أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ايمان محسن جاسم - مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها














المزيد.....

مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها


ايمان محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 09:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن ظاهرة التمرد التي غالبا ما تقترن بحياة الشباب في مرحلة المراهقة، باعتبارهم قوة مندفعة نحو التغيير، غالبا ما تكون ضمن حالتين متناقضتين، فأما أن تكون سلبية هدامة أو ايجابية، وتعتبر هذه الظاهرة من أكثر الظواهر تعقيدا لدى الأسر والمجتمعات بأشكالها المختلفة، فهي تمثل هاجسا لدى الكثير من الأهالي، وما يجدر أن نتساءل عنه هو: كيف تنشأ هذه الظاهرة؟ وأقصد التمرد السلبي. إن التمرد السلبي غالبا ما ينشأ من داخل الأسرة، وأول إشاراته رفض أوامر الوالدين أو تقاليد وعادات الأسرة، وعدم التقيد بها. ومن ثم تتسع دائرته لتشمل الحياة المدرسية، والتي تتمثل في أعداد الوجبات، والتقيد بالقوانين، والعلاقة مع الطلاب والمدرسين. وإذا ما طرحنا تساءلا آخر عن أسباب التمرد سنجدها متعدد ولعل من أبرزها:
دكتاتورية بعض الآباء في تعاملهم مع أبنائهم، فنجد أن كثير من الآباء لا يحاولون تغيير أسلوب المعاملة مع المراهق، إذ يستمر في معاملته كما لو كان طفلا ويتجلى ذلك من خلال ما يصدره من أوامر ونواهي، مما يضطر الابن إلى التمرد والرفض.
وللمدرسة دورها أيضا بما فيها من نظام وطريقة تعامل معقد يلتمس فيه الطالب التجاوز على شخصيته وطموحه الدراسي، وقد لا ينسجم مع المنهجية المتبعة في التعامل، فيلجأ نتيجة لذلك إلى التمرد على النظام، وإحداث المشاكل، وقد يتفاقم الوضع ليصل إلى تركه المدرسة.
كذلك للطبيعة النفسية والسلوكية للمراهق ومستوى تعليمه وثقافته العامة أثره في لجوءه إلى ذلك، إذ أن مرحلة المراهقة هي مرحلة الغرور والقوة، وبداية تكوين الشخصية والإحساس بالذات، وتحدى كل المصاعب التي يتصور أنها ستقف عائقا في طريق طموحه، لذى ينشأ الرفض والتمرد بوجهيه السلبي والإيجابي.
إن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية أيضا تلعب دورها، كما للقوانين والأعراف أثرها على سلوك الشباب، وموقفهم بكل ما يحيط بهم من جوانب الحياة المتعددة، فالظروف التي يشعر فيها الشاب بالفقر والحاجة، وتضييع أحلام مستقبله، وبالإرهاب الفكري والسياسي، والاضطهاد العنصري أو الطائفي، تجعله يندفع، وبقوة إلى تحدّيها، والتمرّد عليها بالرفض، وعدم الانصياع، والرد بالعنف والقوة أحياناً، كما يحدث في كثير من الأحيان.
ولإيجاد حلول ولو كانت نسبية لهذه الظاهرة يجب على الآباء إيجاد الطريقة المثلى لتوصيل المعلومة إلى أبنائهم بعيدا عن العصبية والدكتاتورية في التعامل وأسلوب الاتجاه الواحد في إصدار القرارت حتى يشعر الشاب بأهميته ومسؤوليته، وبالتالي يتعامل بشئ من المرونة والمطاطية، ومن ثم الوصول إلى حلول مرضية لكلا الطرفين.
كما يجب على المدرسة أن تضع نظاما يتوافق مع العصر، وظروف المجتمع، وتتعامل مع الطالب في هذه المرحلة بوعي أكثر وحذر شديد، ويتم ذلك من خلال التربية والتعامل، أي إيجاد موجه وخبير يحل المشاكل، وليس شخصا يريد الانتقام وفرض العقاب، إلاّ إذا كان العقاب ضرورة للإصلاح، كما أن معالجة ظاهرة التمرد السلبي، تكون بالاهتمام بالتربية السليمة المبكّرة، وتوعية المراهقين على مشاكل المراهقة، وإبعاد المثيرات من الأجواء المحيطة بالمراهق. فالشاب والشابة اللذان يتمتعان بمستوى من الوعي والثقافة يتفهّمان الحوار والمشاكل ويتقّبلان الحلول المعقولة من غير تمرد وإساءة، في حين يتصرف الشاب الهابط الوعي والثقافة بعنجهية وسوء تصرف.



#ايمان_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة في العقلية العربية


المزيد.....




- مشاهد توثق انفجار أجهزة -البيجر- اللاسلكية في عدد من المتاج ...
- مصادر عسكرية رفيعة: تناقض شديد بين الجيش ونتنياهو ونخسر حرب ...
- ألمانيا تتعهد بتقديم 100 مليون يورو إضافية لأوكرانيا في الشت ...
- مصرع 4 أشخاص وإصابة 40 جراء حرائق الغابات في البرتغال
- وزير القوات الجوية الأمريكية: روسيا ستواصل تهديدنا بغض النظر ...
- قيس سعيد: جهات أجنبية تسعى لإفشال حركة التحرر الوطني في تونس ...
- البرلمان الجورجي يتبنّى مشروع قانون حظر الدعاية للمثلية وتغي ...
- مالي: مسلحون يهاجمون مقرا للقوات المسلحة في العاصمة والجيش ي ...
- عاجل: عدد من الإصابات في حدث أمني غير واضح في الضاحية الجنوب ...
- تطوير صمام قلب جديد لتفادي مشاكل عمليات استبدال الصمامات


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ايمان محسن جاسم - مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها