كريم الزكي
الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 09:05
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الجرح الذي تركه انقلاب شباط الفاشي لم يندمل .. فكل الذي جرى في عراقنا المظلوم خلال هذه الفترة وبشكل خاص الخمس سنوات الأخيرة سببها البعث وقواه الشريرة وأسياد البعث في الدوائر الأمريكية وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الحاكم الآن والذي جرى الانقلاب الأسود في عهدهم ( أنهم قوى الشر ديمقراطيين أو جمهوريين , وقد يحدث صراع بين هذه الدوائر ونتيجة هذا الصراع يقع عقابها على رأس الشعوب . وذلك لتمرير سياسات معينة وتبديل وجوه عملية قديمة بجديدة ). في يوم 8 شباط الاسود 63 جرى التحضير للانقلاب من قبل كل قوى الشر والتي رفعت شعار يا أعداء الشيوعية اتحدوا الوجوه التي ساهمت بالانقلاب ورأس حربتها البعث والقوميين العرب والمساندين والمشجعين كانوا من رجال الدين وبشكل خاص الحكيم والخالصي أما القوى الدولية فالمخابرات المركزية كانت هي المخطط , وبريطانية دائما تقف في الظل فهي الوجه الأكثر بشاعة في هذه المخططات والمؤامرات . لقد فقد العراق خيرة أبنائه وبناته من أساتذة في الجامعات وعلماء وضباط وطنيين وعمال وكسبة وفلاحين وطلاب بعمر والورود , وأمتلأة السجون بالوطنيين الحقيقيين والمناضلين الشيوعيين , ومن المفارقات أن الحزب الشيوعي الصيني بارك الانقلاب وكذلك قائد الثورة الكردية الملا مصطفى البارزاني , كانت الأحداث متسارعة ولكنها غير مفاجئة للشعب العراقي ,, لان الجماهير خرجت بكل ألوانها صغار وكبار للدفاع عن الجمهورية وثورة تموز ,, وسبق وان حذرت الجماهير قائد الثورة والحزب الشيوعي من مغبة وقوع انقلاب دموي فاشي , وحتى في يوم الانقلاب المشئوم خرجت الجماهير لمقاومة الانقلاب والدفاع عن مكتسبات الشعب العراقي وطالبت قاسم تزويدها بالسلاح لقمع المؤامرة . وكذلك برهنت أنها لن تتخلى عن حكومة الثورة والحزب الشيوعي , علما أن الجماهير خرجت بشكل عفوي فمنهم من حمل السلاح ومنهم من حمل أي شئ في يده , هكذا كان العراقيين قبل مجئ الفاشية , ولكن تساهل قاسم والصراع الذي كانت تقف ورائه قوى مشبوهة والذي كان يجري في قيادة الحزب الشيوعي بين تيار سلام عادل من جهة وبين تيار مجموعة سكرتارية اللجنة المركزية والتي كانت تتمحور بين أشخاص كان هدفهم الوحيد تدمير الحزب الشيوعي وقتل سلام عادل وبقية القيادة النظيفة جرى تأمر واسع ساهم فيه حتى الحزب الشيوعي السوفييتي . ومن رسائل بخط يد الشهيد سلام عادل الى المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي كان يوضح لهم مدى خطورة وجود هؤلاء الأشخاص في قيادة الحزب وكذلك الموقف من حكومة قاسم ( وكتاب الرفيقة ثمينة عن سلام عادل يوضح هذه الامور في قسم معين , أما الرسائل الخطية فحصلت عليها في حينه من أحد الأشخاص من مجموعة سرية تسمي نفسها الحركة العربية الواحدة ومنظرها عبدالله الريماوي وتحتوي على مجموعة من محاضر اجتماعات اللجنة المركزية والمكتب السياسي للفترة التي سبقت الانقلاب وتركز هذه المحاضر والرسائل على طرد وتجميد عضوية كل من بهاء الدين نوري وزكي خيري وعامر عبدالله وحسين ابو العيس والتحقيق مع ثابت حبيب العاني كونه متواطئ معهم لقد استطاع هؤلاء المتآمرين إضعاف الحزب بشكل كبير وإلهائه وتضليله في التصدي لحكومة قاسم وتقاعسها في لجم جماح القوى الرجعية والفاشية .. بحيث تعاونوا مع قاسم على تدمير قيادة الحزب المتمثلة بالشهيد سلام عادل وشل حركتها , وأتضح أن الحزب لم تكن له خطة طوارئ فعالة ولم تكن أي قطع للسلاح يمكن تزويد رفاق الحزب او الجماهير , مما أضطرهم في الكاظمية ويعض مناطق بغداد الى مهاجمة مراكز الشرطة للاستيلاء على السلاح مما عرض بعض التنظيمات وجرها الى معارك جانبية , هذا المخطط كان يجري التحضير من قترة بعيدة , وكان يجري التحضير له من قبل القوى المشبوهة في قيادة الحزب . بحيث تم الاتفاق بين عامر عبدالله وقاسم . لشل عمل سلام عادل وتسفيره خارج الوطن بدون رضاه وبصورة قرار من مكتب السكرتارية , ومن ناحية ثانية جردوا الحزب من القوى الضاربة لديه وهو الجيش , كان هذا المخطط يتم رسمه في أقبية دوائر المخابرات البريطانية وبالتعاون والتنفيذ من قبل المخابرات الامريكية ,, المسؤولية الذاتية الكاملة تتحملها زمرة سكرتارية اللجنة المركزية , وكل ماجرى ويجري بعراقنا الجريح تتحمله الامبريالية الامريكية وأذنابها الذين تتغلغلوا ووصلوا الى قيادة الحزب .. لاأريد ان ازايد على ان حزب فهد هو الحزب الوحيد الذي كان يقود الشعب العراقي حتى انقلاب شباط الاسود وأن غالبية العراقيين من عمال وفلاحين وكادحين ومثقفين وطلاب كان الحزب الشيوعي هو أملهم وملهمهم الوحيد في الساحة السياسية العراقية على الرغم الخساره الفادحة في إعدام قيادته فهد ورفاقه ,, في 8 شباط 63 قاوم العراقيين بكل بسالة وبالسلاح الابيض الانقلاب . وامام وزارة الدفاع في الساحة القريبة من وزارة الصحة الحالية استطاعت الجماهير بالسلاح الابيض من حرق وقتل طاقم أحدى الدبابات المهاجمة لوزارة الدفاع ,, في حين احاطت الجماهير بمبنى أذاعة وتلفزيون بغداد في الصالحية ولكن قريب المدعو عامر عبدالله ( المسمى علاء مسئول حي الوشاش في حينه القريب من الصالحية ) اعتلى مكان بين الجماهير وطلب منهم الرجوع الى بيوتهم وان المعركة ليست هنا وأن الانقلاب وطني , وفي الوقت نفسه كان بإمكان الجماهير السيطرة ببساطة على الاذاعة , وكما يعرف القارئ ماهية السيطرة على الاذاعة واذاعة البيانات في تحشيد الجماهير لإسقاط الانقلاب . في حين كانت إذاعة أخرى موجهة من قبل السفارة البريطانية ترشد الانقلابيين على عناوين الضباط والشيوعيين وتنظيمات الحزب الشيوعي !!! كان موقف السوفييت موقف مشين ومتفرج ولم يجري أي رد على الانقلاب وكان بأمكان السوفييت مساعدة حكومة قاسم وافشال الانقلاب ولم نرى سوى رسائل التضامن والاحتجاج , وفي الجانب الأخر كانت الامبريالية تعمل بكل الوسائل لدعم الانقلابيين ,, وهذا أيضاَ ماجرى لرفاقنا في الحزب الشيوعي الاندونيسي بحيث وصل الامر الى قتل وقطع رأس الشيوعيين وأرساله بالبريد الى عائلهم ,, هذا الذي جنيناه من خلف الصراع المشبوه بين القيادة الصينية والسوفييتية وأقول مشبوه فالافكار الحره وقانون الماركسية واضح كالشمس ,, وثبت واقع الحال صحة هذا التحليل فالذين وصلوا الى قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي بعد المؤتمر العشرين وأتجاه ماوسيتي تونغ الفلاحي المتذبب سهلوا للامبريلية ماتريد وماتخطط له , بحيث دمروا كل البناء العظيم للاشتراكية , وذبحوا الأحزاب الأكثر نظافة وثورية في العالم ومنها حزبنا الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الاندونيسي .. ,, بعد السقوط سنة 2003 عثرنا في عدة دوائر حكومية منها الامن العامة والمخابرات والامن القومي . ( الدوائر البديلة ) لانهم غيروا تواجدهم في مكانات سرية جديدة , على توجيهات من الطاغية صدام وجهاز مخابراته , توصي البعثيين على الاندساس والانظمام الى كافة الاحزاب التي لها تاريخ سياسي ,, وأن يجعلوا أنفسهم مثل الخلايا النائمة التي تستعملها حليفة صدام القاعدة . واليوم بشكل طبيعي يحتل البعثيين مرافق مهمة جداَ في الدولة وبشكل خاص الجيش والشرطة أما المخابرات فهي ذاتها التي كان صدام يعتمد عليها .. ووزارة الخارجية فحدث ولا حرج , آما تنظيمات حزب الدعوة ومكتب رئاسة الوزارة فغالبية الموظفين بعثيين .. طبعا كل رجال الدعوة والمجلس الاعلى وبشكل خاص بدر فهم من التوابين . أي الذين تم أسرهم في الحرب مع إيران وجميعهم بعثيين وهؤلاء حتى في ايران كان لهم صلات مع البعث ,, اما حكومة الملالي في طهران فلها صلات ستراتيجية مع البعث والقاعدة . وهذا ليس جديدا فهذا التعاون البعثي الايراني يمتد لحرب الخليج الاولى , عندما أرسل لهم صدام جميع الطائرات العسكرية الجديدة والمتطورة . وأثناء بدء العمليات العسكرية. قام الطيارون العراقيين بإيصال الطائرات إلى إيران ( نلاحض هنا أن صدام وكل والبعث سلموا العراق الى ايران والامبريالية ولم يسلموها للشعب العراقي ) والرقم يزيد عن 150 طائرة حربية ونقل عسكري ومدني . إضافة لتعاونهم مع صدام في تهريب النفط لصالح عائلة صدام وليس الشعب العراقي لان كل الأموال من بيع النفط المهرب كانت تودع في عمان بأسم عائلة صدام وبأرقام خاصة ..المهم الذي يجري في العراق لايتجاوز سوى حلم سرعان ما يتلاشى ويضيع ,, وفي النهاية يعلم الجميع أن الحزب الديمقراطي أي حزب جون كندي ونائبه جونسن ووفي عهد حكومتهم غرق العراق في بحر من الدم والسجون العام 1963, والامبريالية بكل وجهوهها البيضاء والسوداء هما الوحيد خلق دوامة الدوران في الحلقة المفرغة للشعوب النفطية ومن ثم السيطرة على خيراتها بالوسائل العسكرية , وبطريقة الاستعمار الجديد وشركاته التي أصبحت تسيطر من جديد على كل ارض العراق من خلال اتفاقية الغاز الجديدة وبطلها الايراني المشبوه وزير النفط الحالي والعالم النووي السابق والذي هرب بمساعدة المخابرات الأمريكية والصدامية من سجن أبو غريب
.. والبعثيين مثل الحرباء يغيرون لون جلدهم حسب الظروف , وحسب نظرية عفلق المقبور ,, اذا واجهتك الريح وطئ راسك لها .. وحسب تقديري فالانقلابات العسكرية ستكون على الأبواب خلال السنوات القريبة المقبلة .. والربع تعلموا ( بالهزيمة كالغزالي ) , ( اقصد كل الأحزاب الرئيسية الحالية ) والشعب العراقي هو الذي يتحمل كل المصائب ( وللتوضيح فأن غالبية أعضاء الأحزاب الإسلامية الحاكمة شيعية وسنية وكذلك الصحوات ورجعية الموصل وديالى هم من البعثيين (( على قوى الخير أن تهتم بالنوعية لا الفوضى والكثرة في بناء تنظيم الحزب ,, لان القذارة عمرها متزيد وترفع من شأن أي حزب ) ولن أقول حتى لايقع انقلاب جديد مثل 8 شباط الاسود 63 .. لاننا لازلنا نعيش انقلاب مستمر ل 8 شباط الأسود .. علينا أن نعمل ليل نهار في التصدي للبعث بكل الوانه لانه مثل الحرباء . وليس صحيحا من يقول أن البعثيين الصغار ليسو مجرمين , فأكثر عمليات الإعدام للجنود رافضي الحرب و أعدام وتعذيب الشيوعيين في أقبية الأمن والمخابرات ومركز التطوير الأمني الذي كان يحاضر فيه الأستاذ كاظم حبيب في الكرادة خارج ( المسبح ) كان يتم إعدامهم من قبل هذه الفئة من البعثيين وتحت إشراف قادتهم , وكانت ترمى أجسادهم الطاهرة في أحواض التيزاب , وأكثر هذه الأحواض كانت موجودة في مركز التطوير الأمني في المسبح والكائن قرب نهر دجلة والمقابل لمصفى نفط الدورة على دجلة من الضفة الاخرى .. أهيب بكل قوى الخير تنظيف تنظيماتها من هذه الجراثيم والتنظيف يجب أن يكون مستمر والتأكيد على نزاهة ونظافة الأجهزة الأمنية والجيش وإلا قد يكون فات الأوان ..
#كريم_الزكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟