أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم المطير - عن التباسات خسارة الحزب الشيوعي وقوى الديمقراطية ( 2 )















المزيد.....

عن التباسات خسارة الحزب الشيوعي وقوى الديمقراطية ( 2 )


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 07:58
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


لكل انتخابات ، من كل نوع وفي كل بلد ، نتائج وأفكار تكشف عن قيم ومعان ذات مدلول متصل بالعمل السياسي بل تتميز بكونها الشكل الأكثر تطبيقا للمبادئ والبرامج الديمقراطية . هذا الكلام ينطبق أيضا على انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في العراق يوم 31 – 1 – 2009 وهي الانتخابات التي حملت تصورات متعددة عن أهميتها وأهمية نتائجها كما حملت أوصافا ومقولات مختلفة عن وظيفتها الأساسية . من الأوصاف والمقولات التي ظهرت بعد إعلان النتائج الأولية أن الخلاصة الرئيسية لهذه الانتخابات أنها كانت تطبيقا للديمقراطية العراقية الدستورية الباحثة عن الحلول التوفيقية بين الأحزاب والطوائف والى تخفيض مستوى القهر الذي واجهه الشعب العراقي منذ زمان طويل . هذا هو الرأي الايجابي عن واقع نتائج الانتخابات وهو تقييم صائب من دون شك . كما قرأتُ بعض الآراء التي اعتبرت نتائج الانتخابات بغض النظر عن تفاصيلها هي فضيلة من فضائل الوضع الجديد في عراق ما بعد صولة الفرسان التي أعادت الأمن والأمان في كل أنحاء العراق . وبغض النظر أيضا عمن فاز وعمن خسر من القوى المتنافسة بل اعتبر الفوز الأساسي كان مسجلا باسم العراق كله ( وجهة نظر الشاعر العراقي يحي السماوي ووجهة نظر سكرتير الحزب الشيوعي حميد مجيد موسى ووجهة نظر كتاب آخرين منهم محمد علي محي الدين ) . مع الأسف الشديد أننا حتى الآن نشاهد ونسمع من يعتقد أن القصّر والبالغين والشباب والشيوخ من الشيوعيين قد خلقوا لتقديم التضحيات . وهناك من يعتقد أن كل الشيوعيين يحظون بحب الجماهير .. وان كل شيوعي مولود بيد قابلة ديمقراطية .. وان كل شيوعي مكتسب الجنسية الديمقراطية ..! ولهذه الأسباب جميعها فان خسارة الشيوعيين لا يمكن النظر إليها إلا ضمن السرد المتخيل عن ( انتصار العراق كله ) وهذا أمر لا يحمل أية متعة انتخابية صادقة ، خاصة إذا ما عرفنا انه في كل انتخابات ــ حتى في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة ــ يكون فيها الفائز بغاية السرور بينما الخاسر بغاية الكآبة والألم . لهذا السبب ذاته لم يتلكأ الرئيس الأميركي باراك اوباما في إسناد منصب وزارة الخارجية إلى غريمته الخاسرة في الانتخابات التمهيدية ، هيلاري كلينتون ، بهدف طمس آثار الألم في أعماقها و الذي نتج عن خسارتها في المنافسة الانتخابية .
من الناحية الواقعية أن حال الشيوعي العراقي مثل حال المواطن العراقي مطحون بالمعاناة ومتعب إلى أقصى حد . أنه يبحث مع الجميع عن نور الشمس الديمقراطية بمعانيها القادرة على تخليصه من القهر والاستبداد والفقر والبطالة والمرض وغير ذلك من أزمات اجتماعية مرتبطة من وجهة نظر الناس بما تفرزه الانتخابات ذاتها . وقد كان لنتائج الانتخابات في 31 – 1 – 2009 ــ مثل كل انتخابات وفي كل مكان ــ أهمية قصوى تتعلق بحياة الناس ومستقبلهم وتطور مستوى حياتهم . ففي العادة والتجربة الإنسانية أن الفائزين في الانتخابات يحتلون ( مكان السلطة ) وربما يكون الفائزون غير مؤهلين بينما الخاسرون أكثر أهلية يحتلون ( مكان الهامش ) بعد الانتخابات . لذلك فالنظرية القائلة ( العراق هو الفائز ) لا يمكن أن تكون نظرية معيارية مناسبة من الناحية الواقعية . بل كانت ثمرة هذه الأفكار كلها هي الخسارة غير المتوقعة للحزب الشيوعي وحلفائه باعتبارها قوى أصيلة في منهجها وقيمها ونزوعاتها الديمقراطية وهو تناقض يحتاج إلى غاية الجرأة لمعرفة أسباب التجاوز عليها أمام صناديق الاقتراع . أول المعرفة ينبغي أن تنهض من الحزب الشيوعي نفسه باستدعاء نفسه وخصوصا قيادته للمحاسبة والمراجعة والمكاشفة والتساؤل عن المعنى العميق الذي تحمله الخسارة الانتخابية بعيدا عن الكلام العاطفي وبعيدا عن حالتي الاستغراق في الذات ( تصريح حميد مجيد ) وجلد الذات ( مقال الكاتب إبراهيم البهرزي ) بل البحث عن موقف انتقادي إصلاحي يفيد في رفع مستوى القوة الداخلية للشخصية العراقية ، الشيوعية والديمقراطية ، استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة .
كما هو معروف أن الانتخابات هي نوع من آلية حركية تتمتع بقدرة كبيرة في رفع مجموعة من الناس لتولي شئون الحكم في مرحلة محددة من الزمن (4 سنوات ) وهي بكل الحالات لا تعتبر مقياسا عما يسمى " سيادة الشعب " أو " الإرادة الشعبية العامة " حسب المبدأ الديمقراطي الكلاسيكي . لذلك فأن إجراء دراسة معمقة واسعة عن سبب اختيار المواطنين العراقيين لكثير من القوى والأحزاب الدينية والشخصيات المستقلة لتبوأ منصب السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية والوسطى بينما لم يمنح تصويت الناخبين تفويضا أو تأهيلا مناسبين لقوى عراقية رئيسية كانت قد أفصحت برامجها منذ تأسيسها عن مبادئ ديمقراطية حقيقية وعن الدور التشريعي للشعب العراقي .
أسئلة كبيرة تدور على ألسنة الناس :
لماذا خسر الحزب الشيوعي في هذه الانتخابات لماذا خسر الحزب الوطني الديمقراطي لماذا خسرت الحركة القومية التقدمية لماذا خسرت حركة مدنيون ..؟
هل كانت هذه القوى معافاة من مرض الانعزالية ..؟
هل كانت صلات هذه القوى وطيدة مع الجماهير خلال الحملة الانتخابية ..؟
هل كان مرشح قوائم هذه القوى يحمل عوامل الجدارة ..؟
هل قامت قيادات هذه القوى بدراسة دوافع الناخبين وسلوكهم السياسي ..؟
هذه وغيرها من الأسئلة تدور الآن في الأذهان وهي تطفو إلى سطح النتائج الانتخابية بحاجة إلى أجوبة حقيقية وشجاعة وصريحة نابعة من مصداقية الديمقراطية ذاتها قبل أن يسرع هذا الطرف أو ذاك من الأطراف الخاسرة لتبرير القبول بنتائج الانتخابات كما فعل المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في بيانه الذي لم يتناول لا بيت القصيد الذي ساعد " المتفوقين الفائزين " ولا تعقب الجوانب السلبية التي رافقت مسيرة الخاسرين أو تجاهل الأسباب المتعددة لانعزال القوى الديمقراطية التاريخية عن التفوق في هذه الدورة الانتخابية . بهذا أخرج المكتب السياسي من التاريخ والتعليل والتحليل كل جدل حقيقي حول العقلية الإنتاجية الانتخابية القاصرة في نشاط الشيوعيين العراقيين ، خاصة وان هناك حاجة فعلية ماسة لمثل هذا الجدل إذ نحن مقبلون في نهاية العام الحالي على انتخابات برلمانية جديدة يجب أن يبتعد فيها الشيوعيون عن كل مثال ومقياس ومرجع برروا فيها خسارتهم في انتخابات مجالس المحافظات . إن القبول والامتثال بآراء المكتب السياسي من دون التحري عن الأسباب الكامنة في النشاط الشيوعي القيادي والقاعدي خلال المنافسة الانتخابية ، في كل المحافظات الأربعة عشر ، سيؤدي حتما إلى بقاء قصور في الرؤية .
لا بد لي من إثارة الانتباه هنا إلى ما يلي :
(1) كان أعلام الحزب الشيوعي وأعلام حلفائه ضعيف إلى أدنى الدرجات فلا جريدة " طريق الشعب " كانت ماهرة في التعبئة والتحريك ولا نشرة " مدنيون " الصادرة لمرات أربع خلال شهر كامل . أما موقع " الطريق " الالكتروني فقد كان وما زال بائسا ، نظريا وعمليا ، ومتخلفا عن الأحداث الانتخابية وغيرها . الحقيقة أقول أنني لم أشاهد أي مرشح من قوائم الشيوعيين والديمقراطيين في جميع المحافظات كان يتحرك بمستويات إعلامية قديرة أو حتى مناسبة .
(2) لم تتفهم غالبية مرشحي قوائم الحزب الشيوعي وحلفائه أن الانتخابات ليست مجرد " مناسبة للظهور " بل هي حلبة كبيرة تتنافس داخلها مختلف الأفكار والبرامج وربما هي مكان يتنافس فيه " الصقور " أيضا بأرقى أساليب التعبئة والتحريك وهذا كله يحتاج إلى اجتماعات يومية مع الناس ومع الجماهير لتبادل الآراء . من المؤسف أن اجتماعات مرشحي قوائم الحزب الشيوعي وحلفائه كانت تعقد بين (عشرات ) أو بضع ( مئات ) من الناس في بنايات مغلقة بينما القوائم الأخرى يعقدون اجتماعاتهم مع عشرات الآلاف من الناس في الفضاءات المكشوفة ، ولا شك أن الاجتماعات الأوسع توفر استجابة اكبر .
(3) كانت الفرضيات والأحكام التقييمية المعتمدة من قبل القوائم الديمقراطية ( مدنيون وشقيقاتها ) لا تـُستقى من الواقع العراقي وخاصة الواقع الريفي . أعني بالضبط أن تلك الفرضيات أهملت إهمالا يكاد يكون كليا كل نوع من أنواع التقييم الاستقرائي للممارسة الانتخابية من قبل العشائر العراقية ، فمع الأسف الشديد أن الحزب الشيوعي وحلفائه ما زالوا متعالين على العشائر العراقية في أهدافهم وفي وسائل عملهم الجماهيري انطلاقا من نظرة خاطئة مسبقة عن ماهية التماسك العشائري المتجدد في الفترة اللاحقة لسقوط نظام صدام حسين . فالعشائر العراقية تشكل في الوقت الحاضر نمطا ناهضا من أنماط التنظيمات الجماهيرية الواسعة التي لم يلتفت أو يصغي لها لا الحزب الشيوعي العراقي ولا القوى الديمقراطية الأخرى في وقت صاغت فيه الأحزاب الإسلامية العراقية ، السنية والشيعية ، منهجا لعلاقاتها مع العشائر كما كان الغرباء ، المحتلون الاميركان ، أذكياء في فهم الدور الجديد للعشيرة العراقية محولين إياها إلى أداة قانونية تعبوية ــ قوات الصحوة ــ لمكافحة الإرهابيين من تنظيم القاعدة وللمساهمة في أعادة أعمار البلد وفي زجها في الانتخابات البلدية أيضا ( ملاحظة : سأكتب لاحقا مقالة موسعة عن واقع العشيرة العراقية في الظروف الراهنة ) .
(4) إن الواقع التاريخي الحالي في العراق يحتاج إلى نفسية شيوعية متجددة متطابقة مع حاجات هذا الواقع من دون اختراع نظريات أو أفكار مثالية تتخذ من الماضي النضالي الشيوعي كفاية في الانتصار أو أفكار تراجعية تجد في استمرار اسم الحزب الشيوعي وعدم تغييره سببا في كفاية الانحسار أو الانكسار ( مقال حكمت حكيم في موقع الناس الالكتروني ) . من أجل تحقيق تأثير فعال في تغيير مسيرة الجماهير الشعبية فأن هناك حاجة فعلية لتواضع الشيوعيين العراقيين وتحررهم من أي شعور بالامتياز على الوطنيين العراقيين الآخرين . أرجح الظن أن قيادات الحزب الشيوعي عليها أن تلتقط الإشارات والنذر الواردة في مقالات السادة حكمت حكيم وكاظم حبيب ماجد فيادي وغيرها حول القصور الانتخابي وتسارع في نشرها في جريدة طريق الشعب من اجل تنشيط جدل حزبي وجماهيري عقلاني وديمقراطي وتنويري للتوصل إلى تحديد العلاقة بين العلة الانتخابية ومعلولها كي يمكن تحديد الآفاق الجديدة لنتائج بديلة في الانتخابات البرلمانية الوشيكة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 10 – 2 – 2009



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوجد ناس لا تغيرهم الحضارة ..!!
- استحقاق ما بعد الانتخابات (1)
- عن الجوانب الأكثر فضولية في نتائج الانتخابات
- أبو عليوي في البيت الأبيض ..!!
- أفكار صغيرة عن انتخابات كبيرة ..!!
- ميسون الدملوجي بين فقر الواقع الديمقراطي والمحاصصة الطائفية
- أيها السجناء السياسيون في البصرة
- يا سكان المدينة القوية آزروا أنفسكم بأنفسكم ..
- نداء من مثقفي العراق في الخارج لأهل البصرة الفيحاء
- هوميروس الأعمى يغني في مدينة العمارة ..!!
- عن رحيل معلمنا الكبير محمود أمين العالم
- لا يحمر ّ وجه الكذابين خجلا..!!
- عبوسي في بغداد ..
- أنا مع ميسون .. انتخبوها أيها الوطنيون
- عشق ومجد وقرنفل احمر وبانوراما جديدة
- هزّوا شباك العباس أيها الفقراء العراقيون ..!
- بوش الثاني ..وداعا ..!
- أيها المرشحون الديمقراطيون تعلموا من اوباما
- عن داء جديد اسمه الفساد الديني ..!!
- البصرة تزهر ولا تذبل بوجود كاظم الحجاج وصحبه


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم المطير - عن التباسات خسارة الحزب الشيوعي وقوى الديمقراطية ( 2 )