ماجد ساوي
شاعر وكاتب
(Majed Sawi)
الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 03:06
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لم يكن النبي سنيا ولا شيعيا ً , فمن أين اتى هذا التقسيم؟. الرواية السنية للخلاف مع الشيعة تقول ان يهوديا ً - عبدالله بن سبا - زعم ان علي بن ابي طالب اله وانه دعا للخروج على عثمان - الخليفة الثالث- وانه مؤسس الطائفة الشيعية , بينما تقول الرواية الشيعية للخلاف مع السنة ان الصحابة سلبو علي بن ابي طالب حقه في الخلافة وسار السنة على ذلك الى يومنا هذا .
بعيدا ً عن الخلافات الفقهية فالصراع السني الشيعي قديم وعو يعود في كل مرة يتم ضخ اسبابه في شرايين المجتمع وتأجيج مكوناته بحيث يحدث الصدام الذي يكون عادة دمويا ً كما في حادثة اليوم - التي فجرت فيها احداهن نفسها في جمع من زوار الحسين بن علي وهذا الصدام هو صدام بين طائفتين لا مبرر له لا دينيا ولا عقلانيا ً.
العلماء في كلا الفريقين يحملون وزراً لكون الصراع ديني اولا ً , فلا العلماء السنة يقبلون التراجع عن افكارهم المتجمدة حول الشيعة ولا الشيعة يقبلون تجديد فكرهم بالدخول في تيار السنة والتخلص من ترسبات الخلافات الاولى بين الصحابة . وتجمد العقل وتوقفه في هذا الصراع الذي مضى عليه ما يزيد على الف وثلاثمائة سنة محير حقيقة وكلنا يعلم ان الانتماء الطائفي في الاسلام محبب ومندوب كثيرا ً لانه انتصار اولي للحقيقة لكن المشكلة تحدث حينما تتصادم الحقائق وتضيع الحقوق ويزعم كل فريق امتلاكه للحقيقة وكونه على الحق فيصبح الانتماء المندوب انتماءا دمويا ً مذموما ً , وتصبح عقلية غزية العربية فاعلة بشكل واضح هنا .
اعتناق الاراء الفقهية لا بأس به , لكن الخروج من مظلة الجماعة المسلمة العامة الى فرقة او حزب او تكوين خاص منغلق عدواني هو المرفوض , والنظر بعين الريبة والشك الى بقية الامة , هنا تحدث التصادمات وهنا يكون للعقل الغاء تام ويكون الاتباع بلا عقول والصراعات على كافة الجبهات . الانغلاق والتعصب الطائفي ربما يكون اكبر اسباب تجدد الصراع الشيعي السني ولا اسس دينية لهذا الصراع مقنعة فكل جانب يزعم انه الاسلام وكل فريق يزعم احقيته بحمل المشعل المضيء القرآني وكل من يخالفه فهو في ضلال .
#ماجد_ساوي (هاشتاغ)
Majed_Sawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟