ، و كيف هرع لإذاعة البي بي سي الكثير من المصريين ليتأكدوا من الأخبار التي إنتشرت ظهيرة يوم مقتل السادات .

اليوم هناك ليس فقط راديو البي بي سي العربي ، اليوم أصبحت توجد قنوات فضائية و مواقع إخبارية إنترنتية عربية من كل جنسية ، من الصين و روسيا مرورا بالدول الأوروبية إلى بعض دول الأمريكتين و المحيط الهادئ ، و كل هذه الوسائط الإعلامية تستخدم الفصحى بالطبع ، فماذا لو أبعدنا الشعب عن الفصحى ، و أصبح بمرور الأجيال يجهلها ، و في نفس الوقت لم يجد الإنجليزية ، أليس سيصبح أسير للإعلام السلطوي و عبد له ؟؟؟

منذ فترة عاشت مصر في أجواء معرض القاهرة الدولي للكتاب ، أليست العربية الفصيحة هي التي تتيح للمواطن المصري أن يضيف إلى مكتبته كتاب لبناني أو سوري أو إماراتي أو تونسي أو جزائري أو سوداني ، لا يجد له مثيل صادر من مصر ؟؟؟

و لماذا حرمان الشعب المصري من القدرة على النهل من الكتب التراثية مباشرة ، دون وسائط قد تتلاعب لأغراض ما ؟؟؟

هل يتحمل الشعب المصري مزيد من التجهيل بحصره فقط في عاميته و إدخاله بالكامل تحت سيطرة إعلام سلطوي و صحافة و دور نشر خاصة واقعة هي الأخرى تحت رحمة السلطة ؟

الأفضل بدلاً من هذا الجهد الضائع ، و السير في هذا الطريق الضار بالثقافة و العلم و المؤدي للتقوقع ، أن يوجه أصحاب هذا التيار جهودهم لدعم مبدأ إتقان الفصحى ، مع دعم تعليم الإنجليزية لدرجة يصبح معها الطفل المصري الذي أتم الصف التاسع من التعليم الأساسي في المدارس العامة المصرية قادر على الحديث و القراءة و الكتابة بدرجة مرضية باللغة الإنجليزية بجانب العربية الفصيحة ، مثلما كان جده في النصف الأول من القرن العشرين و الربع الأخير من القرن التاسع عشر .

العربية الفصيحة يجب الحفاظ عليها لأسباب متعددة ذكرت بعضها عالية ، و الإنجليزية لغة العالم اليوم و في الغد القريب و يجب إتقانها لو شاء أي فرد أن يرتقي بمستواه العلمي و الثقافي و المادي و أن يتحرر من سيطرة إعلام السلطة في بلادنا العربية .

إنني في هذا المقال لم ألجأ لأي حجج دينية ، رغم إيماني بها ، فقد أردت أن يكون حواري بالأدلة التي يقبل التناقش بها أصحاب تيار تبني العامية لغة رسمية لمصر .

كما يجب أن يلاحظ أن أعترضي منصب على فكرة تبني لهجة أو لهجات محلية بديلا عن العربية الفصحى ، و إنه ليس لدي أي إعتراض على إحترام لغات تعيش على أرض مصر ، فأنا شخصيا مع حق أبناء كل لغة قائمة بذاتها ، في المحافظة على لغتهم ، أنا مع حق النوبيين و السيويين و البجاويين في أن يدرس أطفالهم لغاتهم في المدارس الرسمية بجانب العربية و الإنجليزية ، و مع حق أصحاب تلك اللغات في أن تكون لهم ساعات تخصص لهم في الإذاعتين المرئية و المسموعة الرسميتين أو أن يكون لهم قنوات مرئية و مسموعة إقليمية مملوكة للدولة تبث بالكامل بلغاتهم .

علينا أن ننفتح على العالم ، دعونا نحافظ على إنفتاحنا على العالم بنافذتين ، لغتنا العربية و بإتقاننا للغة العالم اليوم .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البقاء فوق الخراب ليس إنتصار
- الإضرابات يجب أن تستمر ، إنها حرب إستنزاف نفسية
- سلاح مبارك لحماس ، سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية و الديمقر ...
- نشر الديمقراطية ، كلمة حق لا يجب أن يخشى أوباما النطق بها
- البقاء لمن يعرف متى و أين يقف ، على حماس أن تتنحى
- أثر أحداث غزة على مصر ، الإخوان أكبر الفائزين و آل مبارك أكب ...
- لماذا لا يتصالح اليساريون و الليبراليون العرب مع الدين ؟ لما ...
- إلى غزة قدمنا العرض الأسخى ، و الأكثر واقعية و ديمومة
- الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، و لكن أين نقف نحن ؟
- آل مبارك الأسرة الثانية و الثلاثين الفرعونية ، بدعة المواطنة ...
- الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- ذئابنا ليس بينهم ذئبة روميولوس
- شريحة ضخمة من صغار المستثمرين ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- شريحة ضخمة من صغار أصحاب الأعمال ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- القفز فوق المرحلة القبطية ، فصام في الشخصية المصرية
- ماذا سيتبقى لنا من القرآن على زمن آل مبارك ؟
- إلى المضطهدين : تذكروا أن الذي نجح هو أوباما المندمج ، و ليس ...
- الجمالة و العمال المصريين ، ظلموا مرتين ، قصة المعهد التذكار ...
- أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - لننفتح على العالم بإتقان العربية الفصحى و الإنجليزية ، و لا للعامية المصرية