أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سهيل أحمد بهجت - أزمة العقل العراقي














المزيد.....


أزمة العقل العراقي


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



كــثيرا ما نتحدث كإعلام و مثقفين و حتى حكومة، عما يعانيه المواطن العراقي من أزمات الحياة اليومية و فقدان الخدمات و افتقار إلى الحياة الآمنة اقتصاديا و ماديا، و لكن الأزمة الحقيقية التي نعانيها كعراقيين ليست في هذه الأزمات اليومية لأن هذه الأزمات هي نتاج أزمة أخرى تتعلق بالعقل أو منهج التفكير العراقي، فالعراقيون يعانون من هذه الأزمات كنتيجة لمنطق التخلف الذي يهيمن على مجتمعنا، ما أتاح لتجار الدين و القومية أن يستغلوا ضعف إدراك العراقيين لقراءة الواقع و تمحيصه بدلا من أن يكون المواطن العراقي عقلانيا فينظر إلى مستقبله و عائلته و بلده كمصالح و وطن له الأولوية على مشاريع خيالية دينية كانت أم قومية.
خرجنا من ربقة البعث لنقع في شرك الحزب القومي العنصري البطل ـ الذي يزعم معاداة البعث المقبور ـ و إلى جانبه الحزب الدّيني الذي يبيع و يشتري فينا مستغلا لحيته الطويلة و مظاهر التقوى الخداعة، و أنا أعرف شخصيا أُناسا كانوا في ظل الحزب القومي البطل يعانون الفقر و المرض و العزلة، و ما كادوا يذهبون إلى بلدان الغرب الديمقراطي الإنساني حتى أخذوا بالحنين إلى أيام "العز" حينما كانوا يعانون شظف العيش، أليس من العجيب و الغريب أن يحن الإنسان إلى "لذة أيام التعذيب"؟ أعتقد أن هناك خللا عميقا في عقلية هذا النموذج الذي لا أستطيع أن أعممه، فهناك دوما استثناءات، لكن تكرار النموذج إلى حد يوحي بأنه شائع هو بحد ذاته أمرُ يثير المخاوف و القلق.
مشكلة كثير من العراقيين ـ و هم جزء من الشرق المتخلف ـ أنهم يعيشون عقلية عنصرية، فنجد حتى سياسيينا يسارعون إلى كراهية كل ما هو أمريكي أو إسرائيلي في تقليد عجيب للنظريات القومية الحمقاء التي تتهم الغرب ـ و أعاجيب نظريات المؤامرة لا تنتهي ـ بأنه هو الذي جاء بـ"صدام و البعث"!! و أنه هو الذي منع لم شتات "الأمة القومية" التي تمزقت بين الدول، و أن.. و أن..إلخ، دون أن نلقي اللوم على أنفسنا و لو حتى للحظة واحدة.
و المصيبة الأكبر هو الأمية الثقافية التي يعانيها مثقفونا و الذين يفترض بهم أنهم سيكونون قادة المجتمع إلى التنوير و الحداثة و العقلانية، فلا يزال بعضهم يكره "السود" بسبب لونه، و آخرون و ما أكثرهم يكرهون اليهود أكثر من النازيين أنفسهم، و ثالث يشتم الغربيين و حضارتهم و دينهم، بل و يترك فقراء العراق ليبني جامعا في أي دولة من دول الغرب التي ينعتها بالكفر، كل هذا و هو يستلم من الغربيين الحقوق و الأموال الضخمة، و هذا خلل خلقي خطير، فهي تعكس حبا للذات و نرجسية متضخمة من عبادة الأنا و الأسوأ أنها نرجسية قائمة على فراغ و افتقار إلى الإنجازات، و كما قال لي أحد أصدقائي العراقيين الذين يعيشون في الغرب فإنه حق للألمان أن يغتروا خلال منتصف القرن العشرين، فقد اغتروا بإبداعاتهم و مخترعاتهم و تطورهم، أما نحن فمغترون بوطن ملأناه بأيدينا بالظلم و الفقر و القرف.
إذا لم نبدأ في تنمية الحس الإنساني للمواطن العراقي فإن هذا الإنسان سيستمر في تصنيف و تقسيم من حوله على أساس الدين و القومية، و نحن من غير أن نشعر حولنا حتى الدين إلى عنصرية و كراهية و نردد على الدوام مقولة إبليس "أنا خيرٌ منه" و دون مقياس أو على أي أساس عملي و واقعي، إنه لمن المؤسف أننا نتوقع تنمية الديمقراطية من جهة بينما بدءا من رجل الدين و مرورا بالمثقف ـ حتى ذلك الذي يعيش في بدان الغرب الحديثة ـ و انتهاءا بالمثقف (اليساري) الذي يزعم الواقعية، كلهم يروجون للتخلف في ظل آمال ببناء عراق ديمقراطي إنساني.

Website: http://www.sohel-writer.i8.com

Email: [email protected]




#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الانتخابات... شبيك لبيك المرشح بين إيديك
- المجتمعات الحرة و مجتمعات التخلف
- الانتخابات بين الإخلاص و المتاجرين بالدين
- جلادوا آل سعود و صمت الحكومة العراقية
- إقليم الجنوب و -مجلس بني أمية-!!
- أحب بلدك و عارض حكومتك
- المالكي و الطالباني... و غزة و مزة!!
- -نصر الله- عروبي... و العراق لن يكون فلسطين
- مجتمعنا العراقي... و المسكوت عنه!!
- هيئة الإعلام العراقي و -ثقافة الحذاء-!!
- المواطن العراقي و الانتخابات القادمة
- شتان بين حذاء أبو تحسين و حذاء البعثي
- قناة الحرة ... من خان الأمانة؟
- العراق... من هيمنة الفرد (الدكتاتور) إلى حقوق الفرد (المواطن ...
- أحداث مومباي الإرهابية... تداعيات الزلزال العراقي
- الشعب العراقي – رهينة الماضي و الحاضر
- الإمام علي و العلم الأمريكي
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (4)
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (3)
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (2)


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سهيل أحمد بهجت - أزمة العقل العراقي