أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد العالي الحراك - التفائل مع اوباما وليس التشائم















المزيد.....

التفائل مع اوباما وليس التشائم


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 07:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


استقبل بعض الكتاب العراقيين والعرب اليساريين والقوميين,تنصيب الرئيس الامريكي اوباما بالتشائم مدعين ان تنصيبه هذا كان من صنع المخابرات الامريكية لتغطية الفشل الذي حققه بوش في سياساته الداخلية والخارجية وانه اي الرئيس اوباما لا يمكنه تحقيق ما ادعى به واوعد,لان الحياة السياسية والاقتصادية هناك تحركها وتديرها المؤسسات الامريكية وليس الاشخاص..اقول حتى وان كان لهذا الرأي من مؤيدين لدى اصحاب التفكير الذي يتجمد على ايديولجيته ولا يعطي حرية للعقل ان يفكرو يحتمل ويؤثرعنما تتوفر معطيات موضوعية جديدة لا تتناقض مع الايديولوجية خاصة عندما نفهمها فهما علميا متوازنا مفيدا ونتصرف بها لصالحنا او بتلك المعطيات وان فشلنا فهو اهون لاننا جربنا وسيلة اخرى ولم نسد الطرق امام جميع الاحتمالات والممكنات معتمدين فقط بجمودنا على الايديولوجية وهي ليست جامدة بل نحن الجامدون وليست الايديولوجية .. ان اصحاب نظرية المؤامرة واقفون في مكانهم منذ زمن بعيد حتى وان كانت هناك مؤامرة بل مؤمرات لان العدو يخطط ويستخدم عقله حسب فلسفته الاستغلالية في استغلال الشعوب ومن ضمن نشاطه التأمر عليها بالاستعانة بالعملاء والخونة الذي لم يستطع صاحب نظرية المؤارة القومي والرجعي من تحريك نفسه واستخدام عقله واحتواء ابناء شعبه وبث الروح الوطنية فيهم وجعلهم يفضلون استثمار خيراتهم وهي فائضة لصالحهم جميعا عوضا عن تقديمها هدية للاستعمار والاحتلال وهو يقتات على فضلات مؤامراتهم.. ان فهم واستيعاب الايديولوجية العلمية بشكل جيد ومرن واعطاء العقل حريته لا يمنع من التفائل بان شيئا جديدا افضل من سابقه قد يفعله اوباما ولا مبررعلمي لاستقباله بالرفض وتحجيم دوره وجعله اداة فقط بيد المخابرات الامريكية وهو ذلك الشاب الممتلأ ذكاء وحماسا وطنيا وانسانيا وله خطاب متوازن وقابل للتطبيق بعقلية متفتحة ثم انه لا يدعي القدرة على تحقيق المستحيل ويعلم جيدا العقبات والصعوبات التي تواجهه وقد ينجح او يفشل وهذا يعتمد على احواله وظروفه الذاتية والحزبية والموضوعية الامريكية والعالمية.. ليس صعبا ان نكرر طبع واستنساخ المواقف والرؤى ولكن يجب ان نسأل انفسنا ماذا حققت لنا مواقفنا الجامدة هذه وماذا سيحقق لنا عقلنا عندما نحركه ولو قيلا على اساس العلم والمتغييرات االدولية..ان اوباما ليس ماركسيا وليس اشتراكيا جامدا حتى تريدوا ان تطبقوا عليه الماركسية وانتم غير قادرين على فهمها وتطبيقها على واقعكم والاستفادة منها وطنيا.. انه انسان واقعي قد يفيد بلده والعالم بعيدا عن الايديولوجية الماركسية وهي صحيحة جدا ولكن بحاجة الى من يقتنع بها ويفهمها فلا تعتبوا او تطالبوا من لا يقتنع بها وتلومونه على ما يؤمن ويطبق وتتركون انفسكم للتشائم وانتم مدعيها دون نتيجة على الارض ..لقد رفض الرجل الحرب على العراق قبل ان يبدأ بوش فشله وهو الذي اضطره الى الاعتراف بذلك الفشل والبكاء علنا امام زوجته وكان يعارض مواقف واجراءات بوش ويستهزأ منه مبتسما متمكنا من نفسه واثقا من صحة ارائه واوعد بسحب قواته من بلادنا وتسليم العراق الى العراقيين فهل العراقيون قادرون على استلام بلادهم وصيانته؟ لايمكن في هذه الحالة الوقوف بوجهه والقول انه يكذب لان الامر يتعلق بالمصالح الامريكية التي تقررها المخابرات المركزية وكأنما هو صنم يوقع فقط على ما تراه تلك الاجهزة وليست تعرض امامه الموقف وهو الذي يدرس ويقرر بالاضافة الى قوى حزبه في الكونكرس. صحيح ايضا بان الحكم في امريكا بيد المؤسسات وليس بيد الرؤساء وهذا امر جيد يميزالديمقراطية في امريكا ويمنع الدكتاتورية رغم تحكم اصحاب رؤؤس الاموال الى حد بعيد خاصة اثناء الانتخابات الرئاسية ولكن على الكاتب والمحلل ان لا يرمي بثقل تفكيره على هذا الموقف الايديولجي دون التصرف به وفق الاحداث والمتغيرات واعطاء الشخص بعض الهامش والحرية في التأثير واحداث التغيير والا فسيكون جميع الرؤساء الامريكان بنفس الحالة الجامدة تحركهم المؤسسات الامريكية واصحاب الشركات الكبرى وفي مقدمتها المخابرات الامريكية ولا فرق بين رئيس ورئيس. وهنا يكمن الخطأ لان اصحاب هكذا رأي وموقف يتحكم به رأيهم الايديولوجي المسبق عن امريكا وعن مواقفها من قضاياهم التي لم يشاركوا في بنائها وتقويم اخطائها تسيطرعليهم حالة من التشائم اتجاه المقابل وعدم معرفة الطرق والوسائل المتجددة في مواجهته واثبات الذات وتقريرالمصير بمختلف الطرق والوسائل وبناءا على قوة الموقف الذاتي وحجم تأثيره في الاخر. فهل للقوميين والاسلاميين في منطقتنا من تأثير مباشر وايجابي في الاحداث المحلية حتى يعتمد عليهم الشعب وحتى تسمع لهم امريكا وتحسب حسابهم المؤؤسسات الامريكية والشركات العملاقة؟؟ ناهيك عن تلك الاقليمية والدولية..فهل ارتقى الموقف الفلسطيني مثلا في تأثيره العالمي لكسب حقوقه الوطنية في هذه الايام كما حصل اثناء انبثاق حركات التحررالوطني الفلسطيني ومسيرتها النضالية التي اجبرت العالم على الاعتراف بها وانتزاعها حق الاعتراف العربي والدولي كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وما مؤامرات التسويات الاستسلامية التي فرضت على الشعب الفلسطيني الا في اتجاه اخضاعه وحرفه عن طريق النضال الصحيح..اقصد من كلامي هذا ضرورة بناء الموقف الذاتي الفاعل قبل تقييم مواقف الاخرين والانجماد ازائها بموقف متشائم. لا اقصد من كلامي ودعوتي بالتفائل ان يحل اوباما مشكالنا بتفائلنا وتصفيقنا له, بل قد تلتقط بعض الاجراءات التي تصب في صالح الخيرعموما وبعض الخير يشمل اصحاب المواقف المتفائلة.. فاوباما كشاب اسمر نشط وذكي ومن منحدر طبقي فقير ومن قارة افريقية جائعة يؤمن بقدرته على تغيير الاحوال في امريكا المؤثرة في الوضع العالمي لا يمكن استقباله بالتشائم وانما بالتفائل الحذر مع المتابعة والمراقبة والحكم عليه من خلال النتائج فقد طرح موضوع الانسحاب من العراق ضمن فترة زمنية معقولة فهل هذا الموقف يدعو الى التشائم ام الى التفائل بشرط ان يمتلك العراقيون موقفهم الذاتي الوطني وقدرتهم على ادارة بلادهم وابعادها عن حدوث حرب اهلية او فوضى بعد اكمال الانسحاب. فهل هذا متوفر وهل لأصحاب التحليلات المتشائمة دورايجابي في صنعه؟ ثم ان الرئيس الجديد اوباما يحث الخطى في سبيل حل القضايا الامريكية الداخلية وقضايا العالم الدولية التي تتحكم فيها امريكا ولها دورها المركزي كالقضية الفلسطينية فقد ارسل مبعوثة جورج ميشيل وهو افضل المفاوضين الامريكيين وعلى اتصال وقبول من قبل السلطة الفلسطينية لاحياء عملية السلام بصرف النظر عن الموقف من مدى فائدة عملية السلام ودور السلطة الوطنية الفلسطينية ومسار العملية ومن يخطأ ومن يصيب.. حيث ان العالم يفهما بهذا الاتجاه والموقف الاوبامي سيكون افضل من موقف بوش في كل الاحوال ونتائجه ستعتمد على دور المفاوضين وسير الاحداث دون ان يفهم حسب موقف ثوري لم تتوفر شروطه وظروفه وآلياته, دون المطالبة من اوباما ان يقدم فلسطين هدية للفلسطينيين لانهم يتمنون هكذا تاركا عرض الحائط المصالح الامريكية في المنطقة والعالم. ثم ان فكر اوباما وخطابه العلماني وموقفه المتوازن بين الاديان ومعتقديها ودعوته للحرية والتحرر من تأثير الكنيسة.. الم تكن موقف تدعو الى التفائل والتبشير بالخير..؟ ان موقفه من المرأة الامريكية ومساواتها القانونية مع الرجل بحيث ساواها معه قانونا بالراتب وجميع الحقوق دون تمييز وهذا موقف لم يرض اصحاب الكنيسة والمحافظين الامريكان ورجال الاعمال الذين ما زالوا يستغلون النساء في امريكا برواتب اقل من رواتب الرجال.. فماذا يقول المتشائمون ازاء هذا الموقف المتقدم على مواقف بوش الرجعية.؟ الحاحه على الكونغرس الامريكي وخاصة ممثلي الحزب الجمهوري للاسراع بالتصويت لحل الازمة الاقتصادية التي تبدأ بتوفير فرص عمل لملايين العاطلين ومساعدة اصحاب الدخل المحدود لتسديد اقساط المساكن التي يسكنوها اذن هي اجراءات معقولة في ظل طبيعة الحكم والحياة في امريكا وارجو من المحللين ان لا يزيدوا من انجمادهم ويطلبوا من اوباما ان يكون ماركسيا او اشتراكيا..ولو اعلن بالكلام كذلك الم يعلو له التصفيق ام يستمر التشائم ولو انه افتراض نظري؟ انه انسان جيد يمكن ان يخدم الفقراء اولا في بلاده وفي العالم ويساعد في حل المشاكل الدولية بافضل الطرق الامريكية ليس الا.. ومن يطالبه باكثر فهو انسان غير واقعي يختنق بنظريته الصحيحة وهو الخاطي لانه لا يفهمها ومتورط بها وخارج مستوى الحياة التي نعيشها وتأثيراتها ..لقد دعى اوباما في خطابه الى احترام العالم الاسلامي وحل المشاكل عن طريق الحوار والمفاوضات والاعتراف بالاخر وقال ان الارهابيين في الدول الاسلامية قلة قليلة والمعتدلين هم الغالبية,يجب التعامل معهم واحترامهم في سبيل هزيمة الارهاب وهذا موقف جيد.. كذلك توجهه للحوار مع ايران لحل المشاكل التي تخدم المصالح الامريكية ونحن كعراقيين ان كنا بمستوى المسؤؤلية الوطنية ان نرتقي الى مستوى استحصال حقوقنا دون تصرف امريكي او ايراني بها وهنا نقطة الحذر والترقب والتي تستدعي نضال ووحدة وطنية.. ارجو من المتشائمين ان يتفائلوا لوحدتهم الوطنية ويطوروها ويؤازروها وهي في مخاض عسيرفلمواقف اوباما الديمقراطية على الاقل حافزا للتقدم الى امام نحو الديمقراطية اولا وليس الوقوف موقفا انتقائيا جامدا .. ومن اجراءاته الاخيرة التوجه الى اوربا واشراكها في حل المشاكل الدولية دون عزلها كما فعل بوش ظانا بقدرته على السيطرة على العالم بمفرده ولنهب خيراته لصالحه كما ان اوباما يعتقد بحل مشاكل العالم ليس عن طريق الحروب وانما المفاوضات والتعاون الدولي...لا اقول بان اجراءاته هذه هي المثال الصادق لحل مشاكل العالم خارج المصالح الامريكية والاوربية التي ما زالت مصالح استغلالية ولكنها افضل من اجراءات بوس وتستحق التفائل كما ان التفائل وحد لا يحل المشاكل ولكنه افضل من التشائم.. فلماذا لا نتفائل مع جميع هذه المعطيات المهمة التي يسعى اوباما لتحقيقها وهو لم يبلغ الشهر منذ تنصيبه.. فلا داعي للتشائم كما لا داعي للافراط في التفائل لان اصحاب الحق عليهم الاعتماد على قدراتهم الذاتية ثم االنتباه الى الاخرين بتفائل عندما تكون هناك مؤشرات للتفائل.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان العزيزان ذياب مهدي محسن وكامل الشطري
- المثقف والاعلامي اليساري ودورهما في خدمة الشعب ...او خدمة ال ...
- علاقة الحزب الشيوعي العراقي بالقيادة الكردية ونتائج الانتخاب ...
- نتئج انتخابات مجالس المحافظات..دروس وعبر
- الاخ احمد الناصري يناقش (مشروع لجنة التنسيق) بأستحياء
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الاخيرة
- القضية الكردية ودور الشعب العراقي
- القنصل الايراني في البصرة يستشعر الخطر
- تحية وطنية للاخ عبد الحسن يوسف
- البديل الانتخابي (التيار الوطني الديمقراطي)
- ضرورة التركيز على الاساسيات وترك الثانويات
- حلم امبراطورية الحكيم الطائفية في العراق
- اوباما وخطاب التنصيب وابتسامة الامل
- لم اتوقع
- بدأها بحرب وانهاها بحرب
- نقد الفكر الطائفي يتم بنشر العلم والمعرفة
- الشباب الواعي قادة المستقبل
- اعتذار
- مشاركة ام مقاطعة
- وعي المسؤولية حوار مع الاخ جمال محمد علي


المزيد.....




- السعودية.. بلقيس تثير ردود فعل واسعة بتصريحات حول عدم مشاركت ...
- من بينها فيروز وشريهان.. لبنانية تُجسد صور نساء ملهمات بأسلو ...
- في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر ...
- رئيس -الشاباك- الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على ...
- نائب بريطاني يستعين بنجمة من بوليوود لدعم حملته الانتخابية ( ...
- Tribune: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو في 8 يوليو
- مصر.. قتلى وإصابات في حادث سير
- تحقيق يرجح أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب فرانس بر ...
- الحرب في غزة| قصف إسرائيلي يستهدف مدرستين تابعتين للأونروا و ...
- تعرّف على -أونيغيري-.. النجم الخفي بين المأكولات اليومية في ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد العالي الحراك - التفائل مع اوباما وليس التشائم