|
مهرجان الفيلم العالمي - برلين
عصام الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 08:28
المحور:
الادب والفن
مهرجان برلين العالمي يوقد أضواءه على أرض الحرب الباردة دراما سينمائية توقظ المشاعر
عصام الياسري Isam Al-Yasiri /
يدخل مهرجان برلين السينمائي العالمي من 5 إلي 15 شباط (فبراير) 2009 عامه التاسع والخمسين، علي ارض شاسعة، كانت في يوم ما في عهد الحرب الباردة تابعة لدولة ألمانيا الديمقراطية.. إلي هذا المكان الحديث بأعماره وفضاءه، "ساحة بوتسدام" المدينة الصغيرة الشهيرة، انتقلت منذ أعوام مواقع ودور العرض الخاصة بالمهرجان ومراكز الصحافة والإعلام وتجارة الأفلام وممثلي شركات الإنتاج العالمية، من كل الأطياف والألوان، حيث كان مركز المهرجان حتى عام 2004 في أماكن أخري من مدينة برلين الجميلة.. بين المقاهي وصالات اللقاءات وصخب الفنانين وفضائحهم، ستتعانق الأحداث مع عالم الفنون وينسي الناس لأيام همومهم، التي يعانون منها كما كانت المدينة تعاني يوماً من مسرح الأحداث السياسية التي شغلت العالم وقسمت المجتمع إدارياً واجتماعياً، فكرياً وسياسياً وحتى ثقافياً. ومهرجان برلين السينمائي في حاضر كينونته كحدث فني هام، واحداً من أهم المهرجانات السينمائية في العالم. فأهميته واعتباراته الفنية أخذت تتزايد علي كافة المستويات بعدما كان لفترة طويلة تحت إدارة رئيسه السابق السيد موريس دي هادلن Moritz de Hadeln مثاراً للجدل والاستهجان. ومنذ تولي السيد ديتر كوسليك "Dieter Kosslick" رئاسته قبل ثمان سنوات أخذ يتدرج في التحسن من ناحية النوع والشكل والمضمون. لكنه وللأسف بقي علي ذات النهج الذي كان يسير عليه خلفه، غارقاً في أحكامه، عاجزاً للتخلص من عقدة الانحياز السياسي والحضاري. فلا تزال إسرائيل تحظى بحصة الأسد في المهرجان، ومشاركتها الفعلية من الأفلام يزيد عن مشاركة دول معروفة بحجم إنتاجها علي المستوي الفني والنوعي والكمي كالهند والصين وروسيا مثلاً، ناهيك عن الإنتاج العالمي الذي يشكل نوعاً من الترويج السياسي لها، الأمر الذي كان ولايزال يثير التساؤل والاستغراب. ولا يقاس هذا علي الإطلاق مع حجم المشاركة العربية وهي 22 دولة لم تمنح واحدة منها منذ عقود فرصة المشاركة حتى المتواضعة رغم ضخامة الإنتاج وتطوره علي المستوي الفني بالقياس العالمي.
أفلام الفوروم
ويتناول المهرجان الرسمي كما يطلق عليه فنيا، إلي جانب أفلام المسابقة الطويلة ألـ 26، والأفلام التسجيلية والقصيرة. أفلام الفوروم ومهرجان أفلام الأطفال، والفيلم الألماني الحديث والبانوراما "تسجيلي وشبيسيال" بالإضافة إلي الرتروسبكتيف وبرسبكتيف وأفلام التكريم "Hommage" ، كلها تتناول مواضيع هامة عدة. مشاكل الناس والمجتمع، في السياسة والحرب والفقر والهجرة، كما تحمل نوعاً من الإثارة والانفعال، في الحب والرومانسيه أو معالجة المشاكل الاجتماعية بموضوعية بعيداً عن الاصطناع.. وسيكرم المهرجان بجائزة "الكاميرا" لعام 2009 المخرجة الفرنسية المعروفة كلاودي شابرول Claude Chabrol لعملها المتفاني في إنتاج الأفلام المتميزة، والمنتج الألماني في مجال السينما والتلفزيون كونتر رورباخ Gunter Rohrbach. وتتكون لجنة التحكيم من سبعة أعضاء علي رأسهم الممثلة العالمية الحائزة علي جائزة الأوسكار Tilda Swinton تيلدا سوينتون. من جديد سيتمكن المشاهد الأوروبي، وبشكل خاص الجمهور البرليني من متابعة المهرجان بشكل مفصل عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحفية المباشرة، ومن علي محطات التلفزة المحلية والعالمية. كما سيشاهد علي مستوي أربعة شبكات تلفزيونية ألمانية وأخري أجنبية، أفلام المهرجان الـ 26 المتنافسة علي قطف الجوائز، وغيرها من أفلام البانوراما والفوروم والأطفال. كذلك سيشاهد المقابلات مع نجوم السينما، وكل ما يعرض يوميا من أحداث سينمائية خلال أيام المهرجان علي مدي مرتين في اليوم، مساءً وأخري بشكل مفصل في آخر الليل. بالإضافة إلي العرض العالمي المشتركDigital الذي تقوم بنقله مؤسسة أي سي سي الإعلامية وعلي الانترنيت. أفتتح المهرجان وسط حضور إعلامي وسياسي وفني كبير، في صالة العروض الرئيسية للمهرجان بفيلم من إنتاج أمريكي ـ ألماني مشترك بعنوان " العالمي The International " من إخراج توم تيكوير Tom Tykwer وبطولة كليف أوفين، ناعومي واتس، ارمين ميللر، بوين اوباين و جاك مكين. والفيلم إلي جانب أسلوبه الفني الرفيع واستعمال المخرج تقنيات فنية وتصويرية عالية التصنيف. الحركة والضوء والإنارة والخدع السينمائية والتمثيل وانتقال الكاميرا من موقع لآخر في مدن كثير كبرلين ونيويورك ومايلاند واستنبول، أضفت علي جوانب الفيلم الأخرى رمزية دافئة شديدة القبول. يبقي فيلماً سياسياً بامتياز، تشكل أحداثه منظومة تتحكم فيها شبكة اقتصادية " بنوك " وصناعية وسياسية مترابطة عالمياً، هي التي تخطط وتقرر، كيف ومتي وأين يتم إلي جانب تسويق الانقلابات، بيع السلاح. تركيا وإسرائيل، هما أهم وسيطين لتسويق السلاح في دول العالم الثالث ومنها الشرق الأوسط لتحقيق رغبة مؤسسات الإنتاج العسكري المرتبطة بشكل مباشر بأصحاب القرار السياسي.
دراما توقظ المشاعر
وفي نظري إن المهرجان يأتي في ظرف شديد الإحساس، تشكل فصول الحرب في غزة، حدثاً درامياً يوقظ المشاعر، جراء تعرض مئات الفلسطينيين للقتل من بينهم الأطفال والنساء الأبرياء علي يد الآلة الحربية الإسرائيلية التي استعملت في حربها علي غزة كل وسائل الدمار بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً، وزادت من معاناتهم وحجم الكوارث والضياع والتشريد.. أعتقد أن أيام المهرجان ستشكل فرصة أمام الصحافيين ووسائل الإعلام لأن يعبروا عن إدانتهم للحرب، وأن ترتقي كتاباتهم إلي مستوي كشف الحقيقة ونشرها كجزء من حملة احتجاج شديدة ضد الحرب والإبادة الجماعية للفلسطينيين، وبالتأكيد سيترك ذلك أثراً بالغ الأهمية علي المستوي السياسي والإنساني، يكون الفضل فيه لأصحاب الفكر والإبداع في مجال فن السينما، ورصد وسائل الصحافة لها إعلامياً وثقافياً لنيل موقعها الحضاري لخدمة الإنسان والمجتمع.
الزملاء الأعزاء تحية ومودة تجدون مرفق مقال للنشر ، مع جزيل الشكر والتقدير عصام الياسري / صحفي وسينمائي
#عصام_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظام الرسمي العربي ما بعد غزة يضيع بين استراتيجيات متباينة
-
تحية للمجهولين أبطال الصحافة والإعلام اللذين يعملون بمهنية و
...
-
الروائي العراقي صبري هاشم يحلق بعيداً إلى كبد السماء.
-
عوالم جميل الساعدي في تركة لاعب الكريات الزجاجية.
-
العمل على إنهاء المجازر وقتل الأبرياء والصحفيين في العراق وا
...
-
محمود درويش: هزمتك يا موت الأغاني في بلاد الرافدين
-
وقائع في كواليس أمسية شعرية في ألمانيا
-
إشكاليات الجالية العربية في المهجر.. أفكار وحلول !!
-
مغتربون منفيون.. أم هم حصان طروادة
-
ماذا جنى المغترب في يوم الاحتفاء باغترابه
-
المتأدلجون الجدد
-
ديتر آبلت .. موهبة ألمانية أحب الشرق وحلم باحتضان رمال صحرائ
...
-
اذا ما توقفت الحضارة تاثر الغناء
-
الجاليات العربية في المهجر بين النقد اللاموضوعي والاقصاء
-
الحروب أحد أسباب تراجيديا الصراعات النفسية عند الأطفال..
-
هل يعيد النظام الجديد في العراق إلى الأذهان فكرة صدام الخطير
...
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|