أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الرجل الرأسمالي الحيوان والمرأة الإشتراكية العادلة















المزيد.....

الرجل الرأسمالي الحيوان والمرأة الإشتراكية العادلة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 09:05
المحور: كتابات ساخرة
    


إن كل من يرفض الدين الإسلامي واليهودي , هو إما أن يكون مسيحيا ً مخلصا ً للرب ,أو إشتراكيا ً مُخلصا ً للتاريخ المادي وللعلم .
كانت المرأة تجلسُ ببيتها وكان من حقها الزواج بأربعة رجال أو بأربعة حيوانات أ وبعشرة رجال(حيوانات) وأحيانا 100 رجل حيوان , وكانت المرأة التي تريدُ رجلاً أو حيواناً جديداً تذهبً إلى سوق الرجال فتنتقي الحيوان الذي يعجبها وتحضره لمنزلها , وكان المنزل عبارة عن شجرة عالية ٍ أو مغارة ٍ أو كهف ٍ من الكهوف التي نشاهدها اليوم في الوديان والصحارى , وحين كانت المرأة تملُ من هذا الرجل أو ذاك , كانت على الفور تستبدله كما تستبدل عود قصب سكر ترميه حين تنتهي من مصه .
وهذا المقال صحيح وليس إفتراضي فهنالك قبائل بدائية اليوم في أوروبا بالذات وفي أفريقيا تعيش تماما كما أتحدث ُ أنا هُنا ْ.

ولم يكن الرجال يعترضون على ذلك , قبل أن يقلبوا النظام النسوي رأساً على عقب , ولكن حين قلبوا النظام رأساً على عقب بدأوا يطالبون بحقوقهم , فطالبوا النساء بالإعتكاف بالبيوت خشية الممارسات الجنسية مع الغرباء , وظهرت ثقافة جديدة هي الثقافة الذكورية التي تستعبدُ كل شيء وتهدف ُ للسيطرة على كل شيء : الجنس والأرض والأولاد , وبذلك ظهر النظام الملوكي , وأنشأت الحضارات وكانت أول حضارة ذكورية هي الحضارة الفرعونية التي جعلت من الرجال آباءاً وملوكا ً ومن ثم آلهة ً ذكورية ً حلت محل الآلهة الأنثوية .
إنها مسألة معقدة ..ولكنها بسيطة لو أصغينا إليها بشكل مباشر وبتأني بسيط :
ولو نظر أحدنا إلى القطط في حارته أو إلى مزرعة حيوانات لكشف اللغز بكامله فهذه الحيوانات وحياتها الجنسية لم تكن لتختلف في شيء ٍ عن حياة الإنسان قبل 100 ألف سنة , وحتى سنة 35 ألف قبل الميلاد كانت الحياة والتقسيمات بين الذكر والأنثى لا تختلف ُ في شيء ٍ عن مستواها عند الحيوانات الأليفة وغير الأليفة , فمن الملاحظ أن الحياة الجنسية بين الحيوانات الأليفة وغير الأليفة لا تختلف ُ عن بعضها البعض , لأن الجنس عندها ضرورة بيولوجية مُلحة ٌ.
ومن خلال التطور تحول الجنس من ضرورة بيولوجية للتكاثر وللحفاظ على النوع , إلى مسألة رومنسية بين الذكر والأنثى تهدف ُ أولا ً وأخيرا ً إلى الحصول على المتعة والإسترخاء في آخر الليل بعد يوم طويل من التعب والإرهاق .

والذي أدى بالرجل إلى إجراء إنقلاب ٍ إجتماعي ٍعلى المرأة هو التطور :
ولربما تستغربون هذا , فنحن اليوم نطالبُ بالتطور من أجل تحرير المرأة !! ما هذا التناقض ؟
هو ليس تناقضاً , فالتطور أدى إلى المكتشفات , وقبل المكتشفات كانت المرأة تتحكم بوسائل الحياة لأنها تتشابه مع الطبيعة ووظائفها البيولوجية , وكانت الطبيعة مخيفة جدا جدا , وكانت المرأة أيضاً مخيفة ٌ جدا جدا , فهذه المرأة التي تنجب وتلد مخيفة جدا بالنسبة للرجل حتى أنه إعتبرها إلها وكانت هذه هي بدايات العبادات الدينية .
وحين تطورت الحياة أخذ الرجل يكتشف من خلال العلم كل شيء فإكتشف تنظيم نفسه وبنى السدود وحرث الأرض , وبالتالي إستطاع هذا الحيوان أن يسيطر على الطبيعة علمياً , وبمقابل ذلك سيطر على الطبيعة إقتصاديا وبدأ النظام العبودي , وعرف الرجل أن له علاقة بحمل المرأة وبإنجابها وبالتالي إنقلب عليها كما ينقلب ُ الضباط الصغار على قادتهم العسكريين الكبار .
وكان هذا الإنقلاب ُ أبيض جدا وأبيض من الثلج وكان هادئا جدا أهدأ من نسمات الصيف , ولم يحدث بين يوم وليلة ولا بين سنة وأخرى بلا إحتاج إلى آلاف السنين , ويقال أن الرجل بدأ ثورته منذ 5000 خمسة آلاف عام ٍ تقريبا عاش منها الرجل 3000آلاف عام قبل الميلاد و2000عام بعد الميلاد , كانت هذه المدة كافية لأن تسقط المرأة سبية للرجل في حروبه الدفاعية عن وطنه وكانت كافية ً أيضا ً لتسقط المرأة من معابدها الدينية ليحرم عليها دخول المعابد والمساجد لأنه نجسة غير طاهرة .

وكانت النساء قبل ذلك تمارس الجنس مع من تُريدُ وتهوى من الرجال , وكان الرجال لا يعترضون على ذلك لأنهم كانوا كالحيوانات لا يعرفون أن ما تُنجبُ المرأة من أولاد عائدُ نصفه لهم , بل كانوا كالحيوانات والبهائم يعتقدون أن ممارسة الجنس مع المرأة هو فقط من أجل الحصول على المتعة وليس من أجل الحصول على الأولاد وعلى نسخٍ بيولوجية ٍ مطابقة ٍ لأشكالهم ووجوههم .


كانت النساء تحكم المجتمعات , وكانت المجتمعات التي تحكمها النساء عبارة عن مجتمعات يسودها العدل , وتكادُ أن تكون الحروب غير معروفة وغير مكتشفة على الإطلاق , حتى ظهر الرجل فجأة بوعي وثقافة جديدة على المجتمع النسوي , فقلب الرجل كل شيء لصالحه , وبدأ يطالبُ بحقوقه كرجل , فأقام المستعمرات , وحدد المُلكيات الفردية , وحارب في سبيل الدفاع عن مُلكياته وهي ما تعرف اليوم بإسم الدفاع عن الوطن .


وإلصحيح ..إنه ..إحنا دائماً ضد الرجل العادي غير أن حملتنا يجب ُ أن تكون ضد الرجل الرأسمالي التسلطي الحيوان ويجب أن نكون مع المرأة الإشتراكية , ولكن لو نظرنا للموضوع من وجهة نظر علمية 100% أو 90 % لعرفنا أننا مفترون على الرجل العادي لأن حملتنا يجب أن تكون على الرجل الرأسمالي الجشع الذي يريد السيطرة على كل شيء الأرض ...الأولاد ...وإنشاء المستعمرات والقتل بحجة الدفاع عن الملكية الفردية أو الوطن , وأن الحملة التي نشنها ضد الرجل ليست منطقية وعلى السيوف والرماح وفوهات البنادق أن تتجه نحو المجتمع الذكوري وليس نحو الرجل بالإضافة إلى مسماهُ الوضيفي كزوج , وهذه الدفاعات لم تكن المرأة تعرفها أو مجتمع النساء لم يكن يعرف ُ مثل تلك الدفاعات بل كان كل ُ شيء تحت السيطرة الإشتراكية وكانت الناس تشترك في كل شيء , قبل وجود الحضارات الذكورية الكبرى والديانتين السما ئيتين الإسلامية واليهودية الذكوريتان .

المرأة وما تتبعه من سياسات وما تحمله من أفكار هي التي تسيطرُ عليها وليس الرجل , وتكادُ النساءُ العربيات بالذات وغير العربيات أن يكنّ أكثرَ حدة مع بعضهن البعض , وأن الظلمَ الذي يقع على النساء من قبل النساء أنفسهنّ هو أكثرُ بكثير من ظلم الرجال لهن .
ولكن لماذا ؟
لأن النسوية بحد ذاتها ليست علما جنسياً يحملُ معاني ووظائف بيولوجية , ولكنه علمٌ إجتماعيُ يهدفُ أولا ً وأخيراً إلى تغيير البُنى السائدة في المجتمع الذكوري , وإلى التشهير بالمجتمع الذكوري .
إن المجتمع القديم والذي كانت تحكمه المرأة ُ هو المجتمع الإشتراكي البدائي الذي لا توجد به محميات ذكورية , ولا سجون , ولا حروب من أجل السيطرة على منابع الماء ومن ثم الحروب من أجل السيطرة ِ على مقالع الحجار والذهب , ومن ثم الحروب ُ من أجل ِ السيطرة ِ على منابع النفط .
كل هذه الصور هي من صفات الذكور الذين إخترعوا الحضارة والتقدم والتطور , وما زالت هذه الأفكار سائدة في كل مجتمعاتنا وخير شبيه ٍ أو أفضل معبر ٍ عنها هُما : الديانة اليهودية والإسلامية ُ معا , وأخيرا الرأسمالية الجشعة غير العادلة التي تهدف لزيادة الثروات بغض النظر عن جرائم الحرب والشرف .

والمجتمع النسوي خارج النظام الإشتراكي أعتقدُ اليوم أنه من الصعب تدشينه ومن الصعب أن تحصل المرأة على حقها في الحياة في مجتمع رأسمالي عبودي , لأن الحملة التي نطلقها أحيانا كمثقفين ضد الإسلام كدين عبودي في مجتمع عبودي إستبدادي ليس لها في الواقع ما يبررها إلا إذا كانت الحملة أصلا ضد المجتمع والنظام الرأسمالي الحقير .
فالدين الإسلامي واليهودي هو في الأصل دين رعوي إستبدادي عبودي لأنه نتج أصلا عن مجتمع رعوي عبودي إستبدادي , عمل هذا المجتمع ردحاً طويلاً من الزمن على قلب النظام الأمومي (متري يركل) وإحلال النظام الأبوي المتسلط محل النظام الأمومي .

عزيزي القارىء بعض النساء أليوم مازالت عقليتهن ذكورية متأثرة بأفكار الرجال الحيوانات المفترسة , وبعض النساء اليوم مازلن يقاومن تلك الثقافة الذكورية العدوانية , ما زلن على فطرتهن يرفضن المجتمع الذكوري العبودي الإستعبادي ...
إن مجتمع الرجال هو المجتمع الرأسمالي اليوم , وإن مجتمع النساء هو المجتمع الإشتراكي النظيف .
يجب علينا أن نعرف من خلال كل ذلك أن تحرير المرأة دون الإشتراكية هو ضرب من الوهم والخداع والتضليل , يجب أن يتحرر المجتمع ُ من السياسة الرأسمالية الفاسدة , ,أن نتحول جميعنا إلى الإشتراكية إشتراكية المرأة وليس إلى رأسمالية الرجل .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعايش ُمع المقهورين 2
- القراءة بحاجة لإستثمار أوقات الفراغ
- وجه الشبه بين المرأة العربية والسيارة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور , نسخة الكتاب النهائية , الط ...
- أحمد شوقي أمير الشعراء ,ماسح الأحذية
- ما فيش موضوع
- ما بدهمش يعملوا حفلة
- التعايشُ مع المقهورين1
- المسيحية في خدمة الإشتراكية
- ضيف بيده سيف
- الفساد الثقافي2
- ما هي وظيفة المخابرات في بعض الدول العربية ؟
- ما معنى أن تكون مثقفا أو مُثقفة ؟
- حين يصبح الأب أُما
- من هو المثقفُ؟
- أسطورة العشائرالممتدة الأردنية
- نشرة جوية يقدمها لكم : جهاد العلاونه
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 1
- 2600طريقة عربية للقمع والكراهية
- هزالة المتعلمين العرب وغير المتعلمين


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الرجل الرأسمالي الحيوان والمرأة الإشتراكية العادلة