|
الأسرى الفلسطينون وصفقة التبادل ...
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 07:31
المحور:
القضية الفلسطينية
يتابع الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية وعائلاتهم في الخارج وكل أبناء شعبنا الفلسطيني،بقلق بالغ واهتمام شديدين ما يرشح من أنباء حول صفقة التبادل المتوقع انجازها بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية،والكثيرون من الأسرى وعائلاتهم وأبناء شعبنا،يثقون بان صمود وثبات آسري الجندي الإسرائيلي على مواقفهم ومطالبهم سيقود إلى انجاز صفقة مشرفة للتبادل،يتحرر بموجبها عدد كبير من الأسرى خارج إطار وكسراً للمعايير والتصنيفات والتقسيمات الإسرائيلية،والتي منذ توقيع اتفاقية أوسلو وحتى اللحظة الراهنة، وهي تتلاعب في هذا الملف وتستخدمه كورقة ابتزاز سياسي،وتستثني منه فيما يسمى بصفقات الإفراج أحادية الجانب وحسن النوايا أسرى القدس والداخل والنساء والقدماء ومن تصفهم "بالملطخة أيديهم بالدماء". ومن هنا فإن قيمة هذه الصفقة ومرودها الايجابي على جماهير شعبنا الفلسطيني،ستكون من خلال ليس الكم من الأسرى الذين سيجري تحريرهم على الرغم من أهميته،بل من خلال النوع،وهذا النوع يعني بالأساس شمول الصفقة لكل ألوان الطيف السياسي،وهذا على درجة عالية من الأهمية،والأهم من ذلك أن يكسر المعايير الإسرائيلية في قضية جوهرية ومفصلية،ألا وهي استثناء الاحتلال لأسرى القدس والثمانية وأربعين من صفقات الإفراج وحسن النوايا،بل ورفض السماح للطرف الفلسطيني المفاوض التحدث باسمهم،وبما يعني الفصل بين أبناء الحركة الأسيرة الفلسطينية وضرب وحدتها،وهناك أيضاَ القيادات السياسية للشعب الفلسطيني من أمناء عامين وقادة ووزراء ونواب،والذين هم لهم وزنهم ودورهم في الشأن والقرار السياسي الفلسطيني،والذين يجب على آسري "شاليط" عدم التنازل عن شمولهم في الصفقة،حيث أن الأنباء تتحدث عن رفض إسرائيل لإطلاق سراح أربعة من الأسرى المشمولين في القائمة التي قدمتها حماس،وهم الأمين العام للجبهة الشعبية القائد احمد سعدات وعباس السيد وعبدالله البرغوثي وابراهيم حامد القادة العسكريين لكتائب عز الدين القسام،وهذه الحالة شبيهة بما حدث في عملية التبادل التي قادتها الجبهة الشعبية القيادة العامة عام 1985،حيث تحفظت إسرائيل على 36 مناضلاً شملتهم قائمة القيادة العامة،ومن ثم خفضت العدد إلى 18 أسيراً،كان بالإمكان إطلاق سراحهم لو بقي الموقف الفلسطيني مصمماً عليهم،رغم أن صفقة التبادل تلك شكلت انجازاً كبيراً ونصراً حاسماً وكانت بمثابة عرس للتحرير شمل كل بيت فلسطيني،ومن هنا بكل جرأة وصراحة أقول أن الأسرى الأربعة الذين ترفض إسرائيل إطلاق سراحهم وهم الرفيق القائد احمد سعدات والمجاهدين عباس السيد وعبدالله البرغوثي وابراهيم حامد،ربما تكون هذه الفرصة المتاحة أمامهم هي الفرصة الأخيرة للتحرر من الأسر،والأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق القائد سعدات،والذي في مقالتي هذه أطالب وأناشد القيادة السياسية لحركة حماس وعلى رأسها خالد مشعل وآسري الجندي الإسرائيلي"شاليط" الإصرار على شموله بالصفقة،فعدا عن كون هذا الرفيق الأمين العام للجبهة الشعبية،ووجوده في الخارج يلقي بظلاله ودوره وحضوره على الجبهة الشعبية لجهة وناحية الحضور والفاعلية وصلابة الموقف السياسي،ناهيك عن أن هذا الرفيق له حضوره وهيبته واحترامه على الصعيد الفلسطيني،ورغم أن هذا الرجل مثل رمزية وحالة نضالية متميزة على صعيد الصلابة والمبدئية والصمود وعدم الاعتراف بشرعية المحكمة الإسرائيلية لا على الصعيد الإجرائي فقط بل وعلى الصعيد العملي أيضاً،فإسرائيل تدرك أيضاً أن إطلاق سراحه من شأنه أن يشكل حالة جامعة وناهضة ومتطورة لأوضاع الجبهة ليس بالمعني الحزبي والتنظيمي والكفاحية والفاعلية والجماهيرية فقط،بل لجهة رؤية وموقف الجبهة ونهجها وصلابة خطها السياسي،وهنا ينبع التخوف الإسرائيلي من إطلاق سراح سعدات،ولربما الطرف الإسرائيلي ليس وحده من لا يريد لهذا القائد التحرر من الأسر،فهناك قد يكون آخرين في الجانب الفلسطيني لهم نفس وجهة النظر،وكما أن البعض فلسطينياً أيضاً يتخوف من إطلاق سراح القائد مروان البرغوثي،لما يشكله من خطورة على دورهم ومراكزهم وخطهم ونهجهم السياسي. إذا هذان القائدان بالتحديد يجب أن يستمر الإصرار والتمسك بإطلاق سراحهما،فهما لهما دورهما وبصماتهما على القرار السياسي الفلسطيني،والقدرة على لعب دور بارز في توحيد الساحة الفلسطينية،والمساهمة الجادة والفاعلة في إنهاء الانقسام الفلسطيني بشقيه السياسي والجغرافي. نحن ندرك أن الحجم والثمن الذي دفعه شعبنا الفلسطيني منذ أسر"شاليط" باهظاً وكبيراً،وندرك جيداً حجم الضغوط التي تمارس على المقاومة الفلسطينية إقليميا ودولياً في هذا الجانب،ولكن كما قال سماحة الشيخ حسن نصرالله أثناء العدوان الإسرائيلي على المقاومة وحزب الله في تموز/2006 ،والذي كان اشتراط وقفه إطلاق سراح الجنديين اللذان أسرهما حزب الله دون شروط،بأنه لو اجتمع العالم كله لما أعاد الحزب الجنديان دون إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم عميد الأسرى العرب سمير القنطار،وفعلاً استمرار تمسك الحزب بشروطه،أمن له تحقيق مطالبه وتحرر القنطار ورغم أن الجنديين المأسورين لم يكونا على قيد الحياة،ونحن نؤمن هنا بأنه بعد كل هذا الثمن الباهظ الذي دفعة شعبنا الفلسطيني من شهداء ودمار وحصار فلا مجال إلا أن تكون هناك صفقة مشرفة للتبادل شبيهة بالصفقة التي جرت عام 1985،صفقة تكسر كل المعايير والشروط الإسرائيلية،صفقة تعيد الهيبة والاعتبار والاحترام لحركتنا الأسيرة الفلسطينية،صفقة تضمن استمرار توحد حركتنا الأسيرة،صفقة تعيد الثقة بالمقاومة الفلسطينية وفصائلها،وتخرج أسرانا من حالة الإحباط واليأس وعدم الثقة والمصداقية والتي أصابتها من مرحلة أوسلو وما أحدثته من دمار شامل على أوضاع الحركة الأسيرة التنظيمية والثقافية والاعتقالية..الخ.صفقة تطلق سراح أكبر عدد من أسرانا القدماء والذين تجاوز عدد الذين قضوا منهم عشرين عاماً فما فوق91 أسيراً،صفقة تضمن إطلاق سراح الأسرى الذين يعانون إهمال طبي وأمراض مزمنة،صفقة تضمن إطلاق سراح أكبر عدد من أسرى الداخل والقدس تحديداً،والذين طعنهم البعض في فلسطينيتهم وهويتهم وانتماءهم.صفقة تضمن إطلاق سراح النساء والأطفال. وكلمة أخيرة هنا لا بد من قولها بأن العديد من الأسرى كان لهم عملياتهم وفعلهم النوعي،والذين يستحقون منا أن نجعلهم على رأس سلم أولوياتنا ومطالبنا .
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عشية الانتخابات الاسرائيلية ...
-
منظمة التحرير الفلسطينية من التهميش والتجويف الى الانكار وال
...
-
أردوغان مرة أخرى ..
-
ليفني والأسطوانة المشروخة ....وكلام ميتشل الممجوج ...
-
لماذا تحريم تسلح المقاومة ...؟؟؟
-
بعد انتهاء العدوان الأولوية للوحدة والإعمار ..
-
مقارنة ما بين العقلانيين والو اقعين من جهة وما بين المراهقين
...
-
عن مبادرة النعش الطائر ....وعن نفاق وعدوانية أوروبا الغربية
...
-
قمة طارئة....قمة تشاورية ....قمة اقتصادية ....قمة خليجية ...
...
-
عن المبادرات .....وعن مجلس حقوق الانسان .....وعن القمة العرب
...
-
المقاومة لا تفني الشعوب ...
-
ويبقى الذل والهوان سيد الموقف ...
-
أردوغان ....تشافيز ...ساركوزي ...بيرس ...
-
صاحت غزة يا عرب ...وين النخوة ...وين الغضب ..
-
من ذاكرة الأسر / الأسير المناضل مجدي الريماوي ..
-
هل يسقط الصمود الفلسطيني... الجنرالات والقيادات الاسرائيلية
...
-
عن مخازي النظام الرسمي العربي...وسلطة الصليب الأحمر ...وصمود
...
-
القادة الثوريون....سعدات نموذجاً ..
-
الأسرى الفلسطينيون ....قمع واهمال طبي واستشهاد ..
-
التهدئة ... والانتخابات الاسرائيلية ..
المزيد.....
-
-غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق
...
-
بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين
...
-
تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف
...
-
مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو
...
-
تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات
...
-
يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض
...
-
الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع
...
-
قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
-
ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
-
ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|