أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ابوذر ياسر - هل تشكل نتائج انتخابات مجالس المحافظات تراجعا لشعبية الحزب الشيوعي العراقي














المزيد.....

هل تشكل نتائج انتخابات مجالس المحافظات تراجعا لشعبية الحزب الشيوعي العراقي


ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:59
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


اظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات في العراق حصول الحزب الشيوعي العراقي وحلفاءه على نسبة تتراوح من 2.3% في محافظتي بابل والديوانيه واقل من ذلك في باقي المحافظات ( عدا نينوى وصلاح الدين حيث دخل الحزب بقوائم واحده مع الاحزاب الكرديه) .وعلى العموم فان ماحصل عليه الحزب في مجمل المحافظات العراقيه لايتجاوز نسبة الـ 1.5%. فهل ان هذه النتيجه تؤشر تراجعا لشعبية الحزب الشيوعي العراقي؟
قبل الاجابة على هذا السؤال دعنا نطرح السؤال الاتي:لو ان انتخابات ديمقراطيه ونزيهه اجريت في عام 1960 او 1970 كم كانت النسبة التي سيحصل عليها الحزب؟
من المعروف ان الحزب الشيوعي لايمتلك حتى في التواريخ المشار اليها اي تواجد يذكر في ثلاث محافظات عراقيه هي الموصل وتكريت والانبار ويمتلك نفوذا" بسيطا في المحافظات الكرديه وكركوك حيث يبسط التيار القومي الكردي هيمنته عليها. اما بغداد والمحافظات الجنوبيه فللحزب نفوذ جيد في مراكز المدن قد يصل الى 50% في عام 1960 و15% في عام 1970لكن سكان مراكز المدن لاتشكل اكثر من 40% من مجمل السكان آنذاك وبحسبه بسيطه نستنج ان الحزب الشيوعي لم يكن سيحصل على اكثر من 15% من اصوات الناخبين لو ان انتخابات حره قد اجريت في عام 1960 وهو العام الذي كان الحزب في اوج عظمته ونسبة لاتزيد عن 5% لو ان الانتخابات قد اجريت في اوائل السبعينات من القرن الماضي علما ان هذه النسبه لاتستطيع الصمود امام فتوى واحده تصدر من النجف في مجتمع يسيطر عليه باحكام رجال الدين.
في عام 1978 تعرض الحزب الشيوعي العراقي الى حملة تصفية شرسه ادت الى تدمير كافة تنظيمات الحزب في الداخل واسفر عن ذلك نشوء اجيال من العراقيين لاتعرف اي شيء عن الحزب ولا عن الفكر الماركسي وقد رافق ذلك المعطيات الاتيه:
1- انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومه الاشتراكيه وتراجع الاحزاب الشيوعيه والعماليه في البلدان الرأسماليه.
2- المد الديني المتعاظم في العراق وباقي البلدان الاسلاميه الذي اعقب الثوره الاسلاميه في ايران واحداث افغانستان.
3- الحرب العراقيه الايرانيه واحداث عام 1991 وما افرزته من ترسيخ وتجذير للطائفيه في المجتمع العراقي التي عززها صدام حسين بحملته الايمانيه.
كل هذه العوامل مجتمعة ساهمت بشكل كبير في تراجع الافكار التقدميه في العراق وانحطاط الادب والفن وكل ماهو متحضر وسيادة كل ماهو متخلف ورجعي.لقد اصبحت الاجيال التي ولدت بعد عام اواخر الستينات فمافوق بشكل شبه مطلق فريسه للافكار المتخلفه والطائفيه وهذه الاجيال تشكل اكثر من ثلثي عدد الناخبين الان في العراق.
بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 تسيدت الساحه السياسيه في العراق الاحزاب الدينيه بما تملكه من امكانيات ماديه ودعائيه وعسكريه واستفادت من دعم المرجعيات الدينيه ذات السطوه الكبيره على عقول الناس في وسط وجنوب العراق.في مقابل ذلك لاتمتلك الاحزاب العلمانيه وبضمنها الحزب الشيوعي اية امكانيات عدا بعض القوى المدعومه بشكل محدود من بعض الدول العربيه.
ولقد ساهمت بعض سياسات الحزب الشيوعي المجامله للقابضين على السلطه وعدم تصديه القوي والحازم للظواهر السلبيه والسياسات الشوفينه والطائفيه للاحزاب الحاكمه في تراجع شعبية الحزب وخاصة لدى الطبقات والفئات الاجتماعيه التي كانت تعتبر تقليديا الحاضنه الاساسيه للحزب في حين تعززت مواقع قوى جديده في تلك الاوساط من خلال تبنيها لهموم ومطالب تلك الطبقات والفئات.
اضافة الى ذلك يعاني الحزب الشيوعي من مشاكل داخليه تجلت في عدم استيعاب الحزب لاعضاء وكوادر الحزب السابقين حيث لاتزال اعداد كبيره من هؤلاء خارج الحزب بسبب الموقف السلبي للحزب منهم.
ورغم كل ذلك بقيت صورة الشيوعيين العراقيين ناصعه في اذهان اوساط واسعه من الشعب فهم المثال في النزاهه والوطنيه والكفاءه الا ان ذلك لايكفي لكي يصوت الناس لهم فهناك الكثير من الاعتبارات التي تجعل قلوب الناس مع الشيوعيين لكن صناديق الاقتراع عليهم!
وخلاصة القول ان حصول الحزب الشيوعي على نسب متدنيه في الانتخابات الاخيره لايشكل مفاجأه في ظل الظروف الراهنه التي يعيشها العراق كما انه لايشير الى تراجع شعبية الشيوعيين على ضوء العوامل التاريخيه التي سبق شرحها الاان ذلك لايعفي قيادة الحزب من مسؤولية عدم الاستفاده من مناخات الحريه النسبيه المتاحه لتعزيز مكانة الحزب في اوساط الجماهير ودوره في حياة البلاد السياسيه.



#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذلك اني احب الحياة
- جبهة 1973 هل كانت خطأ- تأريخيا- ام فرصه تاريخيه؟الجزء الاخير
- جبهة 1973 هل هي فرصه تأريخيه ام خطأ تأريخي/الجزء الثاني
- جبهة 1973 هل هي فرصه تأريخيه ام خطأ تأريخي/الجزء الاول
- نحو دراسه علميه عميقه للظاهره الصدريه في العراق
- الطائفيه في العراق هل هي حقيقه أم بضاعة رائجه في سوق السياسه ...
- بين هادي العلوي والفضائيه العراقيه
- هل ان الحضارة الغربيه المعاصره هي نتاج المشروع الحضاري المسي ...
- السؤال المركزي في الوضع العراقي الراهن :مالعمل؟
- فينوس وعيد الحزب واشياء اخرى
- الحزب الاسلامي العراقي في الميزان
- هل سينجح حسن العلوي في مشروعه الفكري الجديد
- حسن العلوي ومشروعه الفكري الجديد
- ثلاث كوارث في تأريخ العراق المعاصر
- رساله الى السيدة سعاد خيري:
- مناوي باشا.....مسلسل تلفزيوني عراقي اثلج صدورنا
- هل تحت بانتظار حكومة انقاذ وطني
- اقناة الشرقيه تعرض مسلسلا- تلفزيونيا- يحمل اشارات تمجد الاره ...
- هل بالامكان ان يكون القاضي العراقي محايدا- في قضيه تخص صدام ...
- العلم العراقي .................مرة اخرى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ابوذر ياسر - هل تشكل نتائج انتخابات مجالس المحافظات تراجعا لشعبية الحزب الشيوعي العراقي