أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - مدونة الأهواء الشخصية














المزيد.....

مدونة الأهواء الشخصية


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


1 ـ
كنت في المهب، في غرقي إليك أيها الصحو المسروق، قريبا أو بعيدا، تهيجني أنساغ ذاكرة مخبوءة في سفر الغمد.. قادم من جزيرة مورقة، يصعدها الليل ويكتم خاتمها جند النهار..أحمل جرح حقائبي كالطائر المذعور. سنون طويلة وأنا اشد الصحراء في دمي، أتساقط على فتنة الأغصان، مولعا بلبن المعز، وأقداح الضرع والزرع، ودويلات البداوة القانية. ليلة الخامس من العشر الأواخر، خلوت بأرض السماء، اعتنقت صبوتي، بلغت بي الحال، وخرجت أستجدي هذا الوطن، أنقش حوافري على الشوق الذي ضافني. ركبت خلعي، وأنا الآن يأكلني الطريق وجها لوجه.
تركني أبي صغيرا، وبي غصة الورد، لم أجلس في الإمارة..يسيرا باعني الأهل للقيد، حاصرت أشتاتي على البئر المثلوم، على باب مسجد يؤذن فيه الحنين.. أقام الهدم في صغري، تقادم السوط في أطرافي. بحرا ميتا كان أبي، وأنا أستوحيه، أنام في شهوة الملح...
خرجت لمكة الشذا معتمرا، ينام الحفر في كتفي، يسكنني رعب الزمان، من ورقة لورقة، كانت رقاعي تمسح، وأرض الله تضيق.. تضيق. قتل أبي في صيف جميل، كذلك تموت الأشجار، قاتلت في سراحي، اشتهيت أن أغلق متاريسي على الفضاء، أهرقت طريقي في غابة العين، وصليت على باب الغربة، ألف ألف عام وأنا أحصد النسيان، أشد قافية البكاء، مااستنقع شيبي، بات الخراج أمري.
كانت أمي تبيع اللبن والماء، وتين الفخذين، مخصية العمر تنقش عينيها في غربال الهم، وتعجن فطيرتها بمشاعل الدمع..افترشها كل الأعراب، الركبان، حبلى هي، تتعرى حطاما أو تتغنى، وتكتب لونها على شوق مرفوع...
تخجل الدالية. لما أنخت، ابتل عمري بشظايا الدم كفقاعات من ريح...أوفدني الفقر لمجلس هذا الحر، أنا الآن أقدد معاصم الجزيرة على صدري، أسكن لشادية الإعصار، مرسوم على لوحة السراب، وسيفي المسلول على مصرعي، آخذ بهذا الخلاء: من أين تؤكل الكتف؟ وتؤكل الرطب في أغصاني، وعلى نار الطوى تقف أعذاري.
ظهيرة اليوم ظفروا بي، جرروني حافيا، مكشوف الرأس، ما علي إلا قميص من أحزاني، مملوكا بأعتاب القيد، والناس تتقطع جلودهم، والجند على الأبواب يهتفون: هذا مسبب الفتنة.فيا أيها الوطن، إذا أنت مشنقة، فهذه عنقي.
2 ـ
هذه كف الطريق، من عل الضالة تساقط أغصاني، أرتل أنواء الجس على حرف العين، تجلس دمعة الرحيل على قلبي، وليلة ظمأى تكتب انقراضي.أي ذكرى ترتب مراسيم الغروب، أتداعى جنازة بتراء، تمتح هواها الغربان.. عمر، عمران، ينهار جدار الصبح، يحمي دفاتر العشب في أصلابي، فأرقص في سندس العبور. لا طريق ترضع سيفي. أضع خطوي على درع الشوق يؤاكلني، حبة، حبة، تنزلني سلاسل العود، ما برحت هذا القد. العين ترابط في شط القبر، وأنا مملوك هذا العوم، احتطبوني كورق الليل على جلد الرصيف.. من يأتيني الآن بشادية الثأر، أصهل في قربه، وأملي قدمي على سمة الفور، أو ألقي معاولي على خيط الرأس...
تهب جاريتي، يا جارتي من بهو المدار، أو تنيف على مقل النار، ترقص، نرقص: يا طيب الليالي الحمراء المخضبة بدم الفقراء، مابيني وبيني تدخل سم الإبرة أركان الجند، تضعني في مرا فيء العتق أحداقي، وأسافر في الأشياء كما تفعل السنون.. من درب لدرب، من بدر لبدر أستقل صلصال الشرق، زلزال الوعد. أفحين أنت يا غراب البين..
لا تأتي حضرتي. في غمدها الآن تؤكل الأشياء، تبقر الأسماء.أي تحصيل حاصل بيننا، يردينا ثم يلوينا متاعا، شاخت منا قوافل الأظفار، فاضت مواقد الأوقاف، حططنا الرحال على هذه الجنازة القارسة، سعينا بين القفا والهراوة، أكل الأخضر منا اليابس، اليابس الأخضر، فأرينا وحشك أيتها الغاب النائمة، لعل الحرب الآن تأتينا على جناح الرحب...
هذه كف الطريق.
"مايذيتاكمن أظار أذيك أنزار". ( من يستسقي القدم لتكون الغيث )
أستأصل برج رصاصي موالا يسنده الفراغ. خلافا لك أيها الحبو، أنا أمتد لعذري، كل البداءة في غلة اليم، ضاق الدرع مني، ضاق الصبر، أفتؤويني أيها الصدر، أم أبسط جداري على إكليل الصوم، وأفتل خارطتي على بارقة الإفطار..
من شاد هذا النقع بيننا، أضاع الصيف ولبن الأحبة، أغلق الوجه في الوجه، الحرف في الحرف. ما بين دجلة والرفات، وما بين درعة والذراع وارثون هذا الحزن، نشرب ظله أمسا فأمس، نركب لعلعة الحلم، ورقة، ورقة، ونحرث حفاء الشوق. شكل القسوة واحد، لا فالت بيننا.
ها أنا آتيك، أيها الطرف الآخر مني، ونوق الجسد تعانق الرماد، لا لغة الآن تحكي رميمي، يزدردني الغوث، لاجيء إلى عصمتي، أقلب سفن الإحراق، أرق الكلمات لا يغنيني، فما أكتب إليك يا قبرة العين. أخشى أن أكتمك فيأتيني البوح، أشتهيك فيشتهيني الغيب...
تتعب الطفولات على كتفي،
وارث سر هاتيك الجدائل،
أركض الليل والنهار،
وهذه كف الطريق، وأنا وخطوي دمعتان في قعر من صحراء..
3 ـ
سيدي القادم، النهر المتورد، العارف بهجرة الأسرار: لا تعاتبني، لم تلدني سماوات القهر، لم أك، أنا الطائر العائد من سبق الإصرار.أنا العتبة، فانتعل مداي. يامن تلد البحر، لا تولد، أمطرني جنون الكف، واحفر قامتي على جدار الهواء، لأتطاول على عباب الصيف كلوعة من غبار..
أنا الريح يا سيدي تساقط أوراقي على سغب الخريف، يقف الماء في نتوء الركبة، يخرج الغواء من شجر ة النجم.. وطني الأجير في مناجم الرعب، يمشي على أنقاض لوعة تركب الغرق على صهوة البر، فسافر في أغلالي، احتضن عناقيدي، تقدم من شهادتي، ولاتكن أثري. فلا شيء يعود الآن مقبرة الهواء.
هي السن بالسن،
الأرض بالأرض،
فمن يلغيني، يكيلني الرحيل ارتحالا، وأنتهي لحالك أيها الرصيف.
أنا يا سيدي، اللون الموشوم، تجدني مناسك العود، أشرح صدري لصحراء الفتنة، وأتدرع صليل الأرض... مشرع كنافذة تبكي عاشقها في صيحة الحلم، كخيمة يمحوها البرد. من يسمع قول التي تجادلني، وترسو على قارعتي.. من أين يفلت الغوص لأقدامي، أفتتن بطلقات الشهوة، وربيع الحناء.. أنت تعلمني بدر الغزوة، فكن عبوة العصف، لم يبق مني غير أوتار تمشي على حفيف القتل، وكمان ينخر خليج الليل.
سر الغمة واحد،
سر الرهبة واحد، ولا شيء يمحو عرق الدرب.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوليات متأخرة
- -حالة استثناء معلنة في سوق الشهادات الجامعية العليا.-
- غزة -المعصوبة العينين-
- ثيمدلالين
- حاشية حديثة إلى الكاهنة داهية
- حصريا بالمغرب:- شهادة الإعفاء من الشواهد الجامعية العليا-
- ترقية الأساتذة الباحثين و-الشبكة العنكبوتية-
- دلالات المكان في مجموعة - قمر أسرير- للشاعر محمد علي الرباوي
- عيون(6)
- عيون(5)
- عيون(4)
- عيون(3)
- عيون(2)
- عيون
- القيامة (تقريبا)
- الخوف
- لقاء
- ولاء
- الضاحية
- الثلاثة


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - مدونة الأهواء الشخصية