أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فدوى أحمد التكموتي - ليلة العرس














المزيد.....

ليلة العرس


فدوى أحمد التكموتي
شاعرة و كاتبة


الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


أيها القبر , يا رفيق دربي , ووحدتي وغربتي , ألم يحن الوقت أن تدخل الديدات , وتأكل لحمة جسدي , إني أراها هناك , بين شريان الأرض , تسبح بين كل الشوارع والأزقة , وتبحث عن أكل لها , لقد مر الزمان تلو الزمان وهي خاوية البطون , ألا ترحمها يا حفار القبور وتفتح لها قبري , وتحتضنها أبوابك , فقد أكل الجوع بطنها , ومغص الأمعاء يمزقها , وظمأ شديد في جوفها , ألم يحن الوقت لتفتح لها باب النعيم وتأكل لحمة جسدي وترتوي من أوردة دمي....

إني أرها , زاحفة مترددة بين الاقتراب وبين الابتعاد, هي لن ولم تخافك وإنما هي تؤمن بطقوس شرائع اللاوجود, العدم , ناموسها تحفظه في ذاكرتها , فهي لا تتعجل في فعل شيء قبل أوانه حتى لا تحرم منه مطلقا في أوانه, هي عكس قانون البشرية , إني أراها , تتألم جوعا , تدور في أزقة كل المقابر , ولم يحلو لها إلا هذا القبر , لأن رائحته عطرة , فيها عنبرالوداعة المفقودة في زمن تلاشت فيه كل الفضائل , وفيه عطر البراءة حيث انعدمت في زمن كله بات خريفا في خريف , وفيه رقة الإحساس وتدفق مشاعر الحب الصافي النقي , وطهارة الروح , في زمن كله مليء بالحقد والكراهية , وأرواح فيها خليط من مسك تلوث الفضاء الداخلي والخارجي للوجود , ألا رحمتها يا حفار القبور , وفتحت لها قبري ,لتأكل لحم جسدي , وترتوي من أوردة دمي , إني لعمري بها أشفق على جوعها , وعلى ظمإها , اتركها تدخل قبري , وتأكل لحمي , تشرب دمي , إني برب المخلوقات أتحسر عليها رحمة وشفقا , فقد مللت وحدتي هنا في قبري , أريدها معي , أريد أن أتحسس أني فعلا أتلذذ بطعم أكل لحمي من أحلى ديدات الأرض , وليس من أكل لحمي من المخلوقات من البشر.

أيتها الديدات الرائعات , الشامخات , التي تزحف في الأرض , وتؤمن بناموس العدم , تعالي في أحضاني , فأنا قررت أن أفتح قبري بيدي , ولا أستأذن من حفار القبور أن يفتحه , إني الآن قررت الانسلاخ من توارث المذلة , لحفار قبور البشر , وأفتح قبري بيدي , حتى تدخلين كعروس على عريسها ليلة الزفاف , وتتلذذين بطعم خمرة أوردة دمي , ولحمة جسدي , حينها ستجدين أنك فقدت البكارة , وتبدأ ملحمة التزاوج بيني وبينك أيتها الديدات الرائعات....


لا تكترثي بآلامي , حينما تعضين أي طرف من لحمة جسدي , لا تشفقين علي , بل إني سأكون في قمة سعادتي لما تأكلين جسدي كله , كيفما تريدين , دفعة واحدة .... أو عبر دفوعات ... حتى لا تأتيك التخمة , فتكون سعادتي أطول لما تأكلين لحمة جسدي على دفوعات وعلى مر السنين الطوال ...

لأنك أنت الوحيدة أيتها الديدات الرائعات تستحقين لحمة جسدي وتأكلينها , وتشربين من أوردة دمي خمرة مقدسة , ولن يأكلها بشر من بني جنسي ...

أيتها الديدات , هاهو قبري يفتح الآن ... بل فتح .... فاقتربي , اقتربي , دفوعات ... كيفما كان عددك , وكيفما كانت كثرتك ... تقدمي نحوي , اسرعي ... تقدمي , هيا فقد مللت وحدتي , غربتي , بيني وبين قبري , هيا حبيباتي , هيا أيتها الديدات الرائعات ...

اليوم يوم عرسك , وأنا هو الزوج المنتظر , هيا ادخليني , احتويني , اقتربي , مزقي جسدي , اكلي لحمي , اشربي أوردة دمي , اقتربي الآن ... أكثر فأكثر ... قوة بعد قوة ... اخترقيني , مزقي ثوب البكارة , وامزجي دمي بدمك ... الآنَ ... الآن أنا هو قدركِ , زوجكِ الأبدي في العدم , اقتربي , فغشاء البكارة قد اخترقته فهيا اروي ظمأك بأوردة دمي , واشبعي جوعك بلحمة جسدي ... ولا تتركيني من الآن وحدي , في ظلمتي مع قبري , وغربتي , ووحدتي مع كآبة ذاتي ....

أيتها الديدات الرائعات , اكلي كثيرا ... لكن لا تأكليني دفعة واحدة , حتى لا أعود ووحدتي وغربتي مع قبري ... أريدك أن تعيشي معي , فترات من الزمن بل الزمن الأبدي في العدم ....



#فدوى_أحمد_التكموتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغاثة الكتاب العربي بلسان قارئة عربية
- نظام الشبكة والأخطبوط
- بين الفلسفة والسياسة
- ثورة مداد عربي
- أرض النقاء *غزة *
- الشعوب والحكام هم فاكهون ...
- رسالة إلى أصحاب الكراسي
- حديث الروح بين جسدين * الوصلة الأولى *
- رسالة حبيبين إلى القدر
- مات جيفارا وبقت روحه وكلماته الثورية
- بين الإجبار والاختيار
- آه من العيون والسهر
- الدرس المفيد موازية لقصيدة الشاعر الكبير نزار قباني * رسالة ...
- هل للحلم نهاية
- نبأ هام جدا جدا جدا
- الهرم الرابع... أنت المستحيل يا محمود درويش
- رصاصة في قلبي
- ثورة أنثى
- رسالة إلى حبيبتي
- لن أبيع ذاتي


المزيد.....




- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فدوى أحمد التكموتي - ليلة العرس